تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نشرت شبكة "CNN" تقريرًا أفادت فيه بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يقود أغنى الديمقراطيات في العالم في إرسال رسالة معززة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مفادها أن الغرب لن يتخلى عن أوكرانيا، على الرغم من الصدمات السياسية التي تلقي بظلال من الشك على التزامه.

والتقى بايدن مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في إيطاليا على هامش قمة مجموعة السبع الخميس، بهدف تعزيز الوعد الذي أعلنه الأسبوع الماضي في ساحات القتال في نورماندي.

وقال بايدن في هذا السياق: «لن ننسحب، لأننا إذا فعلنا ذلك، فسوف يتم إخضاع أوكرانيا ولن ينتهي الأمر عند هذا الحد، سوف يتعرض جيران أوكرانيا للتهديد وأوروبا كلها ستكون مهددة والمستبدون في العالم يراقبون عن كثب ليروا ما يحدث في أوكرانيا».

ومع ذلك، فإن تعهد بايدن سيواجه مخاوف متزايدة في أوروبا من أنه سيكون مجرد فترة انتقالية بين إدارتين لدونالد ترامب، وخاصة أن ولاية الرئيس السابق التي انتهت في عام ٢٠٢١، حطمت اليقين الذي دام عقودًا بأن الولايات المتحدة ستكون قوة استقرار في الشئون عبر الأطلسي وستؤمن دائمًا أمن أوروبا.

لا يمكن التشكيك في استثمار بايدن العاطفي والسياسي والدبلوماسي في أوكرانيا، وسيكون أساسًا لإرثه الرئاسي ولكن عدم اليقين بشأن التزام الغرب في الأمد البعيد يظل أمرًا عصيًا على الدوام ويغذيها تغير التيارات السياسية على جانبي المحيط الأطلسي، وهو ما يثير قلق زيلينسكي.

في الولايات المتحدة، قد يكون ترامب - الذي يحتقر أوكرانيا، ويمجد بوتين ولا يهتم بأمن أوروبا بالنظر إلى هجماته المستمرة على الناتو - قد يكون على بعد أقل من خمسة أشهر قبل استعادة الرئاسة.
المكاسب الكبيرة التي حققتها الأحزاب اليمينية المتطرفة في انتخابات البرلمان الأوروبي في نهاية الأسبوع الماضي - خاصة في القوتين الكبريين فرنسا وألمانيا - يمكن أن تخلق تعقيدات مستقبلية لدعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا.

وتقول "CNN"، إن استعداد بوتين لإلقاء آلاف الأرواح الروسية في الخطوط الأمامية للحرب دون أن يعاني من أي آثار سياسية في وطنه الذي تم تطهيره من المعارضين السياسيين، يعني أن الاحتمال دائمًا موجود بأن الغرب قد يتعب من الصراع قبل أن يتعب هو.

لكن موجة من المبادرات الجديدة من الولايات المتحدة وحلفائها تبدو وكأنها محاولة لتحصين شريان الحياة الغربي لأوكرانيا من ترامب ولتقريب كييف من الهياكل الاقتصادية والدفاعية الغربية في حالة بايدن وزعماء مجموعة السبع المتذبذبين الذين شكلوا الموجة الأولى من دعمها بعد الانتخابات.

ورغم أن الغزو الروسي يكتسح، فإنه لا يستطيع أي رئيس أمريكي أن يلزم خليفته حقًا بمسار العمل، كما يؤكد التأخير المضني في تمرير حزمة المساعدات الأمريكية الأخيرة لكييف والتي تبلغ قيمتها ٦٠ مليار دولار من خلال الكونجرس أن السياسة واشنطن المنقسمة تعني أن السخاء الأمريكي في المستقبل لا يمكن ضمانه حتى لو فاز بايدن في نوفمبر.

ومع ذلك، فإن الخطط الغربية الأخيرة لمساعدة أوكرانيا تبعث برسالة نوايا قوية.
وذكرت الشبكة الأمريكية، أن عودة بايدن إلى أوروبا يوم الأربعاء، بعد ثلاثة أيام فقط من مغادرته، لخصت دوره باعتباره الزعيم الأكثر نشاطا للتحالف الغربي منذ الرئيس جورج بوش الأب، حيث يعد الوقت في التقويم الرئاسي مقياسًا موثوقًا لأولويات البيت الأبيض، ويراقبه حلفاء الولايات المتحدة وخصومها عن كثب.

وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، للصحفيين: "نريد أن نظهر أن الولايات المتحدة تدعم شعب أوكرانيا، وأننا نقف إلى جانبهم، وأننا سنواصل تلبية احتياجاتهم الأمنية ليس فقط في الغد ولكن في المستقبل"، ومع ذلك، لن يكون من الصعب على ترامب أن يخرق "الاتفاق التنفيذي" إذا فاز بالسلطة.

المسئولون الأمريكيون متفائلون أيضًا بأن قمة مجموعة السبع – التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا واليابان وإيطاليا وكندا – ستوقع على شهور من المفاوضات حول حزمة دعم اقتصادي بقيمة ٥٠ مليار دولار لتمويل إصلاح البنية التحتية الأوكرانية. سيتم تمويلها من خلال الفوائد على الأصول الروسية المجمدة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي جو بايدن ترامب الغرب الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

فون دير لاين تنعى موت الغرب

الغربُ مقابل الشرق مصطلحٌ جغرافي، إلا أنّه تجاوز ذلك الإطار ليدل على منظومة متكاملة: فلسفية وسياسية وعسكرية واقتصادية وثقافية واجتماعية ودينية، ولدت ونشأت في أوروبا الغربية.

الغرب يعني البلدان الأوروبية الرأسمالية اقتصادياً. كما يعني سياسياً البلدان ذات الأنظمة السياسية الديمقراطية المؤسسة على الفلسفة الليبرالية. أي أن المصطلح يشير ويؤكد منظومة متكاملة تقودها أميركا تقابلها منظومة مخالفة لها سُميّت الشرقية، كان يقودها النظام السوفياتي - الاشتراكي في موسكو ونظيره في بكين.

بانهيار الاتحاد السوفياتي، واختفائه من خريطة العالم، لم يعد لتلك المنظومة المناوئة للغرب وجود. والدول التي كانت تدور في مدار موسكو، وتنهج نهجه السياسي والاقتصادي، انتقلت إلى الضفة الأخرى، وأضحت جزءاً منها. ورغم ذلك، فإن مصطلح الغرب لدى التطبيق، ما زال في كثير من مناحيه يضيق ليقتصر على دول أوروبا الغربية المتقدمة صناعياً، ولا يتسع ليشمل دول وسط أوروبا الاشتراكية سابقاً.

فيما يتعلق بالصين، فإن الحزب الشيوعي الصيني، على عكس نظيره ومنافسه الروسي، ما زال قائماً. لكن التطبيق الاشتراكي لحقه التغيير، واختلف تطبيقه عما كان عليه في عهد المؤسس ماو تسي تونغ. ويبقى من المفيد الإشارة إلى أن روسيا، على سبيل المثال، كانت لدى دول الشرق تُحسب على الغرب، ولدى دول الغرب تُحسب على الشرق. ولعلنا نتذكر أن اليابان حين هزمت روسيا عام 1905، وُصفت بأنها أول دولة شرقية تهزم دولة غربية في العصر الحديث!
ما انطبق على الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية يطول كذلك الغرب، ومركزه واشنطن
نحن لم نكن في حاجة إلى هذه المقدمة للتذكير والتدليل على معنى مصطلح الغرب، لو لم تبادر رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين، خلال مقابلة صحافية أجرتها مؤخراً مع صحيفة «دير يت» الألمانية، ونشرتها مترجمة صحيفة «التايمز» اللندنية يوم الخميس، الموافق 17 أبريل (نيسان) الحالي، إلى نعي موت الغرب، بتأكيدها أن «الغرب كما نعرفه مات». وتقصد بذلك نهايته سياسياً، في صيغته بصفته تحالفاً ليبرالياً رأسمالياً ديمقراطياً عسكرياً، يمتد من واشنطن إلى أوروبا الغربية، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

«موت الغرب»، كما تقصده رئيسة المفوضية الأوروبية ارتبط، في رأيها، بفك الارتباط الذي أعلنه ونفّذه الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع الحلفاء الأوروبيين، بداية من التهديد بالانسحاب من حلف «الناتو»، مروراً بالموقف من أوكرانيا وروسيا، وانتهاءً بقرار فرض الرسوم الجمركية على جميع الدول، وفي المقدمة دول الاتحاد الأوروبي، مضافاً إليه موقفه المعادي لحرية التعبير في الجامعات، وتضييق الحريات... إلخ.


