أبو عبيدة: ندعو الحجاج لأن يتذكروا إخوانهم في غزة وفلسطين بدعواتهم الخالصة
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
دعا أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام-الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)-، حجاج بيت الله الحرام أن يتذكروا إخوانهم في غزة وفلسطين بدعواتهم الخالصة في المشاعر المقدسة وأثناء مناسك الحج، وأن يستحضروا غزة وشعبها الصابر ومجاهديها في هذه الأوقات العظيمة المباركة.
وقال أبو عبيدة في بيان "بينما يؤدي ضيوف الرحمن فريضة الحج فإننا نؤدي فريضة الجهاد ضد أعداء الله المحتلين الغاصبين نيابة عن أمة الإسلام الكبيرة".
وأضاف أن هجوم "طوفان الأقصى" انطلق من أجل الدفاع عن المسجد القصى المبارك ثالث الحرمين الشريفين.
وأردف قائلا "إن مناسك الحج هي فرصة لنذكر أمة الملياري مسلم بحقيقة صراعنا مع عدونا الذي ينتهك مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعيث فيه فسادًا وتهويدًا كل يوم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
بين ترامب وترومان وغزة وفلسطين
في مطلع القرن التاسع عشر تقاسمت الإمبراطوريات الاستعمارية -فرنسا وبريطانيا وروسيا – وغيرها أقطار الأمة العربية والإسلامية فيما سمي باتفاقية (سايكس بيكو)حيث باعت فرنسا العراق بحدوده من بغداد إلى الموصل لبريطانيا وباعت بريطانيا سوريا وبلاد الشام لفرنسا وبموجب تلك التفاهمات تم وضع القدس وفلسطين منطقة محايدة نظرا لتداخل المصالح بين الأكلة الراغبين في ابتلاع القصعة، حيث سموها بالمنطقة السمرا ء(تنشأ إدارة دولية في المنطقة السمراء (فلسطين ) يُعين شكلها بعد استشارة روسيا بالاتفاق مع بقية الحلفاء وممثلي شريف مكة).
الاتفاقية عبارة عن بيع وشراء وتمليك لأقطار الأمة العربية والإسلامية بين الإمبراطوريات المسيحية الصليبية (يباح لفرنسا في سوريا وإنجلترا في العراق إنشاء ما ترغبان به من شكل الحكم مباشرة أو بالواسطة أو من المراقبة بعد الاتفاق) ،كان ذلك في بادئ الأمر بالتدخل وطمأنة العرب المخدوعين والعملاء والخونة، وبعد أن تمكنت من إتمام السيطرة بالاستعانة بهم وطرد العثمانيين باعتبارهم غزاه تحولوا إلى إبرام اتفاقية جديدة تتناسب مع القوانين الدولية .
فُرض على الخلافة العثمانية الاستسلام بموجب معاهدة “سيفر ” التي رفضتها وتم اعتماد اتفاقية “سان ريمو” التي توهم العرب بالاستقلال ظاهرا مع تغلغل الاستعباد والاستعمار حيث: –
1 -وضعت سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي
2 -العراق تحت الانتداب الإنجليزي
3 -وضعت فلسطين وشرقي الأردن –الضفة الشرقية -تحت الانتداب الإنجليزي مع الالتزام بتنفيذ وعد بلفور
4 -الاتفاق بين بريطانيا وفرنسا على تنازل الأخيرة عن منطقة الموصل مقابل 35في الميه من نفط الموصل الذي تستخرجه شركة نفط العراق البريطانية مع منح فرنسا الشركة تسهيلات لنقل النفط).
تم استباحه الأقطار العربية والإسلامية من المشرق حتى المغرب وفرض الإدارة والحكم الاستعماري عليها، وتم تشكيل الجيوش العربية والتحكم في أسلحتها وعقيدتها القتالية وتحديد الحدود بينها بما يتوافق والسياسة الاستعمارية والقدرة على نهب الثروات ولم يبق أمام الشعوب سوى المقاومة البسيطة لإشعال الثورات ضد الاستعمار.
