تعاون مشترك بين جامعة أسيوط ووزارة التربية والتعليم لتطوير التكنولوجي التطبيقي
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
تعقيباً على احتفالية مدرسة أحمد ضيف الله للتكنولوجيا التطبيقية والذكاء الاصطناعي بمحافظة أسيوط، في ختام الأنشطة الطلابية، وتكريم الطلاب، والطالبات المتميزين بالمراحل الدراسية المختلفة، أكد الدكتور أحمد المنشاوي رئيس جامعة أسيوط؛ حرص جامعة أسيوط على التعاون المشترك مع وزارة التربية والتعليم؛ لتطوير التعليم التكنولوجي، وتدريب المعلمين، والاستفادة من مخرجات الأبحاث العلمية بالجامعة، وتعميم نظام المدارس التكنولوجية التطبيقية.
مشيداً بما تشهده الدولة المصرية من نهضة تعليمية، والتوسع في إنشاء المدارس التكنولوجية، والدولية؛ بهدف التطوير الفعلي للعملية التعليمية، وإعداد قاعدة عريضة من الباحثين، والعاملين، وتنشئة جيل من المبدعين، والمجددين في مجال التكنولوجيا؛ بما يسهم في بناء جيل من الشباب يمتلك عقلًا علميًا واعيًا نافعًا لمجتمعه، ومساهمًا في نهضة وطنه، مشيراً إلى ما تحققه الجامعة من مساحة على مستوى النشر الدولي، والاستشهادات الدولية، والحضور العالمي في مجال أبحاث التكنولوجيا.
شهد الاحتفالية؛ اللواء عصام سعد محافظ أسيوط، والدكتور أحمد عبد المولى نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والأستاذ محمد إبراهيم دسوقي وكيل وزارة التربية والتعليم، والأستاذ محمد النمر مدير عام التعليم الفني، والحاج صلاح ضيف الله، الشريك الصناعي، والأستاذ محمد عدلي المدير الأكاديمي للمدرسة، والأستاذ أحمد سويفي وكيل وزارة الشباب والرياضة، و الأستاذ علي سيد وكيل وزارة العمل ، ولفيف من القيادات التنفيذية، وأولياء الأمور، وطلاب، وطالبات المدرسة.
وأعرب اللواء عصام سعد؛ عن سعادته بحضور الاحتفالية، وسط أبنائه الطلاب الذين أثبتوا تفوقهم العلمي في مجال التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، وفوزهم في الكثير من المسابقات المحلية، والدولية، مشيداً بمستوى طلاب، وطالبات مدرسة أحمد ضيف الله للتكنولوجيا التطبيقية، والذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى النهضة التعليمية التي حظيت بها محافظة أسيوط؛ في ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وخاصة التوسع في إنشاء المدارس التكنولوجية، والدولية بالمحافظة، والتي تستوعب المتميزين، والمتفوقين من أبنائنا الطلاب؛ لتخريج جيل قادر على استكمال مسيرة التنمية، ومواجهة التقدم الكبير في العلوم، والتكنولوجيا، والتي تعد نموذجاً؛ لدمج التكنولوجيا بالعملية التعليمية.
وأكد الدكتور أحمد عبد المولى؛ على أهمية التكنولوجيا التطبيقية، والذكاء الاصطناعي في مجالات العمل المختلفة، لافتا إلى دور المدرسة في تخريج طلاب مؤهلين لسوق العمل، مشيداً بالتعاون بين وحدة نقل التكنولوجيا بالجامعة، ووزارة التربية و التعليم ، موجهًا الشكر للقائمين على الحفل، والطلاب المشاركين فيه، والمعلمين؛ لتميزهم، وتفانيهم في العمل، مشيداً بمشروعات الطلاب بالمعرض التكنولوجي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مدرسة أحمد ضيف الله للتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي محافظة أسيوط ختام الأنشطة الطلابية تكريم الطلاب جامعة أسيوط والذکاء الاصطناعی وزارة التربیة
إقرأ أيضاً:
أحلم بالتعايش بين البشر والذكاء الاصطناعي ..وسيتمكن الناس من تحميل لقطات من ذاكرتهم للحاسوب
"عمان": يؤمن "إيلون ماسك" بمقولة مفادها أن الأحداث التي تثير اهتمام الناس وتجذب انتباههم غالبًا ما تتحقق في النهاية، ويعتبر أن الزمن الذي نعيش فيه هو الزمن "الأكثر إثارةً" في التاريخ، مشبّهًا عالمنا بمختلف صراعاته الشرسة "بأن تشاهد فيلمًا عن الحرب يفجر فيه الرصاص أجساد الناس وأنت تحتسي مشروبك الغازي وتتناول الفشار".
