أضاحي العيد.. ما بين غلاء الأسعار وتضاؤل قدرة اليمنيين الشرائية
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
يشكو المواطنون في تعز (جنوب غرب اليمن) من ارتفاع أسعار الأضاحي لهذا العام، وهو ما جعل الكثير منهم غير قادرين على شرائها.
ومع استمرار الحرب والتدهور الاقتصادي في البلاد، تزداد أعداد اليمنيين غير القادرين على شراء أضاحي العيد عاما بعد آخر، بسبب غلاء أسعارها الكبير.
يقول المواطن مروان عبده أحمد إنه منذ بدأت الحرب عام 2015 واضطراره للنزوح مرارا والتخلي عن شغله، لم يقم بشراء أضحية في العيد.
يؤكد في حديثه لموقع “يمن مونيتور” أنه بالكاد يوفر الاحتياجات الضرورية، وإيجار الغرفة الوحيدة التي يعيش فيها مع أسرته المكونة من أربعة أبناء وزوجته.
ومنذ اندلاع الحرب في اليمن، فقد مئات اليمنيين مصدر دخلهم، وآلاف الموظفين انقطعت رواتهم وقلت قيمتها يوما بعد آخر، مع استمرار تدهور قيمة الريال اليمني أمام سلة العملات الاجنبية.
ارتفاع الأسعار
وفي استطلاع مراسل المشاهد لأسواق المواشي في تعز، فقد اتضح أن أسعار الأضاحي هذا العام زادت ما بين 50% إلى 100%.
يأتي ذلك بعد تخطي سعر صرف الدولار الواحد 1800 ريال يمني، واقتراب الريال السعودي من 500 ريال يمني.
محمد الصبري، وهو مواطن سبق وأن قام بتربية الأغنام وبيعها، ويعمل اليوم كدلال (مهنة يحصل مقابلها الشخص على عائد مادي، لمساعدة المشتري على اختيار الأضحية الجيدة) في سوق المواشي، يذكر أن أسعار الأضاحي ترتفع بهذا الشكل بسبب سعر صرف العملات الأجنبية، والغلاء المعيشي الحاصل في اليمن.
وأردف لـ”يمن مونيتور”: الطلب كبير على المواشي المحلية، وهو ما يجعل سعرها يرتفع كثيرا، إلا أنها لا تغطي احتياجات السوق، فضلا عن أن الأضاحي المستوردة هي من تساهم في تخفيض الأسعار بشكل جيد.
وبلغ سعر أقل ثور في تعز أربعة آلاف ريال سعودي (حوالي مليون و900 ألف إذا كان سعر صرف الريال السعودي الواحد 475 ريال يمني)، وذكر الماعز والضأن فأقل سعر يتراوح ما بين 200 ألف ريال إلى 270 ألف ريال، وترتفع تلك الأرقام أكثر كلما اقترب يوم العيد.
وتعد أسعار المواشي المستوردة هي الأفضل نسبيا في الأعياد، لكن كمياتها محدودة في السوق، كون الطلب عليها أقل. إضافة إلى ذلك فإن أغلب الرُعاة في اليمن يفضلون بيع أغنامهم وأثوارهم في المناسبات الموسمية، كون إنتاجهم أيضا قليلا، وليس بكميات اقتصادية.
تقاسم أضحية واحدة
ومع استمرار ارتفاع أسعار الأضاحي، توجهت كثير من الأسر لتقاسم الأضاحي في العيد والتشارك في سعرها.
عبدالرحمن سيف، وهو رجل خمسيني، ذكر أنه يتشارك في أضحية واحدة مع أخيه وأحد جيرانهم، ليستطيعوا شرائها في العيد.
وتابع لـ”يمن مونيتور” كنا في الماضي وقبل الحرب، يشتري كلا منا أضحية تطبيقا لشرع الله، لكننا لم نعد قادرين على ذلك بسبب ارتفاع الأسعار. مشيرا إلى أن غرضهم حاليا هو عدم قطع هذه العادة على أسرهم، وهو ما يضطرهم لتقاسم أضحية واحدة مع الآخرين.
وبحسب سيف، فإن هناك العديد من المواطنين الذين لا يستطيعون شراء الأضاحي، ويفضلون المشاركة في أخذ حصة من ثور، كون كمية اللحوم تكون أكثر وسعرها أرخص من الماعز، والضأن.
تلاعب وغياب التنظيم
وبرغم غلاء الأسعار الكبير في الأضاحي، إلا أن هناك أسبابا عديدة -إلى جانب انهيار العملة- تساهم في ارتفاعها.
عمر المخلافي يرى أن أسواق المواشي تفتقر إلى التنظيم والإشراف، الذي يجب أن تقوم به الجهات المعنية، حتى لا يتعرض المواطن للاستغلال.
