التطرق للشعارات السياسية وفلسطين.. أبرز ما جاء في خطبة يوم عرفة بالسعودية
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
السومرية نيوز – دوليات
ألقى خطيب المسجد الحرام الشيخ ماهر المعيقلي خطبة عرفات والتي قال فيها إن من تقوى الله الواجبة أن يفرد العبد ربه بالعبادة فلا يصرف شيئًا من العبادة لغيره سبحانه.
وتوافد حجاج بيت الله الحرام، اليوم السبت، إلى مسجد نمرة للاستماع إلى خطبة عرفة وأداء صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا.
وأضاف الشيخ ماهر المعيقلي: "إنكم في عرفة في موقف عظيم يباهي الله بكم ملائكته، فهذا موطن شريف وزمان فاضل تضاعف فيه الحسنات، وتغفر فيه السيئات، وترفع فيه الدرجات".
وتابع: "الحج إظهار للشعيرة وإخلاص في العبادة لله، وليس مكانا للشعارات السياسية ولا التحزبات؛ مما يوجب الالتزام بالأنظمة والتعليمات التي تكفل أداء الحجاج لمناسكهم وشعائرهم بأمن وطمأنينة".
وشدد الشيخ المعيقلي على أنه: "على كل مؤمن أن يسعى إلى المحافظة على الضروريات الخمس؛ مما يؤدي إلى سلامة الخلق واستقرار الحياة وانتشار الأمن وتمكن الناس من تحصيل مصالحهم الدينية والدنيوية، وعليه أن يتعاون مع غيره في ذلك تقربًا لله، وطلبًا لثوابه في الآخرة... وعلى كل مسلم عدم تمكين العابثين من محاولة التأثير في مقاصد الشرع في المحافظة على هذه الضروريات".
وجاء في الخطبة: "الشارع الحكيم أكد وجوب المحافظة على الضروريات الخمس التي اتفقت الشرائع على العناية بها وهي حفظ الدين والنفس والعقل والمال والعرض، بل اعتبر الشرع أن التعدي عليها جريمة تكون سببًا للعقوبة". وبينت أن: "الشريعة جاءت بكل ما تزدهر به الحياة، وتحصل به التنمية، ومنعت من الإضرار بالآخرين، أو إلحاق الأذى بهم، وأمرت بالعدل والأخلاق الفاضلة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، وصدق الحديث، وحفظ الحقوق مع إيصالها لأهلها، وأداء الأمانات، والوفاء بالعقود والعهود والسمع والطاعة لأصحاب الولاية".
كما أكد على أنه: "من المنطلقات الواضحة جاءت الشريعة المباركة بتحصيل المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد أو تقليلها، وقررت أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، كما جاءت بتحصيل أعلى المصالح ولو بتفويــــــت أدناهـــــا، وبارتكاب أدنى المفسدتين لدرء أعلاهما". وأضاف: ادعوا لإخواننا في فلسطين الذين مسهم الضر وتألموا من أذى عدوهم، سفكا للدماء وإفسادًا في البلاد ومنعا من ورود ما يحتاجون إليه.
ومنذ صباح السبت توجه الحجاج إلى صعيد عرفات الطاهر مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة، ملبين متضرعين داعين الله عز وجل أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار.
وواكبت قوافل ضيوف الرحمن إلى مشعر عرفات متابعة أمنية مباشرة يقوم بها أفراد مختلف القطاعات الأمنية التي أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم.
من جهتها، حذرت وزارة الصحة الحجاج من "أخطار التعرض لارتفاع حرارة الأسطح بالمشاعر المقدسة، التي تصل إلى درجات حرارة مرتفعة".
ونبهت الوزارة الحجاج من أن "التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة، يشكل خطرا كبيرا على صحتهم"، مشيرة إلى أن "موسم الحج هذا العام 1445هـ يأتي مع ارتفاع درجات الحرارة على مكة المكرمة التي تعد أكبر الصعوبات التي يواجهها الحجاج".
ورصدت وكالة الأنباء السعودية "واس" في المشاعر المقدسة عملية انتقال جموع الحجيج من منى إلى عرفات، حيث اتسمت الحركة المرورية بالانسيابية خلال تصعيد الحجيج.
