خبراء ومحللون لـ«الاتحاد»: مشاركة الإمارات في «قمة السبع» تكرس حضورها الفاعل دولياً
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
شعبان بلال (القاهرة)
أخبار ذات صلة 3 مسالخ بأبوظبي لتجهيز الأضاحي «الكيمياء» و«الأحياء».. مسك الختام لطلبة الثاني عشرشدد محللون وخبراء في العلاقات الدولية على أهمية مشاركة الإمارات في أعمال قمة قادة مجموعة الدول الصناعية الكبرى (G7)، ما يُجسد المكانة المرموقة التي تحظى بها دولة الإمارات إقليمياً وعالمياً، باعتبارها شريكاً استراتيجياً مهماً لغالبية أعضاء دول المجموعة التي تضم الولايات المتحدة، واليابان، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وإيطاليا، وكندا.
وذكر الخبراء والمحللون في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» أن اجتماع مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى الذي يقام في إيطاليا، يأتي في توقيت بالغ الأهمية، وتُعلق عليه العديد من الآمال والطموحات؛ لكون المجموعة تضم عدداً من أكبر اقتصادات العالم، ولها دور حيوي في قضايا السياسة الدولية والاقتصاد العالمي.
مكانة الإمارات
وأوضح المحلل السياسي والاستراتيجي، الدكتور عامر السبايلة، أن دولة الإمارات تُعد واحدة من الدول الرائدة في مجالات الاستدامة والنمو الاقتصادي، وهو ما يكرس أهمية حضورها الفاعل في اجتماع مجموعة السبع، معتبراً أن مشاركة الإمارات تمثل إضافة قوية لجدول أعمال الاجتماع الدولي، خصوصاً في ضوء ريادتها الاقتصادية العالمية، وما تتمتع به من مقومات سياسية ودبلوماسية متميزة.
وقال السبايلة لـ«الاتحاد»: إن دولة الإمارات تُعد شريكاً استراتيجياً لجميع دول مجموعة السبع، ومحط اهتمام لغالبية القوى العالمية الكبرى، وبالتالي تكتسب مشاركة الإمارات في قمة مجموعة السبع أهمية خاصة لكونها دولة محورية في منطقة الشرق الأوسط، وتمثل قوة اقتصادية مرموقة، وتتمتع بنفوذ دولي وثقل إقليمي.
وأشار إلى أن مجموعة السبع لها أهمية دولية؛ لكونها تسهم بقوة في اتخاذ القرار العالمي، وتحديد السياسات على المستوى الدولي، وتسعى المجموعة الدولية إلى توسيع آفاق التعاون مع مختلف دول العالم عبر دعوة الدول المحورية، وعلى رأسها دولة الإمارات، للمشاركة في أعمال قمة المجموعة في إيطاليا.
قرارات عالمية
واعتبر الخبير في العلاقات الدولية، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير جمال بيومي، أن قرارات مجموعة السبع تنعكس بشكل كبير على العالم، نظراً لكونها تضم أكبر الاقتصادات، وتشارك في تحديد القرارات العالمية تجاه مختلف القضايا الاقتصادية والسياسية.
وأوضح الدبلوماسي المصري في تصريح لـ«الاتحاد» أن المشاركة الإماراتية في أعمال قمة مجموعة السبع تُضيف زخماً سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً، لا سيما فيما يتعلق بقضايا منطقة الشرق الأوسط المطروحة على مائدة القمة الدولية، بحكم أن الإمارات واحدة من الدول المحورية عربياً وإقليمياً وعالمياً، خاصة على مستوى التنمية الاقتصادية.
وأضاف أن مشاركة الإمارات في قمة مجموعة السبع تأتي في إطار وجودها الدائم والفاعل في المنتديات العالمية التي تناقش الأزمات والقضايا المختلفة التي تهدد السلام العالمي، مشيراً إلى أن هناك قضايا إقليمية تمثل تحديات كبيرة أمام السلام العالمي، وتشارك الإمارات بفاعلية في مواجهة هذه التحديات.
قمة استثنائية
وأوضحت الباحثة في العلاقات الدولية، نورهان أبوالفتوح، أن قمة مجموعة السبع تمثل «قمة استثنائية»؛ لكونها تأتي في خضم تطورات عالمية وأحداث طاغية على الساحة العالمية، سواء ذات صلة مباشرة بأعضاء المجموعة أو ذات صلة غير مباشرة، ما يجعلها بطبيعة الحال على رأس طاولة القمة.
وقالت أبوالفتوح لـ«الاتحاد»: إن القمة تأتي في ضوء انتخابات البرلمان الأوروبي وتصاعد الأزمة الأوكرانية، فضلاً عن كونها تأتي في ضوء تأجج الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما الحرب في غزة التي تعتبر واحدة من أهم الملفات المطروحة على طاولة القمة، خاصةً أن الرئيس الأميركي جو بايدن يسعى الآن إلى حشد الدعم والتأييد للمقترح الذي أعلنه لإنهاء الحرب في غزة.
