حرب إبادة في غزة وعقوبات أميركية على جماعة إسرائيلية متطرفة ..صحيفة مشهورة تفضح المستور
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
وجاء ذلك بينما كشف مسؤولون تفاصيل استخبارية مثيرة عن عمق المعلومات التي قدمتها الولايات المتحدة لإسرائيل قبل عملية إنقاذ الرهائن في النصيرات بوسط قطاع غزة، نهاية الأسبوع الماضي.
وفي خطوة هي الأحدث ضد الجهات المتطرفة التي تعتقد أنها تهدد فرص السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فرضت الولايات المتحدة عقوبات مالية، بموجب أمر تنفيذي وقّعه الرئيس بايدن، في فبراير (شباط) الماضي، بشأن أعمال العنف في الضفة الغربية، والذي كان يُستخدم في السابق لفرض قيود مالية على المستوطنين المتورطين في هجمات على الفلسطينيين، وكذلك على جماعة فلسطينية مسلَّحة.
وقال مدير مكتب سياسة العقوبات لدى وزارة الخارجية، آرون فورسبرغ: «نستخدم السلطة لفرض عقوبات على مجموعة متزايدة باستمرار من الجهات الفاعلة، التي تستهدف الأفراد والكيانات التي تهدد السلام والأمن والاستقرار في الضفة الغربية، بغض النظر عن الدين أو العِرق أو الموقع».
وزاد: «سنواصل استخدام كل الأدوات المتاحة لنا لتعزيز مساءلة أولئك الذين يحاولون القيام أو ارتكاب مثل هذه الأعمال الشنيعة.
أثَرْنا هذا الأمر على كل مستويات الحكومة الإسرائيلية، ونتوقع أن تفعل السلطات الإسرائيلية الشيء نفسه».
وكان أعضاء منظمة «تساف 9» (كلمة عبرية معناها «الأمر 9») قد نهبوا شاحنتين للمساعدات، في 13 مايو (أيار) الماضي، ثم أضرموا النيران فيهما قرب مدينة الخليل.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر، إنه «على مدى أشهر، سعى أفراد من (تساف 9) مراراً إلى عرقلة تسليم المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك عن طريق إغلاق الطرق، وأحياناً بعنف، على طول طريقهم من الأردن إلى غزة، بما في ذلك عبور الضفة الغربية».
وأضاف: «قاموا أيضاً بإتلاف شاحنات المساعدات، وإلقاء المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة على الطريق».
التعاون الاستخباري
وفي تحقيق موسع أعدّته صحيفة «واشنطن بوست»، استناداً إلى معلومات من عشرة مسؤولين استخباريين حاليين وسابقين أميركيين، ومن المخابرات الإسرائيلية في واشنطن والقدس وتل أبيب، فإن عملية إنقاذ الرهائن الأربع التي نفذتها القوات الإسرائيلية، السبت الماضي، في النصيرات بغزة، استوجبت «عملية ضخمة لجمع المعلومات الاستخبارية كانت الولايات المتحدة فيها الشريك الأكثر أهمية لإسرائيل»، كاشفة أن الولايات المتحدة قدمت «معلومات ثانوية تضمنت صوراً جويّة، مقارنة بما جمعته إسرائيل قبل العملية»، التي أدت إلى مقتل أكثر من 274 فلسطينياً، مما يجعلها واحدة من أكثر الأحداث دموية في الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر.
وأكدت أنه منذ هجوم «حماس» ضد المستوطنات والكيبوتزات الإسرائيلية، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، «كثّفت الولايات المتحدة جمع المعلومات الاستخبارية» عن الحركة في القطاع، كما «شاركت كمية غير عادية من لقطات المسيّرات، وصور الأقمار الاصطناعية، واعتراضات الاتصالات، وتحليل البيانات باستخدام برامج متقدمة، بعضها مدعوم ببرامج كومبيوترية متقدمة، والذكاء الاصطناعي»، مما أدى إلى «شراكة ذات حجم نادر في تبادل المعلومات الاستخبارية، حتى بالنسبة لدولتين عملتا تاريخياً معاً في مجالات ذات اهتمام مشترك، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، ومنع إيران من تصنيع سلاح نووي». شاشة في مكان عام بتل أبيب تظهر عليها الرهينة المحرَّرة نوا أرغماني وهي تعانق والدها يوم 10 يونيو الحالي (رويترز) وذكّرت الصحيفة بما قاله مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، من أن واشنطن «قدمت مجموعة مكثفة من الأصول والقدرات والخبرات» لإسرائيل.