الرجل الأغنى في العالم وفقًا لأحدث الإحصائيات، الذي يملك عدة شركات معنية بتطبيقات الذكاء الاصطناعي الأكثر تطورًا، يخشى أن ينتزع الذكاء الاصطناعي السيطرة من الإنسان في مرحلة مستقبلية ما، ويوضح في مداخلة له أمام المنتدى الدولي لصناديق الثروة السيادية الذي استضافته سلطنة عمان مطلع الشهر الجاري ممثلة في جهاز الاستثمار العُماني: "بالتأكيد، آمل ألا نصل في المستقبل إلى نقطة يحدث فيها تغيير جذري في موازين القوى بحيث ينتهي دور الإنسان إذا كان المستقبل للذكاء الفائق والروبوتات. هل يظل للإنسان دورٌ في مستقبل كهذا؟ أتمنى ذلك؛ لكنه ربما لا يكون لنا دور حينها. "ويتساءل ماسك عما إذا كان يفضل أن يشاهد هذا السيناريو أم لا، ويحسم أمره في النهاية ويؤكد أنه في حال سيطرة الآلة على الإنسان سيفضّل "البقاء والمشاهدة".
وبرغم تخوفاته من التطور الهائل للذكاء الاصطناعي، يوضح "ماسك" أن شركاته تهدف إلى إنتاج أقوى "نماذج الذكاء الاصطناعي في العالم"، مبررًا استمراره في تطوير الذكاء الاصطناعي بأنه لو لم تنتج شركاته هذه النماذج الذكية فسوف ينتجها غيرها، وربما لا ينتجها كما ينبغي ويحمل نوايا خبيثة ترمي بالبشرية إلى هوة الانقراض، واتخذ من "لاري بايج" الشريك في "جوجل" مثالًا فقد سبق واتهم "ماسك "بأنه "منحاز للجنس البشري" ضد الآلة؛ وهي التهمة التي يرى "ماسك" أن عدم الاتصاف بها هو الجريمة وليس العكس، مؤكدًا أنه يعمل في مجال تطوير الذكاء الاصطناعي لكي لا يتركه لاحتكار قلة من عمالقة هذا المجال مثل شركات "جوجل" و"أوين إيه آي" و"ميتا".
يرى "ماسك" أن العالم يقف على أعتاب مستقبل مشرق، ويؤكد أنه مشاركٌ في صناعة هذا المستقبل الذي يحمل معه شركات مثل "تسلا" و"سبيس إكس" وغيرهما من الشركات المملوكة له. وعن آفاق هذه الشركات يقول "ماسك": "أظن أن تسلا ستنتج نحو مليونَي مركبة كهربائية هذا العام، وفي العام المقبل سننتج ما يزيد على هذا الرقم بنسبة تتراوح بين 20% و30%"، مضيفًا أنها ستنتج 10 ملايين مركبة كهربائية أو أكثر سنويًا، وستكون هذه المركبات ذاتية القيادة، ففي المستقبل لن تحتاج هذه المركبات إلى مَن يقودها، وسيصبح من الطبيعي والمُتوقع إلى حدٍ كبير أن تقود السيارات نفسها كما تقود المصاعد نفسها. كذلك، تنتج تسلا روبوتات ذاتية التحكم في شكلٍ أقرب إلى الإنسان مثل الروبوت أوبتيموس، والتي يمكنها أن تقوم بأي عمل يمكن للإنسان القيام به".
ويضيف: "هناك أيضًا شركة سبيس إكس التي أمكنها العام الماضي أن تطلق نحو 80% من الحمولة للدوران حول الأرض هذا العام، وسوف تطلق 90% من الحمولة إلى المدار باستخدام مركبة ستارشيب العملاقة. وإذا واصلنا العمل وفقًا لخططنا الحالية، والتي تتمثّل في بناء مدينة على المريخ وقاعدة على القمر، فسوف تطلق "سبيس إكس" 99.9% بالمئة من الحمولة للدوران حولها، ولن يتبقى من هذه الحمولة سوى 0.1% فقط".
