حزب الله يعمل على قاعدة الاحتمالات… فهل يتهوّر نتنياهو؟
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
من الواضح بأن عملية التصعيد التي بدأها "حزب الله" في الجنوب اللبناني
بعد تخطي إسرائيل الخطوط الحمر واستهدافها لأحد قياديي الحزب الكبار طالب عبدالله لم تنته أمس، اذ ولليوم الثالث على التوالي رفع حزب الله مستوى تصعيده الى حدّ كبير خصوصاً ان هذا التصعيد لم يركّز فقط على عدد العمليات وانما على نوعيتها ايضاً.
عملياً ضاعف "حزب الله " عدد عملياته بعد استهداف إسرائيل للقيادي في الحزب، وهذا يوحي بأن مسار التصعيد ليس ردا آنياً انما هو رد دائم على اعتبار أنّ قيام إسرائيل باغتيال اي قيادي بهذا الحجم يعني ان التصعيد سيكون دائماً حتى انتهاء المعركة وليس ردا لعدة أيام فقط.
ما يقوم به "الحزب" من عمليات قصف واسعة وإشغال كامل لمواقع العدو الاسرائيلي من مزارع شبعا الى الناقورة على عمق بات اكبر من الفترة السابقة، يوحي بأن "حزب الله" لا يستبعد تطور الأحداث وفي الوقت نفسه لا يخاف منها، إذ ان هذا التصعيد قد يجبر إسرائيل على تصعيد عملياتها أيضًا في جنوب لبنان.
و يعلم "حزب الله" أيضًا ان اي تصعيد او ذهاب إلى حرب شاملة سيكون دعسة ناقصة إسرائيلياً، بالرغم من ان الحزب لا يتمنى الذهاب إلى مثل هذه المعركة، لكنه يعتقد انه سينتصر بها واذا بدأت بها إسرائيل فأن ذلك سيعطيه شرعية الدفاع عن لبنان أمام الرأي العام اللبناني والرأي العام العالمي أيضا، لذلك فهو لن يكون البادئ في الحرب الشاملة اذا لم تبدأها إسرائيل.
كل ذلك يتماشى مع اعتقاد راسخ لدى "الحزب" بأن الاميركيين والأوروبيين والدول الغربية عموماً لا تريد التصعيد في لبنان، وهذا سيؤدي الى قيامها بضغوط حقيقة على إسرائيل لمنع التصعيد واستيعابها الضربات التي يقوم بها "حزب الله" من دون القيام باي استهداف اخر جديد عالي المستوى، كعملية الاغتيال التي بدأ "حزب الله" اجراءات واسعة لتجنبها والتي ادت الى تراجع كبير جدا في استهداف الكوادر عبر السيارات.
تقول مصادر عسكرية مطّلعة أنّ القاعدة الاساس التي يعتمد عليها "حزب الله" هي توقّع كل الاحتمالات، لأن لا أحد يستبعد أن يتهوّر رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو ويقوم بخطوة وصفتها المصادر بالانتحارية وجرّ لبنان الى حرب شاملة، ولكن حتى اللحظة لا تزال الامور محصورة ضمن الضربات والضربات المضادّة رغم ارتفاع وتيرة التصعيد على مستوى الاستهدافات والعمق وغيرها. وتؤكد المصادر أن بعض المتغيرات على مستوى التصعيد طرأت خلال اليومين الفائتين وهذا امر طبيعي بُعيد عملية الاغتيال التي حصلت والتي ترافقت مع استشهاد واصابة مدنيين أيضاً، لكنّ ذلك كله لا يبدو مؤشراً كافياً، وفق المصادر، لتوسّع رقعة الحرب وتدحرجها باتجاه الداخل اللبناني، وكل التصعيد الذي نشهده اليوم هو استمرار "حزب الله" بمسار ردع العدوّ الاسرائيلي ومنعه من التمادي أكثر. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: إسرائيل تقصف ضاحية بيروت لتثبيت الردع لا ترميمه
قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن إسرائيل تريد منع حزب الله من استعادة توازنه والتأثير أيضا على بيئته الحاضنة، معتبرا قصف ضاحية بيروت الجنوبية قد يكون لأهداف استخباراتية بعيدة المدى.
