بوابة الوفد:
2025-03-04@03:47:46 GMT

حكم من وصل إلى المزدلفة بعد شروق الشمس

تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT

قالت دار الإفتاء المصرية، إن الزحام الشديد الذي عليه الحج في زماننا مرخِّص شرعي في ترك المبيت بالمزدلفة؛ فلا شيء عليك في وصولك إلى المزدلفة بعد طلوع شمس يوم النحر.

حكم التوكيل في رمي الجمرات في الحج.. الإفتاء توضح حكم صيام يوم عرفة وفضله.. الإفتاء تُجيب بيان معنى المزدلفة وسبب تسميتها بهذا الاسم

أوضحت الإفتاء، أن المزدلفة موضع بمكَّة بين مِنى وعرفات، ولها ثلاثة أسماء: مزدلفة، وجمع، والمشعر الحرام، وسُمِّيت بهذا الاسم لاقتراب الناس فيها من منى بعد الإفاضة من عرفات، وقيل: لاجتماع الناس فيها، وقيل: لاجتماع سيدنا آدم والسيدة حواء عليهما السلام لمَّا هبطا اجتمعا بها؛ قال العلامة الزيلعي الحنفي في "تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق": [وسميت مزدلفة لاجتماع الناس فيها، والازدلاف الاجتماع.

. وقيل: لاجتماع آدم وحواء عليهما السلام فيها، وقيل: لاقتراب الناس فيها من منى، والازدلاف الاقتراب.. وسميت جَمعًا لاجتماع الناس فيها، وقيل: للجمع فيها بين صلاتين].

وقال الشيخ الخرشي المالكي في "شرحه لمختصر خليل": [سميت مزدلفة من الازدلاف وهو التقرب.. وأيضًا جمع لاجتماع آدم وحواء فيها، وقيل: لاجتماع الناس فيها].

وقال الإمام الماوردي الشافعي في "الحاوي الكبير": [وفي تسميتها مزدلفة قولان: أحدهما: إنهم يقربون فيها من منى والازدلاف التقريب.. والثاني: إن الناس يجتمعون بها، والاجتماع الازدلاف.. ولذلك قيل لمزدلفة جمع فإذا نزل بمزدلفة جمع بين المغرب والعشاء].

وقال العلامة البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع": [سميت بذلك من الزلف وهو التقرب.. وتسمى أيضًا: جمعًا لاجتماع الناس].

القدر المجزئ في الوقوف بالمزدلفة

يحصل الوقوف عند القائلين بالوجوب بلحظة من النصف الثاني من ليلة النحر ولو بالمرور، ووجوب الدم خاص بمن ترك المبيت بلا عذر، أما من تركه لعذر فلا شيء عليه؛ قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي في "الغرر البهية في شرح البهجة الوردية": [وجوبه على غير المعذور بخلاف المعذور كالرعاء وأهل سقاية العباس، وكمن انتهى إلى عرفة ليلة النحر أو أفاض منها إلى مكة للطواف ولم يمكنه العود إلى مزدلفة ليلًا، كما أجاب به القفال وغيره، أو له مال يخاف تلفه بالمبيت أو مريض يحتاج إلى تعهده أو أمر يخاف فوته ولو أحدثت سقاية للحاج قال في "التهذيب" لأهلها ترك المبيت.. قال النووي: ويحصل المبيت بمزدلفة بحضورها لحظة في النصف الثاني كالوقوف بعرفة نص عليه في "الأم" وبه قطع جمهور العراقيين وأكثر الخراسانيين].

وقال العلامة شهاب الدين الرملي الشافعي في "نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج": [ولو بادرت المرأة إلى مكة لطواف الركن خوفا من طُروِّ حيضها أو نفاسها لم يلزمها دم أيضا كما قاله ابن الملقن وهو متجه].

وقال ابن قدامة المقدسي الحنبلي في "المغني": [ومن بات بمزدلفة، لم يجز له الدفع قبل نصف الليل، فإن دفع بعده، فلا شيء عليه.. فمن دفع من جمع قبل نصف الليل، ولم يعد في الليل، فعليه دم، وإن عاد فيه، فلا دم عليه، كالذي دفع من عرفة نهارًا. ومن لم يوافق مزدلفة إلا في النصف الأخير من الليل، فلا شيء عليه؛ لأنه لم يدرك جزءًا من النصف الأول، فلم يتعلق به حكمه، كمن أدرك الليل بعرفات دون النهار].

