متابعة بتجــرد: خلال لقائه ببرنامج “معكم” الذي تقدمه الإعلامية منى الشاذلي على قناة ONE، كشف الفنان علي الحجار، سراً يذاع للمرة الأولى عن مروره بأزمة نفسية بسبب الفنانة الكبيرة سميحة أيوب.

وقال الحجار: “مررت بأزمة نفسية صعبة جداً سنة 1982 في وقت نجوميتي مع محمد منير ومحمد الحلو وعمر فتحي، عندما وزع شريط “اعذريني” أربعة ملايين نسخة في أول سنة”.

وأضاف: “كنت في أزمة كبيرة وتم رفدي من ثلاث نقابات، المهن التشكيلية والمهن التمثيلية والمهن الموسيقية، وقتها كانت هناك أزمة سياسية حدثت عندما قرروا عدم إقامة احتفالات عسكرية لأن قبلها كان اغتيال الرئيس السادات، فقرروا تقديم احتفالات أكتوبر على شكل احتفالات فنية وقدموا مسرحية مجنون ليلى إخراج عادل هاشم وكانت الفنانة سميحة أيوب مديرة المسرح القومي”.

وتابع: “قمنا بعمل بروفات لما يقارب ثلاثة أشهر قبل عرض المسرحية في احتفالات أكتوبر، وبدأ يحدث صلح مع الدول العربية بعد مقاطعتهم لمصر بعد معاهدة كامب ديفيد، ووقتها تم توجيه الدعوة في الحفلة لوزراء الثقافة والإعلام من الدول العربية لتكون بداية صلح فني، والمسرح اتفتح قبل ما أوصل بساعة ونصف رغم إني رايح في الميعاد المضبوط الذي تعاقدت عليه”.

وأكمل: “أنا الوحيد الذي كنت من خارج أعضاء ممثلي المسرح القومي، وتم فتح الستارة الساعة السابعة وبدأ العرض إلى أن وصلوا لجملة (ها هو قيس قد أتى) وهي التي تسبق دخولي المسرح، وتم غلق الستارة بعدها بثوانٍ وكان الفنان محمود عزمي مدير المسرح وقتها فخرج واعتذر قائلًا: (إحنا بنعتذر عن استكمال عرض المسرحية لإن بطل العرض علي الحجار ما جاش) وفي نصف ساعة وقع نقباء النقابات الثلاث والوزير قرارات رفدي”.

وواصل: “من غير أي تحقيق تم رفدي من النقابات الثلاث، ولما وصلت مسرح الجمهورية لقيت مجموعة من شباب الجامعات بيقولوا لي امشي يا أستاذ علي ده فيه كارثة جوة وفضيحة لأن كل الوزراء العرب ورئيس وزراء مصر موجود والعرض اتقفل، كنت سأرجع بالسيارة مرة أخرى لكنهم أخذوني إلى غرفة في المسرح وسألوني عن سبب تأخري الذي أد إلى كارثة، ظللت لمدة 27 يومًا يُكتب عني في كل الصحف والمجلات أسوأ كلام في الدنيا وحاولت مقابلة الوزير ورؤساء تحرير الجرائد والمجلات فلم يقبل أي منهم مقابلتي ولا يسمع مني حتى جاء عصام السيد مخرج مسرحية مش روميو وجوليت وقال لي هناك رجل صالح يعرف ربنا وله في الطالع وكلما قرأ شيئًا مكتوبًا عنك يقول أنا حاسس إنه مظلوم وهو مصرّ أن يراك فوافقت على مقابلته”.

وتابع: “الراجل اللي بيعرف في الطالع سألني عن اسم أمي وقابلته ودخلت قعدت معاه وشربني قهوة وشاف الفنجان وقال لي بكرة هتتحل مشكلتك، وقال لي أنا شُفت راجل طول بعرض أسمر هيبعت يجيبك بكرة الضهر وهيكلموك وهيجيبوا لك ورقة مزورة إنك مضيت على موعد افتتاح المسرحية، صحيت الساعة 11 الصبح تاني يوم لقيت مدير مكتب وزير الثقافة بيكلمني وبيقول لي الوزير منتظرك، والراجل اللي بيفهم في الطالع كان مديني ورقة فيها تحصين أقراه وأرقام ونجوم قال لي اكتبها بقلم أحمر”.