الإمبراطورية الأمريكية كانت لازالت في بداياتها تحاول السيطرة على البلدان المجاورة لها وكانت بريطانيا وغيرها من الإمبراطوريات هي المتصرف في كل الشؤون .
ذات مرة حاولت البحرية الأمريكية الدخول إلى البحر الأبيض المتوسط فلم تستطع لأن الجزائر لم تسمح لها حتى تدفع الجزية بحكم تبعيتها للخلافة العثمانية المتصرفة في البحر. ومرة حاولت تجريب حظها فمنيت بهزيمة منكرة على يد أبطال الجزائر قبل أن تتدخل فرنسا وتحتلها.
تخطت الإمبراطورية الأمريكية حدودها فأخضعت جيرانها بالقوة والقمع والإرهاب وتوسعت إلى أمريكا الجنوبية ثم شرق آسيا واستعملت الأسلحة النووية والكيماوية واستلمت الدور من بريطانيا التي سقطت بفعل الثورات عليها -فلا يبقى إلا الله وحده –لكنها احتفظت بالأرشيف الاستعماري والخبرة الاستعمارية للعملاء الذين تعتمد عليهم ويحتاجهم كل مستعمر ومجرم أما التنفيذ فترك للنسخة المطورة من المجرمين الذين يستطيعون الضغط على الزر النووي ولا يبالون بمقدار الضحايا من الأبرياء الذين قد يلقون حتفهم لأنهم في ميزان الأخلاق والمبادئ والقيم لا شيء.
فلسطين أو المنطقة السمراء كانت ضحية تنفيذ اتفاق وعد بلفور، وكان المنفذ هو الرئيس الأمريكي ترومان –الذي سميت حاملة الطائرات التي أعطبتها القوات اليمنية في البحر الأحمر باسمه –حيث صرح انه سلّم لهم فلسطين على طبق من فضة –أخذنا فلسطين على دفعات صغيرة لأنه من المستحيل أن تقوم بطرد 5-6ملايين إنسان من وطنهم وتقوم بإحلال 5-6 ملايين بدلا عنهم دون حدوث إشكاليات .
غزة كانت احدى المدن التي استقبلت من تم تهجيرهم من فلسطين القدس وما جاورها هربا من الإجرام الذي يتعرضون له من العصابات الصهيونية والصليبية، مكثوا في مخيمات لا تتوفر فيها ادنى مقومات البقاء لكنهم آثروا البقاء على الرحيل وهي سمة المجاهدين والمرابطين الذين لا يمكن لهم ترك أوطانهم إلا في حالة واحدة هي الشهادة .
لم يبرحوا مخيماتهم برغم تكاتف المجرمين عليهم -يهود وعصابات من بريطانيا وأمريكا وفرنسا وروسيا- التي استفادت من البيع للأراضي التي تملكها الجمعية الكاثوليكية الفلسطينية الروسية لليهود مقابل الحصول على البرتقال الفلسطيني ، بموجب صفقة البرتقال استفادت إسرائيل من تمتين علاقاتها بالاتحاد السوفيتي وسيطر اليهود على ارض تلك الجمعية وتم تشريد الأشقاء في ارض فلسطين .
الأمم المتحدة اقرت اتفاقية منع جرائم الإبادة الجماعية في 9 /12 /1948م والتي تعاقب على ارتكاب الجرائم الأتية :
القيام عن قصد في التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو أثنية أو عنصرية أو دينية بصفتها هذه:
أ-قتل أعضاء من الجماعة
ب-الحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء الجماعة.
ج-إخضاع الجماعة عمدا لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليا أو جزئيا.
د-فرض تدابير تستهدف الحؤول دون انجاب الأطفال داخل الجماعة.
هـ-نقل أطفال من ا لجماعة عنوة إلى جماعة أخرى.
بين مشروع ترامب الذي يبشر به وما فعله ترومان فارق زمني يتجاوز سبعين عاما من الإجرام المتواصل ، ترومان استفاد من الإجرام الذي تعاونت فيه الإمبراطوريات الاستعمارية ومن الحكومات والأنظمة التي أسسها .
