دائرة الإفتاء: "التكبير المطلق والمقيد في عيدي الفطر والأضحى، سواء كان فردياً أم جماعياً، هو سنة مستحبة"

أصدرت دائرة الإفتاء الأردنية توضيحًا حول التكبير الجماعي في العيد ووقته، ردًا على استفسار وصل إلى الدائرة.

اقرأ أيضاً : ما حكم صيام يوم السبت في غير الفريضة؟ الإفتاء الأردنية تجيب

وكان السؤال كالآتي:

"ما حكم التكبير الجماعي في العيد؟"

وكان جواب "الإفتاء الأردنية" وفقا لفتوى رقم 2956، كالآتي:

اقرأ أيضاً : ما حكم صيام عشر ذي الحجة بحسب دائرة الإفتاء الأردنية؟

 

الجواب

"رفع الصوت بالتكبير في أيام العيد من الشعائر التي تميزت بها الأمة الإسلامية عن بقية الأمم السابقة، فالتكبير المطلق والمقيد في عيدي الفطر والأضحى - سواء كان فردياً أم جماعياً - هو سنة مستحبة، واظب عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم، وقد قال الله تعالى: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) البقرة/185.

والمناسب لهذه الشعيرة أن تكون على وتيرة واحدة ومنتظمة من قِبل الناس؛ لأن التكبير الجماعي أقوى وأعلى صوتاً، وأوقع في النفس من أن يكبّر كل شخص وحده، وأحرى ألا يقع الاضطراب والتشويش بسبب اختلاف الأصوات وتعارضها إذا لم يكن بصوت واحد، ويؤيد ذلك ما يلي:

أولاً: ما ثبت عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قَالَتْ: (كُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نَخْرُجَ يَوْمَ الْعِيدِ، حَتَّى نُخْرِجَ الْبِكْرَ مِنْ خِدْرِهَا، حَتَّى نُخْرِجَ الْحُيَّضَ فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ، وَيَدْعُونَ بِدُعَائِهِمْ، يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَطُهْرَتَهُ) رواه البخاري.

ثانياً: قال الإمام البخاري رحمه الله: "كان عمر رضي الله عنه يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد، فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق، حتى ترتج منى تكبيراً. وكن النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان، وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد".

جاء في "فتح الباري": قوله "ترتج" أي: تضطرب وتتحرك، وهي مبالغة في اجتماع رفع الأصوات".

فظاهر النصين يدلان على أن التكبير كان جماعياً بصوت واحد.

ثالثاً: قال الإمام الشافعي رحمه الله في "الأم": "إذا رأوا هلال شوال أحببت أن يكبر الناس جماعة وفرادى في المسجد والأسواق والطرق والمنازل، ومسافرين ومقيمين، في كل حال، وأين كانوا، وأن يظهروا التكبير".

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله - بعد أن نقل العديد من الآثار عن الصحابة والتابعين في تكبير العيدين-: "وقد اشتملت هذه الآثار على وجود التكبير في تلك الأيام عقب الصلوات وغير ذلك من الأحوال...وظاهر اختيار البخاري شمول ذلك للجميع، والآثار التي ذكرها تساعده".

وبهذا نعلم أن التكبير الجماعي بصوت واحد مشروع في أصل السنة، وأنه على فرض عدم ورود ظواهر الأدلة عليه فليس ثمة ما يمنع منه، ولا تترتب عليه أي مفسدة، ولا يدعي أحد أن الذكر بصوت واحد أكثر أجراً وأحب إلى الله، وإنما هو أداء تلقائي ثبت في السنة وفي آثار الصحابة الكرام، فلا يجوز الإنكار على فاعليه، وتناقل هذا الفعل بين أجيال المسلمين من غير نكير أمارة على المشروعية أيضا.

ووقت التكبير يبدأ في عيد الفطر من غروب شمس آخر يوم من رمضان (ليلة العيد)، أو من ثبوت رؤية هلال شوال، وينتهي بالشروع في صلاة العيد.

وأما التكبير في عيد الأضحى فيبدأ من صبح يوم عرفة ويستمر حتى عصر آخر يوم من أيام التشريق. والله تعالى أعلم".

 

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: عيد الاضحى صلاة العيد الصلاة دائرة الافتاء الافتاء الاردنية

إقرأ أيضاً:

طبيبة إعلامية بأدوار إغاثية.. من هي الأردنية المرشحة لـجراح الولايات المتحدة؟

تحولت طبيبة الأسرة الأردنية الأصل، الأمريكية جانيت نشيوات، إلى واحدة من أكثر الأسماء تداولًا في الإعلام الأمريكي بعد إعلان الرئيس المنتخب دونالد ترامب ترشيحها لمنصب "جراح الولايات المتحدة".

