هل تلجأ إسرائيل لوقف استعراض القوة الإيرانية بدلا من الحرب معها؟
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
تنفق إيران مليارات الدولارات لدعم حلفائها في المنطقة بهدف تنفيذ رؤية مدونة في الدستور الإيراني متعلقة باستعراض قوتها في الشرق الأوسط على حساب "إسرائيل" والولايات المتحدة، وهي الرؤية الموضوعة منذ سنوات وبدأت تظهر حاليا بشكل واضح.
وجاء ذلك في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" المحلل الإستراتيجي الإسرائيلي، أفيغدور هاسيلكورن، بعنوان "الكشف عن إستراتيجية إيران للسيطرة على الشرق الأوسط".
ويستهل أفيغدور، المتخصص في قضايا الأمن القومي، مقاله بالقول إن "إيران تنفق مليارات الدولارات لدعم حلفائها في المنطقة وذلك لتنفيذ رؤية مثمرة للغاية، حول استعراض القوة في الشرق الأوسط، وهي رؤية وضعت منذ سنوات للسيطرة على الشرق الأوسط".
وأضاف أن "الهدف من هذه الرؤية تشكيل منطقة نفوذ لحماية النظام الشيعي من الدول المحيطة التي يهيمن عليها السنة، وتصدير الثورة الإيرانية الإسلامية بما يتماشى مع أيديولوجية مؤسسها آية الله الخميني، وهي نشر الكفاح ضد المستكبرين في جميع أنحاء العالم"، مضيفا أن الرؤية تتبع إستراتيجية من أربع عناصر:
"الحرب بالوكالة"
على الرغم من الجذور التاريخية لهذه الفكرة إلا أن الابتكار الإيراني يتمثل إضافة إلى تطوير قوات متعددة بالوكالة (في غزة ولبنان وسوريا والعراق واليمن) منتشرة على مساحة جغرافية كبيرة، في بذل جهود مكثفة للتنسيق فيما بينها حتى تتمكن من التعاون عملياً أثناء الصراع، بحسب ما ذكر المقال.
الميزة الاستراتيجية
واعتبر الكاتب أن "استخدام الوكلاء ليس فقط لغرض حماية إيران من الانتقام المحتمل، بل يسمح لها بالتباهي بالالتزام بقواعد الحرب مع التنصل من المسؤولية لأن أولئك الذين يخوضون القتال الفعلي هم مجموعات مسلحة مستقلة وغير نظامية، والدول، وخاصة تلك الموقعة على اتفاقيات جنيف لعام 1949، تتبع قواعد الحرب حتى عند قتال الجيوش الإرهابية على الرغم من أن هذه الأخيرة ليست ملزمة بمثل هذا الالتزام".
الحرب البدائية
بينما تنفق "إسرائيل" المليارات على اقتناء وتطوير أسلحة فائقة التقنية للحفاظ على "التفوق النوعي" للجيش الإسرائيلي، فإن إيران، التي تعمل في ظل عقوبات دولية صارمة، سلكت الاتجاه المعاكس، لقد اختارت الانخراط في حرب منخفضة التقنية من حيث التكتيكات والأسلحة.
وفي واقع الأمر فإن ما يجري حاليا في الشرق الأوسط يشكل اختبارا حقيقيا للتنافس المألوف بين الكمية والجودة، بحسب ما جاء في المقال.
استعراض القوة
تُظهر إستراتيجية استعراض القوة الإيرانية تقديرا عميقا للبعد النفسي للقتال سواء من حيث "القوات" الخاصة وقدرة العدو على التحمل، وبالتالي فإن الهجمات التي تشنها إيران بالوكالة تسعى إلى تحقيق أهداف مختلفة تماما عن الأهداف العسكرية التي تسعى إليها "إسرائيل".
وبينما يهدف الجيش الإسرائيلي والجيوش الحديثة بشكل عام إلى تدمير قدرة العدو على القتال، فإن "الإسلاميين" يقاتلون لتقويض إرادة الإسرائيليين في القتال.
