سبعة مرشحين للرئاسة في موريتانيا.. من الأوفر حظا؟
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
انطلقت في موريتانيا، اليوم الجمعة، الحملة الانتخابية لثامن انتخابات رئاسية في البلاد، يتنافس فيها سبعة مترشحين من بينهم الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني.
واختار أغلب المرشحين للرئاسيات افتتاح حملاتهم الدعائية من العاصمة الموريتانية نواكشوط، فيما فضل البعض الآخر ولايات الداخل لانطلاق حملاته.
الأوفر حظا
وينافس الرئيس محمد والد الشيخ الغزواني الساعي للحصول على مأمورية جديدة، ستة معارضين في السباق إلى القصر الرمادي في موريتانيا.
وبحسب المراقبيين يعتبر والشيخ الغزواني أوفر المرشحين حظا في الفوز، مبررين ذلك بأن سياسات غزواني خلال مأموريته الماضية سحبت البساط من تحت معارضيه.
ونجح غزواني في استقطاب أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، مثل حزب التكتل بزعامة المعارضة السابق أحمد والداده وحزب التحالف الشعبي التقدمي الذي يترأسه مسعود ولد البلخير اللذين أعلانا دعمهما لولد الغزواني في هذه الاستحقاقات.
ويرى المتتبعون للشأن السياسي في موريتانيا، بأن نظام الرئيس ولد الغزواني استطاع أن يخلق نموذجا سياسيا وتنمويا مقنعا، جعلت شعبيته تتزايد داخل الأوساط الموريتانية خصوصا من فئة الشباب.
ويضيف المتبعون ان من بين سياساته التنموية إنشاء مندوبية تآزر التي استفاد منها أكثر من مليون خمسة مائة ألف مواطن، كما منح بعض الزيادات في الرواتب والعلاوات التي تم إقرارها في مأموريته المنتهية.
ويحظى محمد ولد الغزواني الآن بأغلبية الأعضاء في الجمعية الوطنية، إذ حصل حزب الإنصاف الذي يدعم الرئيس على 107 مقاعد من أصل 176 في الانتخابات التشريعية التي جرت في مايو الماضي.
بيرام الداه أعبيد
يعد الحقوقي والنائب البرلماني بيرام الداه أعبيد المنافس القوي لولد الشيخ الغزواني، بين بقية المترشحين.
يخوض ولد أعبيد السابق الرئاسي للمرة الثالثة على التوالي، استطاع الحصول في آخر انتخابات على أكثر من 18% من الأصوات.
ويشارك في الانتخابات رئيس المعارضة ورئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الإخواني"تواصل"، حمادي ولد سيدي المختار، والمحامي والنائب البرلماني العيد ولد محمدن، ورئيس حزب العدالة والديمقراطية بوكاري مامادو با، والأستاذ الجامعي أوتوما سوماري، والخبير المالي محمد الأمين المرتجي الوافي.
وتستمر الحملة الدعائية لأسبوعين، حيث تختتم في 27 يونيو عند منتصف الليل، لتدخل البلاد فترة صمت انتخابي لمدة 24 ساعة، قبل أن يتجه 1.9 مليون ناخب موريتاني إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس للبلاد.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات نواكشوط بي موريتانيا انتخابات موريتانيا محمد ولد الغزواني نواكشوط بي موريتانيا فی موریتانیا
إقرأ أيضاً:
دروس الثورة السورية
لعلي ممن يعتبرون أن تحرير سوريا قد تم بمعية الله، حيث تم بشكل لا يمكن تصوره أو توقعه بالطريقة التي تم بها. وكل ثورة تواجه ثورتين كأمر طبيعي وقد ذقنا مرارتهما في مصر بعد ثورة يناير، وهما أولا: الثورة المضادة يديرها من قامت عليهم الثورة ومؤيدوهم وأصحاب المصالح المتضررة وكل الدولة العميقة وبقايا النظام القديم، وهذا الأمر لا بد من مواجهته بالعقل والحكمة والوعي والحسم السريع في نفس الوقت. ثانيا، ثورة التوقعات، وتلك هي الأخطر لأن أصحابها هم المحرومون، من الشعب الذي حُرم من حقوقه لسنوات طويلة فيجد في الثورة فرصة لحريته وطلباته واحتياجاته الكثيرة المتعددة فيبدو كأنه خرج من نعين السلطة السابقة إلى جحيم الإدارة الجديدة، وهذا يحتاج بجانب الحكمة والصبر سعيا كبيرا لمحاولة إشباع احتياجات الناس الأساسية دون الرضوخ لتنفيذ ما لا يمكن تنفيذه ولا الإمكانات تسمح به.