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
الشيخ كمال الخطيب يكتب .. بين طواف الحجاج حول الكعبة وطواف الجياع بين ركام غـزة
#سواليف
بين #طواف_الحجاج حول #الكعبة و #طواف_الجياع بين #ركام_غـزة
#الشيخ_كمال_الخطيب
✍️يظنّ بعض الناس أن قيمة الإنسان ومكانته عند ربه سبحانه هي بمقدار ما يحفظ من الآيات والأحاديث والأشعار التي تبهر السامعين. ويظنّ البعض الآخر، أن قيمة الإنسان ومكانته هي بقدرته على الدعاء الطويل الذي فيه سجع حيث تتشابه نهاية الكلمات مع بعضها مما يشير إلى ثروة لغوية يملكها. والحقيقة غير ذلك، فها هو نوح عليه السلام قد دعا ربه سبحانه بثلاث كلمات فقط، لكنها كانت كافية لاستجابة الله تعالى وقد أغرق الكرة الأرضية لما قال: {فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ} آية 10 سورة القمر، فكانت الاستجابة {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍوَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} آية 11-12 سورة القمر. وامتلك سليمان عليه السلام الأرض كلها مشرقها ومغربها ببعض كلمات وقد دعا ربه سبحانه {وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي} آية 30 سورة ص، فكانت الاستجابة { فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَوَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ} آية 36-37 سورة ص.
✍️فعلاقة الإنسان منا مع الله لا تقوم على أساس فذلكة اللسان ولا الألقاب والشهادات، ولا حتى عبادات يؤديها ليرائي بها الناس ولا يتخلق بأخلاقها، وإنما تقوم على الصدق والإخلاص مع الله تعالى، وفي ذلك قال رسول الله ﷺ: “ربّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، وربّ قائم ليس له من قيامه إلا السهر”. لا بل إن رسول الله ﷺ كان يقول لأصحابه: “حدّثوني عن رجل دخل الجنة لم يصلّ قطّ؟ فإذا لم يعرفه الناس سألوه من هو؟ فيقول: الأصيرم بن عبد الأشهل. قال الحصين: فقلت لمحمود بن لبيد، كيف كان شأن الأصيرم؟ قال: كان يأبى الإسلام على قومه، فلمّا كان يوم أحد وخرج رسول الله ﷺ إلى أُحد وبدا له الإسلام، فأسلم فأخذ سيفه فغدا حتى أتى القوم فدخل في عرض الناس (وسطهم) فقاتل حتى أثبتته الجراح. قال: فبينما رجال بني عبد الأشهل يلتمسون قتلاهم في المعركة إذا هم به فقالوا: والله إن هذا للأصيرم وما جاء؟ لقد تركناه وإنه لمنكر لهذا الحديث (الإسلام)، فسألوه ما جاء به؟ قالوا: ما جاء بك يا عمرو أحدبًا على قومك أو رغبة في الإسلام؟ قال: بل رغبة في الإسلام، آمنت بالله ورسوله وأسلمت ثم أخذت السيف فغدوت مع رسول الله ﷺ فقاتلت حتى أصابني ما أصابني، قال: ثم لم يلبث أن مات في أيديهم فذكروه لرسول الله ﷺ فقال: إنه لمن أهل الجنة”.
هكذا هو الصدق إذن، فليس الشأن في العبادة، بل إنما في الصدق فيها وإخلاص التوجه والقلب فيها لله رب العالمين.
????الوردة النادرة
يقول الدكتور حسان شمسي باشا في كتابه الجميل -عندما يشرق الصباح-: فقد أضيف الصدق في القرآن لخمسة أشياء:
✍️فالصدق مصدر قوة روحية ومعنوية للإنسان، فالمستقيم الصدوق قد لا يصبح مشهورًا أبدًا لكنه يصير محترمًا ومحبوبًا من جميع معارفه.
