يورو 2024.. جوندوجان يعلق علي خماسية الماكينات الألمانية بمرمي اسكتلندا
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
كشف إلكاي جوندوجان، لاعب نادي برشلونة قائد منتخب ألمانيا، على فوز منتخب بلاده الكاسح أمام نظيره اسكتلندا، مساء أمس الجمعة، في افتتاح بطولة كأس أمم أوروبا "يورو 2024".
وحقق منتخب ألمانيا فوزًا كاسحًا على حساب اسكتلندا، بخمسة أهداف مقابل هدف، بالمباراة التي جرت بين الفريقين أمس الجمعة، في افتتاح كأس أمم أوروبا يورو 2024.
ويقع المنتخب الألماني البلد المستضيف للبطولة في المجموعة الأولى بجانب كل من إسكتلندا، المجر، وسويسرا.
وأكد إلكاي جوندوجان، في تصريحات صحفية: "لعبنا بكثافة كبيرة منذ البداية أمام اسكتلندا، وقدمنا شوط أول رائع حقا، هذه هي البداية التي كنا نحتاجها بالضبط، وهذا ما كنت أتوقعه تحول إلى حقيقة".
وأردف لاعب برشلونة، قائلًا: "سعيد لأنني كنت مساهما في مساعدة زملائي على الفوز أمس أمام اسكتلندا".
منتخب ألمانيا، سيبدأ في الاستعدادا لمواجهة المجر في ثاني جولات المجموعة الأولى يوم الأربعاء المقبل، قبل أن تختتم مشاركتها بدور المجموعات أمام سويسرا يوم الأحد 23 من الشهر الجاري.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: جوندوجان كأس أمم أوروبا يورو 2024 ألمانيا واسكتلندا قائد منتخب ألمانيا
إقرأ أيضاً:
فاضل الربيعي.. العودة إلى نقطة البداية
حين رأيت صور مشيّعي جنازة الباحث والمفكّر الدكتور فاضل الربيعي، ببغداد شعرت بالألم، رغم إيماننا الأكيد بالنهاية الحتميّة، كان يقف بانتظار وصول الطائرة التي أقلّت جثمانه من هولندا إلى مطار بغداد عدد من أفراد أسرته، وعشيرته، وبعض المسؤولين، ومَنْ بقي من الأهل والأصدقاء الذين ودّعوه حين غادر بغداد قبل أكثر من أربعين سنة، لتُختتم الرحلة التي تشبه رحلة كلكامش فـي نقطة البداية، وكانت الانطلاقة فـي مطلع السبعينيات، فمع تشكّل وعينا، كنا نفخر بأن عددا من الفنانين الذين نشاهد عروضهم المسرحية فـي التلفزيون، والشعراء والكتّاب الذين نقرأ له نتاجات شعرية وسردية ومقالات فـي الصحف اليومية هم من سكّان مدينتنا الشعبية (الثورة) أو (حي الرافدين) الكائنة فـي بغداد، ويسكنها الفلاحون النازحون من الجنوب، ويقاسموننا ضنك العيش، تلك المدينة كانت تفتقر لأبسط أنواع الخدمات ووسائل الراحة، ومع ذلك خرج من رحمها شعراء وكتّاب وفنّانون ورياضيّون، وهذا يمنحنا ثقة بأننا يمكن أن نكون مثلهم ذات يوم، فالمهمّشون يمكن لهم أن يقفزوا للمركز ويحتلوا مساحة متميزة فـي المشهد الفني والثقافـي على أقل تقدير، انطلاقا من فهمنا للفن كونه ابن المعاناة الشرعي.
