إيهود باراك: إسرائيل تواجه أخطر أزمة في تاريخها وجوهر الكارثة حكومة ورئيس وزراء غير مؤهلين
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك أن إسرائيل تعيش حاليا ذروة أزمة متنامية ومتطورة وبعيدة عن الانتهاء، مشددا على أن جوهر الكارثة يكمن في حكومة ورئيس وزراء غير مؤهلين.
وقال إيهود باراك في مقال رأي نشرته صحيفة "هآرتس" في نسختها الإنجليزية يوم الخميس، إن إسرائيل بأخطر أزمة في تاريخها وبدأت في 7 أكتوبر بالفشل الأكثر فظاعة.
ويضيف رئيس الحكومة الأسبق "الحرب على غزة مستمرة وتبدو رغم شجاعة وتضحيات الجنود والضباط، أقل الحروب نجاحا في تاريخ إسرائيل بسبب الشلل الاستراتيجي الذي تعاني منه القيادة".
ويتابع قائلا: "نحن الآن نواجه قرارات صعبة بين بدائل رهيبة فيما يتعلق بمواصلة القتال في قطاع غزة وتوسيع العملية ضد حزب الله في الشمال والمخاطرة بحرب متعددة الجبهات تشمل إيران ووكلائها.. كل هذا يحدث بينما يستمر الانقلاب القضائي في الخلفية بهدف إقامة دكتاتورية دينية عنصرية وقومية متطرفة ومسيحانية ظلامية".
وأفاد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق في مقاله بأن الأزمة تتطلب حشد كل ما هو قوي وصالح وفعال في داخلنا للعودة إلى طريق النمو والتمكين والتنوير والأمل الذي سارت عليه إسرائيل خلال معظم سنواتها، مردفا بالقول: "هذا هو الانتصار الحقيقي".
وتابع قائلا: "في هذا الوقت، لا يمكننا تحمل المزيد من الأخطاء ويتعين علينا أن ننظر بشكل مباشر وشجاع إلى ما حدث وأسبابه، ثم نحتاج بعد ذلك إلى التصميم على إصلاح الأمر بسرعة على الرغم من المعارضة التي سيولدها القيام بذلك.. وهذا يتطلب الحسم والشجاعة والعمل من المعارضة ومن الائتلاف الحاكم، وكذلك من الإسرائيليين برمتهم".
إقرأ المزيد إيهود باراك: الدعم العالمي لإسرائيل سيتراجع "بسرعة كبيرة"وذكر إيهود باراك أنها حالة طوارئ حقيقية وأن جوهر الكارثة التي تواجهها إسرائيل هو أنه في خضم الكارثة تقود البلاد حكومة ورئيس وزراء غير مؤهلين بشكل واضح لمنصبيهما.
وشدد رئيس الوزراء الأسبق على أن المسؤولين عما حدث في 7 أكتوبر وعن إدارة الحرب الفاشلة في غزة ليسوا مؤهلين لقيادة إسرائيل إلى عهد جديد لأن مخاطره ستكون أكبر بكثير، مضيفا: "لا يمكن للقبطان الذي أغرق سفينتين بالفعل واحدة تلو الأخرى، أن يعهد إليه بقيادة السفينة الثالثة والأخيرة".
وأكد أنه يجب استبدال هذه الحكومة الفاشلة على الفور بتحديد موعد متفق عليه لإجراء الانتخابات أو من خلال إجراء تصويت بناء لحجب الثقة، موضحا أن ذلك يجب أن يتم خلال دورة الكنيست الحالية أي في الأسابيع الخمسة المقبلة.
ويردف بالقول: "إذا استمرت حكومة الفشل هذه في مكانها فخلال أشهر أو حتى أسابيع قد نجد أنفسنا غارقين بعمق في الجبهات الموحدة.. سنظل في غزة بلا نصر واضح، بينما نخوض أيضا حربا شاملة مع حزب الله في الشمال، وانتفاضة ثالثة في الضفة الغربية، وصراعات مع الحوثيين في اليمن والميليشيات العراقية في مرتفعات الجولان، وبطبيعة الحال هناك صراع مع إيران نفسها التي أظهرت بالفعل من خلال الهجوم الصاروخي الذي وقع في أبريل أنها مستعدة للعمل ضدنا بشكل مباشر".
إقرأ المزيد إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظهور المسيح المخلصويبين أن كل هذا سيحدث بينما تكون إسرائيل معزولة وعلى خلاف مع الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي تزود تل أبيب بالسلاح والدعم الدبلوماسي الفعال.
ويشير أيضا إلى أن إسرائيل مهددة بإصدار أوامر دولية في لاهاي وعدد من الدول التي تسعى إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية حتى بدون مفاوضات مع إسرائيل، وهذا المزيج يخلق خطرا واضحا ومؤكدا على أمن إسرائيل ومستقبلها علاوة على الخطر على مستقبلها كديمقراطية فاعلة.
