اعلن ملايين اليمنيين في المناطق المحررة وكذلك الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، عجزعهم التام عن شراء الأضاحي، لا سيما في الأخيرة التي تزداد الأوضاع الإقتصادية فيها تفاقما إثر استمرار رفضها دفع مرتبات الموظفين لأكثر من سبع سنوات، في بلد انهكته حرب دلفت ابواب عامها العاشر وضربت اقتصاده بمقتل.

قال مواطنون في مدينة عدن (جنوبي اليمن)، إن المواطنين القادرين على شراء أضاحي باتوا محدودين جداً، واغلبهم من التجار أو كبار المسؤولين، بعد أن قفزت أسعار الاضاحي لأكثر من عشرة أضعاف.

المواطنون أكدوا لوكالة خبر، أن أسعار الاضاحي وبعد أن كانت تفوق قدرة المواطنين الشرائية خلال العام الماضي والاعوام السابقة، سجّلت هذا العام ارتفاعاً جنونياً جديداً، مقارنة بالعام الفائت.

وافادوا بأن سعر رأس ماشية الاضحية (ماعز وكبش) من الأنواع الصغيرة تجاوزت المائتي ألف ريال، بزيادة تقدّر بنحو 30 بالمئة، في الوقت نفسه شهدت أسعار الثيران للرأس الواحد بين مليوني وثلاثة ملايين ريال.

ويتفق جميع المواطنون الذين تم الحديث معهم في محافظات لحج، أبين، الضالع، وغيرها من المناطق المحررة، على أن شراء الأضاحي يسجل تراجعاً ملحوظاً من عام إلى آخر، موضحين أن جل اهتمامهم بات مركزاً على توفير الاحتياجات الأساسية (طعام وشراب).

تفاقم المعاناة ليس حكراً على المواطنين فقط، بل الموظفين الحكوميين، فمتوسط المرتب الشهري يتراوح بين (60 و80) ألف ريال، وهو المبلغ الذي يغطي كيس قمح 50كجم، بقيمة (45 ألف) وقطعة سكر 10 كجم بقيمة 13 ألف ريال و4 لتر زيت بـ7 آلاف ريال، في حين تبقى بقية الاحتياجات الأساسية، علاوة على احتياج تغطية اجار المسكن وأجور المواصلات والماء والكهرباء والدواء بدون غطاء اقتصادي، الأمر الذي يفقد المواطنين والموظفين على حد سواء في حالة عجز تام، وفق تأكيدات عينات عشوائية من محافظات محررة مختلفة.

هاوية المجاعة

المعاناة المتفاقمة تتضاعف بالنسبة للمواطنين والموظفين المتواجدين في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي (المصنّفة على قائمة الإرهاب)، في ظل انقطاع الرواتب لأكثر من سبع سنوات، وفرض الجبايات ذات التوجه المتعدد.

مواطنون وموظفون في تلك المناطق أغلبهم من ابناء محافظات إب، تعز، المحويت، ذمار وصنعاء، ذكروا لوكالة خبر، أن المزارعين هم أكثر شرائح المجتمع قدرة على الحصول على الأضاحي باعتبارهم من مربي المواشي، بل أصبحوا من الشرائح الإنتاجية في المجتمع.

وأكد العديد من الموظفين أن رفض المليشيا الحوثية دفع المرتبات لأكثر من سبع سنوات، مكتفية بدفع نصف راتب لمرتين في العام ومؤخراً مرة واحدة (أي خمسة وثلاثون ألف ريال كحد أقصى) بمثابة تجويع وتذليل حوثي متعمد.

الانهيار الإقتصادي، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية إلى عشرة أضعاف ما كانت عليه قبل انقلاب المليشيا الحوثية في 21 سبتمبر/ أيلول 2014م، دفع بسكان كامل البلد نحو هاوية المجاعة، في أزمة وصفتها تقارير المنظمات الدولية بالأسوأ عالميا، واحتياج ثلثي سكان البلد إلى مساعدات إنسانية.

بالإضافة إلى ذلك، لا تزال المليشيا الحوثية تفرض جبايات متعددة الأوجه (مجهود حربي، دعم أنشطة طائفية، تسيير قوافل غذائية لمقاتلي المليشيا، ضرائب مضاعفة وغيرها).

وتحول هذه الازمات الاقتصادية، بين المواطنين والموظفين وبين تطبيق السنة النبوية (الاضاحي)، ويبقى الاكثر حضوراً دعوات الملايين ضد هذه الجماعة الحوثية (الشراع الإيرانية في اليمن) التي أغرقت البلد في حرب طاحنة سعياً وراء تنفيذ مشروع طائفي تدّعي من خلالها الحق الإلهي بالسلطة والنفوذ والثروة، وهي المزاعم التي يرفضها اليمنيون كليا لتعارضها مع صلب الدين الاسلامي.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: لأکثر من ألف ریال

إقرأ أيضاً:

اليمنيون يغيرون مفاهيم الحرب سنة 2024

حسين مجدوبي .. كاتب مغربي 

في ظل الحديث عن الأخبار والأحداث التي بصمت سنة 2024 وسيكون لها تأثير سنة 2025، هناك الأخبار ذات الطابع العسكري، لاسيما وأن الثلاث سنوات الأخيرة تميزت بحروب كبيرة مثل الحرب الروسية – الأوكرانية والحرب المتعددة الأطراف في الشرق الأوسط، وإن كانت مركزة في فلسطين المحتلة.