إن تفاؤل "ماسك" بالمستقبل، الذي يتمنى أن يشبه السيناريو الحميد الذي تضمنته سلسلة كتب "الثقافة Culture" للمؤلف الإسكتلندي إيان بانكس، يشوبه قلق بالغ من إساءة استغلال عمالقة الذكاء الاصطناعي للنماذج التي ينتجونها وتدريبها على الكذب والنفاق بدلًا من السعي إلى الحقيقة، وإعلاء الأيدولوجيات السياسية على أي شيء آخر بما في ذلك الحفاظ على الجنس البشري نفسه. فعلى حد قوله: "لا أعرف إن كان بإمكاننا التحكم في الذكاء الاصطناعي، لكن بإمكاننا تدريبه وتوجيهه. الأمر أشبه بأن يكون لديك طفل عبقري: أنت تعرف أنه سيكون أذكى منك بكثير، لكن يظل بإمكانك تعليمه القيم الرفيعة وتربيته بطريقة جيدة. والأمر الذي أظنه الأهم فيما يتعلق بتدريب الذكاء الاصطناعي وتنمية نماذجه تنميةً فعالة هو التركيز المطلق خلال هذا التدريب على الحقيقة، ومضاعفة احتمالية أن يكون ما يقوله النموذج حقيقيًا، وعدم تضليله أو إجباره على الكذب".
ويسجّل "ماسك" ملاحظته في استناد نماذج مثل "جيميني" و"تشات جي بي تي" في تدريبهما إلى ما يصفه بـ "الفلسفة العدمية الأميل إلى الفناء"، فمثلًا يرى "جيميني" أن الخطأ في تصنيف كاتلين جينر جنسيًا أسوأ من اندلاع حرب عالمية بالأسلحة النووية الحرارية. يشرح "ماسك" تخوفه من عواقب هذه الفلسفة فيتساءل: "ماذا سيحدث لو تمتع ذلك النموذج بالقوة الكاملة واستنتج أن أفضل طريقة لتجنب التصنيف الجنسي الخطأ هي تدمير البشرية، ومن ثمّ انتهاء احتمالية التصنيف الخطأ للجنس؟ هذه واحدة من النتائج المُحتملة". وهنا يشير "ماسك" إلى أن الهدف الرئيسي لشركته "إكس إيه آي" يتمثّل في تقديم بديل للشركات الكبرى الحالية من خلال "إنتاج نموذج ذكاء اصطناعي يسعى إلى الحقيقة إلى أقصى قدرٍ ممكن ويحب البشر".
بدأت رحلة "ماسك" لكسر احتكار "جوجل" وتقديم البديل بمشاركته في إنشاء شركة "أوبن إيه آي"، والتي أُنشئت بالأساس لتكون النقيض لما تقدمه "جوجل" بتقديم نموذج مفتوح المصدر وغير ربحي، لكن لم تستمر الأمور كما خطّط لها. يوضح "ماسك": "من سخرية الأحداث أن أوبن إيه آي تحولت إلى نموذج للذكاء الاصطناعي "المغلق" لمضاعفة الأرباح، من خلال مكايد لا أدركها بالكامل. وبدلًا من تسميتها بذلك الاسم الذي يعني (الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر) أصبح جديرًا بها اسم (الذكاء الاصطناعي المغلق لمضاعفة الأرباح)". هكذا انسحب "ماسك" من "أوبن إيه آي" التي أصبحت تمثّل بالنسبة له "مثالًا عمليًا على النفاق".
هنا انتقل "ماسك" إلى مرحلة أخرى من رحلته تمثّلت في تأسيس شركة "إكس إيه آي" الوليدة. يرى "ماسك" أن الشركة تبلي بلاءً حسنًا وهي لا تزال بعمر 18 شهرًا فقط، حتى أصبح نموذجها "غروك" ضمن أفضل خمس نماذج للذكاء الاصطناعي في العالم برغم تدريبه على قدر ضئيل مما تدربت عليه نماذج "أوبن إيه آي" و"جيميني"، مضيفًا أنه يُنتظر أن تنتهي الشركة خلال بضع شهور من تدريب النموذج "غروك 3" والذي يعتقد أنه سيكون أذكى نموذج للذكاء الاصطناعي في العالم.
إن انسحاب "ماسك" من "أوبن إيه آي" لم يمنعه من الاعتراف بما حققته من تطوير هائل للذكاء الرقمي، لا سيما من خلال نموذجها الأشهر "جي بي تي" بمختلف إصداراته. يوضح "ماسك": "كان نموذج جي بي تي-1 أسوأ من روبوت دردشة مُبرمج يدويًا، لذا كان بمثابة جنين غير مكتمل النمو. ثم كان نموذج جي بي تي-2 روبوت دردشة مقبولًا إلى حدٍ ما، ثم كان نموذج جي بي تي-3 أفضل من أي روبوت دردشة، ثم أتى نموذج جي بي تي-4 مثل وحش جديد كليًا. يمكن لهذا النموذج كتابة مقالات ربما تكون أفضل مما يكتبه 99% من البشر حتى اليوم، ولا يزال ذلك الاتجاه مستمرًا في التنامي".