وأوضح لـ”يمن مونيتور” أن عدم وجود ذلك، يجعل عملية البيع والشراء عشوائية، ولا يكون هناك معايير واضحة لذلك.
وأضاف: يجب أن يخضع السعر للوزن ولا يكون عشوائيا، مشيرا إلى أن سعر بعض الماعز قد يكون وزنه 15 كيلو لكن سعره أعلى من الذي وزنه 20، وهو ما يعرض المواطن للاستغلال والتلاعب من قِبل الدلالين.
ووفقا للمخلافي، فإن المواطن يدفع عقب شرائه الأضحية، مبلغا للدلال يتم الاتفاق عليه حينها، ومبلغا آخر مقابل الحبل الذي على الماشية، وآخر يسمى “عَرصة” يتم دفعه لمالك الأرض الذي قام بتأجيرها لتتم عملية البيع والشراء. وعادة ما تتراوح تلك المبالغ –كلا على حدة- ما بين دولار واحد أو أقل إلى 4 دولار تقريبا.
ويدعو المخلافي الجهات المعنية للقيام بدورها وتنظيم ذلك، حتى تستطيع الأسر شراء الأضحية، وليتم السيطرة على أسعارها.
ويحرص المسلمون في عيد الأضحى على شراء أضحية، لارتباط هذه الشعائر بدينهم، ويدخلوا كذلك البهجة إلى قلوب الأطفال والفقراء، الذين يحصلون على كميات من اللحوم.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق عربي ودوليالمذكورون تم اعتقالهم قبل أكثر من عامين دون أن يتم معرفة أسب...
ليست هجمات الحوثي وانماالشعب اليمني والقوات المسلحة الوطنية...
الشعب اليمني يعي ويدرك تماماانكم في صف العدوان ورهنتم انفسكم...
موقف الحوثيون موقف كل اليمنيين وكل من يشكك في مصداقية هذا ال...
What’s crap junk strategy ! Will continue until Palestine is...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: أسعار الأضاحی غلاء الأسعار أضاحی العید یمن مونیتور فی الیمن ما بین وهو ما
إقرأ أيضاً:
قدرة فائقة على المناورة.. محلل عسكري يحذر من قوة المقاتلة سوخوي-35 الروسية
واشنطن "د. ب. أ": ركزت تقارير وسائل الإعلام الغربية عن حرب أوكرانيا الجارية على إبراز قدرات الجانب الأوكراني، بينما قللت من قوة الروس. وبالتالي فقد تفاجأ بعض المراقبين من أن مقاتلات "اف16-" التي تبرع بها حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى أوكرانيا كانت غير فعالة في الغالب ضد المقاتلات الروسية من طراز "سوخوي-35"، حيث اعترف المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية بصراحة في عام 2023 بأن مقاتلات "اف-16 " "قديمة" و "لا يمكنها مواجهة" الطائرة الحربية الروسية التي تنتمي إلى الجيل الرابع. وقال المحلل الجيوسياسي والعسكري الأمريكي براندون ويشيرت، المحرر البارز في شؤون الأمن القومي بمجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، في تحليل نشرته المجلة إنه عندما شنت روسيا حربا في أوكرانيا قبل ثلاثة سنوات، تعرضت للسخرية على نطاق واسع في الصحافة الغربية بسبب اعتمادها على معدات ضعيفة ترجع إلى العصر السوفيتي.
وفي الواقع، نتجت إخفاقات الجيش الروسي في الأيام الأولى من الحرب على الأقل جزئيا، عن الاعتماد على هذه المعدات ضد الذخائر الحديثة التي قدمها حلف الناتو إلى أوكرانيا - وأبرزها صاروخ "جافلين". ورأى ويشيرت أنه في جميع الحروب، يعد التكيف أمرا مهما للغاية- وقد قضت روسيا الأعوام الثلاثة الماضية في علاج أوجه القصور في معداتها السوفيتية القديمة وعملت على تعزيزها بعد العديد من الدروس الصعبة التي تعلمتها في ساحات القتال في شرق أوكرانيا. وتتسم الحرب بأنها عملية ديناميكية، وأيا كانت الأنظمة التي يتم استخدامها في بداية الصراع - خاصة إذا استمر هذا الصراع لفترة طويلة مثل الحرب في أوكرانيا - فإن هذا يعني أنه يتعين على الجيش تكييف أنظمته باستمرار بناء على الخبرات التي يكتسبها من ساحة المعركة. وقد فعلت روسيا هذا، إلا أن أوكرانيا، التي تعتمد على أنظمة الناتو الحديثة، لم تفعل ذلك في الغالب - مع نتائج يمكن التنبؤ بها في القتال.
