موقع عبري يسرد تفاصيل عملية إنقاذ الرهائن الإسرائيليين الدراماتيكية في غزة
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
نشر موقع "جويش كرونيكل" العبري يوم الجمعة مقالا كشف من خلاله القصة الكاملة لعملية إنقاذ الرهائن الأربعة في "عملية أرنون".
وذكر الموقع العبري أن العديد من التفاصيل تداخلت في "المهمة السيزيفية" من بينها المخططات والعمل الاستخباراتي وانتحال شخصية نساء غزة في سوق النصيرات، وعملية الاغتيال التي استمرت دقائق والمفاجأة التي أسفرت عن مقتل قائد القوة التي نفذت العملية.
وفي التفاصيل التي نشرها الموقع، يقول الكاتب إيلون بيري وهو صحفي وكوماندوز سابق في لواء "غولاني" التابع للجيش الإسرائيلي، "في 12 مايو تلقت إسرائيل معلومات استخباراتية حول مكان وجود أربعة رهائن في منطقة مخيم النصيرات للاجئين في قطاع غزة، ومنذ ذلك اليوم ركزت كل فروع المخابرات الإسرائيلية على المنطقة 24 ساعة يوميا 7 أيام في الأسبوع، لتحديد الموقع الدقيق".
ويضيف "تم إرسال فريق سري من "المستعربين" (وحدات تندمج في السكان المحليين لجمع المعلومات الاستخبارية) إلى هناك، خاصة في السوق المحلي في النصيرات.
وأفاد بأن دور "المستعربين" لم يكن يقتصر على جمع المعلومات الاستخبارية من السكان المحليين فحسب بل كان يشمل أيضا التحقق من المعلومات المستمدة من استجواب المسلحين المعتقلين، وبالإضافة إلى ذلك تم جمع المعلومات عن طريق المراقبة الجوية وغيرها من الوسائل التكنولوجية المتطورة.
ويتابع بالقول: "بعد 19 يوما من العمل المكثف لجمع المعلومات الاستخبارية، تمكنت الوحدات المشتركة من جمع معلومات موثوقة ودقيقة حول موقع الرهائن الإسرائيليين، حيث تم التوصل إلى معلومات تؤكد أن الرهائن كانوا محتجزين في مبنيين منفصلين في المنطقة نفسها حيث يوجد نوا أرغاماني في منزل وابلتنحديدي في الطابق الأول وثلاثة رهائن آخرين في مبنى آخر على بعد 800 متر في الطابق الثالث".
إقرأ المزيد نتنياهو يكشف عن سببين رئيسيين لموافقته على عملية استعادة الرهائن الـ4 رغم خطورتها و"ألمها"ووفق الموقع العبري، تم في بداية شهر يونيو تقديم هذه المعلومات إلى مجلس الوزراء الحربي وطلب من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ورئيس الشاباك تقديم خطة إنقاذ.
وأكد أن المعلومات الاستخباراتية ظلت سرية للغاية حتى على القوات الإسرائيلية في غزة بما في ذلك كبار القادة.
ويردف بالقول: "من أجل التحقق أخيرا من المعلومات وتمهيد الطريق للعملية، تم إرسال فريق آخر من الجنود السريين بما في ذلك عدة نساء يرتدين الحجاب والفساتين السوداء الطويلة إلى مخيم النصيرات للاجئين، حيث تظاهرن بأنهن من غزة وتبحثن عن منزل كبير في النصيرات، مشسرا إلى أنهن وصلن في سيارتين قديمتين رخيصتي المظهر محملتين بالأدوات المنزلية المميزة لتلك العائلات النازحة في القطاع مثل الفراش والملابس المطابقة لملابس السكان المحليين.
ووفق المصدر ذاته، عندما سأل سكان مخيم النصيرات الجنود السريين من أين أتوا وماذا يتطلعون إلى القيام به في النصيرات، أجابوا بأنهم فروا من رفح بسبب قصف مميت من الجيش الإسرائيلي، وقرروا استئجار منزل في مخيم النصيرات ثم أشاروا إلى المبنى الذي كانت فيه إحدى الرهائن محتجزة.