يؤكد "ماسك" أن ما سيكون عليه الذكاء الرقمي في المستقبل يصعب تصوره: "من شبه المستحيل أن ندرك ما يبدو عليه كيان يتمتع بذكاء تصل نسبته إلى 10.000 نقطة، بينما يصل أذكى البشر إلى 150 أو ربما 200 نقطة فقط. ماذا يعني وجود كيان يصل ذكاؤه إلى 10.000 نقطة؟ هل يمكننا أن نفهم ذلك أصلًا؟ هذا هو ما نتجه إليه: ذكاء من نوع شبه مستحيل الوصول إليه، ولا نكاد نفهم ضخامته مقارنةً بذكاء البشر".
يتبنى "ماسك" وجهة نظر مختلفة تمامًا فيما يتعلق بالتفاعل البشري مع الذكاء الاصطناعي تتجسد في شركته "نيورالينك"، فعلى حد قوله: "يمكننا النظر إلى ذكائنا في الوقت الحالي على أنه ينقسم إلى ثلاث طبقات. فالمخ مقسّم بشكلٍ ما إلى قسمين: الجهاز الحوفي والقشرة الدماغية، ويختصان بالغريزة والتخطيط. لكن هناك طبقة ثالثة موجودة لدينا بالفعل تتمثّل في هواتفنا وحواسبنا والتطبيقات التي نستخدمها والتي تشكّل طبقة ثالثة في أدمغتنا. فإذا تركت هاتفك بعيدًا ربما تشعر بأعراض أقرب إلى متلازمة الطرف المفقود، لأن لدينا أندرويد في عقولنا في الواقع. ببساطة لدينا قيد على النطاق الترددي للاتصال في الطبقة الثالثة، وهو أشبه بالعنصر الحسابي لدى الإنسان".
ويستفيض في شرح دور شركته في تعزيز هذا الرابط الفريد واستغلاله: "ما تطمح إليه نيورالينك هو حل مشكلة النطاق الترددي بحيث يمكنك التمتع بنطاق ترددي أكبر بكثير بين عقلك والحاسوب. يعمل الحاسوب مليار مرة أسرع من الإنسان في النطاق الترددي. وباستخدام أحد أجهزة نيورالينك، أظن أنه بإمكاننا أن نعبر هذه الفجوة من حيث الحجم من خلال أوامر متعددة. يمكننا القول بأن البشر سيمكنهم حينئذٍ التواصل بمعدل ميجا بت أو ربما جيجا بت. إذن تكمن الأزمة في سرعة التواصل بينك وبين الحاسوب، وهي الأزمة التي تحاول شركة نيورالينك حلها على المدى البعيد".
أما عن دور شركته على المدى القريب، فيوضح "ماسك": "يمكن لأجهزة نيورالينك حل بعض المشكلات الأساسية مثل تمكين المصابين بالشلل الرباعي أو مَن فقدوا الاتصال بين عقولهم وأجسادهم من التحكم في جهاز حاسوب أو هاتف محمول. لدينا حتى هذه اللحظة جهازا نيورالينك مزروعان في شخصين مختلفين، ويمكنهما التحكم في هواتفهما وحواسبهما بمجرد التفكير فلا يحتاجان حتى إلى تحريك عيونهما. ونحن مستمرون في تطوير أجهزة نيورالينك من خلال تحسين معدل البت لكل ثانية وعدد الأقطاب الكهربائية. في النهاية سيبدو الجهاز كما لو أنه واجهة لعقل متكامل يمكنك من خلالها التواصل على مستويات الميجا بت، ونأمل أن يساعد ذلك في الوصول إلى علاقة تكافل وتعايش بين الإنسان والآلة؛ وحتى إن لم يساعد في ذلك فسوف تحل أجهزة نيورالينك على الأقل عددًا من المشكلات ذات الصلة بالمخ مثل إصابات المخ أو أي فقدان للاتصال بين المخ والجسد".
