مثلما تكمن أزمة السودان في نخبه السياسية التي تطفو على سطح السياسة بالفشل و التناطح السياسي، تكمن نكبة السودان أيضاً في كفاءة الحكام ورجال الدولة الذين يشغلون المناصب ، وفيهم ، مَن في سيرته المهنية لم يحقق أي نجاح أو تقدم قيد أنملة في ملفاته ، ولا كان علامةً فاصلةً في أي تسوية وحل أو تفكيك نزاع بحجم كفاءة رجال الدولة في عهد “البشير” أن عقدنا مقارنة مع زمن قريب .
بل أصبحت الأزمة في السودان يتصدرها من هم في الصفين الرابع والخامس من الحكام كفاءة وخبرة، و كأن بلادنا مقدر لها الشقاء .
من جانبي .. التوصيف الصحيح هو (أزمة سودانية ضاربة الجذور)، وساعد على استمرارها حالة التوهان الحالية في بلد منقسم.
ولكن عمقها يمتد إلى ما أصفهم عادة ب (رجال حول السلطة)، تجدهم في هيئة سكرتاريات وموظفين كبار متجاوزين لصلاحياتهم و متمددون إلى مستوى اتخاذ القرار نيابة عن القادة، أو كتابة خطاب رسمي بلسان القائد و ختمه الخاص دون علمه ، وغالباً يهدف إلى مصلحة خاصة، أو تجدهم في هيئة سياسيين فاشلين أمثال “اردول” وآخرون، فشلوا في أن يصبحوا حكاماً و أصبحوا ظلاً لهم.
والفشل الحقيقي هو فشل القادة بامتياز و يخصهم، لأنهم يرغبون في أن تستمر هذه الأوضاع السائلة، حتى لا يخسروا امتيازاتهم، ولا يخسروا سلطتهم الآيلة للسقوط…
حتى المواطن السوداني في دور الايواء وبلدان اللجؤ يعي ويعلم حجم ومدى فشل وفساد الطبقة السياسية في السودان ، بل وموثق فسادها وفشلها بمستندات دامغة .
على القيادة أن تستيقظ لتنظر إلى الواقع المأساوي ، فالواقعية جزء من تفكيك الأزمة ، عليهم الإنتباه للرأي العام الذي بات يراهم كمافيا وليسوا رجال دولة،.
مسؤولية أمن واستقرار بلادنا تحتاج كثيراً من الجهد، قد يبدأ من داخل أروقة الدولة التي نخرها استغلال النفوذ، المحسوبية و(الشلليات ) .
هذه الفوضى ستنتج قرار إسقاط النظام الحالي ,وللاسف ستسدد الفاتورة من عمر الشعب السوداني ومستقبله .
محبتي واحترامي
رشان اوشي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
جرائم الإخوان.. نيرانهم حرقت ديوان محافظة الفيوم وكلف ترميمه 27 مليون جنيه
سرقة للمُحتويات، تخريب وتدمير للأثاث، اعتداء على كل من يُقابلهم، إشعال نيران أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب لتعانق السماء، ليقف أهالي محافظة الفيوم وقد أصابتهم حسرة على ديوان عام المحافظة الذي يحترق أمام أعينهم على أيدي جماعة الإخوان الذين لم يتركوا مجالًا للتخريب والإرهاب على أرض المحافظة إلا وفعلوه، حتى كانوا سببًا في ترتيب الفيوم لتصبح الثانية بعد شمال سيناء في الإرهاب.
عام كامل وملايين الجنيهات، استغرقتها الدولة لإعادة ترميم مبنى ديوان عام المحافظة، ليفتح أبوابه أمام مواطني المحافظة من جديد، ويقدم كل الخدمات التي يحتاج إليها الأهالي، ويعود الموظفين إليه بعدما عانوا طيلة عام من العمل في مقر بديل صغير.
نيران الإخوان أحرقت كل شيءلم يقبل الإخوان فض رابعة، فرفعوا شعار الدم والخراب والتدمير أولًا، إذ أحرقت نيرانهم كل ما طالته، وعاثوا في الأرض فسادا، فحولوا المحافظة إلى حرائق مُشتعلة طالت ديوان عام المحافظة، وأقسام الشرطة، وعددٍ من الكنائس والأديرة، وغيرها من المنشآت، كما حاولوا اقتحام مديرية أمن الفيوم، إلا أنّ بسالة وشجاعة رجال الشرطة أفسدت لهم مخططهم.
إنقاذ المحافظ والموظفين داخل مدرعاتفي الوقت الذي كان الجميع يختبئ في منازلهم، خوفًا من إرهاب الإخوان، حمل رجال الشرطة أرواحهم على أيديهم وألقوا بأنفسهم في نيران ديوان عام المحافظة، وأنقذوا الموظفين والعاملين والمواطنين المتواجدين داخل المبنى وعلى رأسهم محافظ الفيوم، وبعض الجرحى من رجال الأمن، وأخرجوهم من وسط نيران الديوان، ونيران الإخوان في إحدى السيارات المصفحة.
القضاء على الإرهاب وإعادة الحياة لطبيعتهاودفعت الدولة، أثمان باهظة لإعادة ترميم ما أحرقته نيران الإخوان، بالتزامن مع القضاء على الإرهاب إذ جرى إعادة ترميم كافة المنشآت وإعادتها إلى مما كانت عليه قبل احتراقها، إذ افتتح الدكتور حازم عطية الله محافظ الفيوم آنذاك ديوان عام المحافظة بعد مرور عام كامل على حرقه، بعدما تكلف نحو 27 مليون جنيه.
كان افتتاح مبنى ديوان عام المحافظة بعد ترميمه بمثابة الفرح لأبناء المحافظة، كما إنّه جاء ليتوّج جهود الدولة في إعادة الأمن والأمان للشارع الذي عانى منه الأهالي لفترات طويلة، لدرجة جعلت الشباب يشكلون لجانًا شعبية في كل شارع لحماية أسرهم في مساندة منهم لرجال الشرطة.