كما أظهروا لأحد السكان المحليين مبلغا كبيرا من النقود وعرضوا عليه دفع ثلاثة أضعاف السعر السائد للإيجار، حيث وافق السكان المحليون على المساعدة وفي غضون ثلاث ساعات عثروا على منزل كبير في الشارع نفسه الذي احتجز فيه أرغاماني، وكان هذا على بعد 800 متر فقط من مكان احتجاز الرهائن الثلاثة الآخرين.
إقرأ المزيد نتنياهو تعليقا على استعادة 4 أسرى من غزة بعد "مجزرة": سنعيدهم بهذه الطريقة أو بأي طريقة أخرىوبعد أيام قليلة وبعد الاستقرار في المنزل والتعرف على المنطقة بما في ذلك التسوق في السوق المحلي وإدراكهم أنهم لا يثيرون الشكوك، بدأ المتخفيون مهمتهم في التحقق من الموقع الذي تم احتجاز الرهائن فيه.
وأشار الموقع العبري إلى أنهم انقسموا إلى فريقين، يتألف الفريق الأول من اثنين من قوات الكوماندوز رجل يرتدي الزي التقليدي لسكان غزة وامرأة ترتدي ثوبا أسودا طويلا وحجابا.
ويقول الكاتب إنهم "بدأوا بالسير في الشارع باتجاه مركز "العودة" الطبي حيث كانت نوعا أرغماني محتجزة في مبنى سكني مجاور على بعد 200 متر من المستشفى، وكان المتخفيون يسيرون بثقة تامة وكأنهم يسيرون في أحد شوارع تل أبيب وكانوا يتوقفون من وقت لآخر عند الأكشاك المنتشرة على جانبي الشارع ويظهرون اهتماما بالمنتجات بينما يشتكون من صعوبة الوضع في غزة ولإضفاء المزيد من الأصالة"، مؤكدا أن التواصل كان باللغة العربية وبلكنة غزية مثالية.
أما الفريق الثاني فيتكون من أربع مجندات يرتدين زي النساء العربيات النموذجيات (تتظاهر إحداهن بأنها حامل) ويحملن أكياسا بلاستيكية مليئة بالمنتجات الغذائية والخضروات، وساروا في زوجين باتجاه مبنى سكني مجاور حيث تم احتجاز الرهائن الثلاثة في الطابق الثالث ووخلفهم سار أربعة رجال سريين آخرين مسلحين لتقديم الدعم لهم.
في هذه الأثناء، بقي خمسة أعضاء آخرين من الفريق السري في المنزل لحراسته والتأكد من عدم تعرض الفريق لأي مفاجآت سيئة.
إقرأ المزيد إنقاذ الرهائن لن يشكل نقطة تحول والأوقات الأصعب قادمة!وبعد ثلاث ساعات وفي وقت محدد مسبقا، عاد الفريقان إلى المنزل المستأجر وقاموا بمعالجة المعلومات التي حصلوا عليها حيث تم التأكد من أن الرهائن الأربعة كانوا محتجزين في منزلين لعائلتين من غزة وأكد قائد القوة صحة الموقعين للسلطات الإسرائيلية.
وعقب ذلك قرر مجلس الوزراء التحرك، وبدأ ثمانية وعشرون مقاتلا من "اليمام" وهي وحدة كوماندوز متخصصة في محاربة الإرهابيين وإنقاذ الرهائن، التدريب على نموذجين مصممين خصيصا لمحاكاة المبنيين اللذين تم احتجاز الرهائن فيهما.
وبعد ثلاثة أيام من التدريب أبلغ قائد القوة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي الذي أبلغ بعد ذلك وزير الدفاع يوآف غالانت، أنهم مستعدون لتنفيذ العملية.
وبعد أن تم إبلاغ رئيس الوزراء نتنياهو ومنحه الإذن بشن العملية تمكنت من المضي قدما.