وكان الكاتب فاضل الربيعي، الذي تجمعني به صلة قرابة بعيدة، واحدا من هذه الأسماء التي كنا ننظر لها بإعجاب حين نراها تجلس فـي المقهى، أو تسير فـي الطريق باتجاه البيت أو منه إلى خارج المدينة، حيث تشيّعه عيوننا حتى يختفـي عن الأنظار، وكان قد أصدر مجموعة قصصية عنوانها (أيها البرج يا عذابي) ونشر تحقيقات وتقارير صحفـية، أسّست له حضورا، وعزّز هذا الحضور عندما طوّر أدواته فـي الكتابة من خلال القراءة والاجتهاد الشخصي والاشتراك بدورات صحفـية، لكنه فـي عام 1979 اختفى، وحين سألنا عنه، عرفنا، عن طريق الهمس، أنه هرب من البلد أسوة بالكثير من رفاقه اليساريين، وحطّت ركابه فـي تشيكوسلوفاكيا ثم عدن، وبيروت والعمل مع الفصائل الفلسطينية، ونشر كتابه (السؤال الآخر) وكذلك عرفنا من الأهل أن رجال الأمن يتردّدون على بيت أهله بحثا عنه، حتى وصلنا خبر أنه استقرّ فـي دمشق عام 1980، ومع ذلك ضغطوا على والد زوجته بأن يذهب إلى دمشق ويقنعه بالعودة، وحين عرف بذلك غيّر مكان سكنه، كما قال لي عندما التقيت به فـي عمّان مطلع عام 1994م حين جمعنا الإعلامي سعد البزّاز فـي بيته، وكان رابعنا الصديق الشاعر عدنان الصائغ، واستغربتُ فـي تلك الجلسة أنه يتحدّث بلهجة شاميّة صرفة، وبدأت تحلّ مفردات شاميّة محل مفردات محبّبة، أليفة الوقع، كانت تجري على لسانه فـي الدارجة العراقيّة! يومها شعرتُ بالحزن، فالمسافة بينه وبين المكان الأوّل بدأت تتّسع.
فـي اليوم التالي دعانا للغداء فـي مطعم (جبري) فـي شارع الجاردن، وأكملنا أحاديثنا، قبل عودته إلى دمشق، وبعد شهور غادرتُ إلى صنعاء، ومن هناك عاد تواصلنا مجدّدا، فقد علمت أنه انتقل إلى قبرص وعمل محرّرا ثقافـيا فـي مجلة (الشاهد) التي كانت تصدر بدعم من الحكومة الليبية، وكلّفني بمراسلة المجلة من (صنعاء)، يومها نشر لي العديد من الحوارات، والمقالات، والتقارير الثقافـية.
ثم توقّفت المجلة، وبدأت تصلنا أخبار مشروعه الفكري القائم على دراسة التاريخ القديم، والسرديات العربية، والتوراتية، بعد دراسته اللغة العبرية، وأصل اليهود الذي يراه أنه يعود إلى اليمن، وبذلك فنّد مزاعم إسرائيل بحقّ الاستيطان فـي فلسطين، مكرّسا فكرة الاحتلال، وناقش فـي كتابه (الشيطان والعرش) لقاء النبي سليمان (عليه السلام) وبلقيس وفق رؤية مغايرة، وحين انتقل إلى هولندا عام 1996 م، تفرّغ لمشروعه الفكري، فنشر كتابه (فلسطين المتخيلة: أرض التوراة فـي اليمن القديم) بخمسة أجزاء، تبعه بـمجموعة كتب: القدس ليست أورشليم، أسطورة عبور الأردن وسقوط أريحا، حقيقة السبي البابلي، إرم ذات العماد من مكة إلى أورشليم- البحث عن الجنة، أساف ونائلة، وشقيقات قريش: الأنساب والطعام فـي الموروث العربي، وأبطال بلا تاريخ، وقصة حب فـي أورشليم.
والتقينا فـي عام 2011 فـي النادي الثقافـي حيث ألقى محاضرة حول المسألة اليهودية وكانت تلك زيارته الأولى والأخيرة لمسقط، وقبل حوالي عامين، انتقل للعمل فـي دبي بمركز (مجتمع) للدراسات الثقافـية والتاريخية، وكان يشغل موقع رئيس مجلس الأمناء فـي المركز، فـيما يشغل أدونيس عضوا فـي المجلس، وتواصل معي، ودعاني للكتابة فـي موقع المركز، وطلب مني مد جسور التواصل مع الدكتور نائل حنون وفعلت، وكان يتوق إلى زيارتنا قبل شهور قليلة لكن حدث طارئ حال دون ذلك حتى وصلني خبر وفاته، يوم السبت الموافق 29 مارس الماضي، عن 73 عاما، بعد معاناته من مرض عضال لم يمهله سوى شهور، ولم أستغرب وصيته التي طلب فـيها دفنه فـي العراق، فبعد هذا الطواف الفكري، والجغرافـي، والحراك الثقافـي عاد إلى نقطة البدء، وكان فـي صندوق مغلق مجلّلا بالسكون.