مع تزايد ارتفاع درجات الحرارة على مستوى العالم، واستمرار الموجة الحارة التي ضربت عدة دول، ظهرت العديد من التأثيرات السلبية على الكائنات الحية، ومنها الكائنات البحرية، وهو ما نتج عنه ظهور مجموعة من الأسماك النافقة على سطح المياه في عدد من الدول كالعراق وأستراليا والولايات المتحدة وبنهر أودر، على الحدود بين التشيك وفنلندا، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وما ينتج عنها من نقص الأوكسجين الناجم عن التغيرات المناخية.

التغيرات المناخية أثرت بالسلب على الكائنات البحرية

ومن جهته، أكد الدكتور مجدي علام، أمين عام خبراء البيئة العرب، على أن التغيرات المناخية ألقت بظلالها على الكائنات البحرية بصورة سلبية، فالعديد من الظواهر المتطرفة التي تشهدها الكائنات البحرية بالآونة الأخيرة، ترجع للتغيرات المناخية، كالتيارات العنيفة التي تلقي بالأسماك على الشواطئ، والأعاصير والرياح وتحركات الكسبان الرملية وزيادة نسبة الردم، وارتفاع درجات الحرارة، الذي ينتج عنه نقص الأوكسجين بالماء، إضافة إلى زيادة نسبة الحموضة التي تزيد من الوسط الحامضي بالمياه، التي تكون أشبه بمياه مليئة بالكبريت تم إلقاؤها على الأسماك.

اصفرار أوراق الأشجار دليل على تلوث مياه البحار 

وأكد «علام»، في تصريحاته لـ«الوطن»، أن اصفرار أوراق الأشجار الموجودة على البحار دليل على وجود تلوث بالمياه، إذ إن كثير من المياه القادمة من أوروبا بفعل السحب تكون ملوثة، وهو ما دفع كثير من الدول لمطالبة أوروبا بإصلاح البيئة لديهم، كونها تأتي بآثار سلبية على الكائنات البحرية بدول البحر المتوسط من أسماك وطيور وغيرها.

نقص الأوكسجين بسبب ارتفاع الحرارة وراء نفوق الأسماك بالبحار 

ولفت أمين عام خبراء البيئة العرب، إلى أن ظاهرة نفوق الأسماك تعود إلى نقص الأكسجين الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى تلوث البيئة، ولا يمكن اعتبارها ظاهرة خاصة، مع طول مساحة البحر المتوسط التي تمتد لأكثر من 1400 كيلو متر، ويوجد بها مناطق مختلفة تختلف بدرجة الصحة والنقاء، فالمناطق من مرسى مطروح وحتى السلوم بمصر نقية جدًا لعدم  وجود مصانع.

محطات لتنقية ومعالجة المياه لـ12 مليار متر مكعب 

وأشار «علام» إلى أن الدولة تقوم في الآونة الأخيرة بجهود حثيثة لتحسين نوعية مياه البحار، من خلال عمل محطات، ومن بينها محطة المحصنة، التي تعمل على تنقية ومعالجة مياه الصرف الزراعي، لما يقرب من 12 مليار متر مكعب، لافتًا إلى أن المعالجة التي تتم للمياه ثلاثية وعلى مستوى عالٍ من النقاء، وهو ما يتم بها الزراعة بشرق التفريعة، وبدأت بالعمل تحت قناة السويس، وبوصولها الجهة الأخرى تم تجهيز 500 ألف فدان في سيناء، كما تقوم الدولة برصد كامل لكل مصادر التلوث على مدار أكتر من 37 الف كيلو متر على أطوال الترع والقنوات ونهر النيل.

3 أنواع من تقييم الأثر البيئي لحماية المياه من التلوث 

وأوضح أمين عام خبراء البيئة العرب، أن الدولة أصدرت 3 أنواع من تقييم الأثر البيئي (أ، ب، ج) لحماية المياه من التلوث نتيجة مخلفات المصانع والورش العشوائية، ويقصد بالنوع «أ» النوع البسيط، كورش النجارة التي لا يخرج عنه أي مخلفات للمياه أو الهواء، والنوع «ب» وهو النوع الذي يتضمن صناعة مسابك الحديد كتلك الموجودة بشبرا الخيمة و15 مايو والجيزة، أما النوع «ج» فيتضمن مصانع السماد والبتروكيماويات والبترول والحديد والصلب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التغيرات المناخية الأسماك الكائنات البحرية الولايات المتحدة البحر المتوسط ارتفاع درجات الحرارة ارتفاع درجات الحرارة التغیرات المناخیة على الکائنات

إقرأ أيضاً:

