حالة خاصة يعيشها السبعيني عبد الحميد يحيى، بمجرد أن تلامس أصابعه أوتار العود، لتعزف ألحانًا تأخذ سامعيها لرحلة إلى «زمن الفن الجميل»، ولا سيما إذا امتزجت ألحانه بجمال صوته العذب الوقور، الذي أكسبه قبل سنوات طويلة إشادة «غالية» من موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.

النشأة في أحضان أسرة فنية

عبد الحميد يحيى، أستاذ جامعي، حصل على بكالوريوس تجارة عام 1968 م من جامعة القاهرة، نشأ في أسرة فنية؛ فقد كان خاله عازفًا للكمان، فبثَّ داخله منذ صغره روح التذوق الموسيقي من خلال الأغاني التي كان يطرب بها أذنيه في أثناء عزفه على الكمنجة، ليكبر الطفل «عبد الحميد» ويكبر معه حب الفن وتكبر كذلك موهبته.

«خالي كان دايمًا بيعزف قدامي هو وصديقه الأستاذ عز الدين حسني أخو الفنانة نجاة الصغيرة، فكانوا بييجوا البيت عندنا، نجاة تغني وخالي والأستاذ عز الدين حسني يعزفوا، فأنا عشقت النغم والفن والغناء»، قالها «عبد الحميد» باستمتاع حقيقي وتذوق للكمات وكأنها طربًا خارجًا من حنجرته، لافتًا إلى أن خاله لاحظ حبه للفن وموهبته في العزف والغناء وشجعه، إلا أن والده كان له وجهة نظر أخرى، وهي أن يُكمل تعليمه للنهاية أولًا.

التخرج وبداية تعلم العزف

بالفعل انصاع «عبد الحميد» لرغبة والده، وتخرج في كلية التجارة جامعة القاهرة عام 1968 م، ومن بعدها راح يشتري عودًا مستعملًا ويبدأ رحلة الممارسة الفعلية والتعليم ليصل بعدها إلى درجة عالية من الإتقان وإمتاع كل مستمعيه بمجرد إمساكه العود والريشة، وكان خلال هذه الفترة وما زال الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب مصدرًا للإلهام والتشجيع على العزف بالنسبة له.

«أنا بحب محمد عبد الوهاب قوي، كان ليا صديق في باب الشعرية اسمه شحاتة، وفي مرة رحتله زيارة، ولما جيت أمشي قالي لا أقعد الأستاذ جاي.. أنا معرفش مين الأستاذ، فقالي محمد عبد الوهاب.. بعدها جه الأستاذ محمد عبد الوهاب، فأنا سلمت عليه وبقوله أنا ليا الشرف أني أقابلك، وقبل ما أكمل كلامي لقيته بص على قريبه وقاله: يا شحاتة، زميلك صوته جميل جدًا»، وأنه يعتز كثيرًا بهذه الشهادة، بل ويعتبرها شهادة أكاديمية عليا مُنحت له: «كون محمد عبد الوهاب يستمع إلى صوت دون أن يغني هذا الصوت أمامه، ويقول الصوت جميل، يبقى كده هو اكتشف جمال الصوت»، وأن موسيقار الأجيال وقتها طلب منهما زيارته في منزله ليستمع إلى صوته، إلا أن القدر لم يسمح لهما بهذه الفرصة.

