ما حكم رمي الجمرات في الحج؟.. أحاديث نبوية تكشف السبب
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
الحج من أحد أعظم الشعائر الدينية التي يؤديها المسلمون، إذ يجتمع الملايين في بقعة واحدة لتنفيذ مناسك الحج من بينها رمي الجمرات، التي تمثل أحد أركان الفريضة الأساسية، لذا نوضح حكم رمي الجمرات في الحج ، والسبب وراء ذلك، وفق ما أوضحه المركز العالمي للفتوى التابع للأزهر الشريف على موقعه الرسمي.
حكم رمي الجمرات في الحجوأكد المركز العالمي للفتوى، أنّ المسلمين اتفقوا جميعًا على أنّ رمي الجمرات من شعائر الحج المعروفة، إلا أنّ هناك لبسًا شائعًا بين العوام بأنه رجمٌا للشيطان حقيقة، وهذا الفهم غير دقيق ولم يقله أحد من العلماء، فقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: «الشيطان ترجمون، وملة أبيكم إبراهيم تتبعون»، مشيرًا إلى أنّ الرجم هنا معنويًا وليس حسيًا، وأنّ الامتثال لأمر الله هو عين رجم الشيطان وكيده.
وأضح المركز أنه استنادًا إلى الأحاديث النبوية، يتضح أنّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أمر برمي الجمرات اتباعًا لسنة إبراهيم عليه السلام، فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي الطفيل أن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «إنّ إبراهيم لما أمر بالمناسك، عرض له الشيطان عند المسعى فسابقه، فسبقه إبراهيم، ثم ذهب به جبرائيل إلى جمرة العقبة، فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات حتى ذهب، ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات، ثم ذهب به جبرائيل إلى الجمرة القصوى فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات حتى ذهب».
الحكمة من رمي الجمراتوأشار المركز إلى أنّ رمي الجمرات يتجلى في عِظَم اتباع أوامر الله سبحاه وتعالى حتى وإن جهلنا عِلة الأمر، كما أنّ الالتزام بالأوامر الإلهية دون الاعتماد فقط على ما يدركه العقل، يعكس عبودية المؤمن لله وليس للعقل، كما قال الإمام الغزالي في «إحياء علوم الدين»: «وأما رمي الجمار؛ فاقصد به الانقياد للأمر إظهارًا للرق والعبودية، وانتهاضًا لمجرد الامتثال من غير حظ للعقل والنفس فيه».
ونوه المركز إلى أنّ الرمز في رمي الجمرات يتمثل في التشبه بإبراهيم عليه السلام، حين عرض له الشيطان ليشككه في مناسكه أو يدفعه إلى المعصية، فرمي الجمرات هو رمز لطرد الشيطان وقطع أمله، إذ أمر الله عز وجل، إبراهيم عليه السلام برمي الشيطان بالحجارة، وإذا خطر ببال الحاج أنّ الشيطان لن يعرض له كما عرض لإبراهيم، فعليه أنّ يدرك أنّ هذا الخاطر من الشيطان نفسه ليضعف عزمه، وأنّ الرمي هو فعل طاعة لله وتأكيدًا على الامتثال لأوامره، مؤكدا أنّ من فاته رمي الجمرات في يوم عيد الأضحى، فله أنّ يرمي ما فاته في أي يوم من أيام التشريق ولا شيء عليه.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الجمرات رمي الجمرات حكم رمي الجمرات في الحج رمي الجمرات في الحج رمی الجمرات
إقرأ أيضاً:
إبراهيم الهدهد: الفاسد لن ينجو من عذاب الله
أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، أن القرآن الكريم قدم لنا دروسًا مهمة في قصص الأنبياء، مثل قصة سيدنا لوط وسيدنا نوح عليهما السلام، حيث أرشدت الملائكة سيدنا لوط إلى الأخذ بالأسباب والهجرة في الوقت المناسب: "فاسر بأهلك بقطع من الليل"، مشيرًا إلى أن "الإسراء" في الآية يعنى السير في الثلث الأخير من الليل، حيث تكون الظروف والوقت هما من أهم عوامل النجاة.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر السابق، في تصريح له، أن الوقت قد حان لنجاة المصلحين، كما جاء وقت هلاك المفسدين، مشيرًا إلى أن المفسدين هم الذين سيظلون في أماكنهم حتى يلقوا هلاكهم، والعذاب لا يقتصر على المكان، بل على من أفسد هذا المكان.
وأشار إلى أن اختيار الصحبة الصالحة وألا يتم الالتفات إلى ما تركه الشخص من وراءه هما من الأسباب الجوهرية لتحقيق النجاة، مؤكدًا أن "النجاة تكمن في السير نحو الطريق الصحيح وعدم الانشغال بالفساد المحيط".
وتابع: "المراد بكلمة «أهلك» في القرآن الكريم ليس الزوجة أو الأقارب فقط، بل المؤمنين الذين كانوا مع الأنبياء في طريقهم، كما جاء في قصة نوح عندما قال: 'رب إني ابنِي من أهلي'".
ما حكم صيام النصف الأول من شعبان؟.. دار الإفتاء تجيبحكم التوسل بالنبي في الدعاء وهل بدعة محرمة؟ دار الإفتاء تجيب
وسلط الضوء على الوعيد الذي ورد في القرآن الكريم للمفسدين، حيث قال: «فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ»، مشيرًا إلى أن العذاب الذي نزل على المفسدين كان نتيجة لتقلبهم وفسادهم في الأرض، وهو في النهاية يشمل كل من يفسد ولا يتبع الحق.
وتابع: "العذاب ليس للمكان، بل لمن أفسد هذا المكان.. الفاسد سيظل يلقى هلاكه طالما استمر في فساده، ولن ينجو من عذاب الله".