لندن- بعد ما يزيد عن 250 يوما من الحرب على غزة، ومرور شهر على بدء اعتصام الطلاب في جامعة لندن للدراسات الاقتصادية، مطالبين بعشر مطالب لدعم غزة، من بينها وقف استثمارات مع الشركات التي تصدر أسلحة تستخدم في العدوان على قطاع غزة.

بدأت الجامعة باتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضد الطلاب، الذين بدورهم خسروا الجمعة معركة قضائية تتجه نحو تصاعد أكبر، بعدما أصدرت المحكمة قرارًا أوليا بحيازة الجامعة بأكملها للإدارة، ومن ثم فض الاعتصام في مبنى مارشال، مانحةً الطلاب مهلة 24 ساعة للامتثال للقرار.

وقال مصدر للجزيرة نت إنه "رغم أن المحاكمة مدنية، فإن انتهاك قرار الحيازة لصالح الجامعة وعدم الامتثال لقرار الإخلاء سيعرض أي طالب يقرر الاعتصام لعواقب جنائية".

محكمة العدالة الملكية وسط لندن بتت في قضية إخلاء الطلاب للحرم الجامعي في جامعة لندن (الجزيرة) قرار بالإخلاء

ويتيح القرار الصادر من المحكمة للجامعة الاتصال بالشرطة، مما يمكنها من اعتقال من يرفض الامتثال لقرار الإخلاء بالقوة، ويعرضهم بشكل مباشر للاعتقال والمحاكمة الجنائية.

اطلعت الجزيرة نت على بعض الأدلة المقدمة للمحكمة بشأن حق الطلاب في التظاهر، بالإضافة إلى عدد من البيانات الرسمية التي تشهد لصالح الطلاب، لكن المحكمة لم تناقش أيا من تلك الأدلة أو تأخذها بالاعتبار، واكتفت بمناقشة معايير السلامة والحقوق العقارية التي ترجع للجامعة.

وفي جلسة المحاكمة التي حضرتها الجزيرة نت، طالبت هيئة الدفاع التي تمثل الجامعة بضرورة تحمل الطلاب مصاريف الدعوى، وأكدت المحكمة أنها ستكون مبالغ مالية كبيرة، وأصرت هيئة الدفاع على أن الاعتصام ينتهك معايير السلامة والأمان في الجامعة، ويخل بأنظمة الحريق، مما يعرض حياة الطلاب للخطر.

من جهتها، امتنعت الجامعة وهيئة دفاعها عن الرد على أي من استفسارات الجزيرة نت، لتوضيح وجهة نظرها.

"خيبة أمل"

جاء قرار المحكمة لصالح الجامعة بالإخلاء، لحين تحديد جلسة استماع أخرى في وقت لاحق، على أن تخلى الجامعة من التخييم لحين البت في القضية، مع التشديد على أن انتهاك هذا القرار سيعرض الطلاب لعواقب جنائية وخيمة.

وأثار هذا القرار صدمة بين الطلاب المعتصمين، ولم يتمكنوا من الرد حول ما إذا كانوا سيمتثلون لقرار المحكمة أم سيواصلون الاعتصام، لكنهم رفضوا وهيئة الدفاع عنهم هذه الادعاءات.

وصرح أحد محامي الدفاع عن الطلاب للجزيرة نت أنهم يشعرون بخيبة أمل شديدة، لأن القاضي وضع مصلحة الجامعة فوق حق الطلاب بالاحتجاج، ولم يأخذ في الاعتبار الأدلة التفصيلية التي قدمها الطلاب وحججهم المشروعة، وقال "في البداية تم قبول أفعالهم على أنها معقولة من قبل الجامعة، ثم سعت الأخيرة للحصول على الحيازة الفورية في غضون أيام".