يشير "ماسك" إلى أحدث منتجات شركته فيقول: "ثمة منتج نأمل أن نُجري له زراعة خلال العام القادم أطلقنا عليه اسم "البصر الأعمى أو Blindsight"، من شأنه تمكين المصابين بالعمى في كلتا العينين، حتى في حال فقدان العصب البصري أو في حال أنهم ولدوا مكفوفين، ليصبحوا قادرين على الرؤية من خلال جهاز نيورالينك المزروع. يعمل هذا الجهاز على تحفيز القشرة البصرية في المخ، وقد جرّبناه على القرود لبضعة سنوات. وفي مرحلة ما، أظن أن الجهاز سيمكّن الناس من الرؤية في أطوال موجية مختلفة، بحيث يمكنهم أن يروا أي شيء من موجات الرادار إلى الأشعة فوق البنفسجية. الأمر أشبه بما حدث لشخصية جوردي لا فورج في سلسلة أفلام ومسلسلات الخيال العلمي الأمريكية "ستار تريك": "يمكنك أن ترى في أي طول موجي تريد أن تراه".
يتطلع "ماسك" إلى ما هو أكبر وأكثر إثارةً للاهتمام: "أظن أنه، في مرحلةٍ ما، سيتمكن الناس من تحميل لقطات من ذاكرتهم إلى الحاسوب كذلك؛ ربما سيمثّل ذلك نوعًا من الخلود. لا نزال على بُعد عدة سنوات من إنجاز كهذا، لكني أومن بأن ذلك أمر ممكن الحدوث على أرض الواقع، وإن كنت أعتقد أن الجهاز المُستخدم في ذلك لن يكون الحاسوب العادي ذاته. كما قلتُ سلفًا، نحن نعيش في أكثر العصور إثارةً، وسوف تتزايد هذه الإثارة بمعدل متسارع".
وعن الجهود التي يمكن للخليج العربي وسلطنة عُمان بذلها في سبيل تعزيز مستقبل أفضل للذكاء الاصطناعي، يرى "ماسك" أن الأمر ليس باليسير بل يحتاج "تمويلًا ضخمًا" تبلغ قيمته عشرات المليارات – إن لم تكن مئات المليارات – من الدولارات؛ لكنه يؤكد أن هذه التكلفة الباهظة ستؤتي ثمارها: "إذا كان لدينا ذكاء رقمي فائق فربما يمكننا حل العديد من المشكلات الاقتصادية. عندما نقرن الذكاء الرقمي الفائق بصناعة الروبوتات لا يوجد ما يستعصي على هذه الروبوتات فعله. أي منتج أو خدمة قد تخطر ببالك، بل وما لا يمكن أن يخطر لك ببال، يمكن الوصول إليها. وإذا قرنت عقلًا شديد القوة بجسد أو أجساد شديدة القوة، فمن ثمّ يمكنك ابتكار أية منتجات أو خدمات تريدها".
ويلفت "ماسك" الأنظار إلى ما يمكن تحقيقه من طفرة إنتاجية من خلال هذه الاستثمارات: "لدينا الآن قيود ضخمة على الإنتاجية تعود إلى عدد البشر. الروبوتات الشبيهة بالإنسان يمكنها العمل لمدة 168 ساعة أسبوعيًا، وليس 40 ساعة فقط، ولا تحتاج إلى تربيتها منذ وضع الجنين فتستغرق 20 عامًا حتى تصبح منتجة، بل تصبح منتجة على الفور. كذلك ليس لهذه الروبوتات سن تقاعد، في حين يكون البشر منتجين فقط على مدار نصف أعمارهم فيما بين سن العشرين والستين، ولكنهم لا يكونون منتجين حتى سن العشرين تقريبًا، ثم تتراجع إنتاجيتهم بشكلٍ ملحوظ بعد سن الستين أو الخامسة والستين، كما يحتاج البشر في الوقت اللاحق من حياتهم إلى الكثير من الرعاية من أجل مواصلة حياتهم؛ بينما لا تحتاج الروبوتات تلك الأشياء. إذن إنتاجية روبوت واحد شبيه بالإنسان – لا سيما عندما يجتمع مع الذكاء الرقمي الفائق – ستكون هائلةً إلى حدٍ لا يمكن تصوره. سينتهي أي نقص في المنتجات أو الخدمات، ويتمكن أي شخص من الحصول على أي شيء". ويعتقد "ماسك" أن "الروبوتات الشبيهة بالإنسان ستكلف أقل من تكلفة تصنيع سيارة"، حيث يرى أن "أن الروبوت المعقد الشبيه بالإنسان سيكلف حوالي 20.000 دولار، وهو سعر يمكن مقارنته بسعر سيارة اقتصادية، لكن يمكنه تقديم إنتاجية عالية إلى حد جنوني".