الشربيني: تحقيق العدالة المناخية مرهون بتمكين الإنسان وبناء المجتمع

شارك الدكتور مصطفى السيد الشربيني، أحد أبرز القادة الدوليين في مجال الاستدامة والمناخ، ممثلًا للعالم العربي في المشورة الدولية لرواد المناخ رفيعي المستوى التابعة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC)، ضمن أجندة مراكش للعمل المناخي العالمي (Marrakech Partnership for Global Climate Action)، والتي تُعد إحدى أهم المنصات الدولية التي تجمع بين القادة المناخيين والمجتمع المدني والقطاع الخاص والجهات الأكاديمية لتنسيق الجهود العالمية استعدادًا لمؤتمر الأطراف المقبل (COP30) المقرر عقده في البرازيل العام القادم، وذلك في إطار الجهود الدولية لتعزيز العمل المناخي، والمشاورات الأممية الرامية إلى دعم تنفيذ اتفاق باريس وتسريع التحول نحو اقتصاد أخضر عادل ومستدام.

وأكد الدكتور مصطفى الشربيني، فى تصريح اليوم الجمعة، أن العمل المناخي لم يعد ترفًا علميًا أو رفاهية سياسية، بل أصبح مسؤولية إنسانية مشتركة وضرورة وجودية تفرضها التحديات البيئية المتصاعدة، مشيرًا إلى أن المستقبل لن يكون لمن يتحدث كثيرًا عن المناخ، بل لمن يعمل بصدق من أجل حماية الأرض وصون مواردها للأجيال القادمة.

وأضاف أن المشاركة العربية في هذه المشورة تمثل صوت الجنوب العالمي في الحوار المناخي الدولي، موضحًا أن الدول النامية تواجه ضغوطًا كبيرة تتطلب آليات تمويل عادلة وشفافة تمكّنها من تنفيذ التزاماتها المناخية دون المساس بحقها في التنمية المستدامة.

التمويل المناخي حق مشروع للدول النامية

وشدد الشربيني على أن التمويل المناخي ليس منحة، بل حق مشروع للدول الأكثر تضررًا من آثار التغير المناخي، داعيًا إلى بناء نظام تمويلي دولي أكثر عدالة وشفافية يتيح للدول النامية الوصول إلى الموارد اللازمة لتنفيذ مشروعات التحول الأخضر.

كما أكد أن العدالة المناخية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال شراكات حقيقية بين الشمال والجنوب تقوم على تقاسم المعرفة ونقل التكنولوجيا ودعم القدرات المحلية، مشيرًا إلى أن التحول الأخضر العادل يجب أن يستند إلى حلول واقعية نابعة من المجتمعات نفسها.

المجتمع المدني في قلب التحول الأخضر

وأوضح الشربيني أن رؤيته في العمل المناخي تقوم على دمج العلم بالسياسات العامة وتعزيز مبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية في التنمية الاقتصادية، مؤكدًا أن نجاح التحول الأخضر يرتبط بتمكين القاعدة المجتمعية ومنظمات المجتمع المدني.

وأشار إلى أنه قدّم خلال مشاركته ورقة تحليلية بعنوان «تمكين المجتمع المدني كقوة محركة للتحول العادل وتمويل المناخ» تناول فيها أهمية الدور الشعبي في دعم تنفيذ اتفاق باريس، موضحًا أن العدالة المناخية تبدأ من تمكين الناس والمجتمعات على الأرض وليس بقرارات فوقية تُفرض من الخارج.

مبادرات مصرية رائدة وتمكين الشباب

ولفت السفير الشربيني إلى أن مبادرات مثل «سفراء المناخ» و«رواد الحياد الكربوني» التي أطلقها في مصر أصبحت نموذجًا يُحتذى به عربيًا وأفريقيًا في تأهيل الشباب وتمكين المجتمع المدني للمشاركة الفاعلة في مواجهة التغير المناخي، مؤكدًا أن الاستثمار في بناء القدرات البشرية هو الضمان الحقيقي لاستدامة العمل المناخي وتحقيق التحول العادل.

وأضاف أن مصر قدمت نموذجًا متميزًا في ربط التعليم والعمل التطوعي بالوعي البيئي، ما جعلها مركز إشعاع إقليمي في مجال الاستدامة والمناخ، مشيرًا إلى أن الشباب يمثلون رأس المال الحقيقي لأي تحول بيئي أو اقتصادي مستدام.

وأكد الشربيني أهمية ربط البحث العلمي بالواقع العملي، مشددًا على ضرورة تحويل الأفكار الأكاديمية إلى حلول تطبيقية تواجه التحديات البيئية اليومية، داعيًا إلى إدراج مؤشرات المناخ في المناهج التعليمية لبناء وعي بيئي لدى الأجيال الجديدة منذ المراحل الأولى من التعليم.