بالإضافة إلى ذلك، ربطت موسكو قاعدتها الصناعية الدفاعية في وقت الحرب بالحاجة إلى التكيف والتطوير المستمر للمعدات. وقد استفادت المقاتلة "سوخوي-35" من هذه التعديلات التي دفعت إليها الدروس المؤلمة التي تعلمتها في ساحات القتال. ويأتي هذا حتى قبل التميز في تصميمها الكلي.
وقال ويشيرت إن الميزة الكبيرة للمقاتلات"سوخوي-35" في القتال تأتي من قدرتها الفائقة على المناورة، والتي لا تضاهيها سوى طائرات غربية قليلة. وأشار أحد قادة حلف الناتو السابقين إلى أن الطائرة الحربية "اف35- لايتنينج" التي تنتمي للجيل الخامس "ستتراجع على الأرجح" إذا اكتشفت مقاتلة "سوخوي-35" على الرغم من أن المقاتلة "اف35-" ستكون قادرة بشكل شبه مؤكد على رؤية "سوخوي-35" أولا، ولكن "سوخوي-35" ستكون قادرة على الأرجح على تفادي أي صواريخ تطلقها "اف35-" عليها، قبل الدخول في معركة جوية من المرجح أن تفوز بها المقاتلة الروسية.
وفي الواقع، تؤكد الشركة المصنعة للمقاتلة"سوخوي-35" على أنه لا توجد حدود لزوايا الهجوم في الطائرة. وقال ويشيرت إنه على الرغم من ذلك فإن الاشتباكات الافتراضية بين مقاتلتين من طرازي"سوخوي-35" و"اف-35 " غير ذي صلة إلى حد كبير بحرب أوكرانيا. وتبقى الحقيقة أن مقاتلة"سوخوي-35" هي لاعب قوي في الجو، بغض النظر عن رغبات الغربيين. أما بالنسبة للحمولة، فإن حزمة أسلحة "سوخوي-35" جديرة بالذكر، حيث يمكنها حمل ما يصل إلى 12 صاروخا قصير المدى، بزيادة أربعة صواريخ عن المقاتلة "اف22- رابتور". بالإضافة إلى ذلك، يمكن تزويدها بأربعة صواريخ "ار 37 ام"، والتي يحتوي كل منها على رأس حربي يزن 60 كيلوجراما. ويمكن للصواريخ أن تصل إلى سرعة مذهلة تبلغ "6 ماخ" وتضرب الأهداف على بعد 248 ميلا. وهناك أيضا مدفع 30 مليمتر آلى قوي من طراز "جريازيف-شيبونوف جي اس اتش- 301" يحمل 150 طلقة. واعتبر ويشيرت أنه عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن نفسها ضد الدفاعات الجوية الأوكرانية، فإن المقاتلة "سوخوي-35" لديها نظام حرب إلكترونية من طراز "كينيرتي ال 175 ام خيبيني- ام"، مما يجعل من الصعب على صواريخ العدو اكتشاف وتتبع "سوخوي-35" أثناء تحليقها فوق أراضي العدو.
وبين هذا النظام وسرعة "سوخوي35-" ومزايا زاوية الهجوم، لا يزال من الصعب إسقاط هذه الطائرة. ويرى ويشيرت أنه على الرغم من كل الضجة في وسائل الإعلام الغربية حول مدى سوء مقاتلات "سوخوي-35" الروسية، لم يتم إسقاط سوى ما يترواح بين 7 و13 مقاتلة من منها بشكل إجمالي، على الرغم من تقارير سابقة ذكرت أن أوكرانيا أسقطت العشرات من تلك المقاتلات.
وتظهر مراجعة سريعة لعدة مصادر غربية وأخرى مرتبطة بروسيا أن أسطول روسيا من مقاتلات "سوخوي-35" والذي كان يبلغ 120 مقاتلة بدأت بها روسيا الحرب، بلغت نسبة الخسائر به 11% على الأكثر. وبعبارة أخرى، تعد بيانات أوكرانيا المتعلقة بنسبة خسارة مقاتلات "سوخوي-35" الروسية متفائلة للغاية.
ولذلك، يتعين على المحللين أن يكونوا أكثر حذرا عند تقييم مقاتلات "سوخوي-35"، فإذا كانت حقا غير فعالة، لماذا سيشتري الجيش الروسي عشرات المقاتلات الإضافية منها؟ واختتم ويشيرت تحليله بالقول إنه قد يكون من المفيد إلقاء نظرة على مقطع فيديو تم نشره مؤخرا على الإنترنت للخطوط الأمامية في كورسك، حيث كان القتال بين القوات الأوكرانية والروسية هو الأكثر شدة. ويظهر الفيديو كيف استخدم الجيش الروسي مقاتلات "سوخوي35-" بفعالية كبيرة ضد الأوكرانيين على الأرض. وسيكون الاستراتيجيون الغربيون حمقى إذا قللوا من شأن هذه الطائرة الحربية.