رصدت صحيفة "غارديان" البريطانية، شهادات مؤلمة لفتيات وشابات أفغانيات حرمن من حقهن في التعليم، وذلك منذ أن استولت حركة طالبان على الحكم في 15 أغسطس 2021.

وبالنسبة لأسماء (اسم مستعار) فإنها كانت في الـ15 من عمرها عندما هز انفجار قوي مدرستها، في مايو 2021، حيث ماتت 85 طالبة وقتها، بينما نجت هي من الموت بأعجوبة.

وعندما تعافت من جروحها، كانت حركة طالبان قد أمسكت بزمام الحكم في البلاد، وبالتالي حُرمت من إتمام تعليمها الثانوي، لتجد نفسها بعد مدة قد أُجبرت على الزواج.

وأوضحت أسماء، التي تبلغ من العمر حاليا 18 عاما، أنها توسلت إلى والديها بعدم دفعها للزواج، لكنهما ضحكا وأخبراها بأن "لا أمل لها بالعودة إلى المدرسة" بعد أن وصلت طالبان للحكم.

وأضافت أن "الدنيا أظلمت في عينيها عندما علمت أنها حامل بأثنى"، مضيفة: "الفتيات لا أمل لديهن هنا، وعائلة زوجي قالوا لي إنهم اشتروني من أهلي وعلي أن أقوم بخدمتهم".

"محو الأحلام"

ووفقا لمنظمات حقوقية، فقد مر أكثر من 1000 يوم على منع حركة طالبان الفتيات من الالتحاق بالمدارس الإعدادية والثانوية، وبالتالي فإن هناك أكثر من  1.2 مليون فتاة مراهقة منعن من إتمام تعليمهن.

بينهم 12 امرأة.. جلد علني لعشرات بأيدي طالبان دانت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان، الأربعاء، الجلد العلني لأكثر من 60 شخصا، من بينهم أكثر من 12 امرأة، على يد حركة طالبان في ولاية ساري بول الشمالية.

وقالت الباحثة في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، هيذر بار : "لا يوجد تاريخ انتهاء للرعب الذي يحدث للفتيات المراهقات في أفغانستان.. ما فعلته طالبان لم يوقف أحلام كل هؤلاء الفتيات، بل  تم محوها".

ومع تضاؤل ​​مكانتهن في المجتمع وانعدام الحماية من السلطات، تواجه المراهقات، خاصة اللاتي أجبرن على الزواج المبكر، العنف داخل المنزل وخارجه، حسبما تقول جماعات مختصة بحقوق الإنسان.

وفي هذا الصدد، قالت قدسية إن شقيقتها بينافشا (الاسمان مستعاران) كانت تبلغ من العمر 13 عامًا عندما استولت طالبان على السلطة، وعليه قررت عائلتها أنها إذا لم تتمكن من الذهاب إلى المدرسة فعليها أن تتزوج.

وأوضحت قدسية أن أختها التي تبلغ من العمر حاليا 16 عاما، تعرضت للضرب العنيف على يد زوجها، مما اضطرها للجوء إلى القضاء طلبا للحماية، لكن عوضا عن ذلك تم الزج بها في السجن.

وتابعت: "كانت لدينا صور توضح كيف قام زوج أختي بضربها، ورسائل نصية وتسجيلات صوتية تظهر كيف كان يهينها".

وختمت: "لقد انحاز القاضي إلى جانب زوجها، قائلا إن النساء يبحثن دائما عن عذر بسيط للانفصال، وقيل لأختي إنها ستبقى في السجن طالما أنها ترفض العيش مع زوجها".

"بانتظار معجزة"

وكانت دراسة أجرتها الأمم المتحدة في ديسمبر الماضي بأفغانستان، قد وجدت أن 76 بالمئة من النساء والفتيات المشاركات قد صنفن صحتهن العقلية على أنها "سيئة" أو "سيئة للغاية"، وأبلغن عن إصابتهن بالأرق والاكتئاب والقلق وفقدان الشهية والصداع نتيجة للصدمات التي تعرضن لها.

"مغامرة محفوفة بالمخاطر".. رحالة بحرينية تروي تفاصيل جولتها في "معقل طالبان" لم يقف أي عائق عثرة أمام الرحالة البحرينية، رشا يوسف، لتحقيق حلمها المتمثل بالسفر لجميع دول العالم، سواء كانت تلك العوائق حروبا تعيشها بعض الدول أو حتى المغامرة في الذهاب لدولة يقودها نظاما يقمع النساء.