ينتقل "ماسك" إلى الحديث عن تطور الحضارة الإنسانية التي يبدو بالفعل أنه منحاز لها، فيرى أن البشرية حققت حتى الآن أقل من 1% من الدرجة 1 على مقياس كارداشيف للتقدم التكنولوجي للحضارات، ويعتبر أن كلمة السر للارتقاء في هذا التصنيف الحضاري تكمن في حُسن استغلال الطاقة وتحديدًا الطاقة الشمسية، فيوضح: "هناك مفاعل اندماجي عملاق في السماء يُدعى الشمس. إنها تظهر يوميًا ولا تتطلب أية صيانة. تحوّل الشمس أكثر من أربعة ملايين طن من الكتلة إلى طاقة كل ثانية، وهذا المستوى من إنتاج الطاقة هائل إلى حدٍ لا يمكن تصوره".
ويرتبط حديث "ماسك" عن استغلال الطاقة ارتباطًا وثيقًا بحديثه عن استهلاك البشر لها، ومن ثمّ بيان الفائدة العظمى من الروبوتات التي لا تستهلك هذا الكم الهائل من الطاقة، فيوضح: "كان تسخير إنتاج الطاقة متناسبًا مع عدد البشر والحيوانات على مدار الحقبة الأطول من التاريخ. ثم في الثورة الصناعية، بعد ظهور جيمس وات وابتكار المحرك البخاري، أصبحنا قادرين على حرق أشياء ولم نعُد مقيدين بالطاقة التي ينتجها البشر والأحصنة، ومن ثمّ ازداد الكم الإجمالي الفعلي من الطاقة المُسخَّرة على الأرض بشكلٍ هائل. وأظن أن هذا المعدل سيكون جنونيًا بدرجةٍ ما في المستقبل. ربما نحتاج إلى ميجاوات أو جيجاوات لكل شخص، أو ربما تيراوات لكل شخص".
وهناك عامل آخر ومقياس آخر للحضارة يشير إليه "ماسك" فيما يتعلق بالذكاء الرقمي: "في الوقت الحالي، يتناسب كم الذكاء الموجود بدون الذكاء الرقمي مع عدد الأدمغة البشرية مضروبًا في متوسط الذكاء. والآن، وبينما ننتقل إلى الذكاء الرقمي، يبدأ هذا الرقم في التحول إلى رقم هائل حقًا. في المستقبل القريب جدًا، أظن أن الذكاء الرقمي سيتجاوز إجمالي الذكاء البشري، ربما خلال مدة قصيرة مثل 5 أو 6 سنوات. أظن أنه بعد 20 عامًا من الآن قد يمثل إجمالي الذكاء البشري واحد بالمئة فقط من نسبة الذكاء، وربما يمثّل الذكاء الرقمي نسبة 99% من نسبة الذكاء في غضون 20 أو 30 عامًا. سنرى في المستقبل ما إذا كان هذا التوقع دقيقًا أم لا. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يبدأ بتسجيل هذه المعدلات بعد 10 سنوات من الآن".
ومع استمرار الحوار مع "ماسك" يبدو أن مخاوفه تهدأ ويعود إلى تفاؤله بالمستقبل وبتطور الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن أن يقدم لنا ما لم يكن ليخطر لنا ببالٍ قبل بضع سنوات من الآن، فيقول: "جميعنا يتطلع إلى موقف يمكن للذكاء الاصطناعي فيه أن يعلّمنا أي شيء نريد أن نعرفه، وهو معلم صبور واسع المعرفة إلى حدٍ لا يُصدق. يبدو الأمر وكأنك تمتلك عددًا كبيرًا من المعلمين المذهلين كما تريد أو تتخيل من منظور تعليمي؛ يبدو ذلك رائعًا. كذلك أظن أن الذكاء الاصطناعي سيتمكّن من حل أية مشكلة طبية؛ والحال كذلك بالفعل مع جروك. يمكنك فعليًا أن تدخِل تصويرًا بالرنين المغناطيسي أو تصويرًا مقطعيًا بالإصدار البوزيتروني أو بالأشعة السينية ثم تطلب من جروك أن يخبرك بما يعتقد أنه المشكلة، وسوف يقدم لك تشخيصًا دقيقًا إلى حدٍ كبير. يمكنك تغذية النموذج بتقاريرك الطبية، ويمكنك أن تلتقط صورة لتحليل الدم ثم تسأله: هل تجد أية مشكلة في هذا؟ وسوف يجيبك. إن أداءه أفضل من أداء معظم الأطباء بالفعل، وسيكون أفضل من معظم الأطباء على نطاق واسع، وربما يصبح أفضل من أي طبيب في مستقبل قريب نسبيًا".
