#سواليف

تتزايد الاعترافات الصادرة عن النخب الفكرية والثقافية لدولة الاحتلال بأنها باتت تتصنّف فعلا بأنها دولة فاشية، وتحمل أيديولوجية دموية، استكمالا لنماذج فاشية سابقة شهدتها عدد من الدول الحديثة، مثل إيطاليا وألمانيا وإسبانيا ورومانيا والأرجنتين وتشيلي، مصحوبة في النموذج الإسرائيلي بسيادة العرق والتفوق القومي على الآخرين، ولم يتوقف الأمر عند تفوق اليهود على العرب والفلسطينيين، بل بات يصل إلى زوايا غير مسبوقة بالتفريق بين دم يهودي ودم يهودي آخر.

أوريت ياعيل المتخصصة في التاريخ الاجتماعي، والمحاضرة الناشطة في الأوساط المدنية الإسرائيلية، كشفت أن “تخلي الدولة عن مستوطنات غلاف غزة في هجوم السابع من أكتوبر جاء تحقيقا لأهداف أيديولوجية لا ترى في المستوطنين أهمية تُذكر، ومن أجل ذلك يُعاني المختطفون ويقتلون في أنفاق حماس منذ أشهر، في حين يرفض إيتمار بن غفير وبيتسلئيل سموتريش إطلاق سراحهم، بزعم أنهم لا يستحقون الثمن الذي قد تدفعه الدولة، رغم أن الجنود في الجبهتين الجنوبية والشمالية منهكون، ومع ذلك فإن القتال لا يتوقف بزعم تحقيق “النصر الكامل”.


وأضافت في مقال نشره موقع “زمن إسرائيل” العبري، أن “شمال الدولة يحترق، والمنازل تشتعل بعد قصفها، وتدميرها، وتم إفراغ المستوطنات من سكانها، فيما يُنشئ الوزراء مستوطنات جديدة في المناطق التي تخدم الأيديولوجية المسيحانية للتفوق العنصري، ويتم إجلاء عشرات الآلاف من العائلات من منازلها في الشمال والجنوب، وبات المطلوب منهم مزيدا من التحمّل من أجل الأمن الداخلي للدولة”.

مقالات ذات صلة  إبعاد ربع مليون شخص لا يحملون تأشيرة الحج 2024/06/15

وأكدت أن “كل ذلك يحصل في ظل تهديد وزارة الأمن القومي وشرطتها السرّية بحظر حرية التعبير، ومنع الاحتجاج على أنشطة الحكومة في الشوارع أو على وسائل التواصل الاجتماعي أو في الأوساط الأكاديمية، ومن يجرؤ سيواجه هذه الشرطة العنيفة، التي ستبادر للاعتقالات التعسفية، والتحقيق في جرائم لا وجود لها وفق القانون”.

وأوضحت أن “الدولة ووسائل الإعلام تخفي معلومات حيوية، أو تنشر أخبارا جزئية أو كاذبة، ويصدق الجمهور شبكات العدوّ حماس، أكثر من وسائل الإعلام الإسرائيلية، فيما تُقام مسيرات رمزية في مناطق التوتر لإثبات التفوق الوطني، وتظهر فيها كل الخصائص الفاشية، بما فيها الاستخدام الدعائي لوسائل الإعلام، والتعدي على حرية التعبير، وتفعيل الشرطة، وآليات الرقابة على الإسرائيليين، والإضرار بحياة الجنود والمختطفين والمهجرين، في الشمال والجنوب”.


وأشارت إلى أن “شعار الحكومة بات أن كل ما يخدم أهداف الدولة وأمنها أسلوب مشروع، ولسان حالها أن الدولة قبل كل شيء، جنبًا إلى جنب مع الأيديولوجية اليهودية المسيحانية، وتعزيز مكانة الزعيم وبقائه، ويهدّد الوزيران بن غفير وسموتريتش بالاستقالة من الحكومة إذا تمت صفقة التبادل، وبالتحديد إذا توقفت حرب غزة، رغم أنهما لم يخدما في الخدمة القتالية في الجيش، ولا يعرفان بشكل مباشر ما هي الحرب التي تظهر بخصائصها الفاشية”.

