فتح طرقات الحوبان ـ مدينة تعز مبادرة كبيرة، إنسانية وطنية جريئة، لا تصدر إلا عن شخص كبير، شخص يشعر بالمسؤولية الوطنية .. يتمتع بمكارم الأخلاق، ويتسم بالجرأة والشجاعة، قراره مستقل، لا يخشى عدوا، ولا ينتظر الإذن من صديق أو حليف .
فتح طرقات الحوبان ـ تعز بعد إغلاقها لتسع سنوات قرار استراتيجي بأبعاده الأخلاقية والاجتماعية والسياسية أيضا .
يحاول الكثيرون ركوب موجة المبادرة، مسؤولون وقيادات وناشطون من هنا وهناك حتى قيادات سلطة الأمر الواقع ” الوكيلة ” التي تدير مدينة تعز وبعض مديرياتها، يحاولون ركوب الموجة وتجييرها لمصلحتهم، مع أنهم فوجئوا بها من الإعلام وعاشوا يوما كاملا من الصدمة والارتباك، قبل أن يهرع الوزير الداعري إلى تعز في اليوم التالي . وفي لقائه بدمى السلطة الذي بدأه بالتوبيخ، حذر وأنذر من التسرع بالاستجابة لمبادرة ” الحوثيين ” فالقرار خطير لا ينبغي التعامل معه بتسرع قرار عسكري يتجاوز شمسان وشيبان والدست أيضا.
بالفعل، مبادرة فتح الطريق قرار كبير، أكبر من الداعري نفسه ومن صغير عزير، وأكبر من العليمي ومجلس الرياض بأكمله.
ولذلك لم يظهروا رفضا علنيا، ولجأوا للنفاق والكذب لتضليل ما تبقى من قطيع.
رحبوا بالمبادرة حفاظاً على ما تبقى لديهم من أقنعة الزيف. فتحوا طريقا فرعيا متعرجا في حي الكمب عرضه أربعة أمتار، وأبقوا على المنافذ والشوارع الرئيسية مغلقة.
نصبوا أكثر من ست نقاط للتفتيش الدقيق في الزقاق الذي يغلق عند السادسة مساء.
السيارات مكدسة بالمئات، وبدلاً من خمس ساعات كان يقضيها المسافرون من الحوبان إلى المدينة في طريق الأقروض، أصبح المسافرون بحاجة إلى خمسة أيام ليعبروا زقاق الكمب إلى وسط المدينة .
مئات العائلات، نساء وأطفال ينامون فيها ليالي في سياراتهم وعلى الأرصفة، ولسان حالهم يقول: ” سلام الله على الأقروض “.
استجابة سلطة المرتزقة للمبادرة على طريقتها: مكبرات تصدح بأناشيد أيوب، وعشرات البراميل مصفوفة على الطريق، وعليها ترفرف أعلام الجمهورية بكثافة، وهنا يحضرني القول المأثور: آخر ما يلوذ به الخونة هو العلم الوطني.
مبادرة فتح طريق الحوبان ـ تعز قرار كبير، يحتاج إلى كبار لتوظيفه في إطاره الأخلاقي الإنساني والسياسي لإجبار الطرف الآخر على قبولها، أو ليعرف الداخل والخارج من الذي يحاصر تعز، ومن الذي يتاجر بمعاناة أهلها؟.
لا يمكن لمن أعلن المبادرة أن يوجه بشن حرب لفتح طريق الحوبان إلى تعز، فقد أرادها أن تكون ” سلمية ” وأبناء تعز يجيدون الحروب السلمية وأسلحة ” الصدور العارية ” والكرة في ملعبهم.
حتى الآن، لم تلق المبادرة وما آلت إليه من اهتمام سياسي وإعلامي. لم تنقل لنا وسائل الإعلام الرسمية والوطنية مشهدا من معاناة آلاف المسافرين على أبواب المدينة التي فاضت بها وسائل التواصل الاجتماعي.