وأكمل: “قرأت التحصين وذهبت للوزير قعدوني في مكان بوزارة الثقافة في الزمالك، ودخلت للوزير كأني عايش كابوس فضلت ماشي كأن التصوير يتم بالبطيء، وقال لي هو إيه اللي حصل بالضبط أنا طول الليل فيه صوت بيصحيني بيقول لي أنت ظالم علي الحجار هاته، فقلت له الحكاية إني رُحت في الميعاد المحدد ليَّ، قال لي بص يا ابني لو كنت رُحت بدري وعرضتم المسرحية كانت ممكن تنجح، وقلت له لا أعرف شيئاً فالمسرحية ثلاثة فصول ولا عرف أي شيء عن الفصل الثالث أصلًا ونصف الفصل الثاني لم نكمله وبليغ حمدي قال لهم ما تسلموش أنا ما كملتش الألحان، فالبتالي ما كانش ينفع تتعرض وعملوا حيلة ضدي”.

وأوضح: “وزير الثقافة وقتها قال لي أنا هعمل تحقيق من مستشارين وتجيب ممثلين المسرح القومي كلهم وسميحة أيوب واللي أنت قلته لي ده تقوله رقبتك ولا رقبتهم، قلت له رقبتي طبعًا، مفيش أسبوع عدا إلا والتحقيق اتعمل وخبر براءتي اتعمل في حتة صغيرة بالجرايد”.

main 2024-06-15 Bitajarod

المصدر: بتجرد

كلمات دلالية: علی الحجار وقال لی قال لی

إقرأ أيضاً:

لومومبا رمز المقاومة وبطل الكونغو الذي قُتل في ذروة شبابه

في غوما، جمهورية الكونغو الديمقراطية، قبل ظهر الخميس في يونيو/حزيران 1960، صعد باتريس لومومبا، البالغ من العمر 34 عاما، إلى المنصة في قصر الأمة في ليوبولدفيل (التي تسمى اليوم كينشاسا) وهو يحمل حلما لتوحيد بلاده التي نالت استقلالها حديثا.

أمام كبار الشخصيات والسياسيين، بمن فيهم الملك بودوان ملك بلجيكا، التي كانت جمهورية الكونغو آنذاك قد نالت استقلالها منها للتو، ألقى أول رئيس وزراء على الإطلاق خطابا مثيرا ومفاجئا إلى حد ما، أثار استياء الأوروبيين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس: حظر الأونروا.. مخطط إسرائيلي لضم القدس الشرقيةlist 2 of 2واشنطن بوست: العفو الذي أصدره بايدن وترامب تقويض لسيادة القانونend of list

قال لومومبا "لن يستطيع أي كونغولي جدير بالاسم أن ينسى أبدا أنه بفضل النضال تم تحقيق استقلالنا".

وأضاف قائلا، بينما كان الملك يراقب وهو في حالة صدمة، "لقد فُرضت علينا العبودية بالقوة. نحن نتذكر الضربات التي كنا نضطر لتحملها صباحا ومساء لأننا كنا زنوجا".

وأعلن أنه مع الاستقلال، أصبح مستقبل البلاد أخيرا في أيدي شعبها، مضيفا: "سوف نُظهر للعالم ما يمكن أن يفعله الرجل الأسود عندما يعمل وهو حر، وسنجعل الكونغو فخر أفريقيا".

ولكن لم يتحقق هذا الوعد، فبعد 6 أشهر فقط قُتل القائد الشاب.

لسنوات طويلة، أحاط الغموض بتفاصيل مقتله، ولكن من المعروف الآن أن رجالا كونغوليين مسلحين قتلوا لومومبا يوم 17 يناير/كانون الثاني 1961، بمساعدة البلجيكيين وبموافقة ضمنية من الولايات المتحدة.

إعلان

وبعد مرور 64 عاما، لا يزال لومومبا رمزا للمقاومة الأفريقية، بينما لا يزال عديد من الكونغوليين يحملون عبء إرثه غير المكتمل، سواء أكانوا يؤيدون أفكاره أم لا.