قهروا الشعوب لصالح الإجرام وسلموا الثروات وخانوا القضايا المصيرية ونشروا الفُرقة والتجزئة وأسسوا القُطرية وساهموا في تمزيق الممزق وتفتيت المفتت .
فقد استفادوا منهم في أسقاط الحكم العثماني على امل الخلاص لكنهم وجدوا انهم استبدلوا الظلمة بالمجرمين وشذاذ الآفاق .
تم تدمير كل مشاريع التكامل والاتحاد بين أقطار الأمة الواحدة لصالح رهن مقدرات شعوبهم وثرواتها لدى من لعنهم الله وغضب عليهم من اليهود والنصارى .
ترامب اليوم يريد غزة سلما أو حربا، ويريد طرد أهلها مستعينا باليهود والنصارى والمرتزقة ويطلق مشروعه متحسرا عليها (غزة أشبه بموقع هدم هائل لابد من إعادة بنائه بطريقة مختلفة؛ غزة مثيرة للاهتمام أنها موقع رائع على البحر وطقسها الأفضل وكل شئ جيد .. ويصل به الأمر للقول–يمكن القيام ببعض الأشياء الرائعة فيها)وربما انه يريد تنفيذ مجزرة البيجر فيها، لأن الانسحاب المذل والمخزي يحتاج إلى كمائن إجراميه تغطيه وتمسح العار عنه .
لا يدرك ترامب ولا غيره من دهاقنة الإجرام العالمي أن هذا الركام أسقط إمبراطوريات الروم والفرس والتتار والصليبيين وكل الغزاة واستشهد عليه في طوفان الأقصى اكثر من خمسين الفا ؛ ابُيدت على ثراه أُسر بأكملها لأنهم يرونها أجمل من كل مدن العالم ؛ولأن إيمانهم يتجاوز كل إمكانيات الإجرام والمجرمين من صهاينة العرب والغرب ، لكن ترامب ومن معه لا يفقهون ذلك ولا يدركون معنى الرباط على ارض الإسراء والمعراج والاستشهاد من أجلها ومواجهة كل كلاب الأرض وخنازيرها.
خطط التهجير القسري مهما أوغلت في إجرامها واستخدمت وسائل وجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب لن تجدي نفعا مع رجال باعوا أنفسهم لله وهو ما أثبتته الأحداث خلال خمسة عشر شهرا من العدوان، لم تنحن تلك الجباه ولم تنكسر بخلاف تلك الأنظمة المتصهينة والعميلة التي يراهنون عليها لتمرير “صفقة القرن”.
خطط التهجير القسري عرّتها الأزمات المتوالية أمام الشعوب التي أصبحت تعي وتدرك سبب انحطاطها وهوانها؛ فقد استعادت وعيها الديني والقومي الذي راهنت عليه قوى الاستعمار واستعملته لتحطيم وحدة الأمة وتماسكها بإثارة النعرات الطائفية والعنصرية والجهوية والدينية وغيرها واستمسكت بالعروة الوثقى التي امر الله بها.
لن تجدي الحملات التضليلية والحروب الناعمة في خدمة أعداء الأمة ولن تؤثر سوى في من باعوا انفسهم للإجرام والشيطان.
فرغم الدعايات السوداء والمضللة ضد الإسلام والمسلمين والجهاد والمجاهدين ها هو الإسلام في توسع وانتشار ،والانهزام والخزي والعار للدعايات الإجرامية ووصل الأمر أن تصل المظاهرات المتعاطفة مع مظلومية فلسطين في كل دول العالم فقد اصبح سلطان الحق قادراً على المواجهة وهزيمة أحلاف الاجرام والظلم والطغيان برغم فارق الإمكانيات ،ففرعون أغرقه الله وجنوده في اقوى مراحل سطوته وجبروته ونجّى الله موسى ومن معه في أوهي مراحل الضعف والانكسار قال تعالى((فلما تراء الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا أن معي ربي سيهدين)) الشعراء 61-62.