والدروس التي يمكن أن يتعلمها الإخوان المسلمون وكل الطيف الوطني المصري من تطورات الصراع في "تحرير سيناريو الصراع السوري"، في إشارة إلى الثورة السورية والمواجهات ضد نظام الأسد منذ 2011، تعتمد على قراءة الأحداث ونتائجها المعقدة، والتي تشمل تدخلات إقليمية ودولية وعوامل داخلية. وهنا نناقش معا بعض الدروس المهمة:
الدروس التي يمكن أن يتعلمها الإخوان المسلمون وكل الطيف الوطني المصري من تطورات الصراع في "تحرير سيناريو الصراع السوري"، في إشارة إلى الثورة السورية والمواجهات ضد نظام الأسد منذ 2011، تعتمد على قراءة الأحداث ونتائجها المعقدة، والتي تشمل تدخلات إقليمية ودولية وعوامل داخلية
1- خطر التشرذم وغياب الوحدة الثورية
- أحد أسباب فشل المعارضة السورية في تحقيق أهدافها كان الانقسام الحاد بين الفصائل الإسلامية والعلمانية، المدعومة من دول مختلفة).
- الدرس: الوحدة التنظيمية والاستراتيجية بين القوى المعارضة ضرورية لمواجهة نظام قوي مدعوم إقليميا ودوليا، بغير ذلك ستمر سنون والجميع يناوش الجميع بعيدا عن المستهدف.
2- التدخل الخارجي سلاح ذو حدين
- اعتماد بعض فصائل المعارضة على دعم خارجي (تركيا، الخليج، الغرب) خلق تبعية وأضعف شرعيتها الشعبية، خاصة مع تناقض أجندات الداعمين.
- وهذا يمهد بل يؤكد أن التحالفات الخارجية يجب أن تُدار بحذر لضمان عدم فقدان الاستقلالية أو تحويل الصراع إلى وكالة لمصالح أجنبية. فالقضية مصرية خالصة لن تحقق هدفها لو تلونت بغير حقيقتها
3- خطورة العسكرة المفرطة دون استراتيجية سياسية
- تحول الثورة السورية من حركة احتجاجية سلمية إلى صراع مسلح بفعل عنف النظام وأطراف أجنبية أدى إلى تدمير البنية الاجتماعية، وتصاعد التطرف، وتشويه صورة الثورة دوليا.
- ورغم أن هذا لا يناسب الحالة المصرية رغم العنف الذي مورس ضد الثوار في الشوارع والمساجد والسجون، وهنا تظهر عبقرية الشعار في وقتها "سلميتنا أقوى من الرصاص"، لكن لا بد من العلم بأن الجمع بين المقاومة الخشنة والدبلوماسية السياسية ضروري، مع الحفاظ على الخطاب المعتدل لجذب التعاطف الدولي.
4- القمع الأمني قد يضعف الثورة لكنه لا يقتل روحها
- نظام الأسد استخدم القوة المفرطة (مثل مجازر حماة وحمص وحلب)، لكن ذلك لم يُنهِ الثورة، بل زاد من شراسة المقاومة.
- وهذا رغم تكراره بغباء في بعض المواقف بشكل أقل في مصر اعتمادا لفكرة الردع الذي يخيف الناسـ، لكنه زاد أهل الثورة إصرارا على التغيير لذا فالصمود التنظيمي والقدرة على إعادة البناء رغم القمع هي مفتاح الاستمرارية، مع تجنب التكرار في السياسات والتكتيكات الفاشلة المجربة من قبل.