شهرة واسعة وسط الشباب

لم يحظ الأستاذ الجامعي «عبد الحميد» صاحب الـ77 عامًا بإشادة كبار السن فقط أو معاصري الزمن الجميل، بل شقّ عزفهُ طريقهَ إلى آذان الشباب أيضًا وأطربها؛ إذ تداول كثيرون من نشطاء الـ«سوشيال ميديا» مقطع فيديو له وهو يحتضن الكمان بين يديه يداعب أوتاره ويردد إحدى أغانيه، مشيدين بجمال عزفه وعذوبة صوته: «كنت في إحدى السهرات مع المطرب المهندس محمد سامي، ولقيته بيقولي: عايز أسمع منك أغنية قلبي بيقولي كلام.. فقولناها في دقيقة و56 ثانية، وخلاص مشيت لأننا كنا بالليل والوقت متأخر، صحيت تاني يوم لقيت الفيديو انتشر بشكل غريب وأنا استغربت لأني مكانش عندي استعداد لهذا الانتشار»، وأن ذلك أسعده بشدة، لا سيما وأن أغلب التعليقات التي شهدها الفيديو كانت من «الشباب».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العزف على الكمان عبد الوهاب محمد عبد الوهاب الموسيقار محمد عبد الوهاب موسيقار الأجيال موهبة العزف محمد عبد الوهاب عبد الحمید

إقرأ أيضاً:

فهمي عبد الحميد أنقذني من الانهيار.. سحر رامي تتحدث عن كواليس نجاحها

كشفت الفنانة سحر رامي عن مدى تأثرها نفسيًا بالانتقادات التي واجهتها خلال بداية رحلتها مع الفن، خاصة وأنها كانت لا تزال صغيرة في السن وقليلة الخبرة الإعلامية، فلم تكن تمتلك القدرة على الرد أو الدفاع عن نفسها، وكانت تكتفي بالبكاء لكنها وجدت دعمًا قويًا من المخرج فهمي عبد الحميد، الذي كان دائمًا يشجعها ويؤكد لها أنها تسير على الطريق الصحيح، مما ساعدها في تجاوز تلك الفترة الصعبة، والاستمرار في مسيرتها الفنية بثقة أكبر.

كما كشفت خلال حديثها في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، عن تعرضها لهجوم شديد من الصحافة في بداياتها، خاصة بعد مشاركتها في فوازير سمير غانم، حيث تم مقارنتها بالفنانة نيللي، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة ضدها، وأوضحت أن الصحفيين هاجموها بشدة، ومن بينهم نوال البيالي وإبراهيم سعدة، حتى أنها تعرضت للانتقاد اللاذع بسبب أدائها، وطالتها تعليقات قاسية تتعلق بطريقة تمثيلها، مشيها، وملابسها.

وأشارت إلى أن مسلسلها "أبرياء في قفص الاتهام"، الذي تم تصويره قبل الفوازير، تم عرضه بعد نجاح الفوازير، مما جعل الجمهور يعيد النظر في موهبتها فبعد الهجوم العنيف الذي تعرضت له، تفاجأت بأن نفس الصحفيين الذين انتقدوها اتصلوا بها لاحقًا للاعتذار، معترفين بأنهم استخفوا بموهبتها في البداية، لكنهم أدركوا أنها ممثلة موهوبة بعد مشاهدة أدائها في المسلسل.

مقالات مشابهة

  • فى حضرة التلاوة برمضان.. الشيخ سيد متولى من قرية الفدادنة لقلوب الملايين
  • ريفي أشاد بأداء وزير الداخلية: نتمنى أن تستمر الخطة الأمنية في طرابلس
  • محمد عبدالوهاب يكشف أسرار صفقات الأهلي الكبرى في برنامج رمضاني
  • رمضان عند الأدباء| المسحراتي.. منبه الزمن الجميل الذي فقد سحره
  • رباعى أوتار يهدى حفله إلى روح رائد الموسيقى الإلكترونية بالأوبرا
  • فهمي عبد الحميد أنقذني من الانهيار.. سحر رامي تتحدث عن كواليس نجاحها
  • مركز حقوقي يطالب بترشيح الدكتور العراقي محمد أبو رغيف لجائزة نوبل للسلام
  • تدشين كيان صحافيون من أجل الكرامة
  • محمد رمضان: مدفع رمضان جزء بسيط من رد الجميل لجمهوري
  • يحيى عطية الله يسابق الزمن للعودة وتدعيم صفوف الأهلي