توقف نداء الوطن عن الصدور :الكلمة الاخيرة
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
كتب رئيس تحرير " نداء الوطن" بشارة شربل :
أَضاعُوني وَأَيَّ فَتىً أَضاعُوا لِيَومِ كَريهَةٍ وَسِدادِ ثَغرِ(شاعر أموي)
بأسف شديد، لكن بكبرياء واعتزاز، تسدل «نداء الوطن» اليوم الستارة على تجربة استثنائية دامت نحو خمس سنوات، ولسان حالها يردّد بيت الشعر المذكور أعلاه.
تُقفل الصحف عادة إما لتراجع عدد قرّائها، أو لضرر جسيم لَحِق بصدقيتها، أو لانتفاء الحاجة إليها بوجود ما يشبهها، أو لعجزها عن المنافسة وعدم تقديمها جديداً بالموقف والجودة والنوع والتنوّع.
تترك «نداء الوطن» فراغاً كانت ملأته بخطاب علماني ليبرالي واضح وشجاع. ولا مبالغة في أنها شكّلت رأس حربة للفكرة السيادية الدستورية في مواجهة سرديات عصبية أخذت لبنان الى «المهوار» وتأخذ لبنانيين كثيرين الى خيارات قصوى كفراً بواقع الحال، وأنها كانت في صدارة المدافعين عن حقوق الناس وحرياتهم وعن دولة المؤسسات التي هي الهدف الأساس.
للتذكير فقط، فإن «نداء الوطن» بعد أسابيع قليلة على تأسيسها اجتازت «معمودية نار» وسجلت انتصاراً بالقضاء على محاولة إسكات صوتها. وهو حكمٌ نادرٌ ومشرّف أصدرته ثلاث سيدات قاضيات، ما رسّخ ايمان الصحيفة بأن الأمل لن يذوي، لا بمفاعيل تراكم نضالات اللبنانيين دفاعاً عن الحريات، ولا بكون دولة القانون وحدها ضمانة لقيامة لبنان.
لم تخطئ «نداء الوطن» لحظة في خياراتها الأساسية. انتصرت لثورة 17 تشرين الرائعة من يومها الأول، وأدّت واجبها مع ضحايا جريمة 4 آب ودفاعاً عن كل صاحب رأي جرى التحقيق معه لتطويعه. وكانت طليعية في تبني قضية الودائع المنهوبة داعية الى محاسبة كل المرتكبين من حاكم «المركزي» وأصحاب المصارف الى كل شريك في تلك الجريمة المتمادية حتى الآن.
لن أعدّد ما قامت به هذه الجريدة في عمرها القصير دفاعاً عن حق الاختلاف ورفضاً للتمييز على كل صعيد، وكأن السنين الخمس التي عاشتها أتت مضروبة بعشرة أضعاف من السنوات. وهي تفتخر بأنها فتحت صفحاتها للآراء المتنوعة والنقاش الراقي الحرّ، مثلما تفتخر بأنها الجريدة الوحيدة التي تصدّت بالموقف الأخلاقي والسياسي الحازم للمافيا والميليشيا سواء بسواء.
عمِلنا بوحي قناعاتنا الحرّة الديموقراطية. وما بنيناه كان جهد فريق متكامل ومتنوع يُشكر عليه كل زميلة وزميل. ولا يسعني في هذه العجالة المطوّلة إلّا أن أقدّم احترامي الكامل لكاتبات وكتّاب مميزين ساهموا بفكرهم وتجاربهم الغنية وسمعتهم العطرة في إنجاح الجريدة، ولهم فضل الالتزام والوفاء حتى آخر عدد بكِبَر وتضحية.
شكري الأخير للقرّاء الذين أحبّوا الجريدة أشخاصاً وأفكاراً ولغة ومقاربات، ولم يبخلوا بالتشجيع والتصويب والمساهمات.
لا نودّع «نداء الوطن» بحسرة ولا بدمعة، بل نزفّها على مذبح الكلمة اللبنانية الحرة، على أمل ان يحافظ أي مالك جديد لها على القيم نفسها التي جعلتنا نفتخر بها، أو أن نزهو بتلك القيم تحت اسم جديد... والعِلم عند الله
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: نداء الوطن
إقرأ أيضاً:
نداء من جالية العالم العربي في إيطاليا للجاليات السورية حول العالم
وجهت جالية العالم العربي في إيطاليا (Co-mai) والرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية الدولية(Umem)، نداء قوياً وصادقاً إلى الشعب السوري وإلى المجتمع الدولي الدفاع عن السكان والنساء والأطفال دون إراقة المزيد من الدماء والحفاظ على مستقبل البلاد في إطار الحرية والديمقراطية.