وأكد سوليفان أن القوات الأميركية لم تشارك في مهمة إنقاذ الرهائن الأربع، لكن «قدّمنا الدعم، بشكل عام، لقوات الدفاع الإسرائيلية؛ حتى نتمكن من محاولة إعادة جميع الرهائن إلى الوطن، وبينهم الأميركيون الذين لا يزالون محتجَزين».
قلق في «الكونغرس» ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين آخرين، وبينهم مُشرعون في الكونغرس، أنهم «يشعرون بالقلق من أن المعلومات الاستخبارية التي تقدمها الولايات المتحدة يمكن أن تشق طريقها إلى مستودعات البيانات التي تستخدمها القوات العسكرية الإسرائيلية لشن غارات جوية أو عمليات عسكرية أخرى»، علماً بأن «واشنطن ليست لديها وسائل فعالة لمراقبة كيفية قيام إسرائيل باستخدام المعلومات الأميركية»، لكنها نقلت عن مسؤولين إسرائيليين أن إدارة الرئيس جو بايدن «حددت استخدام المعلومات الاستخبارية فقط لتحديد مكان الرهائن، وثمانية منهم يحملون الجنسية الأميركية، بالإضافة إلى القيادة العليا لـ(حماس)، بما في ذلك المهندس المفترض لهجمات 7 أكتوبر يحيى السنوار، وقائد الجناح العسكري لـ(حماس) محمد ضيف»، وكلاهما مصنّف على أن «إرهابي» منذ عام 2015 على لوائح وزارة الخارجية الأميركية. وأكدت مقتل ثلاثة من الرهائن الأميركيين الثمانية، ولا تزال جثثهم في غزة.
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال لقاء بتل أبيب مع عائلات المحتجَزين الإسرائيليين في غزة يوم 11 يونيو الحالي (أ.ب) وكشفت «واشنطن بوست» أنه منذ هجوم «حماس»، بدأ أفراد من قيادة العمليات الخاصة المشتركة للجيش الأميركي العمل «بشكل يومي» مع ضباط وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» في محطتهم بإسرائيل، مذكّرة بأن وزارة الخارجية أوفدت مبعوثاً خاصاً للرهائن التقى علناً المسؤول الإسرائيلي الرئيسي الذي يشرف على جهود إنقاذ الرهائن، وكذلك يعمل عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي أيضاً في إسرائيل للتحقيق في هجمات «حماس» على المواطنين الأميركيين والمساعدة في جهود استعادة الرهائن
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: المعلومات الاستخباریة الولایات المتحدة وزارة الخارجیة إنقاذ الرهائن بما فی ذلک
إقرأ أيضاً:
من وعد بلفور إلى إبادة غزة… جرائم الاستعمار والصهيونية مستمرة
القدس المحتلة-سانا
تاريخ أسود للدول الاستعمارية الغربية وخاصة بريطانيا في مأساة الشعب الفلسطيني ونكبته المستمرة، يمتد من المؤتمر الأوروبي الاستعماري الأول الذي عقد في لندن عام 1840، وتبنى أكذوبة الصهيونية العالمية بأن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، مروراً بمؤتمر كامبل بنرمان الاستعماري في لندن أيضا عام 1907، ثم وعد بلفور المشؤوم بعد 10 أعوام على هذا التاريخ، حيث تمر غدا ذكراه الـ 107.