5- أهمية الحاضنة الشعبية والخدمات الاجتماعية
- في المناطق التي سيطرت عليها المعارضة، مثل إدلب، كانت الفصائل الأكثر نجاحا هي تلك التي وفرت خدمات أساسية (مستشفيات، مدارس) للحاضنة الشعبية، بل وقد مكنها هذا من تصدير خبراتها للدولة الأم فيما بعد.
-وهذا يؤكد على نهج الإخوان في بناء شرعيتهم عبر الخدمات اليومية والتي يمكن بها كسب التأييد الشعبي أكثر من الخطاب الأيديولوجي المجرد.
6- التحديات الأيدولوجية والهوية
- ظهور جماعات متطرفة (مثل داعش) شوّه صورة الثورة السورية، وأعطى النظام ذريعة لقمع المعارضة تحت مسمى "مكافحة الإرهاب". والكل يعلم من أنشأ هذه التنظيمات المتطرفة التي لم تقتل عدوا بل كل قتلاها من "المسلمين المرتدين" وجعلها مسمار جحا في كل مكان أراد لأصحابها والنظم الفاشية الوصول إليه أو البقاء فيه.
- وهنا مع كل الحذر يجب الفصل الواضح بين الخطاب الإسلامي المعتدل والمتطرف، مع تعزيز الهوية الوطنية الجامعة لتجنب الاستقطاب الطائفي.
7- الدور الإعلامي وحرب السرديات
- نجاح نظام الأسد في تصوير المعارضة كـ"إرهابيين" عبر الإعلام الدولي مما أضعف موقف الثوار لفترات طويلة، وحتى الآن المغرضين لا يذكرون أحمد الشرع إلا "أبو محمد الجولاني" إمعانا في تشويه الصورة الذهنية.
- وهنا لا بد أن ندرك أهمية الإعلام وضرورة استثمار الموارد البشرية والمادية في الإعلام الدولي والمحلي لنقل الرواية الحقيقية للصراع، وكسب التعاطف المحلى والعالمي.
8- الواقعية السياسية مقابل المثالية الثورية
- لعل هذا اتضح أكثر بعد وحدة الفصائل وممارسة دور سياسي بامتياز خاصة في إدلب ومن ثم بعد التحرير الكامل لسوريا. ولعل الحوار مع الاستعداد للحسم العسكري تكون له الأولوية في إنهاء مشكلة قسد المدعومة أمريكيا وصهيونيا في شمال شرق سوريا.
- وهنا لا بد أن ندرك لكل مقام مقال ولكل حال مآل، فالمرونة في التفاوض وقراءة موازين القوى قد تحقق مكاسب جزئية بدلا من خسارة كل شيء.
9- التكيف مع التحولات الجيوسياسية
- التدخل العسكري الروسي المباشر عام 2015 غيّر مسار الحرب لصالح النظام، مع الدعم الإيراني المباشر وقتها مما يُظهر أهمية قراءة الخارطة الجيوسياسية وتأثير القوى العظمى.
- لهذا لا يمكن فصل الصراع الداخلي عن الصراعات الإقليمية والدولية؛ مع ضرورة تطوير استراتيجيات تتكيف مع هذه الديناميكيات في الإقليم والعالم.
10- دور المجتمع الدولي بين الوهم والواقع
- الاعتماد على وعود المجتمع الدولي (مثل قرار تدخل أمريكا في عهد أوباما بعد مذبحة الغوطة واستعمال الكيماوي، ثم التخلي ببساطة عن ذلك لمصالح أخرى)، فقد تبين أنه وهمي، حيث لم تتحرك القوى الكبرى لوقف مجازر النظام.
- وهنا نعيد التأكيد على أنه لا يمكن الاعتماد على الضمير الدولي؛ بل القوة الذاتية والحلول المحلية هي الضمانة الوحيدة.
الخلاصة:
تجربة الصراع السوري تُظهر أن النجاح في مواجهة الأنظمة الاستبدادية يتطلب توازنا دقيقا بين:
- الوحدة الداخلية والمرونة السياسية.
- المقاومة المسلحة والدبلوماسية.
- بناء الشرعية الشعبية عبر الخدمات لا الأيديولوجيا.
- تجنب الاستقطاب الطائفي أو التطرف.