وأضاف المحامي أن القاضي فشل تمامًا في الأخذ بعين الاعتبار أن الطلاب وافقوا على إجراء جميع التعديلات اللازمة لضمان أن يكون المخيم آمنًا وسلميًا، وأنهم اختاروا مكانًا يمكن للطلاب والموظفين إجراء نقاشات صحية فيه، بينما اتخذ قضاة آخرون نهجًا مختلفًا تجاه المخيمات الطلابية.

"نشعر بخيبة أمل" يقول المحامي، ويوضح أنه "رغم كافة التزامات وتشريعات إحدى الجامعات لتعزيز حرية التعبير، فإنها سعت إلى حرمان الطلاب من حقهم بالاحتجاج السلمي، والتعبير بحرية عن مخاوفهم الخطيرة والحقيقية بشأن الصراع المستمر في غزة".

وبهذه المناسبة أقام الطلاب وقفة احتجاجية أمام محكمة العدالة الملكية بلندن، قائلين إن الحقوق العقارية التي ادعت المحكمة أنها تدافع عنها مسلوبة بموجب قوانين بريطانية من شعب بأكمله، يعاني التشريد والمجاعة ويتعرض لإبادة جماعية على مدار الساعة.

وأكد الطلاب أنه بغض النظر عن القرار الجماعي الذي سيتخذونه فإن حراكهم مستمر، حتى ولو اضطروا للفض، فهناك سُبل مختلفه لدعم غزة وفلسطين، وإن قضيتهم هي تشكيل وعي يدرك أنه لا يمكن العودة للحياة اليومية العادية وغزة تحت القصف.

المتظاهرون أمام محكمة العدالة الملكية طالبوا بوقف الاستثمارات في الشركات المصدرة للأسلحة لإسرائيل (الجزيرة) استثمارات غير أخلاقية

وأوضحت إحدى الطالبات للجزيرة نت أن أحد المطالب العشرة الرئيسية يعد ملزما للجامعة، بحكم اتفاقية وطنية وقعت عليها تلزمها بالامتثال للاستثمارات الأخلاقية حصرا، وهو ما لم يستطع الطلاب فهمه فيما يتعلق باستثمار الجامعة في شركة (BAE Systems) لصناعة الأسلحة، التي اعتبروها أمام المحكمة تسهم في قتل الأطفال في غزة.

وأشارت الطالبة إلى أن المحكمة لم تتطرق لهذا الطلب، وقد أصدر الطلاب بحثا مفصلا بـ116 صفحة للأصول الاستثمارية لجامعة لندن للدراسات الاقتصادية في إسرائيل، بعنوان "أصول في نظام الفصل العنصري".

ويتهم هذا البحث الجامعة بالتواطؤ على الإبادة الجماعية وتجارة السلاح وقضايا المناخ، لكن أيا من المحكمة أو الجامعة لم يجيبوا على استفسارات المعتصمين عن أخلاقية هذه الاستثمارات.

وأثارت قرارات المحكمة والجامعة ردود فعل متباينة في المجتمع الأكاديمي، فقد أعربت بعض الهيئات الطلابية والأكاديمية عن دعمها لمطالب الطلاب، مؤكدة على أهمية الاستثمارات الأخلاقية، وضرورة احترام حقوق الإنسان في جميع الأنشطة الجامعية، وضرورة كفالة حرية التظاهر والتعبير.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قرار ا على أن

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة كفرالشيخ: طفرة إنشائية وتنموية بالمستشفيات بأكثر من 2 مليار جنيه

أكد رئيس جامعة كفرالشيخ، الدكتور عبدالرازق دسوقي، أن الجامعة شهدت طفرة إنشائية وتنموية كبرى في عهد الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، منها إضافة كليتين جديدتين هما الحاسبات والنانو تكنولوجي، فضلا عن تحديث المعامل بتكلفة إجمالية بلغت 2.2 مليار جنيه، فضلا عن إنشاء وتطوير المستشفيات الجامعية بتكلفة ٣٠٧ ملايين جنيه بسعة 500 سرير .


