شمسان بوست:
2025-04-30@05:08:24 GMT

آية ومعنى ،،،( فلما أسلما وتله للجبين ) ،،

تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT

شمسان بوست / د. سعيد الحرباجي

هكذا يمضي سياق الأ ية ليكشف عن  نبل الطاعة ، وعظمة الإيمان ، وطمأنينة الرضى وراء كل ما تعارف عليه بنو الإنسان . . 
إنه ليمضي فيكب ابنه على جبينه استعداداً  للذبح ،  وإن الغلام يستسلم فلا يتحرك امتناعاً ، وقد وصل الأمر إلى أن يكون عياناً . 
لقد أسلما فهذا هو الإسلام …
هذا هو الإسلام في حقيقته ….

.ثقة وطاعة وطمأنينة ورضى وتسليم ،  وتنفيذ ،،
وكلاهما لا يجد في نفسه إلا هذه المشاعر التي لا يصنعها غير الإيمان العظيم . 
إنها ليست الشجاعة والجراءة ،  وليس الاندفاع والحماسة …
فلقد  يندفع المجاهد في الميدان ، يقتل و يقتل ،  ولقد يندفع الفدائي وهو يعلم أنه قد لا يعود . ولكن هذا كله شيء والذي يصنعه إبراهيم وإسماعيل هنا شيء آخر تماماً …..
ليس هنا دم فائر ، ولا حماسة دافعة ،ولا اندفاع في عجلة تخفي وراءها الخوف من الضعف والنكوص  !!!
كلٌَا  ….. إنما هو الاستسلام الواعي المتعقل القاصد المريد ، العارف بما يفعل ، المطمئن لما يكون . لا بل هنا الرضى الهادى ء المستبشر المتذوق للطاعة وطعمها الجميل !!!
وهنا كان إبراهيم وإسماعيل قد أديا  ، كان قد أسلما ،  كانا قد حققا الأمر والتكليف …
والولد مُكب على قفا ، والسكينة بيدي الوالد أخذ يمررها على عنقه !!!
ولم يكن باقياً إلا أن يُذبح إسماعيل ، ويسيل دمه ، وتزهق روحه …
وهذا أمر لا يعني شيئاً في ميزان الله ، بعدما وضع إبراهيم وإسماعيل في هذا الميزان من روحهما وعزمهما ومشاعرهما كل ما أراده منهما ربهما .
فالابتلاء قد تم ،  والامتحان قد وقع ،  ونتائجه قد ظهرت ، وغاياته قد تحققت …..
ولم يعد إلا الألم البدني ، والدم المسفوح ، والجسد الذبيح ….
ولإنٌَ الله لا يريد أن يعذب عباده بالابتلاء ،  ولا يريد دماءهم وأجسادهم في شيء .
فمتى ما أخلصوا له واستعدوا للأداء بكلياتهم فقد أدوا ، وقد حققوا التكليف ، وقد جازوا الامتحان بنجاح .

لذلك أنزل الله مباشرة والحدث لا يزال مستمراً  …( وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا . إنا كذلك نجزي المحسنين . إن هذا لهو البلاء المبين . وفديناه بذبح عظيم ) . . 
قد صدقت الرؤيا وحققتها فعلاً .
فالله لا يريد إلا الإسلام والاستسلام بحيث لا يبقى في النفس ما تكنه عن الله أو تعزه عن أمره أو تحتفظ به دونه ، ولو كان هو الابن فلذة الكبد ،  ولو كانت هي النفس والحياة ، وأنت – يا إبراهيم – قد فعلت …
جدت بكل شيء ،  وبأعز شيء ،  وجدت به في رضى وفي هدوء وفي طمأنينة وفي يقين ،  فلم يبق إلا اللحم والدم  …
وهذا ينوب عنه ذبح ، أي ذبح من دم ولحم ! ويفدي الله هذه النفس التي أسلمت وأدت … يفديها بذبح عظيم ، قيل : إنه كبش وجده إبراهيم مهيأ بفعل ربه وإرادته ليذبحه بدلاً من إسماعيل ! 
وقيل له : ( إنا كذلك نجزي المحسنين ) . . نجزيهم باختيارهم لمثل هذا البلاء ، ونجزيهم بتوجيه قلوبهم ورفعها إلى مستوى الوفاء ،  ونجزيهم بإقدارهم وإصبارهم على الأداء ،  ونجزيهم كذلك باستحقاق الجزاء !!

د. سعيد الحرباجي

المصدر: شمسان بوست

إقرأ أيضاً:

إبراهيم عبد الجواد ينعى أمح : ربنا يرزقه الفردوس الأعلى

نعي  الإعلامي إبراهيم عبد الجواد محمد أحمد عبدالغني المشجع الأهلاوي من ذوي الاحتياجات الخاصة الشهير بـ"أمح الدولي".


و كتب إبراهيم عبد الجواد :البقاء والدوام لله ربنا يرحمه ويغفر له ويرزقه الفردوس الأعلى.

وفاة أمح الدولي المشجع الأهلاوي الشهيرعملية خطيرة نسبة نجاحها 50% .. تفاصيل الحالة الصحية لـ أمح الدولي


وتوفي اليوم، الإثنين، محمد أحمد عبدالغني المشجع الأهلاوي من ذوي الاحتياجات الخاصة الشهير بـ"أمح الدولي".

وأعلنت الصفحة الرسمية لأمح الدولي، وفاته منذ قليل، بعد وعكة صحية تعرض لها مؤخرا والتهاب رئوي حاد أدى إلى تسمم في الدم بجسمه.


ومن المقرر، أن تقام صلاة الجنازة على أمح الدولي، في مسجد السيدة عائشة.

طباعة شارك أمح الدولي وفاه أمح الدولي جنازه أمح الدولي ابراهيم عبد الجواد

مقالات مشابهة

  • جبريل إبراهيم: شرُفت بتمثيل السودان في منتدى الأمن العالمي في الدوحة
  • الهند وباكستان على شفا الحرب.. تعرف على أبرز ردود الفعل الدولية
  • إبراهيم عثمان يكتب: الحياد المستحيل
  • التحدي الأكبر تحدي النفس
  • بعد رحيل إبراهيم شيكا.. هبة أيمن تصدم الجميع بإعلان إصابتها بجلطة
  • أفضل أدعية للمذاكرة قبل الامتحان لتهدئة النفس وزيادة التركيز
  • إبراهيم عبد الجواد ينعى أمح : ربنا يرزقه الفردوس الأعلى
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: قَدَر البرهان وعفوية حماد عبد الله
  • الأزهر يحذر من كلمة تفتح باب للشيطان
  • نفسيًا وليس رياضيًا.. تحليل أسباب خروج الأهلي من دوري أبطال إفريقيا