ويرى "ماسك" أن البشرية، وإن كانت لا تزال تمتلك تفوقًا على الآلة في بعض المجالات وعلى رأسها الاختراع والابتكار، فإن هذا التفوق ربما يزول قريبًا جدًا: "هناك شيء لم يصل إليه الذكاء الاصطناعي بعدُ وهو أنه لم يخترع أية تقنية مفيدة، لكن ذلك سيحدث فيما بعد. ربما يكون اختراع الذكاء الاصطناعي لتقنيات مفيدة على بُعد عام أو اثنين من الآن. نرى بالفعل وبوضوح أنه بإمكان الذكاء الاصطناعي إنتاج أي نوع من الفنون يمكنك تخيله. أي نوع يخطر ببالك يمكن للذكاء الاصطناعي إنتاجه، سواءً تمثّل في صور أو مقاطع مصورة. يمكن تسمية ذلك بالتفرُّد، كما أمكن تسمية ظهور الذكاء الرقمي الفائق بالتفرُّد، لأنه أشبه بثقب أسود. لا أحد يعرف ما يوجد على الجانب الآخر من الثقب الأسود".
يؤكد "ماسك" على أن الشراكة الخليجية أو العُمانية مع نموذج "جروك" فكرة جيدة من شأنها تقديم تطبيقات للذكاء الاصطناعي تفيد البشرية، لافتًا إلى أن شركاته بصدد "إنتاج ذكاء رقمي فائق يمكنك أن تطلب منه أداء أية مهمة تريدها، وسوف يؤديها"، وموضحًا أنه يرى أن الذكاء الاصطناعي سيغزو كل مكان خصوصًا مع ما تقدمه "نيورالينك" من ابتكارات، مستشهدًا بالتقدم التكنولوجي الذي أحرزته البشرية حتى اليوم. يقول "ماسك": "يمكن للناس أن يتذكروا عصر الهواتف القابلة للطي، ويمكنني أن أتذكر ذلك الزمن حيث لم توجد حتى هواتف خلوية، لكننا انتقلنا من الهواتف الخلوية إلى الهواتف القابلة للطي التي لم تكن تملك أي ذكاء. الآن، في وجود أجهزة آيفون ونظم أندرويد، لديك حاسوب فائق في جيبك؛ شيء يمكنك أن تسأله عن أي شيء وسوف يقدم لك إجابةً عنه. إذن هذا التوجه سيظل مستمرًا، حيث تصبح هواتفنا وحواسبنا أكثر ذكاءً فأكثر، ومن ثمّ يمكننا بالأساس أن نطلب منها أي شيء. القيد الوحيد على تلك المقدرة هو مدى سرعة تواصلك والنطاق الترددي الذي يمكنك التواصل باستخدامه. ما معدل البت لكل ثانية الذي يمكنك التواصل به مع هاتفك؟ لهذا أسسنا نيورالينك لزيادة النطاق الترددي. لكني أعتقد أنه ربما ستوجد نماذج الذكاء الاصطناعي في كل مكان وعلى درجات شديدة التباين من الذكاء".
ينتقل "ماسك" بعد ذلك إلى ما هو أبعد من استغلال الذكاء الاصطناعي إلى جانب الذكاء البشري، ليتحدث عن حلمه المتمثل في انتشار الإنترنت في كل مكان حتى المواضع النائية من العالم بفضل شركته "ستارلينك" التي تصل بالإنترنت إلى الفضاء، حيث يوضح: "نعمل من خلال ستارلينك على إعادة بناء شبكة الإنترنت في الفضاء، وهي تتمتع بإمكانية أن تكون أسرع بكثير من شبكة الإنترنت الأرضية، وذلك لأن شبكة الإنترنت الأرضية تمر من خلال ألياف زجاجية، بينما سرعة الضوء في الهواء والفضاء أسرع من الألياف الزجاجية بنسبة أربعين بالمئة. يُنتظر من ستارلينك بالأساس أن تمثّل شبكة إنترنت فائقة في الفضاء، وهي أول شبكة إنترنت ذات نطاق ترددي عالٍ في العالم على الإطلاق. على سبيل المثال، يمكنك أن تكون فوق قمة جبل في أنتاركتيكا أو في مدينة وتتمتع بنطاق ترددي عالٍ".
