سلاح جديد في معركة مقاومة المضادات الحيوية
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
اختبر علماء من جامعة غرونينغن في هولندا، مع زملاء من جامعة مونبلييه الفرنسية وجامعة أولدنبورغ الألمانية، كيف يمكن أن تؤثر الحمى على تطور مقاومة مضادات الميكروبات، بحسب تقرير لرينيه فرانسين من جامعة غرونينغن.
وفي التجارب المعملية، وجدوا أن زيادة طفيفة في درجة الحرارة من 37 إلى 40 درجة مئوية أدت إلى تغيير جذري في وتيرة الطفرة في بكتيريا العصيّات القولونية، مما يسهل تطور المقاومة إذا أمكن تكرار هذه النتائج على المرضى من البشر، فقد تكون السيطرة على الحمى طريقة جديدة للتخفيف من ظهور مقاومة المضادات الحيوية.
تعد مقاومة مسببات الأمراض لمضادات الميكروبات مشكلة عالمية، وقد اعترفت بها منظمة الصحة العالمية باعتبارها واحدة من أكبر التهديدات العالمية للصحة العامة والتنمية.
وهناك طريقتان لمحاربة هذا: من خلال تطوير أدوية جديدة، أو من خلال منع تطور المقاومة.
وأوضح المؤلف الأول المشارك لهذه الورقة تيمو فان إلديك، قائلا: "نحن نعلم أن درجة الحرارة تؤثر على معدل الطفرة في البكتيريا. ما أردنا اكتشافه هو كيف تؤثر الزيادة في درجة الحرارة المرتبطة بالحمى على معدل حدوث الطفرات تجاه مقاومة المضادات الحيوية".
وأضاف فان إلديك: "تم إجراء معظم الدراسات حول طفرات المقاومة عن طريق خفض درجة الحرارة المحيطة، ولم يستخدم أي منها، على حد علمنا، زيادة معتدلة فوق درجة حرارة الجسم الطبيعية".
وبالتعاون مع طالبة الماجستير إليانور شيريدان، قام فان إلديك بزراعة بكتيريا العصيّات القولونية عند درجة حرارة 37 أو 40 درجة مئوية، ومن ثم تعريضها لثلاثة مضادات حيوية مختلفة لتقييم التأثير وفق المجلة.
وتابع: "مرة أخرى، بحثت بعض التجارب البشرية السابقة في درجة الحرارة والمضادات الحيوية، ولكن في هذه الدراسات لم يتم التحكم في نوع الدواء". في دراستهم المختبرية، استخدم الفريق ثلاث مضادات حيوية مختلفة مع طرق عمل مختلفة: سيبروفلوكساسين، ريفامبيسين، والأمبيسيلين.
وأظهرت النتائج أنه بالنسبة لاثنين من الأدوية، سيبروفلوكساسين وريفامبيسين، فقد أدت زيادة درجة الحرارة إلى زيادة معدل الطفرة نحو المقاومة. أما الدواء الثالث، الأمبيسلين، وتسبب في انخفاض معدل الطفرة نحو المقاومة عند درجات حرارة الحمى.
وأوضح فان إلديك: "للتأكد من هذه النتيجة، قمنا بالفعل بتكرار الدراسة باستخدام الأمبيسلين في مختبرين مختلفين، في جامعة غرونينغن وجامعة مونبلييه، وحصلنا على نفس النتيجة".
وافترض الباحثون أن الاعتماد على درجة الحرارة لفعالية الأمبيسيلين يمكن أن يفسر هذه النتيجة، وأكدوا ذلك في التجربة. وهذا ما يفسر لماذا تقل احتمالية ظهور مقاومة الأمبيسيلين عند درجة حرارة 40 درجة مئوية.
وخلص فان إلديك إلى أن "دراستنا تظهر أن التغير الطفيف في درجة الحرارة يمكن أن يغير بشكل جذري معدل الطفرة نحو مقاومة مضادات الميكروبات. هذا أمر مثير للاهتمام، حيث لا يبدو أن العوامل الأخرى مثل معدل النمو تتغير".
وذكرت المجلة، إذا تم تكرار النتائج على البشر، فقد يفتح هذا الطريق أمام معالجة مقاومة مضادات الميكروبات عن طريق خفض درجة الحرارة باستخدام الأدوية المثبطة للحمى، أو عن طريق إعطاء المرضى الذين يعانون من الحمى أدوية مضادة للميكروبات ذات فعالية أعلى في درجات حرارة أعلى.