ووسط كل هذا، يبقى المنعطف الحقيقي في التطورات العسكرية هو ما يقوم به اليمنيون بضرب إسرائيل والتحكم في الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
ونظرا لتراجع المنطق الدبلوماسي، وهشاشة القانون الدولي في العلاقات الدولية في الوقت الراهن، وتعويضها بشكل تدريجي بمنطق القوة العسكرية، سواء الردع العنيف، أو الحرب مباشرة، تذهب معظم الدراسات الاستراتيجية للتركيز على الجانب العسكري لسببين، الأول هو ارتفاع عدد الدول المصنعة للأسلحة، التي لم تعد تقتصر على الدول الكبرى الغربية وروسيا، وثانيا، ما تحدثه هذه الأسلحة من تغيير في مفهوم الحرب، وما يترتب عنها من تغييرات جيوسياسية.

وتابع العالم كيف أن حربا تجري في القارة الأوروبية وهي الحرب الروسية – الأوكرانية من ضمن أبرز الأسلحة المستعملة فيها طائرات مسيرة تنتجها كل من تركيا وإيران، وهذا يحدث لأول مرة منذ قرون، أن سلاحا من الجنوب يعتبر رئيسيا في حروب دول الشمال.
وعلاقة بالجانب العسكري لسنة 2024 وما يمكن أن يحمله خلال السنة الجارية والسنوات المقبلة، تناول المعهد الأمريكي للبحرية الحربية، وهو من أقدم مراكز الدراسات، في تقرير مفصل، العمليات العسكرية للحوثيين في اليمن، واعتبرتها من أبرز الأحداث السياسية – العسكرية للسنة التي ودعناها.

واستعرض التقرير كيف نجح الحوثيون في إشغال البنتاغون وقوى أوروبية عسكريا كل هذه المدة الزمنية بسبب استهداف سفن الملاحة الدولية، خاصة الغربية ثم السفن العسكرية. ومن الفقرات الواردة في التقرير «يمكن للحوثيين أن يحققوا الفوز بالجائزة الكبرى في عام 2024 بالنسبة للمشكلة الأكثر إلحاحاً للبحرية الحربية (الأمريكية). فقد فاجأ التنظيم المدعوم من إيران العالم الدولي بحلول نهاية عام 2023، لكنه أثبت نفسه كتهديد للشحن التجاري في عام 2024».

المنعطف الحقيقي في التطورات العسكرية هو ما يقوم به اليمنيون من ضرب إسرائيل والتحكم في الملاحة البحرية في البحر الأحمر

وبعيدا عن مضمون التقرير العسكري، لم يصدر أي تقرير اقتصادي دولي يقدم صورة حقيقية عن الخسائر المالية، التي تخلفها العمليات العسكرية للحوثيين في باب المندب والبحر الأحمر. ومن أجل تشكيل صورة، تكفي معرفة أن مصر خسرت ما بين 50% إلى 60% من إيرادات القناة خلال يناير/كانون الثاني وسبتمبر/أيلول من السنة الماضية، وهو ما يعادل ستة مليارات دولار.

وقد يكون المبلغ الإجمالي من الخسائر قد ارتفع إلى ثمانية مليارات دولار على الأقل مع نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن نصف الملاحة الدولية التي تمر من البحر الأحمر غيرت طريقها عبر جنوب إفريقيا، بما يعني ذلك ارتفاع تكاليف التأمين ومصاريف الطاقة والتأخر في تسليم البضائع، قد نكون أمام رقم لا يقل عن 30 مليار دولار سنويا. وعند استعراض ما قام به الحوثيون، سنتفاجأ كثيرا بالنتائج العسكرية غير المرتقبة، وهذه أبرزها:
في المقام الأول، فرض الحوثيون على إسرائيل حربا لم تكن تنتظرها، وهي على مستويين، الأول استهداف سفنها في البحر الأحمر وباب المندب، حيث لم تعد غالبية السفن الإسرائيلية تمر من قناة السويس، وهم بهذا يقومون بالدور الذي كان يجب أن تقوم به مصر من باب التضامن مع الفلسطينيين، أي منع السفن العسكرية التي تزود الكيان بالأسلحة من المرور، إذا استمر الحوثيون في هذا العمل، وإجبار سفن الكيان على الدوران عبر المتوسط، فهذا سيعني ضربة ليست بالهينة للاقتصاد الإسرائيلي.
في المقام الثاني، ترتب عن هذه العملية، تخصيص الدول الغربية عمليتين بحريتين وهما «حارس الرفاهية» بزعامة الولايات المتحدة، ثم «أسبيديس» بزعامة فرنسا وألمانيا.