وفي ليلة الخميس 5 يونيو، صدرت الأوامر للمتخفين بمغادرة منطقة مخيم النصيرات للاجئين دون إثارة الشكوك على الرغم من بقاء أربعة منهم لمراقبة المباني للتأكد من عدم نقل الرهائن إلى مكان آخر.
إقرأ المزيد الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل تحرير "أسرى النصيرات" وتداول فيديو للقاء أسيرة بوالدها (فيديو)وفي هذا الوقت فقط تم إبلاغ كبار القادة الإسرائيليين وأعضاء مجلس الوزراء الآخرين بالعملية.
وفي صباح يوم الجمعة الموافق لـ6 يونيو، بدأت قوات الكوماندوس الـ 28 من وحدة "اليمام" تشق طريقها في فريقين نحو المبنيين في مخيم النصيرات للاجئين وقد تخفى بعض مقاتلي الوحدة في شاحنتين.
وفي تمام الساعة 11.00 صباحا تلقت قوات الكوماندوز الأمر بالمضي قدما واقتحمت كلا المبنيين في وقت واحد لمنع المسلحين من تعريض الرهائن والعملية بأكملها للخطر.
وقضى الجنود الإسرائيليون على المسلحين الذين كانوا يحرسون الرهينة نوعا أرغماني، وفي غضون ست دقائق أخرجوها سالمة من الشقة ثم أخذوها إلى طائرة هليكوبتر كانت تنتظرها وأعادتها على الفور إلى إسرائيل.
ولكن بينما تمت عملية إنقاذ أرغماني بسلاسة، أصبحت مهمة إنقاذ الرهائن الثلاثة الآخرين في الطابق الثالث من المبنى الثاني معقدة، حيث استخدم بعض أفراد الكوماندوز سلما للدخول مباشرة إلى الغرفة التي كان الرهائن الثلاثة محتجزين فيها بالتزامن تزامن ذلك مع دخول بقية القوة التي صعدت الدرج من المدخل الرئيسي للمبنى.
إقرأ المزيد المكتب الحكومي بغزة: ارتفاع عدد ضحايا المجزرة الإسرائيلية في النصيرات إلى 210 قتلىوخلال عملية الاقتحام واجه فريق القائد أرنون زامورا نيرانا كثيفة من حوالي 30 مقاتلا من حماس في الشقة، حيث أطلقوا النار من أسلحة رشاشة وألقوا قنابل يدوية وصواريخ "آر بي جي" على القوات الإسرائيلية التي تفاجئت بالرد، علما أن قائد القوة أرنون زامورا قتل في تلك المواجهات.
ويشير الموقع العبري إلى أن حقيقة وجود 30 مسلحا في الشقة لم تكن معروفة للفرق السرية التي أبلغت تل أبيب بالمعلومات حول مكان الرهائن، ومن المفترض أنهم وصلوا إلى الشقة في ذلك الصباح أو في الليلة السابقة لتعزيز حراسة الرهائن الثلاثة.
ومع ذلك، فإن مقاتلي الكوماندوز الإسرائيليين ذوي الخبرة لم تردعهم المفاجأة القاتلة واستمروا في القتال من مسافة قريبة، وانضم إليهم المقاتلون الآخرون الذين كانوا ينتظرون خارج الشقة.
وبعد معركة طويلة وجها لوجه، تم القضاء على جميع المسلحين الموجودين في الشقة.
وفي هذه الأثناء، خرج العشرات من المسلحين وبدأوا بإطلاق النار على المقاتلات الإسرائيلية من الأسلحة الرشاشة وصواريخ "آر بي جي" بالتزامن مع خروج قوات الكومندوز الإسرائيلية من المبنى (كان العديد منهم يحمل أرنون زامورا على نقالة)، حيث مروا عبر الأزقة المليئة بالدخان والسوق القريبة المزدحمة بآلاف الغزيين الذين لم يترددوا في إعدامهم دون محاكمة.
إقرأ المزيد "حماس" ردا على استعادة أسرى في "مجزرة" النصيرات: مازلنا نحتفظ بالعدد الأكبر وقادرون على زيادتهموحاولت القوات الإسرائيلية وتحت إطلاق النار المستمر، الوصول إلى سيارة الإنقاذ التي كانت بانتظارها إلا أنها أصيبت بصاروخي "آر بي جي".