في تحليل الثورات، يتفق الكثير من المفكرين على أنها تبدأ في الأطراف، بعيداً عن أعين السلطات في المراكز، ثم تتمدّد باتجاهها. الأمر نفسه ينطبق على السقوط والانهيار، فهو يبدأ من الأطراف ويزحف نحو المركز. من الممكن الاستشهاد بما حدث في روسيا. انهيار الاتحاد السوفياتي لم يبدأ من موسكو، بل جاء زحفاً من الأطراف، أي في البلدان التي كانت تدور في مدار موسكو. ثم أخيراً وصل إلى موسكو، وكانت نهاية التاريخ، حسب رأي فوكوياما.

ما انطبق على الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية يطول كذلك الغرب، ومركزه واشنطن. يمكن الإشارة بصفته بداية إلى تتالي ظهور الحركات والأحزاب الشعبوية في بلدان أوروبا الغربية، وبشكل متسارع. ذلك البروز من الهامش إلى المتن، ترتبت عليه أشياء كثيرة يأتي في مقدمتها تضييق مساحة الحريات على عدة مستويات، والتوجه إلى بناء الحواجز والجدران العازلة، والعداء للمهاجرين من كل الجنسيات، خاصة المسلمين منهم، بمزاعم الحفاظ على الجنس الأوروبي والثقافة والتقاليد الأوروبية. ما بدأ في الأطراف وصل إلى المركز في واشنطن، واقتحم الكونغرس في 6 يناير(كانون الثاني) 2021.
يبدو لي من خلال المتابعة، أن نعي موت الغرب على لسان رئيسة المفوضية الأوروبية جاء متأخراً. وفي رأيي أنه تأكد بفقدان مصداقيته الأخلاقية في قطاع غزة، حيث وقف موقف المتفرج في آنٍ، لما يحدث من إبادة على يد أكبر قوة عسكرية في المنطقة ضد مليوني فلسطيني.

في قطاع غزة، أدار الغرب الليبرالي الديمقراطي ظهره إلى كل تراثه وأدبياته في حماية حقوق الإنسان، وحق تقرير المصير، وإدانة العسف والقمع والاضطهاد والاحتلال، بتجاهله عمداً حملة إسرائيل لإبادة وتهجير مليوني فلسطيني في القطاع. وكأن مَن يُقتل من أطفال ونساء وعجزة وشباب ليسوا بشراً، ويقابل ذلك موقفه لما يحدث في أوكرانيا، حيث يتدفق السلاح والمال والمقاتلون لنجدة الشعب الأوكراني من غطرسة وعدوانية الغزو الروسي!

الموت يأتي في أشكال مختلفة. ربما أحدها ما نعايشه من أحداث في أوروبا وأميركا. والعصر الشعبوي العنصري الذي بدأ زحفه لا يقتصر على معاداة النخبة الحاكمة في أوروبا وأميركا والقضاء عليها، وإقامة الأسوار والجدران بينها وبين دول العالم الأخرى، بل هو نذير بمرحلة ظلامية قادمة، تشبه، إلى حد ما، ما تعرّضت له بلداننا العربية والإسلامية من موجات إرهابية ظلامية دموية حدّ التوحش.

المصدر: الشرق الأوسط

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة: اتفاقية المعادن النادرة مع أوكرانيا ستتم
  • لافروف: أوروبا وزيلينسكي يريدون استغلال خطة ترامب لتعزيز قوة أوكرانيا
  • «طفل آمن.. مجتمع أقوى» حملة لتعزيز حماية الطفولة والأسرة
  • فون دير لاين تنعى موت الغرب
  • الكرملين مستعد للتفاوض مع أوكرانيا وترامب متشكك
  • لافروف: روسيا لا تستطيع الكشف عن تفاصيل محادثات أوكرانيا مع الولايات المتحدة حتى اكتمالها
  • الرئيس الصيني يعلن عن خطة للاقتصاد الصيني لمواجهة تأثير الحرب التجارية مع الولايات المتحدة
  • ويتكوف يصل روسيا للقاء بوتين.. وترامب “متفائل”
  • ترامب: أعتقد أن بوتين سيستمع إلي بشأن وقف الضربات في أوكرانيا
  • لماذا يثير مقترح ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا مخاوف حلفاء أمريكا؟.. مصادر تكشف لـCNN