واعتبرت الباحثة في العلاقات الدولية أن دعوة دولة الإمارات لحضور قمة مجموعة السبع تُعد خطوة مهمة؛ لكونها تمثل إحدى الدول الفاعلة والمؤثرة في منطقة الشرق الأوسط، حيث يعول على الدور الإماراتي بشكل كبير، خاصةً فيما يتعلق بالمبادرات الهادفة إلى تهدئة الأوضاع في المنطقة، وتعاون الإمارات مع عدد من دول المجموعة، ومن بينها إيطاليا، في إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأضافت أن المشاركة الإماراتية تعكس العلاقات العميقة بين دولة الإمارات ودول مجموعة السبع بشكل عام، وعلاقة الإمارات وإيطاليا التي تترأس المجموعة على وجه الخصوص، حيث شهدت الآونة الأخيرة تطوراً ملحوظاً في العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأشارت إلى أن العلاقات الاقتصادية تمثل ركيزة رئيسة للتعاون بين دولة الإمارات ودول مجموعة السبع، وبالتالي تعكس دعوة دولة الإمارات إلى القمة إدراك دول المجموعة لأهمية دور الإمارات في حل الأزمات الدولية المختلفة، فضلاً عن إدراكها لجهود الإمارات الملحوظة في العديد من القضايا التي يمكن أن تكون مجالاً للمباحثات وتعزيز التعاون مع دول المجموعة، وعلى رأسها الجهود الإماراتية في ملف المناخ، بعد استضافة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ «COP28»، وملف الذكاء الاصطناعي، في ضوء استثمارات أبوظبي الضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال الاتفاقية التي أبرمتها شركة «G42» الإماراتية مع شركة «مايكروسوفت».
وتابعت نورهان: إن «دولة الإمارات تحظى بدور فاعل في المنتديات الدولية، حيث أثبتت نجاحها في تقديم تجاربها الرائدة على الصعد كافة، وهو ما تجلى في مشاركة الدولة في العديد من المنتديات والقمم الإقليمية والدولية، سواء كانت عضواً رئيسياً أو منظماً لهذه القمم مثل COP28 أو الاجتماعات والقمم العربية بطبيعة الحال، أو مدعوة للمشاركة مثل منتدى دافوس في سويسرا 2024، أو مجموعة العشرين في البرازيل، أو (بريكس) في روسيا، أو قمة السبع في إيطاليا».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مجموعة السبع قمة السبع الإمارات قمة مجموعة السبع إيطاليا محمد بن زايد رئيس الدولة فی العلاقات الدولیة منطقة الشرق الأوسط مشارکة الإمارات فی قمة مجموعة السبع ت دولة الإمارات دول المجموعة لـ الاتحاد الإمارات ت تأتی فی فی ضوء
إقرأ أيضاً:
وكيل «عربية النواب»: دعم الأمم المتحدة للحق الفلسطيني يُزيد من عزلة إسرائيل دوليا
رحب الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، مقرر محور أولويات الاستثمار بالحوار الوطني، بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي اتخذته بأغلبية ساحقة بتأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، إذ حصل القرار على تأييد 172 دولة، بينما عارضته 7 دول فقط، من بينها إسرائيل والولايات المتحدة، فيما امتنعت 8 دول عن التصويت، موضحا أن القرار يعتبر حق تقرير المصير أساسيا وغير قابل للتصرف، ومُعترفا به في ميثاق الأمم المتحدة، فضلا عن الإشارة إلى الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الذي يؤكد ضرورة إنهاء الاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية.
القرار يُمثل رسالة واضحة لإسرائيل بضرورة إنهاء سياساتها في غزةوقال محسب في بيان له، إن القرار يطالب إسرائيل بشكل صريح بالوفاء بالتزاماتها، وعدم إعاقة الشعب الفلسطيني عن ممارسة حقه في تقرير المصير، وهو الأمر الذي بات مدعوما بتأييد دولي يعكس عدالة القضية الفلسطينية، في مقابل عزلة واضحة لإسرائيل وحلفائها، الأمر الذي هو يُشكل ضغط على دولة الاحتلال، مشيرا إلى أن القرار يُمثل رسالة واضحة لإسرائيل بضرورة إنهاء سياساتها التي تعيق تحقيق الفلسطينيين لحقهم في تقرير المصير، خاصة في ظل استمرار الاستيطان والانتهاكات.
قرار الأمم المتحدة يعزز الموقف الفلسطيني في المحافل الدوليةوأشار، إلى أن قرار الأمم المتحدة يعزز الموقف الفلسطيني في المحافل الدولية، ويُشكل أساسا قانونيا لمطالبة المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عملية لإنهاء الاحتلال، والالتزام بمبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان، من خلال تنفيذ القرارات السابقة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، داعيا المجتمع الدولى للتكاتف من أجل تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، معتبرا القرار خطوة تدعم الإطار السياسي لحل الدولتين، لكنه بحد ذاته لا يُمهد الطريق بشكل مباشر لمسار سياسي جديد، إنما يُعزز الأساس القانوني والشرعي لهذا الحل في مواجهة الرفض الإسرائيلي لأي خطوات من شأنها تعزيز فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ضرورة توحيد الصف الفلسطيني والقضاء على الانقسام الداخليوشدد على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني والقضاء على الانقسام الداخلي من أجل صياغة رؤية سياسية موحدة تمثل الجانب الفلسطيني لدفع المسار السياسي الذي يدعم إقامة دولة فلسطينية وفقا لمقررات الأمم المتحدة في هذا الشأن، مؤكدا أن القرار يُشكل أرضية قانونية وأخلاقية تُعزز من شرعية المطالبة بحل الدولتين، وهو ما يتطلب استغلال هذا القرار بالتنسيق مع دعم دولي وجهود فلسطينية موحدة، لتحريك المياه الراكدة في هذا الملف الذي يظل مرهونا بالإرادة السياسية للأطراف المعنية.