وأشار إلى أن تعزيز الثقافة المناخية في المدارس والجامعات هو الخطوة الأولى نحو بناء مجتمعات مستدامة تمتلك أدوات التفكير العلمي لمواجهة التغيرات البيئية.

التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تتبع الانبعاثات

وأوضح الدكتور مصطفى الشربيني أن التكنولوجيا تمثل أداة محورية في العمل المناخي، لافتًا إلى ضرورة دمج الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في تتبع الانبعاثات وتحليل البيانات المناخية، بما يسهم في تسريع اتخاذ القرار وتحديث المساهمات الوطنية المحددة.

ودعا إلى إنشاء منصة عربية إفريقية ضمن أجندة مراكش للعمل المناخي لتبادل الخبرات في مجالات إدارة الكربون والطاقة المتجددة والاقتصاد الدائري، مؤكدًا أن التكامل الإقليمي بات ضرورة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ومواجهة التحديات البيئية المشتركة.

إشادة دولية بدور مصر والعالم العربي

وأشار الشربيني إلى أن مشاركته لاقت تفاعلًا واسعًا من ممثلي المنظمات الدولية ورواد المناخ الذين وصفوه بأنه صوت الجنوب العالمي في قلب الحوار المناخي، مشيدين بالدور المتنامي لمصر والمنطقة العربية في بناء الجسور بين العلم والسياسات، وتعزيز الحوار بين الأطراف الفاعلة لتحقيق التحول الأخضر العادل.

وأكد أن العمل المناخي لا يمكن فصله عن القيم الإنسانية، مشيرًا إلى أن العدالة المناخية الحقيقية تبدأ من الإنسان وتمتد إلى المجتمع والدولة، وأن التحول العادل يعني ألا يُترك أحد خلف الركب.

التحول الأخضر.. كرامة إنسانية وعدالة بين الأجيال

وتابع الشربينى «العمل المناخي ليس رفاهية، بل هو صون للكرامة الإنسانية وعدالة بين الأجيال»، وهي العبارة التي لاقت صدى واسعًا بين الحضور لما حملته من بعد أخلاقي وإنساني يعبر عن جوهر القضية المناخية.. منوها بأن مشاركته تأتي في إطار التحضيرات لقمة المناخ المقبلة COP30، موضحًا أنه يعمل بالتعاون مع منظمة الألكسو والاتحاد الدولي لخبراء التنمية المستدامة ومؤسسة الفريق التطوعية للعمل الإنساني على بلورة رؤية عربية موحدة للتحول الأخضر والتمويل المستدام، تضمن للعالم العربي حضورًا فاعلًا ومؤثرًا على طاولة المفاوضات المناخية الدولية.

واختتم الشربيني تصريحه بالتأكيد أن العالم العربي يمتلك من الكفاءات والقدرات العلمية ما يؤهله لأن يكون شريكًا حقيقيًا في صياغة مستقبل المناخ العالمي، مشددًا على أن التحول الأخضر لا يبدأ من القوانين أو السياسات فقط، بل من الإنسان الذي يؤمن بأن حماية الأرض هي حماية للحياة ذاتها، وأن العمل من أجل المناخ هو في جوهره دفاع عن حق البشرية في الوجود.

اقرأ أيضاًوزير الإسكان يستعرض آخر تطورات مشروع تعزيز التكيف مع تغير المناخ

مصر وسلوفاكيا توقعان مذكرة تفاهم في مجال حماية البيئة وتغير المناخ

الجامعة البريطانية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يختتمان برنامج محاكاة قمة المناخ COP30

مقالات مشابهة

  • الوسم.. موسم التغيرات المناخية والبشائر الزراعية
  • الشربيني: تحقيق العدالة المناخية مرهون بتمكين الإنسان وبناء المجتمع
  • تحذير هام… أمراض “البرد” على الأبواب
  • الشباب العرب يستكشفون النماذج المبتكرة للذكاء الاصطناعي مع خبراء «مايكروسوفت»
  • تقرير أممي: اليمن ضمن أكثر البلدان التي تعاني من ندرة المياه في العالم
  • وزير البيئة: المملكة تستهدف خفض تكلفة إنتاج المياه بنسبة 50% بحلول 2035
  • وزير البيئة: المملكة تستهدف خفض تكلفة إنتاج المياه 50%
  • الجندي يفسر سر اختيار الذهب لوصف نعيم الجنة ويدلل على رمزية اللون الأخضر
  • اجتماع لمناقشة مهام إدارة صحة البيئة بمحافظة صنعاء والصعوبات التي تواجهها
  • وزير الري ونظيره الأردنى يفتتحان اجتماع "المجلس الوزاري المشترك الثالث لوزراء المياه العرب"