ودعا في السياق إلى التوصل لاتفاق فوري لإعادة الرهائن في غزة إلى ديارهم حتى على حساب الالتزام بإنهاء الحرب وتهدئة الوضع في الجنوب والشمال من خلال اتفاق دبلوماسي ولو مؤقت بوساطة أمريكية، وإعادة من تم إجلاؤهم من جنوب وشمال إسرائيل إلى منازلهم وتجديد ترساناتة الأسلحة والسماح للقوات بالتعافي وعودة الاقتصاد إلى عمله الطبيعي.
ويقول إيهود بارك: "إذا نجحنا في استعادة علاقتنا الوثيقة مع الإدارة الأمريكية، فقد يمكّننا ذلك من المضي قدما في التطبيع مع المملكة العربية السعودية وتشكيل قوة عربية تحل محل القوات الإسرائيلية في غزة توفر الدعم لعودة السيطرة المدنية من قبل جهة فلسطينية غير حماس".
إقرأ المزيد لولاها لما أعيد الرهائن الـ 4!.. "واشنطن بوست" تفشي أسرارا عما تفعله الاستخبارات الأمريكية في غزةوأضاف أن كل هذا لابد أن يكون مصحوبا بجهد لمنع أوامر الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية وإخراج إسرائيل من عزلتها الدولية، وبكلمات أخرى "نعم" لبايدن و"لا" كبيرة لإيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش".
ويفيد إيهود باراك: "لكل من يتساءل كيف يمكننا إنهاء الحرب قبل تحقيق النصر المطلق.. فإليك إجابتي: نحن بعيدون عن النهاية في غزة سبعة أشهر على الأقل وفقا لمستشار الأمن القومي هنغبي، وسنوات وفقا لحزب الوحدة الوطنية رئيس الحزب وعضو مجلس الوزراء الحربي السابق بيني غانتس وحتى ذلك الوقت سيعود المخطوفون في توابيت أو أن مصيرهم سيكون مثل مصير رون أراد، مع الأخذ في الحسبان هذه المعطيات فإن إهمالهم لسنوات يعني تفكك الأساس الأخلاقي للمجتمع والدولة".
وشدد على أن "النصر المطلق هو شعار فارغ منذ البداية فبالإدارة الفاشلة لنتنياهو نحن أقرب إلى الفشل المطلق، وبخصوص وقف الحرب بالتزام دولي يجب التذكر بأنه إذا حماس أو حزب الله قاما بتهديد إسرائيل بعد نصف سنة أو بعد سنة ونصف السنة بشكل يقتضي العمل، فيمكن لحكومة سيادية في إسرائيل أن تقرر العمل رغم الالتزام".
إقرأ المزيد موقع عبري يسرد تفاصيل عملية إنقاذ الرهائن الإسرائيليين الدراماتيكية في غزةوأوضح أن "هذا يسري على أي رئيس حكومة في المستقبل، وبالتأكيد على نتنياهو الذي خرق مرات كثيرة الالتزامات السياسية والدولية".
وقال "سيكون هناك من سيقولون لماذا بالذات يجب علينا العمل، وأنا أقول لهم إن الأمور السيئة تحدث عندما يصمت الأشخاص الجيدون"، مضيفا أن "آخرين في مواقع تأثير سيصعبون الأمر ويقولون هل حقا حان الوقت للعمل؟ وأنا اقتبس دانتي وأقول لهم المكان الأكثر سخونة في جهنم محفوظ لمن اختاروا الوقوف جانبا عندما كان مطلوب القيام بحسم أخلاقي".
وختم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بالتأكيد على أن "عدم النجاح في إسقاط هذه الحكومة ورئيسها بشكل مبكر يعرض للخطر مستقبل واستمرار وجود إسرائيل.. لقد حان الوقت للعمل، ونحن لن نغفر لأنفسنا والأجيال القادمة لن تغفر لنا إذا مشينا بعيون مفتوحة، ولكن مصابين بالعمى نحو الهاوية الأخلاقية والتهديد الوجودي الذي يوجد أمامنا كما أن المقاتلين الحالمين في الأجيال السابقة.. قادة وجنود الجيش الإسرائيلي الآن ينتظرون منا النهوض والعمل وهذا الأمر في أيدينا نحن علينا معرفة كيفية العمل".