وقال رئيس الجامعة في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم /الخميس/ - إن الجامعة حرصت على مدار العشر سنوات الماضية على دعم البحث العلمي وإحداث طفرة في هذا المجال وتوج هذه المجهودات بالظهور في مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية منها تصنيف تايمز البريطاني للجامعات، والتي تقدمت الجامعة فيه إلى المرتبة (601-800) عالميًا مقارنةً بترتيبها العام الماضي والتي جاءت خلاله في الفئة (801-1000)، فضلا عن ظهور 31 عالمًا من منسوبي الجامعة في مجالات علمية مختلفة ضمن قائمة 2% من علماء العالم الأكثر تأثيرًا من مجمل إنتاجهم العلمي والاستشهادات المرجعية بأبحاثهم العلمية في قائمة ستانفورد لأعلى 2% من علماء العالم الأكثر استشهادًا، بالإضافة إلى ظهور الجامعة في تصنيف رائد للسمعة الدولية للموضوعات Round University Ranking (RUR)" والذي يعتمد في تصنيفه على التقدم في العملية التعليمية والبحث العلمي والبحث الدولي لعام 2024.


وأضاف أن الجامعة ظهرت أيضا بتصنيف رائد للسمعة "RUR Reputation Rankings" الذي يقوم بتقييم أداء مؤسسات التعليم العالي في الآونة الأخيرة من خلال السمعة الأكاديمية في كل من جودة التدريس وجودة البحث العلمي، إلى جانب ظهورها في التصنيف الإسباني (ويبومتركس العالمي للجامعات) لعام 2024 (Webometrics)، حيث حققت الجامعة زيادات في عدد الاستشهادات المرجعية من الإنتاج الفكري حيث بلغت في هذا الإصدار 8250 استشهادًا مقارنة بالإصدار السابق، في 2023 بزيادة بلغت 15%..كما تقدمت الجامعة بتصنيف ليدن الهولندي العالمي للجامعات،إلى المركز 1575 عالميًا عن العام الماضي وإحتلت المركز الـ35 على مستوى الجامعات الإفريقية ،حيث تقدمت 4 مراكز، وجاءت في المركز 13 محليًا على مستوى الجامعات المصرية ، بينما حققت في علم الحياة على الأرض المركز الرابع محليًا والمركز 14 أفريقيًا، وفي العلوم الفيزيائية والهندسية المركز 14 محليًا، والمركز 33 أفريقيًا، وفي العلوم الطبية والصحية المركز 14 محليًا والمركز 25 أفريقيًا.


وتابع رئيس الجامعة أن الجامعة تقدمت في تصنيف يو إس نيوز "U.S.News" لعام 2024، 179 مركزًا عن العام الماضي وجاءت في المركز السابع على مستوى الجامعات المصرية، واحتلت المركز الـ 31 على مستوى الجامعات الأفريقية.


وفيما يتعلق بالخطة التي وضعتها الجامعة لملف الوافدين أشار إلى أن جهود الجامعة أسهمت في تحسين جودة التعليم واستقطاب الطلاب الوافدين بشكل ملحوظ .


وقال دسوقي، إننا نسعى إلى زيادة عدد الطلاب الوافدين والتوسع في البرامج الجديدة المتوافقة مع متطلبات سوق العمل ، بجانب التوسع في الشراكات مع القطاع الخاص، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه من بين هذه الجهود تأهيل برامج الكليات للحصول على الاعتماد من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم، بما يتضمن ربط التعليم بمتطلبات سوق العمل.. كما قامت الجامعة برفع درجة جاهزيتها التقنية بأكثر من لغة عبر منصة "إدرس في مصر"، الأمر الذي سهل على الطلاب الدوليين الوصول إلى المحتوى التعليمي.