✍️ وإن أعظم الصادقين والصدّيقين هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وإن الصادقين هم من ذكرهم الله تعالى بعد النبيين في مقامهم عند الله يوم القيامة {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا} آية 69 سورة النساء. ولقد سأل رجل تميم الداري رضي الله عنه قائلًا له: “ما صلاتك بالليل؟ فغضب غضبًا شديدًا ثم قال: والله لركعة أصليها في جوف الليل في سرّ أحبّ إليّ من أن أصلي الليل كلّه ثم أقصّه على الناس”. إنه أراد بذلك أن يتمثل قول الله تعالى {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} آية 5 سورة البينة.
✍️وإن الصدق هو رديف الإخلاص، فالصالحون كان حرصهم شديدًا على أن يبتغوا بأي عمل يعملونه، وجه الله سبحانه. ولقد ذكر ابن عقيل عن العالم الجليل الفيروز آبادي أنه “كان لا يخرج صدقة إلى فقير إلا استحضر النية الخالصة لوجه الله تعالى حتى لا يكون فيها سمعة ولا رياء، وكان لا يتكلم في مسألة من مسائل العلم والفقه إلا قدّم الإستعانة بالله وإخلاص القصد في نصرة الحق، ولا صنّف مسألة إلا بعد أن صلّى لله ركعتين، فلا غرابة أن شاع اسمه واشتهرت تصانيفه فهذه بركات الإخلاص”. ولقد قيل في عبارة رائعة: “لو وضع الصدق على جرح لبرئ” وقيل كذلك: “الإخلاص وردة نادرة لا تنبت في بستان كل الناس”.
????كُل من الخيار ما شئت ولكن…
✍️ كان أحد العلماء العاملين قد علم بوجود خلاف بين جارين حول قطعة أرض، وقد حاول العالم أن يردّ الحق لصاحبه بعد أن تبيّن له بلا ريب ولا شكّ لمن الحق في الأرض، فحكم بذلك لكن الرجل أبى واستكبر ورفض حكم العالم.
بعد مدة وكان الوقت ضحى، وإذا بطارق يطرق باب بيت ذلك العالم، فلما فتح له الباب وإذا به الرجل الذي اغتصب الأرض ورفض الإذعان للحقّ. ظنّ العالم أن الرجل قد راجع نفسه وأن ضميره قد أنّبه وأنه جاء إلى الشيخ ليخبره أنه سيردّ الحقّ لصاحبه، لكن المفاجأة كانت أن الرجل جاء يسأل الشيخ يقول له متلهفًا إنه كان صائمًا صيام نافلة ولكنه أكل خيارة ناسيًا، فهل صيامه صحيح ويستمر به أم أن عليه الإفطار؟ فقال له العالم بكل جرأة ووضوح: كل ما شئت من الخيار ولا حرج عليك، ولا تأكل حقّ جارك وأرجع قطعة الأرض التي اغتصبتها من جارك.
✍️ نعم، ما أكثرهم الذين يشغلون أنفسهم في السنن وهم مفرّطون مقصّرون بالفرائض، ما أكثرهم الذين تشغلهم صغائر الأشياء بينما هم متهاونون بالكبير منها.
✍️يقول الاستاذ الدكتور حسان شمسي باشا: “يقول أخي وصديقي الدكتور مصطفى محمود رحمه الله: سألت نفسي وأنا أطوف بالكعبة، ما بال المسلمين يطوفون الآن في خشوع وتبتّل، فإذا خرجوا تفرّقوا وانقسموا وأصبح كلّ منهم يطوف حول نفسه أو حول اسمه أو حول شيطانه. فهل أراد الله بالطواف أن يكون مجرد حركة معزولة عن السلوك والحياة أم أراد به أن يكون شعيرة دينية هي تكثيف وتلخيص للحياة كلها، بل أراد الله أن تكون حياتنا كلها طوافًا حول مشيئته في كل صغيرة وكبيرة؟”.
✍️وليس أن من يطوفون حول الكعبة يطوفون حول أنفسهم وأسمائهم ومصالحهم بل وحول شيطانهم كما قال المرحوم الدكتور مصطفى محمود، بل إن منهم من يطوفون حول أصنام جديدة هي العائلة وهي الحزب وهي الزعيم الملك أو الرئيس يطيعونه أكثر من طاعة الله ويعظّمونه أكثر مما يعظّمون الله ولسان حالهم يقول ما كان يقول أسلافهم من الطفيليين من شعراء البلاط، كما قال الشاعر ابن هانئ في مدح الحاكم في مصر المعز لدين الله الفاطمي:
ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار
وكأنما أنت النبي محمد وكأنما أصحابك الأنصار
✍️ما يحصل الآن في حال أمة الإسلام، أن الشعوب تطوف حول الحكام، وأن الحكام يطوفون حول نتنياهو وترامب لكأنه هو إله هذا الكون يتحكم به اقتصاديًا وسياسيًا عسكريًا.