ويمثل هذا المنصب، أحد أبرز الأدوار القيادية في مجال الصحة العامة في الولايات المتحدة، يُعتبر مسؤولية ثقيلة تتطلب شخصية تجمع بين الكفاءة الطبية، مهارات القيادة، والقدرة على التواصل الجماهيري، وهي صفات يرى الكثيرون أن جانيت تمتلكها بامتياز.

وولدت جانيت نشيوات عام 1975 في بلدة كارمل بولاية نيويورك لأسرة مسيحية أردنية مهاجرة، كانت واحدة من خمسة أبناء لعائلة تعمل بجد لبناء حياة جديدة في الولايات المتحدة، حيث انتقلوا لاحقًا إلى بلدة أوماتيلا بولاية فلوريدا في عام 1982، وهناك، عاشت جانيت طفولة متواضعة، لكنها كانت مليئة بالطموح، وهي السمة التي رافقتها طوال حياتها المهنية.

وبعد إنهاء دراستها الثانوية، التحقت جانيت بالجامعة الأمريكية لمنطقة البحر الكاريبي في جزيرة سانت مارتن التابعة لهولندا، حيث حصلت على شهادة الطب، ولاحقًا، أكملت تدريبها الطبي في جامعة أركنساس للعلوم الطبية عام 2009، وتخصصت في طب الأسرة، ولم يكن هذا الإنجاز مجرد شهادة، بل بداية لمسيرة مهنية مليئة بالتحديات والإنجازات.


وبدأت جانيت عملها في المجال الطبي بشغف لخدمة المجتمعات المحرومة، حيث أصبحت مديرة لشبكة من مراكز الرعاية العاجلة في ولايتي نيويورك ونيوجيرسي، وخلال عملها، أظهرت تفانيًا في تقديم الرعاية الصحية بأسعار معقولة، ما جعلها تحظى بتقدير كبير في مجتمعها.

وكانت تجربة العمل أثناء جائحة كوفيد-19 واحدة من أبرز محطات حياتها المهنية، حيث تواجدت في الخطوط الأمامية لمكافحة الجائحة في نيويورك، المدينة التي كانت الأكثر تأثرًا بالأزمة.


طبيبة بدرجة إعلامية
لم تكن جانيت مجرد طبيبة تقليدية؛ فقد امتدت مهاراتها إلى مجال الإعلام، حيث ظهرت بشكل منتظم على قناة "فوكس نيوز"، تقدم نصائح واستشارات طبية للمشاهدين، وبفضل شخصيتها القوية وقدرتها على التواصل، استطاعت أن تصبح وجهًا مألوفًا في الإعلام الصحي الأمريكي. إلى جانب ذلك، أطلقت جانيت علامة تجارية للمكملات الغذائية والفيتامينات، مما يظهر روحها الريادية واهتمامها بتقديم حلول صحية مبتكرة.

كمان تعد جانيت أيضا كاتبة في ليست طبيبة وإعلامية فقط، حيث ألفت كتابًا بعنوان "ما وراء سماعة الطبيب: معجزات في الطب"، الذي استعرضت فيه تجربتها المهنية من منظور إنساني ومسيحي، والكتاب يروي قصصًا مؤثرة من عملها خلال الجائحة وبعدها، ما يعكس الجانب الإنساني العميق في شخصيتها.



ترشيحها لمنصب جراح الولايات المتحدة
ويعد ترشيحها لمنصب "جراح الولايات المتحدة" ليس مفاجئًا لمن يعرفونها، ففي بيان صادر عن الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وصفها بأنها "مدافعة شرسة عن الطب الوقائي والصحة العامة"، مشيرًا إلى أن خبرتها في التعامل مع الأزمات الصحية والكوارث الطبيعية تجعلها خيارًا مثاليًا لهذا الدور.

وأضاف أنها تتمتع بقدرات استثنائية في التواصل، وهي مهارة أساسية لشغل هذا المنصب الذي يتطلب تقديم توصيات صحية واضحة للأميركيين، والتواصل مع الجمهور حول القضايا الصحية المهمة.

ولقب الجراح العام، أو "جراح الولايات المتحدة"، يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر، وهو منصب يضطلع بمسؤوليات كبيرة تتعلق بالصحة العامة في البلاد، من أبرز مهام الجراح العام تقديم توصيات حول الوقاية من الأمراض، وتوجيه الاستجابة للأزمات الصحية مثل الأوبئة والكوارث.

ويعد هذا المنصب رمزًا للقيادة الصحية، وله تأثير مباشر على حياة الملايين من الأميركيين. جانيت، بخبرتها الواسعة، تبدو مستعدة لتحمل هذه المسؤولية الكبيرة.