وأضاف أنه بجانب ذلك قامت الجامعة برعاية الطلاب الوافدين ودمجهم بشكل مباشر في الأنشطة الطلابية، ووفرت لهم بيئة تعليمية مميزة في معسكرات رياضية، وإتاحة الفرصة للمشاركة في المسابقات بالتعاون مع الإدارة العامة لرعاية البرامج الثقافية، والفنية، والرياضية والمكتبية ، فضلا عن تخصيص مراكز للأنشطة المسرحية والثقافية والفنية والتبادل الثقافي مع الدول العربية والأفريقية، كما نظمت الجامعة مهرجانات دولية، ثقافية ورياضية، إلى جانب تفعيل نظام الجامعة عن بُعد، ، بالإضافة إلى دعوة السفراء العرب ، بالسفارات العربية والأفريقية لزيارة الجامعة، و تنظيم محاضرات لهم ، لتبادل الخبرات ، والتبادل العلمي والثقافي.


وتابع أنه تم إعداد كتب عن برامج البكالوريوس، والليسانس ، والدراسات العليا ، التي تقدمها الجامعة،وإرسالها للملحقيات الثقافية، فضلا عن إستحداث برامج البكالوريوس والليسانس والدراسات العليا بنظام التعليم عن بعد وتوافقه مع سوق العمل، بجانب استحداث برامج جديدة لدرجتي الماجستير والدكتوراة ، منها برامج الذكاء الإصطناعي، الحاسبات والمعلومات، الآداب، العلوم، الهندسة، وغيرها، وإتاحة استخدام البنية التحتية المرتبطة بالبحث العلمي بكليات الجامعة (المعامل – الورش – المزارع – مكتبة رقمية …… إلخ) لطلاب الدراسات العليا الوافدين لتنفيذ البحوث العلمية.


وأكد الدكتور عبد الرازق دسوقي، أن الجامعة حرصت على تحقيق التنمية في محيطها المجتمعي وخدمة خطط التنمية، والقضاء على الأمية وتدريب شباب الخريجين، على صعيد قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة ، وذلك من خلال تنفيذ (دورات تدريبية) بالمراكز والوحدات بميدان كفر الشيخ على مدار العام بمشاركة عدد من المستفيدين من الفئات المختلفة، كذلك تنظيم (٢٣٣) ورشة عمل بالمراكز والوحدات بإجمالي ٢٦٥٩ مستفيدا من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والهيئات المعاونة، فضلا عن إجراء خدمات واستشارات علمية وتقنية في مراكز التميز التجريبي، والوحدات الزراعية لمركز البحوث الزراعية .. كما تمت المشاركة في تنفيذ خطط محو الأمية بخطتين شملتا المراكز والوحدات البحثية ذات العلاقة بالمجتمع المحلي، وتدريب وتطوير الكفاءات العلمية والطبية والتقنية اللازمة لحل المشكلات الصحية والمجتمعية
 

مقالات مشابهة

  • جامعة حلوان: التخلص من ديون بـ500 مليون وتحقيق فائض مليار جنيه وحصيلة دولارية
  • واشنطن تمهل إسرائيل 13 يوماً: مساعدات لغزة أو تعليق الأسلحة
  • جامعة سوهاج: افتتاح مباني الإسكان الطلابي عقب إعادة تأهيليها بمدينة سوهاج الجديدة
  • جامعة الدول العربية ومصر تدينان “الانتهاكات الجسيمة” التي قامت بها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة السودانية
  • رئيس جامعة كفرالشيخ: طفرة إنشائية وتنموية بالمستشفيات بأكثر من 2 مليار جنيه
  • جامعة "الملك سلمان" بجنوب سيناء تنظم ماراثون رياضيا ضمن مبادرة "بداية"
  • مجلس جامعة قناة السويس يناقش استراتيجيات الاستثمار في التعليم
  • رئيس جامعة الأزهر يكرم الطلاب الفائزين بمسابقة القراءة الحرة
  • رئيس جامعة الأزهر يكرم الفائزين بمسابقة القراءة الحرة.. صور
  • جامعة الأزهر: ننسق مع الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة لتعيين الأوائل