رمي الجمرات في الحج: بين الفريضة والتقويم الديني
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
رمي الجمرات خلال موسم الحج ليس مجرد عملية تقليدية، بل هي شعيرة دينية تعبر عن طاعة الله واتباعًا لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
تجسد هذه الشعيرة التزام المسلمين حول العالم بأدق التفاصيل في أداء الحج المبارك، بدءًا من جمع الحصيات وحتى ترتيب الرمي.
عدد وترتيب الجمرات
عدد الجمرات التي يرميها الحاج خلال أيام التشريق محدد بدقة وفق توجيهات دينية:
- الجمرة الصغرى: تقع بالقرب من مسجد الخيف في منى.
- الجمرة الوسطى: تأتي بعد الصغرى.
- جمرة العقبة الكبرى: هي الأخيرة في الترتيب.الترتيب وأهميته الدينية
يشترط على الحاج أن يلتزم بترتيب محدد في رمي الجمرات، حيث يبدأ بالجمرة الصغرى ثم الوسطى، وأخيرًا جمرة العقبة.
هذا الترتيب شرط لصحة الرمي عند جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة، حيث إن تخلف الحاج عن هذا الترتيب يستوجب إعادة الرمي بالترتيب الصحيح.
مذهب الحنفية والتيسير
مذهب الحنفية يرون أن الترتيب في رمي الجمرات هو سنة وليس شرطًا لصحة الرمي، مما يسهل على الحجاج في حال ارتكابهم لخطأ في الترتيب بسبب الزحام أو الظروف الأخرى. يُسن لهم إعادة الرمي ولكنها ليست واجبة عليهم.
مسموح للحاج بجمع الحصيات من أي مكان في منى، ويفضل أن تكون بحجم حبة الفول.
يمكن للحاج جمع جميع الحصيات المطلوبة لأيام الرمي مسبقًا، حيث يستخدم مجموع 49 حصيّة خلال موسم الحج، يُرمى بها 7 حصيات في جمرة العقبة يوم العيد، و21 حصية في كل من أول وثاني أيام التشريق.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الجمرات رمي الجمرات الحج رمي الجمرات في الحج الفريضة رمی الجمرات
إقرأ أيضاً:
الحاج عبد الله السودانية.. عودة حزينة إلى منازل سُرقت منها الحياة
تعود الحياة ببطء إلى مدينة الحاج عبد الله في ولاية الجزيرة وسط السودان، لكنها عودة مثقلة بالألم والحسرة، فالعائدون من النزوح يجدون أنفسهم أمام مشهد قاتم من الدمار والخراب، إذ تحولت منازلهم إلى أطلال وذكريات.
"البيت مخيف"، بهاتين الكلمتين يصف محمد سعيد مشاعره المختلطة عند رؤية منزله، ويروي محمد كيف وجده منهوبا، حتى وثائق زواجه وصور أولاده لم تسلم من السرقة.
وبحسب تقرير لمراسل الجزيرة الطاهر المرضي، فإن آثار الدمار امتدت لتشمل كامل النسيج الاجتماعي والاقتصادي للمدينة.
فسوق الحاج عبد الله -الذي كان يوما شريان الحياة الاقتصادية في المنطقة- أصبح اليوم ساحة مهجورة يسكنها الفراغ والغبار، وامتد الخراب ليطال جميع الوحدات الإدارية السبع في الولاية، مخلفا وراءه أثرا عميقا على حياة السكان.
وفي محاولة لاستعادة النظام، تسعى الشرطة المحلية إلى جمع المسروقات المبعثرة وإعادتها إلى أصحابها الشرعيين، لكن حجم المأساة يتجاوز هذه الجهود المتواضعة.
فالمؤسسات الحيوية في المدينة تحولت إلى هياكل بلا روح، المستشفى أصبح مبنى مهجورا بلا معدات طبية أو أجهزة منقذة للحياة، والمحكمة التي كانت رمزا للنظام والقانون صارت مجرد أطلال تتناثر فيها أوراق القضايا التي لم يحسم مصيرها بعد.
إعلان
بوادر أمل
يحيى -وهو أحد العائدين- يقف أمام ما كان يوما منزله، محاولا استحضار ذكريات السعادة العائلية التي عاشها فيه "لا زلت أتذكر ضحكات البنات في هذه الغرفة"، ويقول بحسرة "20 سنة من العمل والبناء تبخرت في لحظة".
هذه المشاعر المؤلمة تتكرر في قصص العديد من العائدين الذين يجدون أنفسهم أمام تحدي إعادة بناء حياتهم من الصفر.
ورغم المشهد القاتم فإن بوادر أمل خجولة تظهر مع عودة السكان التدريجية إلى مدينتهم "الحمد لله بدأت العودة"، يقول أحد المسؤولين المحليين، لكنه يضيف بأسى أن "الناس رجعوا ليجدوا بيوتهم منهوبة، يجب أن نبدأ من الصفر".
وبينما تستمر عملية العودة يبقى السؤال الأكبر معلقا: كيف يمكن إعادة بناء مجتمع تعرّض لمثل هذا الدمار الشامل؟ العائدون إلى مدينة الحاج عبد الله يجدون أنفسهم اليوم في مواجهة تحدٍ مزدوج: إعادة بناء منازلهم المادية، وترميم النسيج الاجتماعي والنفسي لمجتمعهم المنكوب، وفي خضم هذه المأساة تبقى قصصهم شاهدا حيا على تكلفة الحرب الباهظة على المدنيين الأبرياء.
وكان الجيش السوداني أعلن في 8 يناير/كانون الثاني الماضي سيطرته على مناطق جنوب وغرب ولاية الجزيرة بعد هجوم واسع على مواقع وارتكازات للدعم السريع ليسترد منطقة الحاج عبد الله.
يذكر أن قوات الدعم السريع سيطرت في ديسمبر/كانون الأول 2023 على أجزاء كبيرة من الولاية، بما فيها مدينة ود مدني، وأدى ذلك إلى نزوح عشرات الآلاف باتجاه القضارف.