مستبعدة روسيا..سويسرا تستضيف قمة السلام الأوكرانية
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
تستضيف سويسرا عشرات الزعماء يومي 15 و16 يونيو/حزيران في منتجع على ضفاف بحيرة بالقرب من لوسيرن لمحاولة تحديد الخطوات الأولى نحو تحقيق السلام في أوكرانيا.
ووجهت "قمة السلام في أوكرانيا" الدعوات إلى 160 دولة، ومن المتوقع حضور حوالي 90 دولة ومنظمة.
وعلى الرغم من أن القائمة النهائية للمشاركين لم تُنشر بعد، فإن العديد من الدول الرئيسية، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين، لن ترسل رؤساء دول إليها.
وفي يوم الاثنين، نقلت إذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي عن العديد من الدبلوماسيين الأوروبيين الذين لم تذكر أسمائهم زعمهم أن عدد المشاركين المؤكدين قد انخفض.
ويرتكز المؤتمر على صيغة سلام من 10 نقاط حددها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أواخر عام 2022، لكن لا تزال هناك أسئلة حول مدى تأثير القمة في غياب روسيا.
وكان زيلينسكي يروج لقمة السلام التي ستعقد نهاية الأسبوع في جميع أنحاء العالم، في محاولة لحشد الدعم والحضور لهذا الحدث.
فيديو: روسيا ترسل سفناً وغواصة نووية إلى كوبا وواشنطن تراقب الأسطول بـ"صائد الغواصات"بوتين يعد بوقف إطلاق النار إذا انسحبت كييف من المناطق التي تحتلها روسيا وتخلت عن الانضمام للناتوومن بين الدعوات الـ 160 التي تم إرسالها، يمكن لزيلينسكي الاعتماد على عشرات من رؤساء الدول أو الحكومات الذين سيحضرون القمة، بما في ذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس البولندي أندريه دودا، ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، والمستشار الألماني أولاف شولتز، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.
ومن المقرر أن تلقي نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس كلمة، وتلتقي بزيلينسكي على هامش القمة.
ومع ذلك، تحتوي القائمة المختصرة على بعض الغيابات الصارخة، بما في ذلك الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي سيحضر حملة لجمع التبرعات في لوس أنجلوس مع جورج كلوني بدلاً من ذلك.
وسبق أن قال زيلينسكي للصحفيين في بروكسل إن غياب بايدن سيكون رمزياً، وذهب إلى حد القول إن عدم حضوره سيكون بمثابة "تحية حارة" لبوتين.
وستكون الصين، أحد حلفاء روسيا الرئيسيين، غائبة أيضًا. وفي بيان مشترك مع البرازيل، ذكرت وزارة الخارجية الصينية أنها ستشارك في قمة تعترف بها كل من أوكرانيا وروسيا، والتي تنطوي على مشاركة متساوية.
لكن أبرز الغائبين هي روسيا. وأوضحت حكومة زيلينسكي أن روسيا غير مرحب بها، ورفضت موسكو علنًا خطة السلام التي تقوم عليها القمة.
ووفقا لمسودة وثيقة حصلت عليها بلومبرج، ستهدف القمة إلى خلق مسار لإشراك المسؤولين الروس في المستقبل. ويتفق المنظمون السويسريون للمؤتمر على أن مشاركة روسيا ضرورية رغم تردد أوكرانيا المستمر.
في اليوم الثاني من اجتماعه في بروكسل.. حلف الناتو يبحث عن سبل دعم طويل الأمد لأوكرانيامجموعة السبع تمنح أوكرانيا قرضًا بقيمة 50 مليار يورو باستخدام الأصول الروسية المجمدةما الذي يمكن أن تحققه القمة؟وتحدد خطة أوكرانيا 10 مقترحات تسلط الضوء على رؤية زيلينسكي حول كيفية إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
إن الخطة بعيدة المدى، بما في ذلك انسحاب القوات الروسية من الأراضي المحتلة واستعادة حدود الدولة الأوكرانية مع روسيا.
ومن المقرر أن تناقش القمة ثلاثة مواضيع: السلامة النووية، بما في ذلك محطة زابوريزهيا للطاقة النووية التي تسيطر عليها روسيا؛ المساعدات الإنسانية، والأمن الغذائي بما في ذلك تأثير الحرب على الإنتاج الزراعي الأوكراني والصادرات في جميع أنحاء العالم.