 ووجد استطلاع آخر أجرته منصة "بيشناو" الرقمية الأفغانية، أن 8 بالمئة من المشاركين "يعرفون امرأة أو فتاة واحدة على الأقل حاولت قتل نفسها منذ أغسطس 2021".

وفي هذا الصدد، قالت مارزيا، والدة أرزو البالغة من العمر 15 عامًا، إن ابنتها أصبحت "منعزلة ومكتئبة بشكل متزايد" لأنها لم تتمكن من العودة إلى المدرسة، مردفة: "إنها تتحدث أقل وتنام معظم الوقت".

وزادت: "أعلم أن السبب هو إغلاق المدرسة، لكن لا يوجد شيء يمكننا القيام به.. كنت أحلم دائمًا بأن تدرس ابنتي وتصبح طبيبة حتى تتمكن من الوقوف على قدميها".

أما فاريا (اسم مستعار)، وهي أم لمراهقة تبلغ من العمر 16 عامًا في كابل، فتؤكد أن ابنتها ترفض التخلي عن الأمل في أن حياتها لن تكون دائمًا كما كانت على مدى السنوات الثلاث الماضية، "لكنها على وشك اليأس".

وتابعت: "إنها مأساة لا أستطيع التعبير عنها بالكلمات، ليس فقط بالنسبة لها، لكن بالنسبة لأفغانستان والعالم".

ولفتت إلى أن ابنتها لا تزال تعتقد أنها ستعود إلى المدرسة بمعجزة ما، مردفة: "لا أريد أن أسحق روحها المتفائلة فأقول لها (نعم، هذا ممكن)، لكن في أعماقي أعلم أنني أكذب.. ليس لدي أي أمل في مستقبلنا، ولا أحد يأتي لمساعدتنا".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: تبلغ من العمر حرکة طالبان إلى المدرسة

إقرأ أيضاً:

مسلحون يستهدفون 3 مراكز للشرطة في مقاطعة بانو بشمال غرب باكستان

أعلن مسئولون باكستانيون اليوم السبت، أن مسلحين شنوا هجمات منسقة استهدفت ثلاثة مراكز للشرطة في مقاطعة بانو بإقليم خيبر بختونخوا في شمال غرب البلاد.

وذكرت قناة سما تي في الباكستانية في نشرتها باللغة الإنجليزية أن الهجمات، التي شنها المسلحون باستخدام قنابل يدوية وإطلاق أعيرة نارية واستهدفت في وقت متزامن ثلاثة مراكز للشرطة بمواقع متفرقة في بانو، أسفرت عن وقوع تبادل لإطلاق النار بين المسلحين وقوات الأمن، ولكن دون سقوط ضحايا في صفوف الجانبين.

وشنت قوات الأمن عملية بحث في المنطقة لتعقب المسلحين في أعقاب الهجمات، وشددت وكالات إنفاذ القانون تدابيرها الأمنية لمنع وقوع أية حوادث مماثلة.

تجدر الإشارة إلى أن باكستان تشهد ارتفاعا ملحوظا في الهجمات المسلحة منذ عودة حركة طالبان إلى السلطة بأفغانستان في عام 2021.. ويتم الإبلاغ عن معظم الهجمات في الأقاليم الباكستانية الحدودية وأبرزها خيبر بختونخوا وبلوشستان.

اقرأ أيضاًعجائب طالبان: اعتقال من يصلي التراويح 8 ركعات!

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم قتل فيه وزير من «طالبان»

الاتحاد الأوروبي يدعو طالبان إلى تعزيز دور ومشاركة المرأة في التعليم بأفغانستان

مقالات مشابهة

  • منحة دولية لحركة طالبان من أجل مكافحة تغير المناخ
  • القضاء الإداري: تحديد الزي المدرسي حق لوزارة التعليم.. وشراؤه من أي مكان حق لولي الأمر
  • فصل وتحقيق|أول رد من التعليم على واقعة تشويه وجه طالبة 6 أكتوبر
  • إشادة بوزير التعليم لإعادته دور المدرسة وتحقيق الانضباط خلال العام الدراسى
  • وزير التعليم : مدير المدرسة الناجح يفرض القوانين لتحقيق العدالة والانضباط
  • طالبان تحصل 10 ملايين دولار لمكافحة تغير المناخ
  • طالبان تفصل الزوجين البريطانيين المحتجزين وتنقلهما إلى سجن شديد الحراسة
  • ظهور صادم لشيخ صحراوي مختطف في تندوف واستغاثة مؤلمة تكشف إجرام البوليساريو
  • خلال رحلة لصيد الخنازير... حادثة مؤلمة في بلدة القعقور!
  • مسلحون يستهدفون 3 مراكز للشرطة في مقاطعة بانو بشمال غرب باكستان