سيارات جيب تحمل جنودا كونغوليين تمر بينما ينظر الناس على جانب الطريق في السابع من ديسمبر/كانون الأول 1960 بعد اعتقال لومومبا (أسوشيتد برس) "لقد آلمني موته"

قال كاسيريكا لوكومبولا (85 عاما) الذي يعيش حاليا في حي فيرونغا في مدينة غوما بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية: "عندما علمت بموت لومومبا، صُدمت".

لقد تم بناء منزله، الذي يتسم باللون الذهبي والطراز الغربي، وهو أمر غير مألوف في هذه المنطقة، خلال الحقبة الاستعمارية ويعد تذكيرا ببقايا ما يقارب 80 عاما من الحكم البلجيكي.

وقال لوكومبولا إنه وُلِد خلال الحرب العالمية الثانية، مضيفا "في ذلك الوقت، كان الرجل الأسود في أفريقيا لا يستطيع معارضة المستوطنين البيض لأسباب معينة، بما في ذلك لون بشرته وحقيقة أنه كان مستعبدا. أولئك الذين تجرؤوا على تحدي البيض كانوا إما يُسجنون أو يُضربون أو يُقتلون".

كان لوكومبولا في الـ20 من عمره عندما قُتل لومومبا، وقال "أتذكر أنني كنت في قريتي في بنغي عندما سمعت الخبر. شعرت بالندم، فقد أحزنني موته. وفي ذلك اليوم، لم أتناول الطعام، كنت أعاني من الأرق"، مضيفا أنه لا يزال يتذكر ذلك كما لو كان بالأمس.

ويتهم لوكومبولا الـ"وازونغو"، وهي كلمة تعني "الأجانب"، ولكنها تستخدم عادة للإشارة إلى المستعمرين البلجيكيين بأنهم كانوا وراء اغتيال لومومبا.

وقال "كان البلجيكيون يمارسون التفرقة العنصرية في الكونغو، وكان لومومبا يصرخ ضد ذلك. لقد شجعنا على القتال بكل قوتنا للتخلص من المستعمرين".

وتابع "لقد اكتشف بعض المؤامرات التي كان يحيكها المستعمرون ضدنا، نحن الشعب الكونغولي. وكانوا يريدون أن يستمروا في فرض العبودية علينا إلى الأبد. عندها بدأ البلجيكيون يطورون كراهية تجاهه، مما أدى إلى اغتياله".

ويعتقد لوكومبولا أنه لو لم يُقتل "لومومبا"، لكان قد حوّل البلاد إلى جنة على الأرض لملايين الكونغوليين، استنادا إلى الرؤية التي كان يحملها لشعبه وللقارة بأسرها.

إعلان قتلته قوى غربية

ويعتقد تومسيفو أكرم، الباحث الكونغولي المقيم في غوما، أن لومومبا قُتل بأوامر من بعض القوى الغربية التي أرادت الاحتفاظ بثروات الكونغو الطبيعية.

وقال تومسيفو أكرم للجزيرة "إن قرار تصفية أول رئيس وزراء كونغولي اتخذه مسؤولون أميركيون وآخرون على أعلى المستويات".

وقال أكرم "على الرغم من أن لومومبا كان له أصدقاء داخل وخارج البلاد، فإن أصدقاءه، رغم كثرتهم، لم يكونوا بالعزيمة نفسها التي كان عليها أعداؤه الذين كانوا مصممين ومنظمين للقضاء عليه. لقد دعمه أصدقاؤه بالكلمات أكثر من الأفعال".

لم يتبقَّ سوى سن واحدة

بعد أيام قليلة من إلقاء لومومبا خطابه في يوم الاستقلال في 30 يونيو/حزيران 1960، بدأ البلد في الانهيار. ووقع تمرد مسلح، ثم انفصلت مقاطعة كاتانغا الغنية بالمعادن في يوليو/تموز. وأرسلت بلجيكا قوات إلى كاتانغا، ثم طلبت الكونغو المساعدة من الأمم المتحدة، وعلى الرغم من إرسالها قوات حفظ السلام، فإنها لم تنشرها في كاتانغا. لذلك، لجأ لومومبا إلى الاتحاد السوفياتي للمساعدة، وهو ما أثار قلق بلجيكا والولايات المتحدة.