ولم يسبق للغرب أن خصص سفنا حربية من حاملات طائرات ومدمرات وفرقاطات وطرادات منذ الحرب العالمية الثانية، كما يفعل الآن ضد الحوثيين.

وكان البنتاغون على لسان قائد القوات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط، الأدميرال براد كوبر، قد اعترف بأن العمليات في البحر الأحمر «أكبر معركة تخوضها البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية، سفننا الحربية منخرطة في القتال. وعندما أقول منخرطة في القتال، فهذا يعني أننا نطلق النار عليهم، وهم يطلقون النار علينا ونحن نرد عليهم».

ومن خلال تتبع خرائط المعهد الأمريكي للبحرية الذي ينشر بشكل دوري تمركز السفن الحربية لهذا البلد في العالم، يلاحظ أنه منذ طوفان الأقصى تمركزت نسبة كبيرة من سفن الأسطول الأمريكي في بحر العرب والبحر الأحمر على حساب التمركز في مناطق أخرى ومنها، منطقة المحيط الهادئ القريبة من الصين التي يعتبرها البنتاغون استراتيجية لوجوده أكثر من الشرق الأوسط. وجاء في التقرير «وللاستجابة للتهديد الجديد في الشرق الأوسط، اضطرت القوات البحرية إلى تعديل جداولها وعمليات نشر حاملات الطائرات، والانسحاب من الساحل الغربي».
في المقام الثالث، لا أحد يعرف كيف نجح الحوثيون، رغم الحصار المشدد في التوصل أو تركيب صواريخ باليستية وفرط صوتية، خاصة الأخيرة التي تحتاج إلى كفاءة كبيرة جدا في تركيبها واستعمالها. ثم كيف نجح الحوثيون في تحقيق سبق في الصواريخ فرط صوتية، قبل دول ذات باع كبير في تاريخ السلاح مثل بريطانيا وفرنسا.

وهذا النوع من الصواريخ هو الذي بدأ يفرض تصورا جديدا للحرب، يقوم على شن الحرب من مسافة بعيدة، وهي ميزة انفردت بها فقط الدول الكبرى خلال العقود الأخيرة، التي كانت تمتلك صواريخ عابرة للقارات ومقنبلات.

ويعتبر الكيان أول من يعاني من هذه الحرب التي أصبحت في مقدور الدول الصغيرة والحركات المسلحة، وهذا هو التطور الذي يجعل الحديث عن انتصار الكيان في الحرب الحالية نسبية لما يحمله له المستقبل من الناحية العسكرية.
شنت إسرائيل وبريطانيا والولايات المتحدة هجمات متكررة ضد الحوثيين، لكنها فشلت في تحييد التهديد، وتستمر الصواريخ اليمنية في استهداف إسرائيل والسفن الغربية التجارية والعسكرية منها. وهذا يبرز، كيف نجح الحوثيون المحاصرون من جيرانهم العرب، في تغيير مفهوم الحرب بصواريخ لا تكلف سوى القليل في مواجهة دول بميزانيات عسكرية تبلغ مئات المليارات من الدولارات.
مع التطور الحاصل في نوعية السلاح، خاصة الصواريخ والمسيرات التي لا تنتجها القوى الكبرى، بل دول جديدة، سنرى تصورات جديدة للحرب ستفرض واقعا جديدا في العلاقات الدولية. ويكفي أن المعهد الأمريكي للبحرية كتب في تقريره «يمكن للحوثيين أن يحققوا الفوز بالجائزة الكبرى في عام 2024 بالنسبة للمشكلة الأكثر إلحاحاً للبحرية الحربية (الأمريكية)».

 

*كاتب مغربي

 

 

مقالات مشابهة

  • الاستخبارات الحوثية توجه بمنع انتقال الموظفين إلى المناطق المحررة
  • أسعار الصرف مساء اليوم الأربعاء في كل من صنعاء وعدن
  • أسعار صرف العملات اليوم الأربعاء 8 يناير 2025
  • ارتفاع أسعار خام البصرة لأكثر من 3% وسط صعود عالمي
  • اليمنيون يغيرون مفاهيم الحرب سنة 2024
  • أسعار الصرف مساء اليوم في كل من صنعاء وعدن
  • أسعار الريال السعودي مقابل الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 7-1-2025
  • حبس عصابة تزوير المحررات الرسمية للنصب علي المواطنين بالقاهرة
  • اعترافات المتهمين بالنصب على المواطنين الراغبين فى شراء شقق سكنية بالقاهرة
  • أسعار الصرف مساء اليوم الاثنين في كل من صنعاء وعدن