ويضيف "ماسك" في موضع آخر من حديثه: "ستارلينك معنية بالاتصال العالمي، لذا ستعمل في أي مكان دون حاجة إلى كابلات أرضية. كوكبة ستارلينك ذاتها تقوم بالاتصال. هناك شبكة من الليزر تربط جميع أقمار ستارلينك الصناعية؛ لا حاجة فعلًا إلى محطات أرضية. يمكنك الاتصال من أي مكان على الأرض سواءً في وجود محطة أرضية أو في انعدام وجودها. ثم إننا بصدد إطلاق نظام ستارلينك المتصل مباشرةً بالشرائح الخلوية حيث تكون الأقمار الصناعية في كوكبة مختلفة. ستتواصل الأقمار الصناعية مباشرةً مع هاتفك الخلوي بدون معدات إضافية، بل وحتى إذا كان النطاق الترددي أقل بمئة مرة مما إذا كانت لديك محطة مخصصة".
لكن هذا الحلم لا تزال أمامه بعض العقبات، حيث يشير "ماسك": "يجدر بي أن أوضح أنه من الصعب على نظام فضائي أن يتنافس مع الأبراج الخلوية في البيئات الحضرية كثيفة السكان، في حين ترجّح الفيزياء كفة ستارلينك في البيئات ذات الكثافة المنخفضة إلى المتوسطة. أظن أنها في النهاية ربما تخدم أكثر من 10% من إجمالي استخدام الإنترنت على الأرض؛ ربما 20% أو أكثر".
ولا تتوقف أحلام "ماسك" للبشرية عند هذا الحد، بل تمتد إلى غزو الفضاء حتى يصبح الجنس البشري "متعدد الكواكب" على حد تعبيره، ومن ثمّ يطول العمر المُتوقع للحضارة البشرية. يشير "ماسك" هنا إلى مركبة "ستارشيب" الفضائية العملاقة التي تنتجها شركته "سبيس إكس": "تهدف ستارشيب إلى بناء مدينة على المريخ وقاعدة على القمر، لأننا – حسبما أظن – نريد أن نصبح حضارةً متعددة الكواكب، أو جنسًا بشريًا متعدد الكواكب، وأن نصل في النهاية إلى أن نكون هناك بين النجوم. وأعتقد أنه من المهم أن نحاول التحول إلى جنس بشري متعدد الكواكب بأقصى سرعة ممكنة، وذلك للاحتياط في حال وقع أمر سيئ بكوكب الأرض. أعتقد أن أمامنا على الأقل 20 أو 30 عامًا لكي يصبح المريخ مكتفيًا ذاتيًا. لكن في المستقبل، سيكون العمر المتوقع للحضارة أكبر بكثير بمجرد أن نصبح جنسًا بشريًا متعدد الكواكب، لذا فهذا هو هدف "سبيس إكس"، ولهذا تم تصميم "ستارلينك" كوسيلة لندفع ثمن تلك الغاية".
ويتابع "ماسك": "في وجود ستارشيب، نطمح إلى نقل مليون شخص إلى المريخ، أي تمكين حقيقي لأي شخص يريد الذهاب إلى المريخ من الذهاب ومن أن يصبح مواطنًا مريخيًا، فضلًا عن السفر إلى سطح القمر. هذا أبعد ما يكون عن أي شيء آخر تحاول شركة أخرى القيام به، فلا شركة تحاول القيام بشيء كهذا، ولا حكومة تحاول القيام بشيء كهذا. لدى الصين خطة لإرسال بضعة رواد فضاء إلى القمر؛ أظن أنها تستهدف تحقيق ذلك قرابة العام 2030. لكني أتحدث عن وجود قاعدة علمية كاملة على القمر ومدينة على المريخ، ووجود ملايين الأشخاص فيهما. هذه ببساطة مواقف مختلفة اختلافًا شديدًا من حيث الحجم".
ويوضح "ماسك" لجمهوره نطاق عمل "ستارشيب" الذي يعتقد أنه ليس مفهومًا بصورة جيدة في العموم: "نهدف إلى استغلال ستارشيب في إطلاق 200.000 طن من الحمولة للدوران حول الأرض خارج الفضاء سنويًا. في الوقت الحالي، تساعد المركبة في تمكين دوران 200 طن من الحمولة حول الأرض سنويًا. إذن حين أقول إن ستارشيب تطمح إلى دوران 99.9% من الحمولة حول الأرض فإنني أعني ذلك حرفيًا: أن تكون بقية الأرض عبارة عن 200 طن – ما لم يتغير شيء ما في الحمولة – وتنقل ستارشيب 200.000 طن. إذا لم نعمل على هذا النطاق الواسع فلن يمكننا بناء مدينة على المريخ".