وفي سبتمبر/أيلول، قام الرئيس جوزيف كاسافوبو بعزل لومومبا من الحكومة، وهو ما تجاهله لومومبا. وبعد فترة قصيرة، قام انقلاب عسكري بقيادة العقيد الكونغولي جوزيف موبوتو (الذي عُرف لاحقا باسم الدكتاتور موبوتو سيسي سيكو) بإزاحته تماما من السلطة. ووُضع لومومبا رهن الإقامة الجبرية، التي هرب منها، لكنه تم القبض عليه لاحقا من قبل قوات موبوتو في ديسمبر/كانون الأول.

ويوم 17 يناير/كانون الثاني 1961، تم نقل لومومبا واثنين من مساعديه، جوزيف أوكيتو وموريس مبولو، إلى كاتانغا بالطائرة، حيث قام الجنود بضربهم وتعذيبهم في أثناء الرحلة وفي وجهتهم.

وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، أُعدم الثلاثة في كاتانغا رميا بالرصاص تحت إشراف بلجيكي.

إعلان

وفي البداية تم دفن أجسادهم في قبور ضحلة، ولكن لاحقا تم استخراجها وتهشيمها إلى قطع، ثم أذيبت البقايا في الحمض.

في النهاية، لم يتبق سوى سن واحد من أسنان لومومبا، سرقه شرطي بلجيكي ولم يعده إلى أقارب لومومبا إلا في عام 2022.

وعلى مر السنين منذ اغتياله، اعترفت بلجيكا بأنها "مسؤولة أخلاقيا عن الظروف التي أدت إلى وفاته". وفي الوقت نفسه، ظهرت معلومات تكشف تورط وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في مؤامرة قتل لومومبا.

"خطأ جسيم؟"

وفي منزله في غوما، استعاد لوكومبولا ذكرياته عن جميع "اللحظات الأولى" التي عاشها خلال تاريخ بلاده المعقد، بما في ذلك مشاركته في أول انتخابات بلدية عام 1957، حين صوّت لحزب الحركة الوطنية الكونغولية بقيادة لومومبا، قائلا "لأنني كنت مقتنعا بأن الحزب يحمل رؤية عظيمة لبلدنا. وكان ذلك بدافع من الشعور بالفخر".

وروى أنه كان موجودا في أثناء أعمال الشغب التي وقعت في الرابع من يناير/كانون الثاني 1959، وإعلان استقلال الكونغو في 30 يونيو/حزيران 1960، وانفصال كاتانغا وكاساي الجنوبية بين يوليو/تموز وأغسطس/آب 1960، وأفراح زائير الاقتصادية والسياسية منتصف الستينيات.

وبعد أن عاش في ظل حكم جميع رؤساء الكونغو الخمسة، يدرك لوكومبولا "لغز" جمهورية الكونغو الديمقراطية وشهد مدى التغيرات التي يمكن أن تطرأ عليها.

وقال إن ندمه الوحيد هو أن عديدا من الأحداث التاريخية وقعت بعد رحيل لومومبا، مضيفا "لو كان حيا، لأعاد إلينا المجد والعظمة".

لومومبا يوقع قانون استقلال الكونغو في يونيو/حزيران 1960 وعلى يمينه غاستون إيسكينز، رئيس الوزراء البلجيكي الذي وقع القانون نيابة عن بلجيكا (أسوشيتد برس) ليس الجميع متعاطفين معه

ومع ذلك، لا ينظر الجميع إلى إرث لومومبا بمثل هذه الرهبة والعطف.

ويعتقد غريس باهاتي (45 عاما)، وهو أب لـ5 أطفال، أن لومومبا هو السبب في بعض المصائب التي حلت بجمهورية الكونغو الديمقراطية والتي لا تزال البلاد تعاني منها.