فيتبين مما سبق: أن هناك قولًا للإمامين الشافعي وأحمد رضي الله عنهما بسُنِّيَّة المبيت مطلقًا من غير اشتراط حَطِّ رحالٍ ولا مرورٍ أصلًا، وأنَّ من الشافعية من جعل إفاضة الحاج من عرفات إلى مكة لطواف الركن عذرًا شرعيًّا في ترك المبيت بمزدلفة، وأن المالكية قائلون بسُنِّيَّة المبيت مع إيجابهم الـمُكثَ فيها بقدر حَطِّ الرحال وصلاة العشاءين، وأن الحنفية قائلون بأن المبيت ليس واجبًا إنما الواجب القيام فيها بعد الفجر إلى طلوع الشمس، وأن الأصح عند الشافعية والحنابلة وجوب المبيت، وأن الموجِبينَ متفقون على أن ترك الواجب في ذلك وهو مقدار حَطِّ الرحال وصلاة العشاءين عند المالكية، والقيام عند المشعر الحرام بعد الفجر عند الحنفية، وتحصيل المبيت بمزدلفة بالحضور بعد نصف الليل لحظةً ولو مرورًا عند الجمهور يسقط عند وجود الأعذار.

حكم حج من ترك الوقوف بالمزدلفة بسبب كثرة الزحام

إذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد رخَّص للرعاة عدم المبيت بمزدلفة من أجل رعي أنعامهم، ورخص لعمه العباس رضي الله عنه من أجل سقايته، فلا شك أن الزحام الشديد المؤدي إلى الإصابات والوفيات الناجم عن كثرة الحجاج عامًا بعد عام مع محدودية أماكن المناسك أَوْلَى في الإعذار من ذلك؛ لأن أعمال السُّقاة والرُّعاة متعلقة بأمورهم الحاجِيَّة؛ أما الزحام فقد يتعارض مع المقاصد الضرورية؛ لأنه يؤدي في كثير من الأحيان إلى الإصابات، بل والوفيات، كما هو مشاهَدٌ معلوم.

والزحام عذر يرخص في ترك الوقوف بمزدلفة بعد الفجر عند الحنفية؛ قال العلامة الحصكفي في "الدر المختار": [لكن لو تركه بعذر كزحمة بمزدلفة لا شيء عليه].

وقال العلامة ابن عابدين في حاشيته عليه "المرجع السابق نفسه": [(قوله: كزحمة) عبارة اللباب إلا إذا كان لعلة أو ضعف، أو يكون امرأة تخاف الزحام فلا شيء عليه. اهـ، لكن قال في "البحر": ولم يقيد في المحيط خوف الزحام بالمرأة بل أطلقه فشمل الرجل.

وليس من شرط الزحام المرخِّص في العذر أن يكون حاصلًا في المزدلفة نفسها، بل المقصود هو الوصول إلى ما يمنع تكدس الحجيج عند تدافعهم في النفرة منها بأي وسيلة، وفي هذه الأزمنة التي زادت فيها أعداد الحجيج زيادة هائلة، وتضاعفت أضعافًا مضاعفة في أماكن المناسك المحدودة فقد أصبح الزحام متوقَّعًا في كل لحظة، والناظر للمناسك في ساعات الذروة يلتمس خطر الموت من شدة الزحام والتلاحم، والعمل على ما يقي ذلك من أهم الواجبات الشرعية المرعية في الحج، فصار وجود هذا الكم الكبير من الحجيج في نفسه مسقطًا لوجوب ترك المبيت؛ لأن الشرع يُنَزِّل المظِنَّة منزلة المئنَّة، ويحتاط للحفاظ على الأنفس والمهج ما لا يحتاط لغيرها، فيدخل في الزحام المسقط للوجوب في المكث أو المبيت؛ توقع الزحام أو الخوف أو الهروب منه، وهذا يقتضي سقوط الفدية عمن ترك المبيت في وجود هذه الأعداد الكثيرة عند القائلين بوجوبه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مزدلفة الإفتاء المزدلفة النحر قال العلامة من ترک