وفي تلك اللحظة قام قائد العملية في تل أبيب بتفعيل "الخطة ب" خطة الإنقاذ التي تم إعدادها مسبقا وهي عملية تحت نيران كثيفة من الأرض والبحر والجو.
وبمساعدة الدبابات، اقتحم مئات الجنود مخيم اللاجئين سيرا على الأقدام وخاضوا معارك وجها لوجه مع مقاتلي حماس بينما غطتهم سفن البحرية من الغرب ومروحيات سلاح الجو من الشرق، حيث تمكنت قوات التعزيز والقوات الجوية من عزل مسرح المعركة وتوفير طريق هروب آمن للقوة الرئيسية المرافقة للرهائن الثلاثة.
وبعد المعركة، اقتاد المقاتلون المختطفين الثلاثة إلى إحدى المروحيات الإسرائيلية التي كانت في انتظارهم ونقلتهم إلى إسرائيل، ثم استقل جنود القوات الخاصة المروحيتين الأخريين.
المصدر: "جويش كرونيكل"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أسلحة ومعدات عسكرية الأسرى الفلسطينيون الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة القضية الفلسطينية بنيامين نتنياهو تل أبيب حركة حماس رفح صفقة تبادل الأسرى صواريخ طائرة بدون طيار طوفان الأقصى كتائب القسام مساعدات إنسانية معبر رفح وفيات الجیش الإسرائیلی الرهائن الثلاثة السکان المحلیین احتجاز الرهائن الموقع العبری إنقاذ الرهائن إقرأ المزید فی النصیرات قائد القوة فی الطابق من غزة فی ذلک حیث تم
إقرأ أيضاً:
تفاصيل عملية تحرير فاشلة لرهينة إسرائيلية في غزة
كشفت القناة 12 الإسرائيلية ، مساء اليوم الأحد 22 ديسمبر 2024 ، تفاصيل عملية تحرير فاشلة لرهينة إسرائيلية في قطاع غزة .
وقالت القناة تحت بند (سمح بالنشر) ، إنه وقبل ، حوالي عام انطلقت قوة عسكرية في مهمة لتحرير الأسيرة نوعا أرغماني (التي تم تحريرها في يونيو الماضي) ، وظن مقاتلو الوحدة الخاصة أنهم ذاهبون لإنقاذ نوعا أرغماني، ولكن تبين لاحقًا أن المعلومات الاستخبارية التي حصلوا عليها كانت خاطئة".
وتابعت :" وصل المقاتلون إلى المبنى، وفتحوا باب المدخل، وفورًا في اللحظة الأولى فتح المسلحون النار عليهم بوابل كثيف من الرصاص".
وبينت أن عملية تحرير الرهينة في غزة ، تحولت فورا وبشكل مفاجئ إلى عملية لإجلاء الجرحى حيث أصيب عدد من أفراد الوحدة الخاصة بجروح خطيرة خلال المواجهة.
وقالت :" عاد المقاتلون بعد ساعات طويلة، وفي ذلك الوقت تلقى جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان) معلومات استخبارية صدمت الجميع حيث اتضح أن الشخص الذي كان في المبنى لم يكن نوعا أرغماني، بل الأسير سهر باروخ، الذي أسر من منزله في بئيري القريب من حدود قطاع غزة ".
وأضافت :" خلال عملية الإنقاذ والمعركة الشرسة التي وقعت داخل المبنى، قُتل سهر بإطلاق نار على رأسه، وحتى اليوم، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان قد قُتل على يد المسلحين أو أصيب عن طريق الخطأ بنيران القوات".
وقالت عائلة سهر باروخ للقناة 12: "الضغط العسكري قد يؤدي إلى مقتل الأسرى، نأمل ألا تحدث وفيات أخرى من هذا النوع، وأن يعود جميع الأسرى في أسرع وقت من خلال صفقة".
المصدر : وكالة سوا