إعلان

فوفقا له، كان رئيس الوزراء الأول متسرعا للغاية في السعي إلى تحقيق الاستقلال الفوري للكونغو، في حين كانت البلاد تفتقر إلى ما يكفي من المثقفين القادرين على قيادتها بعد رحيل البلجيكيين.

قال باهاتي للجزيرة: "كان لومومبا في عجلة من أمره للمطالبة بالاستقلال. لقد وجدت أن عديدا من قادتنا لم يكونوا مستعدين لقيادة هذا البلد، وهذا أمر مؤسف. في رأيي، كان ذلك خطأ كبيرا من جانب لومومبا".

لا يتفق داني كاييه، وهو مؤرخ في غوما، مع هذا الرأي، فهو يعتقد أن لومومبا أدرك مبكرا أن الاستقلال كان هو الحل الوحيد، نظرا لأن البلجيكيين كانوا يستغلون البلاد منذ ما يقرب من 80 عاما وكان الكونغوليون هم الذين يعانون.

وأشار كاييه أيضا إلى أن "لومومبا لم يكن أول من طالب بالاستقلال الفوري للبلاد. فقد كان الجنود الذين عادوا من الحرب العالمية الثانية، بعد أن قاتلوا إلى جانب المستعمرين، هم أول من فعل ذلك".

وقال المؤرخ إن لومومبا أصبح هدفا للغرب بعد ما تم اعتباره "متطرفا"، عندما بدأ في بناء علاقات مع الاتحاد السوفياتي، إذ اعتبرته القوى الغربية تهديدا لمصالحها خلال فترة الحرب الباردة الحاسمة. وقد تم استخدام الكونغوليون، مثل موبوتو سيسي سيكو، في المناورات ضده.

وأوضح كايي أن "الكونغو كانت محل حسد لفترة طويلة بسبب مواردها الطبيعية. ولم يرغب البلجيكيون في مغادرة البلاد، والطريقة الوحيدة لمواصلة استغلالها كانت من خلال تفكيكها وقتل الوطنيين"، وأضاف: "في هذا السياق، قُتل لومومبا وأصدقاؤه موريس مبولو، رئيس مجلس الشيوخ آنذاك، وجوزيف أوكيتو، وزير الشباب آنذاك".

حارب من أجل العدالة

جان جاك لومومبا هو ابن شقيق باتريس لومومبا وناشط ملتزم بمحاربة الفساد في البلاد.

نشأ ابن الشقيق البالغ من العمر 38 عاما في كينشاسا، حيث ترعرع على يد والدة لومومبا وأخيه الأصغر، لكنه اضطر إلى المنفى عام 2016 بعد أن كشف عن الفساد في محيط الرئيس الكونغولي السابق جوزيف كابيلا.

إعلان

بالنسبة له، يبقى عمه رمزا للكونغو العادلة والأفضل، وهو شخص يستلهم منه في نشاطه السياسي.

وقال جان جاك للجزيرة: "أخبرني أفراد عائلتي أنه كان شخصية غير تقليدية. فقد كان صريحا ومباشرا للغاية. وكان لديه إحساس بالشرف والبحث عن الحقيقة منذ نعومة أظفاره وصولا إلى نضاله السياسي".

وتابع: "لقد ناضل من أجل العدالة والإنصاف. هو نفسه رفض الفساد"، واصفا الفساد بأنه "أحد الأوبئة التي تميز البلدان النامية".

وأضاف: "باتريس لومومبا كان يريد التنمية والرفاهية لشعبه.. وهذا مصدر إلهام في النضال الذي أواصل خوضه من أجل صعود القارة الأفريقية".

ويشعر جان جاك أن لومومبا لم يعد ينتمي إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية وأفريقيا فحسب، بل إلى جميع أولئك الذين يرغبون في الحرية والكرامة في جميع أنحاء العالم.

وعلى الرغم من أنه لم يلتقِ عمه قط، فإنه يشعر بالسرور لأن ذاكرته وإرثه لا يزالان حيين.

وعلى الرغم من أنه لقي نهاية مأساوية ومدمرة، فإن وفاة لومومبا بالنسبة لجان جاك هي أيضا شيء خلّد اسمه والمعارك التي خاضها.