المصدر: "هآرتس"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة القدس القضية الفلسطينية بنيامين نتنياهو تل أبيب حركة حماس رفح طوفان الأقصى قطاع غزة معبر رفح وفيات رئیس الوزراء إقرأ المزید إیهود باراک على أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
انخفاض للإنتاج وارتفاع الطلب.. كيف تواجه مصر أزمة الطاقة في 2025؟
تسعى مصر إلى تعزيز علاقاتها مع كبرى شركات الطاقة العالمية، حيث تعمل حالياً على إجراء محادثات، مع عدّة شركات دولية، بينها أمريكية، لعقد اتفاقيات طويلة الأجل، بغية شراء الغاز الطبيعي المسال، وتجنّب التقلبات العالمية في السوق الفورية الأكثر تكلفة.
وبحسب وكالة "رويترز" قالت ثلاثة مصادر، إنّ: "مصر تجري محادثات مع شركات أمريكية وشركات أجنبية أخرى لشراء كميات من الغاز الطبيعي المسال، عبر اتفاقيات طويلة الأجل، في إطار سعيها إلى تجنب الشراء من السوق الفورية الأكثر تكلفة لتلبية الطلب على الطاقة".
إثر ذلك، عادت مصر إلى وضع المستورد الصافي للغاز الطبيعي، إذ اشترت عشرات الشحنات خلال العام الجاري، وتخلّت عن خطتها للتحول إلى مورد لأوروبا، وسط انخفاض حاد في إنتاج الغاز المحلي.
وأشارت بيانات "مبادرة بيانات المنظمات المشتركة" (جودي) إلى: "تراجع إمدادات الغاز الطبيعي المحلية في أيلول/ سبتمبر إلى أدنى مستوى، خلال سبع سنوات، ويرجع ذلك إلى انخفاض الإنتاج وزيادة استهلاك الطاقة".
كذلك، تشير بيانات شركة الاستشارات "إنرجي أسبكتس" إلى: "توقعات بانخفاض إنتاج الغاز المحلي 22.5 في المئة إضافية بحلول نهاية 2028". وفي الوقت نفسه، يتوقع محللون زيادة استهلاك الطاقة في البلاد 39 في المئة، على مدى العقد المقبل.
وقال مصدر بالقطاع، إن "وزارة (البترول) تسعى إلى توفير إمدادات لثلاث أو أربع سنوات، لتجنّب الزيادات المفاجئة في الأسعار. وترغب أيضا في الاتفاق على شروط مرنة، أملا في العثور على إمدادات غاز في وقت قريب أو عدم الحاجة إلى إمدادات كبيرة".
وقال مصدران تجاريان، إنّ: "القاهرة تجري محادثات بشكل أساسي مع شركات في الولايات المتحدة وشركات تتولى تجميع وبيع الإنتاج من شركات أمريكية، نظرا لمرونتها مقارنة بالمنتجين الآخرين". فيما طلبت المصادر الثلاثة عدم ذكر أسمائها.
وقالت مصادر تجارية، في تشرين الأول /أكتوبر إنّ: "مصر من المتوقع أن تجري مناقصة لشراء ما يصل إلى 20 شحنة من الغاز الطبيعي المسال، لتغطية الطلب في الربع الأول من 2025". ودفعت مصر علاوة تتراوح بين دولار ودولارين مقابل مشتريات من الغاز المسال، حصلت عليها في وقت سابق من العام الجاري.
وارتفعت أسعار الغاز المسال في السوق الفورية مؤخرا، إلى ما يقرب من 14.50 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية من نحو 12 دولارا، حينما بدأت القاهرة طرح مناقصات للشراء؛ ما يرفع تكلفة الشحنات الجديدة، في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة في النقد الأجنبي.
وقال المصدر الأول، إنّ: "مصر تعكف على تجهيز البنية التحتية اللازمة لاستيراد الغاز المسال في العين السخنة والإسكندرية". فيما أفادت شركة "كبلر" لتحليل البيانات، الشهر الماضي، بأن مصر من المتوقع أن تضع وحدة عائمة ثانية للتخزين وإعادة التغويز في أوائل العام المقبل.
وأظهرت بيانات تتبع السفن من "كبلر" أنه منذ أوائل تشرين الثاني/ نوفمبر ، حوّلت أربع شحنات من الغاز الطبيعي المسال مسارها من مصر إلى أوروبا.
من جهته، قال وزير البترول، كريم بدوي، الاثنين. إنّ: "إنتاج الغاز شهد زيادة 200 مليون قدم مكعبة بحلول تشرين الأول/ أكتوبر الماضي". مضيفا أنه "يأمل في إضافة 420 مليون قدم مكعبة يوميا بحلول العام المقبل، من حقلي ظهر وريفين، وهما اثنان من الامتيازات الرئيسية في مصر".
وعلاوة على الزيادة المحتملة في الإنتاج، قال المصدر الأول إنّ: "درجات الحرارة الأقل عن المتوقع، قد ساهمت في تقليل استهلاك الطاقة وحجم الهدر عبر شبكة التوزيع".