مسؤولو السلطة المحلية في الحوبان الطيبون، يثنون على استجابة الطرف الآخر، رغم معاناة المسافرين والمراوغات، ويكادون يشهدون له بالجدية والإخلاص، بينما يعمل الطرف الآخر على إظهار هذه المعاناة كنتيجة لتفاهمات بين الطرفين، حتى أن أحد الإعلاميين نقل إلى عضو المجلس السياسي الأعلى، سلطان السامعي، طلب المواطنين بتمديد فتح الطريق ساعتين بعد المغرب لتخفيف معاناة الناس، وكأن صنعاء والحوبان هما من حددوا ساعات العبور. تقبل السامعي السؤال بصدر رحب ووعد خيراً، وأنه سينقل الطلب إلى الطرف الآخر.
وفي رسالة لإعلامي آخر، قال أن لغما انفجر بشيول للطرف الآخر، فاضطروا لطلب المساعدة من فريق الحوبان الذي لبى النداء وباشر العمل في منطقة سيطرة الآخر، زميلنا كان سعيدا بما وصفه روح التعاون المشترك. لكن الواقع والتجربة المريرة لا تشير إلى هذه الروح، كما أن الآخر يتذرع بوجود ألغام لتبرير التلكؤ في فتح الطرقات، وربما تكون حادثة الشيول مفتعلة لإثبات هذه الذريعة.
ولا نستبعد أن يتم افتعال حادث يسقط فيه ضحايا لاستخدامه كوسيلة إنقاذ تخرجهم من ” ورطة فتح الطريق ” فيعلنوا إغلاقها ” حفاظا على أرواح المواطنين.
نسيت أذكر اسم ” الكبير” صاحب المبادرة الكبيرة التي حاول الكثيرون ركوب موجتها.. أكيد تعرفوه، وهل يخفى القمر؟
aassayed@gmail.com
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
تحليل لـCNN: كيف غيرت الأيام الـ7 الماضية حرب أوكرانيا؟
تحليل بقلم نيك باتون والش، من شبكة CNN
(CNN)-- بدأ الأمر بخطوة سلام لم يكن أحد يريدها وانتهت بضربة صاروخية تجريبية نادرة الحدوث في الحرب، حيث أعطت موسكو واشنطن إشعارا مسبقا قبل 30 دقيقة.
لقد غيرت الأيام السبعة الماضية الصراع الطويل في أوكرانيا بشكل جذري، وبسرعة محمومة قبل تنصيب دونالد ترامب في يناير/ كانون الثاني.
وشهد هذا الأسبوع تصعيدا يخاطر مع ذلك بالتلاشي بسرعة في ظل التعب الذي يغمر الحرب، لذا فهو يستحق التذكير.
ففي يوم الأحد، سمح البيت الأبيض لأوكرانيا بإطلاق الصواريخ التي زودتها بها إلى روسيا، وهو ما فعلته بسرعة، الاثنين.
وردت موسكو باستخدام الصاروخ التجريبي متوسط المدى "أوريشنيك"، بسرعات تفوق سرعة الصوت ونظام رؤوس حربية متعدد مخصص عادة للحمولات النووية، لضرب منطقة دنيبرو، الخميس.
وزعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن "أوريشنيك" يمكنه الإفلات من جميع الدفاعات الجوية الغربية.
وأطلق كل من الجانبين على الآخر وصف "المتهور"، وأقصد بالجانبين الولايات المتحدة وروسيا، فالحرب تتجه بسرعة إلى أن تصبح حربا تسعى فيها واشنطن بشكل يائس إلى تغيير المنحنى الهابط لأوكرانيا على الخطوط الأمامية، وتتجه روسيا، المعتدية هنا منذ البداية، نحو طرق أكثر خطورة لاستعادة الردع الذي فقدته في السنوات الـ3 الماضية.
ومن غير المرجح أن يدخل أي من الطرفين في صراع مباشر مع الآخر، بل يصبح أكثر انخراطاً في معركة أوكرانيا العالمية المتزايدة.
إنه تدهور سريع، فقبل 7 أيام، أحاط الغضب بحديث غير متوقع عن السلام.