وقال لومومبا الصغير إنه يجب على القادة الأفارقة تكريم ذكرى أشخاص مثله وآخرين ممن قدموا حياتهم من أجل بناء "أفريقيا متطورة ومشرقة ومزدهرة، مستعدة للتأكيد على مكانتها في محفل الأمم".

محتجون يحملون لافتات مناهضة للبلجيكيين ومؤيدة للومومبا في شارع ويست 51 في نيويورك خارج مبنى أسوشيتد برس في 11 فبراير/شباط 1961 قبل نشر مقتل لومومبا (أسوشيتد برس) إرث لومومبا الخالِد

بعد مرور أكثر من 6 عقود على مقتل لومومبا، تعاني جمهورية الكونغو الديمقراطية من أزمات متعددة، سواء من التمرد المسلح إلى استخراج الموارد والفقر.

وعلى الرغم من أن الكونغو دولة تتمتع بثروات طبيعية هائلة، فإنها لم تجد طريقها إلى غالبية الشعب الكونغولي، وهو ما يعزوه عديد في البلاد إلى الاستغلال المستمر من القوى الداخلية والخارجية.

إعلان

ويعتقد دانيال ماكاسي، المقيم في غوما، أن الاستعمار الذي كان لومومبا مصمما على محاربته لا يزال مستمرا، رغم أنه يظهر بطرق مختلفة اليوم.

وقال للجزيرة: "اليوم، هناك عدة أشكال من الاستعمار لا تزال مستمرة من خلال الشركات متعددة الجنسيات التي تستغل الموارد في جمهورية الكونغو الديمقراطية ولا تفيد المواطنين العاديين".

وأضاف أن الأفارقة بحاجة إلى توجيه روح لومومبا لوقف هذا الاستعمار الجديد بقدر الإمكان، حتى يتمكنوا من التمتع بكامل ثرواتهم الطبيعية.

وقال ماكاسي إن لومومبا كان قادرا على تحويل البلاد في فترة زمنية قصيرة، مما جعل الكونغوليين "أكثر فخرا"، وهذا يجعله "خالدا"، داعيا الناس إلى الاقتداء به.

ويوافق آخرون على أن الأجيال القادمة مدينة للومومبا "بديْنٍ لا يُقاس" لما بدأه.

وقال مويس كوميومبي، أحد سكان مدينة غوما: "بالنسبة لي، يُعد باتريس إيميري لومومبا رمزا للمقاومة ضد القوى الإمبريالية"، مذكرا بخطاب يوم الاستقلال في يونيو/حزيران 1960 الذي اعتبره البلجيكيون "هجوما شرسا"، لكنه لا يزال يُلهم عديدا من الأفارقة حتى يومنا هذا.

وقال كوميومبي "لقد ألهمنا أن نبقى وطنيين وحماية وطننا ضد جميع أشكال الاستعمار"، مذكرا نفسه بأن عمل لومومبا لم ينتهِ بعد.

مقالات مشابهة

  • اتفاق على تطوير وتحديث المسرح الكبير بالأوبرا بالتعاون مع جايكا اليابانية
  • أغاني وطنية وفنون شعبية بالغربية ضمن احتفالات قصور الثقافة بعيد الشرطة
  • أزمة نفسية..تفاصيل إنهاء مسن حياته قفزًا من شقته في الدقي
  • الرئيس السيسي: نبذل جهودًا كبيرة لحل أزمة نقص الدولار
  • كيف ستحل مصر أزمة خدمة ديون 2025؟.. أرقام كبيرة
  • لومومبا رمز المقاومة وبطل الكونغو الذي قُتل في ذروة شبابه
  • نجيب الريحاني.. “الضاحك الباكي” الذي خطف القلوب في العصر الذهبي للفن المصري (تقرير)
  • حلمي النمنم: ترامب لن يدخل في حرب من أجل ضم قناة بنما
  • احتفالات عيد الشرطة ولقاءات توعية للرواد في أنشطة قصور الثقافة بالمنوفية
  • احتفالات عيد الشرطة ولقاءات توعية للرواد في أنشطة قصور الثقافة بالمنوفية.. صور