أعلنت وسائل إعلام فلسطينية، انتشال جثامين 9 شهداء من تحت الأنقاض في مدينة رفح الفلسطينية، وفق خبر عاجل أفادت به قناة «القاهرة الإخبارية».

.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: شهداء فلسطين الاحتلال رفح الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

البحث عن جثامين الشهداء.. الألم الغائر في غزة

 

 

الثورة / متابعات

 

في الباحة الخلفية لمجمع الشفاء الطبي، حيث تتكدس جثامين الشهداء تحت شمس مارس، وقفت أم جهاد العمرين، تفتش بعينيها المرهقتين عن ابنها الوحيد.

مرت خمسة أشهر على استشهاده، وما زالت تجهل مكان دفنه، أتت اليوم، كما تفعل منذ أسابيع، باحثة عن أثر، عن قميص تعرفه، عن حذاء بيج أو أسنان لا يمكن أن تخطئها عينها.

“أعرفه جيدًا، ربيته وحدي 33 عامًا، لم يكن له إخوة أو أخوات، وكان كل حياتي”، قالتها بصوت مرتجف، قبل أن تغرق في صمت ثقيل، تحدق في أجساد مسجاة لم تجد لها قبورًا حتى الآن.

رجل يبحث عن جثة ابنه

في مكان آخر من غزة، يقف محمد حمدان وسط الدمار، يحدق في الركام وكأنه يسمع صوتًا يعرفه.

منذ القصف الذي استهدف منزله في حي الأمل في نوفمبر 2023م، لم يعُد للحياة معنى بالنسبة له، في تلك الليلة الدامية، فقد زوجته، أطفاله، والده، والدته، وحتى عائلة شقيقه، كلهم استشهدوا، ولم يبقَ له سوى أمل وحيد: العثور على جثة ابنه حمزة.

يعود يوميًا إلى موقع القصف، ينقب بين الحجارة المحطمة، يتنقل بين المستشفيات، يبحث بين الجثث المتحللة، ويسأل فرق الإنقاذ. يحدق في الصور الملتقطة للشهداء المجهولين، لكنه لم يجد حمزة بعد.

يقول باكيًا للمركز الفلسطيني للإعلام: “قلبي يحترق… لا أريد شيئًا من هذه الدنيا، فقط أريد جثته، أريد أن أدفنه بيدي”.

مجزرة بلا قبور

منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023م، والموت في غزة لا يهدأ، أم جهاد ليست الوحيدة هنا، ومحمد حمدان ليس الوحيد الذي يبحث عن مفقود بين الجثث.

ذوو عشرات الشهداء يتجمعون يوميًا أمام المستشفيات والمقابر، يبحثون عن أبنائهم، يتمنون لهم موتًا أقل وحشية، قبرًا يليق بكرامتهم، أو حتى مجرد وداع.

مأساة عائلة أبو عجوة

في الجانب الآخر من المجمع، كانت المعاول تحفر وسط الركام، ولكن بالنسبة لزوج الشهيدة إسراء عمار أبو عجوة، لم يكن الحفر بالمعاول كافيًا.

أزاح التراب بيديه العاريتين، غير مكترث بجراحه، بحثًا عن زوجته وبناته الأربع، ندى (15 عامًا)، وريماس (13 عامًا)، ومريم (10 أعوام)، وسارة (9 أعوام)، قتلن جميعًا في قصف إسرائيلي استهدف مأواهم بجوار مستشفى الشفاء في نوفمبر 2024م.

لم يكن وحدهن تحت الأنقاض، فقد دفن معهن شقيق الشهيدة، إبراهيم (30 عامًا)، ليتحول المنزل إلى مقبرة جماعية.

شهيد بساقين في قبرين

محمود الحداد (36 عامًا)، قصة أخرى من قصص الموت الذي لا ينتهي في غزة. في 16 ديسمبر من العام الماضي، خرج يجمع بعض الحطب لطهي الطعام، فاستهدفه قناص إسرائيلي.

بُترت ساقه في المستشفى ودفنت في إحدى زواياه، لكن جسده دُفن لاحقًا في مكان آخر، ليصبح له قبر وساق في موقعين منفصلين.

قال والده: “لم يسمحوا لنا حتى أن ندفن ابني كاملًا في مكان واحد. لا أعرف ماذا تبقى من إنسانيتهم”.

الحياة وسط الموت

بينما يحاول الأهالي انتشال جثامين أحبائهم من تحت الركام، أو التعرف عليهم بين الجثث المبعثرة في مستشفيات غزة، تستمر الحصيلة في الارتفاع. حتى اليوم، تجاوز عدد الشهداء 48,524، فيما بلغ عدد المصابين 111,955، وسط حصار خانق يعيق حتى دفن الموتى.

في غزة، لم يعد الموت نهاية الرحلة، بل بداية معاناة جديدة للأحياء الذين يبحثون عن قبور لأحبتهم، في مدينة تحولت إلى مقبرة مفتوحة.

مقالات مشابهة

  • 5 شهداء إثر استهداف الاحتلال مركبة شمال مدينة رفح
  • البحث عن جثامين الشهداء.. الألم الغائر في غزة
  • تشييع جثامين كوكبة من شهداء الوطن والقوات المسلحة بصنعاء
  • وصول جثامين عشرات الشهداء إلى مستشفى المعمداني في مدينة غزة
  • انتشال جثث بعد غرق مهاجرين قبالة قبرص
  • غزة: 5 شهداء منهم 3 انتشال و9 إصابات خلال 24 ساعة الماضية
  • مستشفيات غزة تستقبل 5 شهداء بينهم 3 جثامين تم انتشالهم من تحت الأنقاض
  • سورية.. إعادة البناء من تحت الأنقاض
  • 29 قتيلاً خلال 24 ساعة في غزة
  • اليمن: ضحايا ما زالوا تحت الأنقاض جراء الغارة الأمريكية وعمليات البحث مستمرة