وترفض روسيا تماماً صيغة السلام التي طرحتها أوكرانيا، الأمر الذي يجعل التوصل إلى حل عملي للقضايا من خلال القمة أمراً غير مرجح.
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه سيأمر "على الفور" بوقف إطلاق النار في أوكرانيا إذا بدأت كييف في سحب قواتها من أربع مناطق احتلتها موسكو وضمتها من جانب واحد في عام 2022 وتخلت عن خطط الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وظل المنظمون واقعيين بشأن النتائج المحتملة للقمة، قائلين إنها تهدف إلى إيجاد "مسار محتمل نحو السلام في أوكرانيا" وتوفير "أساس" لعملية السلام.
لا تزال الأعمال العدائية بين روسيا وأوكرانيا على أعلى مستوياتها، حيث تحقق روسيا مكاسب إقليمية في شرق وشمال شرق أوكرانيا. وكرر زيلينسكي دعوات الغرب للحصول على أسلحة، مدعيا أنها ضرورية لهزيمة الجيش الروسي.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ميلوني تفوز بالخلاف الدبلوماسي مع ماكرون بإلغاء الإشارة إلى الإجهاض من النص النهائي لمجموعة السبع اتهامات بالتعاون مع إسرائيل تؤدي إلى سحب ترشيح سياسي هولندي لمنصب وزير في حكومة فيلدرز سي أن أن: الجيش الأمريكي يدرس تفكيك رصيفه العائم قبالة غزة ونقله إلى إسرائيل إتفاقية سلام روسيا سويسرا أوكرانياالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الأوروبية 2024 غزة إسرائيل حركة حماس كرة القدم الحرب في أوكرانيا الانتخابات الأوروبية 2024 غزة إسرائيل حركة حماس كرة القدم الحرب في أوكرانيا إتفاقية سلام روسيا سويسرا أوكرانيا الانتخابات الأوروبية 2024 غزة إسرائيل حركة حماس كرة القدم الحرب في أوكرانيا الشرق الأوسط روسيا مجموعة السبع حلف شمال الأطلسي الناتو لبنان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني السياسة الأوروبية یعرض الآن Next فی أوکرانیا بما فی ذلک
إقرأ أيضاً:
الحرب الروسية الأوكرانية ولحظة البحث عن السلام
صمتت المدافع وتوقفت المسيرات في المسافة بين روسيا وأوكرانيا عشية عيد الفصح، وسُجل وقف هش ونادر لإطلاق النار على كل الجبهات، رغم الاتهامات المتبادلة بخرق الهدنة من الجانبين، لكن الأمر لم يدم طويلا، وعادت الحرب دون أن يكون للأجواء الروحية التي سادت يوم الفصح أي تأثير حقيقي على غرف عمليات القتال في الجانبين.
لكن لماذا سمح العالم لمثل هذه الهدنة أن تمر مرورا عابرا دون وقفة تأمل حقيقية وعميقة حول الحرب. كانت ثمة مناسبة، وثمة فرصة ملحة للتفكير في الحرب، وتأثيرها ومآلاتها، وضحاياها وآلامها، وكان الفصح المقدس في روسيا وفي أوكرانيا وفي الغرب عموما مناسبة تستحق، خاصة وقد هدأ ضجيج المدافع والطائرات، لحظات تأمل منطقي حتى في لحظة روحية تتخطفها العاطفة أكثر مما يحضر فيها المنطق، وذلك من أجل حرب استمرت حتى الآن أكثر من ثلاث سنوات وأزهقت عشرات الآلاف من الأرواح وغيرت أخلاق أوروبا قبل سياساتها.. لماذا لم تتحوّل هذه الهدنة، التي خلقتها لحظة روحية نادرة، إلى نقطة انطلاق لشيء أعظم، وأكثر واقعية؟ ولماذا لم يتحول الاحتفال الروحي إلى فرصة سياسية فيها من الخير الكثير ليس لروسيا وأوكرانيا ولكن للعالم أجمع؟
ليس في هذا تسطيح للحرب، ولكنه طرح واقعي يستند إلى الكثير من دروس التاريخ، خاصة وأن هذه الحرب لا تتعلق فقط بموضوع النصر والهزيمة ولكنها تتعلق بالنتائج أكثر من أي شيء آخر.