جذورها الأردنية
وأثناء عملها الطبي والإعلامي، ظلت جانيت نشيوات فخورة بجذورها الأردنية، تؤكد دائمًا أن نجاحها في الولايات المتحدة لم يأتِ على حساب هويتها، بل كان انعكاسًا لقيم العمل الجاد والطموح التي غرستها عائلتها فيها. هذا الفخر بأصولها يجعلها مصدر إلهام للكثيرين من المهاجرين الذين يبحثون عن تحقيق أحلامهم في أرض الفرص.

رغم أن ترشيحها للمنصب خطوة كبيرة، إلا أنه ليس نهائيًا، وكجميع الترشيحات العليا في الإدارة الأميركية، يحتاج تعيين جانيت نشيوات إلى موافقة الكونغرس، وهي خطوة قد تحمل في طياتها بعض التحديات السياسية. ومع ذلك، فإن سجلها الحافل بالإنجازات والمساهمات في مجال الصحة يجعلها مرشحة قوية للحصول على هذا المنصب الرفيع.



نشاطها الإغاثي
تعد جانيت نشيوات شخصية بارزة في النشاط الإغاثي والإنساني، حيث لعبت دورًا مهمًا في مساعدة المجتمعات التي تعاني من الأزمات والكوارث، مساهماتها الإغاثية لم تكن محصورة داخل الولايات المتحدة، بل امتدت إلى مناطق مختلفة حول العالم.

وعملت على تقديم الرعاية الطبية في العديد من البلدان التي تعرضت لأزمات إنسانية، مثل المغرب وأوكرانيا وهاييتي، خلال تلك المهمات، قامت بتقديم العلاج للمصابين وتوفير الخدمات الطبية الأساسية للمجتمعات التي عانت من الحروب، الزلازل، والكوارث الطبيعية، وأحد أبرز أدوارها كان خلال الزلازل المدمرة في المغرب، حيث ساهمت في توفير الدعم الطبي والنفسي للمتضررين، مجسدةً قيم التضامن الإنساني


وأثناء الكوارث مثل إعصار كاترينا في الولايات المتحدة، كانت نشيوات من بين الفرق الطبية التي ساهمت في تقديم الدعم للمتضررين، ولم تقتصر جهودها على معالجة الإصابات البدنية فقط، بل شملت أيضًا توفير الدعم النفسي والاجتماعي، مما يعكس إدراكها الشامل لاحتياجات المتضررين من الكوارث.

وخلال جائحة كوفيد-19، تواجدت نشيوات في الخطوط الأمامية بمدينة نيويورك، وهي واحدة من أكثر المناطق تأثرًا بالجائحة. لم تكتفِ بتقديم الرعاية الطبية، بل حرصت على توعية الجمهور عبر وسائل الإعلام حول أهمية الوقاية والتطعيم، مساعدة بذلك على نشر معلومات دقيقة ومهمة للمجتمع



رسالتها الإنسانية
ومن خلال كتابها "ما وراء سماعة الطبيب"، تحدثت جانيت عن تجاربها في العمل الإغاثي والطبي، ووصفت المواقف الإنسانية التي أثرت فيها. الكتاب يقدم لمحة عن روحها الإيجابية ودوافعها لتقديم المساعدة للآخرين في أصعب الظروف، مما يعكس التزامها العميق بالقيم الإنسانية

ولم تتوقف جانيت نشيوات عند تقديم الرعاية المباشرة فقط، بل سعت أيضًا لجمع الدعم والموارد للمناطق المتضررة من الكوارث، مما يبرز دورها كقائدة في مجال الإغاثة الإنسانية. تواصلها مع المنظمات الدولية والمحلية يظهر التزامها بتحقيق تغيير حقيقي ومستدام في حياة المحتاجين.

مقالات مشابهة

  • دار الإفتاء: يجوز إعلان الصدقة في هذا الحالة
  • الإفتاء: رعاية الأبناء واجب شرعي ولا يجوز التكاسل في التطعيمات
  • أمين الفتوى بدار الإفتاء: يجوز إعلان الصدقة في حالات التحفيز
  • حكم سرقة وصلات الأطباق الفضائية المشفَّرة
  • الإفتاء: حماية المال والمحافظة عليه أحد مقاصد الشرع الشريف
  • حكم العلاج بالحجامة في الشريعة والسنة
  • دور العقل في الدين والإيمان ودعاء الحفظ من الفتن
  • طبيبة إعلامية بأدوار إغاثية.. من هي الأردنية المرشحة لـجراح الولايات المتحدة؟
  • هجوم مُسلح على السفارة الصهيونية في العاصمة الأردنية عمّان
  • حكم تبادل التهنئة في بداية السنة الميلادية الجديدة