تؤكد هذه القناعات الإسرائيلية أن قادة دولة الاحتلال اليوم، يرون أن انتصارها هو انتصارهم الشخصي وانتصار للأيديولوجية المسيحانية التي يدافعون عنها، ولهذا فهم على استعداد للتضحية بحياة كل الإسرائيليين الآخرين، رغم أنه من المثير للدهشة أن أياً منهم لم يدفع، ولن يدفع أي ثمن شخصي لهذا النصر المزعوم، وهنا تكمن حماستهم في إجبار الباقين على دفع مزيد من الأثمان البشرية والاقتصادية في هذه الحرب العبثية الدائرة في غزة.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف

إقرأ أيضاً:

فيديو جديد من حماس يثير الجدل حول رهينة إسرائيلية

نشرت حركة حماس، السبت، مقطع فيديو يظهر الرهينة الإسرائيلية ليري ألباغ، (19 عامًا)، وهي تشير إلى أنها محتجزة منذ أكثر من 450 يوماً، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وقالت الصحيفة إن "المقطع الذي تبلغ مدته 3 دقائق لم يحمل تاريخًا محددًا، لكنه يُعتقد أنه صُوّر أخيراً".
بحسب الصحيفة" فإن "ألباغ، التي كانت تعمل كجندية مراقبة في موقع ناحال عوز، اختُطفت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2024 إلى جانب 6 آخرين خلال هجوم شنه مسلحون من حماس.
ووصفت إسرائيل إصدار مثل هذه الفيديوهات بأنها "حرب نفسية غير أخلاقية"، حسب قولها، فيما طالبت عائلة ألباغ وسائل الإعلام بعدم نشر الفيديو أو أي صور منه.

إذا لم تطلق الرهائن..إسرائيل تهدد حماس بضربات غير مسبوقة - موقع 24جددت تل أبيب، اليوم الأربعاء، تهديد حماس في غزة بضربات قاسية غير مسبوقة.

وتتوسط قطر ومصر والولايات المتحدة منذ أشهر في محادثات بين إسرائيل وحماس، لم تؤد إلى إنهاء أكثر من عام من النزاع المدمر في غزة.
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس، أسفر عن مقتل 1208 أشخاص، معظمهم من المدنيين. وتشمل هذه الحصيلة رهائن قتلوا، أو ماتوا في الأسر.
وخلال الهجوم، خطف 251 شخصاً. ولا يزال 96 منهم رهائن في غزة، بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم لقوا حتفهم.
ومنذ بداية الحرب، قُتل نحو 46 ألف شخص في غزة، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس، والتي تقول الأمم المتحدة إنّها جديرة بالثقة.

مقالات مشابهة

  • قناة إسرائيلية: ضغوط على نتنياهو لإقالة إيتمار بن جفير من الحكومة
  • حماس تنشر مقطع لمحتجزة إسرائيلية تبكي بعد 450 يومًا من الحرب (شاهد)
  • فيديو جديد من حماس يثير الجدل حول رهينة إسرائيلية
  • كاتبة إسرائيلية: التهديد الإيراني لا يزال قائماً رغم سقوط"حزب الله"
  • بعد قرار الحكومة بشأن ضريبة المحمول المستورد.. ما الهواتف التي تصنع في مصر؟
  • الوطني للأرصاد يكشف عن أقل درجة حرارة سجلت في الدولة
  • بداية جديدة لمنظومة الإعلام الوطنية
  • مقتل أكثر من 50 فلسطينياً في غارات إسرائيلية على غزة
  • ‏مصادر فلسطينية: مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مقر وزارة الداخلية التي تديرها حماس في خان يونس بقطاع غزة
  • مقتل قيادين في حماس ب غارة إسرائيلية على خان يونس