لكن النتيجة الجوهرية في هذا المسار تتعلق بمصير أوكرانيا تحديدا هل تكون قاعدة أمامية للغرب، أم تكون تابعة لروسيا؟
لكن دروس التاريخ تُعلمنا أن الصراعات التي تُختزل في معادلة النصر والهزيمة غالبا ما تُفضي إلى أطراف منهكة لا إلى حلول عادلة. ولعل التجربة الأوكرانية نفسها، بكل تعقيداتها الجغرافية والتاريخية، تفتح الباب أمام خيار ثالث لا يقوم على الاستقطاب، بل على التوازن. خيار لا يرى في أوكرانيا ساحة صراع بين الشرق والغرب، ولكنه جسر يمكن أن يصل بينهما، إذا ما تحررت من ضغوط المعسكرين، واختارت طريقها الخاص، كدولة مستقلة تجمع الفرقاء حول طاولات الحوار.
قد يبدو تصور مثل هذا التوازن صعبا اليوم، مع تحصن الجبهات وتصلب الخطاب. لكن، دائما ما يكون وسط الحرب وبين الركام أصوات للعقل والحكمة وهي أصوات تستحق أن نسمعها في وقتها لا أن نتحسف على تجاهلنا لها بعد ذلك بسنوات أو عقود!
إن وقف هذه الحرب ليس معاهدة سلام كتلك التي وقعت في أعقاب سقوط جدار برلين وبداية حقبة تاريخية جديدة ولكنه في هذه اللحظة قرار قد يُنقذ الأرواح، ويجنب العالم خطر الانزلاق نحو حرب كونية تعود فيها لغة التهديد النووي إلى الواجهة.
وإذا كان التاريخ يحضر كثيرا عند الحديث عن روسيا وأوكرانيا فإنه يقول بشكل واضح أن كلا من روسيا وأوكرانيا ورغم كل الذي حدث يمكن أن يرى كل منهما الآخر باعتباره شريكا لا عدوا فثمة تاريخ مشترك كبير بين البلدين، والبلدان يشكلان امتدادا لحضارة واحدة متشابكة من حيث الثقافة والدين واللغة وكذلك المآسي والنكبات والآلام والكثير من المعاني التي تجمع بينهما ولا يمكن أن تنبت رغم فداحة هذه الحرب.. والذي يمكن أن يقرب هذا المعنى بين الطرفين، روسيا وأوكرانيا، أوكرانيا بوصفها دولة وليس بوصفها نقطة رمزية للغرب هو حديث المصالح؛ مصلحة وقف الحرب وعودة الأمن ومصلحة العودة للحياة الطبيعية الهادئة والهانئة.
وربما تستطيع أوكرانيا أن تعود إلى المنطق أكثر فيما لو استطاعت أن تتخلص من فكرة أنها تقاتل روسيا الآن بالنيابة عن أوروبا/ الغرب لأن ذلك من شأنه أن يقضي عليها مع استمرار هذه الحرب ويزيد التخلي عنها فالكل في الغرب يبحث عن مصالحه.. وما فعله ترامب خير دليل على ذلك.
والسلام الذي بات أمرا مهما بين البلدين الآن يحتاج واقعية دبلوماسية وفهما عميقا للتاريخ.. وأيضا شجاعة أخلاقية وهذا كله يحتاج إلى الحوار.
وإذا كان عيد الفصح الذي أوقف الحرب ولو لساعات ليست طويلة يعني في التقاليد المسيحية انتصار الحياة على الموت وتجدد الأمل بعد الألم فإن ذلك كان أجدى أن يجعل الجميع وبشكل خاص الروس والأوكران أن يتأملوا الأمر جيدا ويفكروا في منطق وقف الحرب.. وإذا كانت هناك إرادة لوقف إطلاق النار لساعات، فثمة إرادة كامنة لسلام طويل. الأمر لا يحتاج لمعجزة دينية، بل فقط إلى قرار شجاع وواقعي.
وإذا كانت هناك إرادة لوقف إطلاق النار لساعات، فذلك يعني أن السلام بين البلدين ليس مستحيلا، لكنه مؤجل. وما تحتاجه هذه اللحظة التاريخية بينهما ليس أكثر من إرادة سياسية جريئة، واعتراف متبادل بأن كل دقيقة إضافية في هذه الحرب، هي انتكاسة لكل معاني الإنسانية.