إقرأ أيضاً:

خلى بالك.. حالة يسقط فيها الحق بالجمع بين النفقات والأجور

تعددت أنواع النفقات والأجور المستحقة للمرأة وأولادها فى قانون الأحوال الشخصية، ولكن القانون وضع شروط لاستحقاقها، كما حدد شروط لعدم جواز الجمع بينهما وحدد الفروق بين الأجر والنفقة، وآلية الحصول علي أي منهم، وخلال سلسلة (خلي بالك) نرصد أبرز الأخطاء التي إذا ارتكبها شريكي الحياة تهدد بفقدان حقوقهم الشرعية، ونرصد الإجراءات القانونية الصحيحة اللازم اتخاذها لاسترداد الحقوق المهدرة لطرفي النزاع القضائي حال تخلف أي من الطرفين عن سدادها.

- للزوجة حق النفقة على زوجها نظير احتباسها فى عصمته من نفقة زوجية ونفقة متعة ونفقة عدة  و نفقة صغار ونفقة تعليم ونفقة علاج ونفقة حمل مستكن ونفقة ولاده.

- القانون 25 والمادة 18 مكرر ثانيا من القانون 1929، والمضافة بالقانون 100، يقضيان بأن نفقة الزوجة ونفقة الأولاد كلاهما تستحقان على الملتزم بالنفقة "الزوج" من تاريخ امتناعه عن الإنفاق.

- الأجور فهى نظير عمل مثل أجر الحضانة وأجر الرضاعة، اما أجر المسكن فهو من عناصر نفقة الصغير.

- النفقة والأجر لا يستحقان معا فى ذمة واحدة وذلك بمعنى أن الزوج يلزم بأحد النفقتين فقط، ويلزم الزوج بالأجر إذا لم يكن للمرأة عليه نفقة، وفى حالة ثبت تولي الزوج الإنفاق فليس للزوجة أن تطالب بها.

- من المقرر شرعاً وقانوناً أن الحضانة هى عمل تؤديه الحاضنة لمصلحة والد الصغير ولذلك فإنها تستحق عنه أجرة بعد طلاقها منه وانقضاء عدتها شرعاً.

- إذا ثبت أن الزوجة ابرأت زوجها من نفقة العدة نظير الطلاق أو فى حاله دفع زوجها تلك النفقات فلا يجوز لها أجر حضانة.

- للزوجة الحق فى طلب الأجور متى لم تكن القائمة بهما تستحق نفقة أخري على ولى الصغير كزوجة.

- نفقة الصغير تشمل حسب المادة 18 مكررا ثانيا من قانون الأحوال الشخصية كلا من المأكل والملبس اللائق بأمثاله.

- يستحق على الأب أجر المسكن متى لم يكن له مسكن يقيم فيه - وفقا لما انتهت إليه المحكمة الدستورية العليا -، كما يستحق بدل فرش وغطاء.







مشاركة

مقالات مشابهة

  • حكم صيام الحامل والمرضع؟.. حالة واحدة يجوز فيها الإفطار
  • شاهد.. مناظر خلابة لشروق الشمس علي قمة جبل موسي تجذب السياح
  • شركة أمريكية تختبر سيارة طائرة.. هل تصبح الحل الفعلي لمشاكل الزحام؟
  • خلى بالك.. حالة يسقط فيها الحق بالجمع بين النفقات والأجور
  • دعوة لاجتماع طارئ.. استياء في كركوك من تسعيرة المولدات وساعات تشغيلها
  • أيام معدودات.. إغرس فيها الأثر قبل أن يرحل هذا الشهر
  • صورة نادرة لنصرالله.. من ظهر معه فيها؟
  • 3 ساعات فى رمضان يستجاب فيها الدعاء .. اغتنم الفرصة
  • نوبة بكاء وشتائم.. زوجة تقع في فخ جوزيه أربعة وأقعدي مربعة
  • 10 أخطاء شائعة في الإفطار تمنعك من خسارة الوزن.. هل تقع فيها دون قصد؟