ففي الثاني من تشرين الثاني عام 1917 وجه وزير خارجية بريطانيا آنذاك آرثر جيمس بلفور رسالة إلى اللورد اليهودي ليونيل وولتر دي روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية بأمر من رئيس حكومته ديفيد لويد جورج، أكد فيها أن بريطانيا ستبذل كل جهدها لإقامة كيان لليهود على أرض فلسطين، وذلك بعد محادثات استمرت ثلاث سنوات بين الحكومة البريطانية من جهة، واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية من جهة أخرى، استطاع خلالها الصهاينة إقناع بريطانيا بقدرتهم على تحقيق أهدافها والحفاظ على مصالحها في المنطقة.
بريطانيا عرضت نص الوعد المعروف باسم /وعد من لا يملك لمن لا يستحق على الرئيس الأميركي توماس ويلسون ووافق على محتواه قبل نشره، كما وافقت عليه فرنسا وإيطاليا رسمياً عام 1918، ثم تبعتها موافقة الولايات المتحدة الرسمية والعلنية عام 1919، وبعد ذلك بعام وافق المجلس الأعلى لقوات الحلفاء في مؤتمر سان ريمو على أن يعهد إلى بريطانيا بالانتداب
على فلسطين، وأن يوضع وعد بلفور موضع التنفيذ حسب ما ورد في المادة الثانية من صك الانتداب، وفي الـ 24 من تموز عام 1922 وافق مجلس عصبة الأمم المتحدة على مشروع الانتداب الذي دخل حيز التنفيذ في الـ 29 من أيلول 1923.
الفلسطينيون أصحاب الأرض الحقيقيون رفضوا الوعد المشؤوم من البداية، ولم يستسلموا للوقائع التي بدأ الاستعمار البريطاني بفرضها على الأرض أثناء احتلاله لفلسطين بين عامي 1920 و1948، عبر جلبه العصابات الصهيونية الإرهابية إلى أرض فلسطين، حيث خاضوا ثورات متلاحقة ضد الاحتلال البريطاني وضد هذه العصابات كان أولها ثورة البراق عام 1929 ثم ثورة 1936.
وبدعم من القوات البريطانية صعدت هذه العصابات إرهابها وارتكبت جرائم حرب وتطهير عرقي بحق الفلسطينيين أسفرت عن تهجير 750 ألفاً منهم فقط خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 1948، وفي الـ 14 من أيار من العام ذاته أعلنت بريطانيا إنهاء الانتداب، ليعلن الصهاينة في اليوم التالي إقامة كيانهم الغاصب الذي ضمته الدول الكبرى إلى منظمة الأمم المتحدة، وذلك بعد تمريرها في الـ 29 من تشرين الثاني عام 1947 القرار الأممي رقم 181 الذي عرف بـ قرار التقسيم الجائر رغم رفض الفلسطينيين والدول العربية له.
التاريخ حتى اليوم يعيد نفسه فالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، القوى التي خططت لإقامة كيان الاحتلال ودعمت إرهابه منذ وعد بلفور، مروراً بنكبة عام 1948 ونكبة عام 1967، وصولاً إلى الإبادة الجماعية اليوم لم تغير موقفها، وما زالت تكرر ادعاءاتها بالحرص على حقوق الإنسان في بيانات تستهدف فيها الدول الأخرى لزعزعة استقرارها، أما عندما يتعلق الأمر بـ “إسرائيل” فيصبح ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ حقوق الإنسان وجميع قواعد القانون الدولي حبرا على ورق، لتواصل محرقتها بحق الشعب الفلسطيني مدعومة بكل ما تطلب من مال وسلاح ودعم في مجلس الأمن وباقي المحافل الدولية، رغم المظاهرات الحاشدة التي تخرج بشكل شبه يومي في عاصمة وعد بلفور وباقي العواصم الغربية، للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ أكثر من عام بدعم من الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة.
رغم المجازر والتهجير وهدم البيوت على رؤوس أصحابها، ورغم الاعتقال والتعذيب والحصار، يؤكد الفلسطينيون مواصلتهم النضال بكل قوتهم، للدفاع عن أرضهم وحقهم في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، وستبقى معركة طوفان الأقصى شاهداً على تمسك الشعب الفلسطيني بحقه في تقرير المصير، وأنه لن يسمح بأي وصاية عليه أو بتكرار نكبة 1948، هو باق في أرضه، مقاوم حتى نيل حريته.