✍️ إن أمة العرب والإسلام قد تشوّه مفهوم الدين في نفوسهم وكذلك تشوّه مفهوم الطواف حول الكعبة الشريفة، وإلا فلو أن المسلمين أسودهم وأبيضهم، عربهم وعجمهم الذين يطوفون حول الكعبة الشريفة الواحدة بلباس الإحرام الواحد، فلو أنهم اجتمعت كلمتهم ما ذلّوا ولا هانوا، ولحسبت لهم قوى الأرض أيًا كانت ألف حساب، ولما عادوا يسمونهم بشعوب العالم الثالث، ولما أصبحت خيراتهم نهبًا للصوص الأرض كما يفعل بهم العاهر ترامب وهو يفرض عليهم الأتاوات والجزية، فمرة ألزم محمد بن سلمان بدفع 450 مليار في العام 2017 وها هو الآن يفرض عليه دفع مبلغ ألف مليار دولار يحلبها من أموال نفط بلاد الحرمين كما يحلب الفلاح بقرته.
✍️ولقد صدق من قال: “أمة ربها نور وكتابها نور ورسولها نور فكيف تتيه في الظلام”. وقال الآخر: “أمة لها ربّ واحد وكتاب واحد ورسول واحد وقبلة واحدة ما بالها مجزأة مقسمة”. وصدق فيهم قول الشاعر:
وجموع أمتنا بلا وعي تسير إلى الدمار
ما بين عبد لليمين ومن تزندق لليسار
والحق أبلج واضح قد ديس في وضح النهار
✍️وكذلك قال الشاعر الآخر في وصف حال الأمة وزعمائها بعد أن جهلوا حقيقة ومعنى الطواف:
أرى الملايين في الأقطار ليس لهم في عالم اليوم إجلال وإكبار
هانوا على الله لما أصبحوا دولًا وبات يملكهم في الناس سمسار
يا سيد الرسل قد باتت عروبتهم سيفًا يهتك به للدين أستار
إن العروبة بالإسلام عزّتها فإن هوت غيره فلتبكها الدار
✍️جاء أعرابي إلى رسول الله ﷺ يقول له: يا رسول الله أصلي الفروض الخمسة ولا أزيد على هذا ولا أنقص، فقال رسول الله ﷺ: أفلح إن صدق”. وما كان يصدق على الأعرابي يومها فإنه يصدق على أعراب وزعماء هذا الزمان، أفلحوا إن صدقوا، ولكن ولأنهم غير صادقين، فإنهم لم يفلحوا ولن يفلحوا حتى يرجعوا إلى دينهم.
???? لن يضيّعكم الله يا أطفال غزة
✍️بعد أسبوعين سيبدأ حجاج بيت الله الحرام بالتوافد إلى البقاع الطاهرة المقدسة لأداء مناسك ركن الحج، وإن من أركان الحج طواف الإفاضة حول الكعبة الشريفة.
✍️بيقين كما الله تعالى فجّر الماء من تحت قدمي الطفل إسماعيل فرواه بعد عطش بعد أن طافت وسعت أمه وقطعت المسافات بين الصفا والمروة بحثًا عن الماء لطفلها بعد أن نفذ مخزون الماء والغذاء الذي كان معهما، فإنه سبحانه سيروي العطاش من أطفال غزة، وسيطعمهم من جوع، ويؤمنهم من خوف ولن يضيّعهم كما لم يضيّع هاجر وابنها إسماعيل {وَعْدَ ٱللَّهِ لَا يُخْلِفُ ٱللَّهُ وَعْدَهُ}.
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.
رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. مقالات ذات صلة تحقيق في نسيان جندي إسرائيلي 40 دقيقة بمنطقة داخل غزة 2025/05/02