وقال البروفيسور فؤاد عودة، رئيس جالية العالم العربي في إيطاليا والرابطة الطبية الأوروبية: «يجب على الشعب السوري أن يكون أكثر اتحاداً اليوم من أي وقت مضى من أجل الدفاع عن مستقبله، دون تقسيم نفسه أو التأثر بالضغوط السياسية الخارجية إن الشعب السوري هو الذي يجب أن يقرر مستقبله بشكل مستقل دون تدخل أجنبي».
وتابع عودة: «الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يقرر مستقبل أي بلد هو شعبه، بطريقة حرة وديمقراطية، وهذا ينطبق على سوريا كما على جميع دول العالم»، معرباً عن اعتقاده بأن سياسات القرارات يجب أن تكون تؤخذ دون تدخل خارجي.
واستكمل : "إن أفكارنا تتوجه إلى جميع الأشخاص الذين يعانون ويحتاجون إلى المساعدة الطبية والإنسانية. ولهذا السبب فإننا نعرب عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني والشعب اليمني والشعب العراقي والشعب الليبي وجميع الشعوب العربية وشعوب العالم. لقد كانت منارتنا دائما، منذ تأسيس COMAI وUMEM، التضامن، ومعه الحرية والديمقراطية والاحترام المتبادل. نحن ضد الحروب، وضد الصراعات، ونؤمن بأن كل دولة يجب أن تتمتع بالاستقلال والسلطة لتختار بحرية وديمقراطية من يمثلها، من خلال الانتخابات وبما يتوافق مع القواعد الدولية".
وأكد، لقد دأبت جالية كوماي، بالتعاون مع UMEM ، على دعم حقوق الشعوب العربية وتعزيز قيم الديمقراطية والحرية والدفاع عن حقوق الإنسان. منذ بداية ما يسمى "الربيع العربي"، علقنا على كل مرحلة من مراحل الصراع، مكررين أنه من الضروري حماية السكان المدنيين وحماية حقوق الإنسان وضمان الحرية، دائما دون تدخل خارجي.
ووفقا للبروفيسور عودة، يجب أن يكون كل شعب حرا في اختيار مصيره دون فرض أي قيود سياسية خارجية، سواء من خلال مساعدة المنظمات الدولية أو بشكل مستقل، لضمان السلام والاستقرار والديمقراطية.
وأعلن رئيس Co-Mai وUmem، "نحن على استعداد لتقديم مساعدتنا لجميع الدول التي تحتاج إليها، لا سيما فيما يتعلق بالرعاية الصحية للفئات السكانية الأكثر ضعفًا باعتبارنا متخصصين في الرعاية الصحية".
ويؤكد النداء أيضًا على أهمية وجود حكومة انتقالية تمثل جميع الفصائل السورية: المسيحيين والسنة والشيعة والعلويين وجميع الطوائف الأخرى، لاستعادة الاستقرار والسلام إلى البلاد.
نداء إلى المجتمع الدولي ومقترحات Co-Mai وUmem
تدعو منظمة Co-Mai وUmem الحكومات والمنظمات الدولية والجمعيات الإنسانية إلى:-
– تقديم مساعدات فورية للشعب السوري.
– حماية حقوق الأقليات
– دعم عملية السلام دون تدخل سياسي أو عسكري.
– حماية السكان المدنيين، لأن حماية النساء والأطفال والرجال من المزيد من المعاناة هي أولوية لا يمكن تأخيرها.
– تعزيز مستقبل الحرية والديمقراطية، فوحده الشعب السوري يستطيع أن يقرر، بشكل مستقل وحر، مصير بلده.
– احترام حقوق الإنسان وكرامة الأقليات، ويجب تمثيل المسيحيين والسنة والشيعة والعلويين وجميع الطوائف الأخرى في عملية إعادة الإعمار.
– تجنب أي تدخلات خارجية، ويجب أن تتم عملية الانتقال السياسي حصراً من قبل الشعب السوري، دون أي تأثير أجنبي.
كما اعلن مجلس إدارة جالية Co-mai و رابطة Umem، أنه ستواصل Co-Mai وUmem مراقبة الوضع، وهما على استعداد لتقديم دعمهما الإنساني والرعاية الصحية عند الضرورة. الأمل هو أن تتمكن سوريا، بدعم من جميع شعوب العالم، من إيجاد طريق نحو السلام، طريق يحترم التنوع الثقافي والديني، ولكنه يتسم بالحرية والعدالة والديمقراطية للجميع.