جاء ذلك في تعليق حنا على القصف الإسرائيلي الذي استهدف مبنى بمنطقة الحدث في الضاحية الجنوبية اليوم الأحد، في حين نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله إن "حزب الله خزن أسلحة كبيرة ومهمة في الموقع المستهدف".
ولاحقا، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرات حربية "دمرت بنية تحتية استخدمت لتخزين صواريخ دقيقة لحزب الله بالضاحية الجنوبية لبيروت".
تصاعد أعمدة الدخان إثر غارة إسرائيلية على مستودع بمنطقة الحدث عند الضاحية الجنوبية لبيروت#الأخبار pic.twitter.com/Y2tldVk0pq
— قناة الجزيرة (@AJArabic) April 27, 2025
وأوضح حنا -في حديثه للجزيرة- أن استهداف الضاحية يعني استهداف معقل حزب الله، ومنع إعادة إعمارها، لافتا إلى أن الهدف قد يكون ثانويا من أجل تتبع أهداف استخباراتية إسرائيلية بعيدة المدى.
وحسب الخبير العسكري، فإن إسرائيل ترسل رسالة عبر هذا القصف "لتؤكد ما تملكه من معلومات استخباراتية أو تنفي ذلك مثل وجود شخصيات معينة"، مشيرا إلى أنها "ستراقب كيف ستتصرف هذه الشخصيات في هذه الحالة".
إعلانولخص حنا هذه العملية بـ"اختبار المنظومة"، واصفا إياها بـ"الرابحة لإسرائيل"، إضافة إلى كونها حربا إعلامية ونفسية إسرائيلية.
وتواصل إسرائيل -رغم سريان وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024- استهدافها جنوب لبنان بذريعة مهاجمة أهداف لحزب الله، إذ ارتكبت أكثر من 1342 خرقا، مما خلّف 117 قتيلا و362 جريحا على الأقل.
ووفق حنا، فإن إسرائيل تحاول التحكم بسماء لبنان وفرض سيطرتها عليه عبر قواعد اشتباك جديدة ترتكز على "البقاء في مواقع معينة في الجنوب، والتحليق والخروج متى تشاء من دون محاسبة".
وتؤكد تل أبيب بقصفها الضاحية الجنوبية أنها أمام "مرحلة جديدة عنوانها انتهاء عهد حزب الله وقياداته الوازنة" -حسب حنا- الذي قال إن جيش الاحتلال يحاول تثبيت الردع لا ترميمه.
التبرير الإسرائيليووصف الخبير العسكري التبرير الإسرائيلي بوجود أسلحة في الموقع المستهدف بـ"السخيف"، مرجعا ذلك إلى عدم وجود انفجارات متتابعة وغياب أضرار في المناطق المحيطة.
وأعرب عن قناعته بأن إمكانية عودة حزب الله إلى الحرب "صعبة" بسبب رغبته في الاهتمام بالبيئة الحاضنة وإعادة تأهيل نفسه، لافتا إلى أن القصف الإسرائيلي قد يحمل أهدافا غير عسكرية.
وحسب الخبير العسكري، فإن إسرائيل تستهدف دوائر حزب الله، وهي: القيادة والسيطرة، والبنية التحتية التي تشغل البعد العسكري، والوحدات العسكرية. ونجحت في ذلك إلى حد ما.
وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، مما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
وقد تنصل الجيش الإسرائيلي من استكمال انسحابه من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/شباط الماضي -خلافا للاتفاق- إذ نفذ انسحابا جزئيا ويواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلها في الحرب الأخيرة.
إعلانكما شرعت إسرائيل أخيرا في إقامة شريط حدودي يمتد إلى كيلومتر واحد أو كيلومترين داخل أراضي لبنان.