وخلص الفريق في الورقة إلى أن "المزيج الأمثل من المضادات الحيوية واستراتيجيات قمع الحمى قد يكون سلاحا جديدا في المعركة ضد مقاومة المضادات الحيوية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة مضادات الميكروبات بكتيريا المضادات الحيوية بكتيريا المضادات الحيوية مضادات الميكروبات المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مقاومة المضادات الحیویة مضادات المیکروبات فی درجة الحرارة
إقرأ أيضاً:
ضمن جهودها لتعزيز الصحة العامة.. “الغذاء والدواء” تطلق حملة للتوعية بالتسمم الغذائي ومخاطره والوقاية منه
ضمن جهودها المستمرة لتعزيز الصحة العامة، ورفع مستوى الوعي المجتمعي في إطار استراتيجيتها الرابعة، أطلقت الهيئة العامة للغذاء والدواء حملة توعوية رقمية للتعريف بالتسمم الغذائي وأسبابه وطرق الوقاية منه.
وأوضحت الهيئة أن التسمم الغذائي حالة مرضية، تظهر بعد تناول طعام ملوث، ولا تظهر عليه أي علامات تلف.
وبينت أن التلوث الغذائي يحدث لأسباب مختلفة، منها الميكروبية كالبكتيريا والفيروسات والطفيليات والفطريات، أو الكيميائية مثل: السموم الطبيعية والصناعية، إضافة إلى التلوث الفيزيائي، مثل: وجود الزجاج أو الشعر أو الأظافر أو برادة الحديد في الطعام.
وأكدت أن الأعراض الشائعة للتسمم تشمل ارتفاع درجة الحرارة، وآلام في البطن، والقيء، والغثيان، والإسهال المائي أو الدموي، مشددة على أن انتقال الأمراض عن طريق الغذاء يمكن أن يحدث في مراحل متعددة، سواء أثناء الزراعة أو الصناعة أو النقل والتخزين أو أثناء التحضير والطهي.
وفي إطار الوقاية أوصت الهيئة بالحرص على غسل اليدين جيدًا قبل وبعد تحضير الطعام، وحفظ الأطعمة الباردة في درجة حرارة 5 درجات مئوية أو أقل، والطعام الساخن في درجة 60 درجة مئوية أو أكثر، مع تجنب ترك الطعام في درجة حرارة الغرفة لأكثر من ساعتين.
وأكدت ضرورة فصل الأغذية النيئة عن الجاهزة للأكل، وتعقيم الأسطح والأدوات المستخدمة في المطبخ، محذرة في الوقت نفسه من غسل الطعام بالصابون أو المعقمات.
وحذرت الهيئة من التسمم الوشيقي، وهو من أندر وأخطر أنواع التسمم، وينتج عن سموم تفرزها بكتيريا “كلوستريديوم بوتولينوم” في ظروف مناسبة لتكاثرها ونشاطها، مثل: بيئة خالية من الأكسجين كالمعلبات، خاصة المعلبات المنزلية، وتوفر درجات حرارة تتراوح بين 5 و60 درجة مئوية، وخصوصًا درجات حرارة الغرفة بين 25 و37 درجة مئوية.
وأفادت بأن هذا النوع من التسمم له عدة أشكال، منها ما يصيب البالغين بعد تناول طعام ملوث، وآخر يصيب الرضع أقل من 12 شهرًا بسبب تناول العسل أو أطعمة غير آمنة.
ويعد هذا النوع من التسمم خطيرًا، إذ يسبب أعراضًا مثل: القيء، والإسهال، وضعف عضلات الوجه، وصعوبة في البلع والتنفس، إضافة إلى التنميل في الأطراف وجفاف الحلق والفم.
وأكدت الهيئة أهمية الالتزام بالطبخ الجيد، ونظافة اليدين والأدوات، وتعقيم المعلبات المنزلية، وتفقد المعلبات الجاهزة من عدم وجود انتفاخات أو صدأ أو تغير في الشكل الظاهري، إلى جانب الفصل التام بين الطعام النيء والجاهز للحماية من هذا النوع النادر والخطير من التسمم الغذائي.