الجيش الإسرائيليّ مُتآكل.. هكذا تحدّثت مذيعة عن حرب لبنان!
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
قالت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الجمعة، إنّ "الجيش الإسرائيلي متآكل"، محذرةً من أنه يجب التفكير مرتين قبل شن حرب ضد لبنان.
وقالت مذيعة في "القناة 12" الإسرائيلية: "تعلمنا من الحرب في غزة، أن الأمر يستلزم الكثير من الوقت للوصول إلى حسم، ولا يوجد هنا حسم سريع".
وأضافت: "إذا كانوا يفكرون بالخروج إلى حرب في الشمال، من الأفضل أن يطرحوا سؤال إذا كنا سنخرج إلى حرب، هل نحن قادرون على الحسم؟ وكم الوقت الذي يلزمنا من أجل الحسم؟ وماذا سيكون الثمن؟".
وتابعت: "الجيش متآكل ونحن في اقتصاد ذخائر، ومرتبطون تماماً بالتسليح الأميركي، والجبهة الداخلية عندنا غير محصنة تماماً، لذلك يجب التفكير مرتين قبل ان يقرروا بخصوص الحرب".
بدورها، أكدت معلقة الشؤون السياسية في القناة نفسها، دانا فايس، أنّ "الصور التي رأيناها هذا الأسبوع في الشمال أقلقتنا جداً هنا، كما أقلقت أيضاً البيت الأبيض، لأنّ آخر ما يريدون رؤيته هو اندلاع حرب شاملة في الشمال".
ولفتت فايس إلى أنّ "التقدير يقول إنه إذا اندلعت الجبهة في الشمال، فإنّ أغلب الفرص هنا هي أنّ إيران هذه المرة لن تقف على الحياد بل ستكون ناشطة، وهذا سيغير تماماً وجه المعركة". وختمت بالقول: لذلك، سيصل يوم الإثنين المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين إلى هنا، أي إلى إسرائيل".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی الشمال
إقرأ أيضاً:
المنطقة والعبث الإسرائيلي
لا ينفصل ما تقوم به إسرائيل في سوريا عن رؤيتها الحقيقية للمنطقة، والتي نشأت مع قيامها عام 1948، والقائمة على التوسع والضم ومحاولات إخضاع ما أمكن من المحيط لدائرة نفوذها، عبر إثارة الفتن والمكائد السياسية بهدف إضعاف كل الخصوم وضمان هيمنتها على المنطقة.
ما يحدث في سوريا هو، بشكل أو بآخر استكمال، لما حدث ويحدث في غزة وجنوب لبنان، وإن اختلفت الأساليب، ففي غزة هناك الآن اتفاق هشّ لوقف إطلاق النار أعقب حرباً استمرت أكثر من 15 شهراً، لا يبدو أنه سيشكل ضمانة لإنهائها، بقدر ما هي مرشحة للانفجار من جديد. وفي لبنان هناك اتفاق أكثر هشاشة لوقف إطلاق النار، مترافقاً ليس فقط مع بقاء إسرائيل في خمسة مواقع استراتيجية، وإنما في إعطاء نفسها الحق ب«حرية الحركة» متى تشاء وكيفما تشاء داخل الأراضي اللبنانية من دون رد بعد انضباط «حزب الله» للدولة اللبنانية. لكن هذا لا يعني بقاء الأمور على حالها إلى ما لا نهاية، إذ لا يمكن استبعاد نهوض مقاومة شعبية، ليس بالضرورة، تابعة ل «حزب الله»، في حال فشل الدولة اللبنانية في تأمين الانسحاب الإسرائيلي الكامل من أراضيها.
لكن الأخطر، في اللحظة الراهنة، هو ما تقوم به إسرائيل في سوريا لتحقيق أهداف أبعد مدى، وإن كانت كلها لا تبتعد عن الرؤية الإسرائيلية للشرق الأوسط الجديد. إذ لم تكتفِ إسرائيل بتوسيع المنطقة العازلة واحتلال أجزاء واسعة من الجنوب السوري وصولاً إلى جبل الشيخ، ولم تكتفِ بتدمير معظم القدرات العسكرية البرية والبحرية والجوية السورية بعد سقوط النظام السابق، وإنما بدأت بتنفيذ محاولاتها الخبيثة لخلق الاضطرابات والفتن بين أبناء الشعب الواحد بذريعة حماية الأقليات. وهي محاولات تنسجم مع مخططاتها التي عبرت عنها في وقت سابق والتي تستهدف رسم خرائط جديدة في المنطقة، تبدأ بتقسيم سوريا إلى أربع دويلات متناحرة.
الآن وصل الأمر بها أن أمرت جيشها بالاستعداد للتدخل في أحداث وقعت في مدينة جرمانا التي تعتبر في قلب دمشق، إذ لا تبعد عنها سوى بضعة كيلومترات، بذريعة حماية الدروز، لكن الدروز رفضوا التدخل الإسرائيلي وأكدوا أن هذه الخديعة لن تنطلي عليهم. ولن تتوقف إسرائيل عند حدود جرمانا، إذ لطالما سعت إلى تحقيق حلمها القديم بالوصول إلى نهر الفرات، سواء عبر توسيع نفوذها من جنوب سوريا إلى الحدود العراقية، أو من خلال شمال شرقي البلاد عبر ذريعة حماية الأكراد.
ومع أن كل المحاولات الإسرائيلية مرشحة للفشل، أولاً بسبب رفض السوريين أنفسهم، وثانياً لاصطدامها برفض عربي وإقليمي لا يمكنه القبول بقيام نفوذ إسرائيلي يهدد أمن المنطقة واستقرارها. لكن في كل الحالات تبقى الجبهات من غزة إلى لبنان إلى سوريا مرتبطة ببعضها بعضاً ومفتوحة على كل الاحتمالات في ظل غياب قدرة أي طرف على الحسم، وإحداث تحول دراماتيكي.