ويخلص الكاتب إلى أنه لا بد من الاعتراف بأن إيران طورت إستراتيجية ناجحة لتقسيم منطقة نفوذ موسعة لنفسها في الشرق الأوسط بعد أن استولت على أربع دول ــ لبنان، وسوريا، والعراق، واليمن ــ ومع ذلك، ربما يواجه مخططها الإقليمي الآن، بحسب المقال، أول اختبار حقيقي له في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
وجاء في المقال أن "إسرائيل" تهدد فعليا، من خلال حروبها ضد حماس وحزب الله، بعرقلة وربما دحر التصميم الجيوسياسي الإيراني برمته، وتعمل حاليا على تفكيك إستراتيجية استعراض القوة الإيرانية، وللفوز في الصراع، بدلا من الفوز في الحرب ضد إيران، لا بد من مواجهة البعد الديني الإيديولوجي للصراع أيضا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية إيران إسرائيل إيران إسرائيل طهران الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الشرق الأوسط استعراض القوة
إقرأ أيضاً:
استعراض القوة لحركات المقاومة في غزة.. «حماس» تُسلم 4 أسيرات إسرائيليات للصليب الأحمر مقابل إفراج الاحتلال عن 200 فلسطيني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
سلمت حركتا حماس والجهاد الإسلامي في غزة، صباح اليوم السبت، ٤ أسيرات إسرائيليات إلى الصليب الأحمر في قطاع غزة، ضمن صفقة التبادل مع الاحتلال الإسرائيلي، وتتراوح أعمارهن بين ١٩ و٢٠ عامًا، وكن يؤدين الخدمة العسكرية، المخصصة لمراقبة قطاع غزة عندما تم أسرهن في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ خلال هجوم حماس، وتولت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعد ذلك تسليمهن إلى جيش الاحتلال ليخضعن لفحوصات طبية.
وحسب الاتفاق، تم الإفراج عن المجندات الإسرائيليات الأربع مقابل ٢٠٠ أسير فلسطيني، بينهم ١٢٠ من الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل محكومين بالسجن مدى الحياة.
ويوم أمس الجمعة، أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، عن أسماء الـ٤ مجندات المفرج عنهن ضمن هذه الدفعة، وهن كارينا أرئيف ودانييل جلبوع ونعمة ليفي وليري إلباغ، وكان عضو المكتب السياسي لحماس باسم نعيم، قد أعلن عبر الهاتف لوكالة الأنباء الفرنسية أن الحركة ستسلم لائحة بأسماء أربع إسرائيليات سيفرج عنهن السبت ضمن الدفعة الثانية من صفقة التبادل بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مُضيفةً أنه فور الإفراج عن الرهائن الأربع تبدأ عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله.
وجرت عملية التسليم في ميدان فلسطين في مدينة غزة، بحضور لافت للمقاتلين الفلسطينيين وحشد كبير من المدنيين، وكانت عملية التبادل الأولى جرت في ساحة السرايا بمدينة غزة وسط حضور كبير لمقاتلي كتائب القسام.
وفي استعراض قوة جديد لحركات المقاومة الفلسطينية، صعدت الجنديات الإسرائيليات الأربع اللواتي سلمتهن حماس والجهاد في إطار اتفاق الهدنة، على منصة في مدينة غزة، ورفعن أيديهن بالتحية باسمات، وسط حشد شعبي وانتشار مسلح.
وخرجت الأسيرات الأربع من مركبات بعضها أبيض والآخر أسود وسط ميدان فلسطين، إحدى ساحات المدينة، وقد أحاط بهن مقاتلون فلسطينيون شكلوا حاجزا بينهن وبين الحشود التي تجمعت في المكان، وكن يحملن على أكتافهن حقائب خفيفة عليها شعار حركة حماس، قالت مصادر في الحركة إن فيها هدايا.
وكان عشرات المسلحين الملثمين من حركتي حماس والجهاد الإسلامي قد وصلوا إلى ميدان فلسطين بالزي العسكري في سيارات دفع رباعي ودراجات نارية، وبعضهم يحملون رايات الحركتين الإسلاميتين. واستقبلتهم الحشود بالهتافات لكتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، ورشت عليهم امرأة الزهور، بينما كان عدد منهم يلتقط الصور بكاميرات كبيرة.
وقالت مصادر من الحركتين لوكالة فرانس برس إنهما نشرتا نحو ٢٠٠ مقاتل من كتائب عز الدين القسام، وسرايا القدس، الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، لتأمين ميدان فلسطين.
على الجانب الآخر، قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن قائمة الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم اليوم السبت، شملت ١٢٠ أسيرا محكوما بالمؤبد، مع إبعاد ٧٠ منهم خارج الأراضي الفلسطينية و١٧ إلى غزة.
وقال مصدر مطلع: إن إسرائيل أرسلت رسالة إلى حركة حماس مفادها أن مشهد يوم الأحد الماضي، عندما حاصرت حشود كبيرة مركبات الرهائن أثناء عملية التسليم، غير مقبول لأنها تعرض الرهائن للخطر، ولكن مشهد أمس في ساحة فلسطين ظهر أكثر تنظيما، مع إبعاد الحشود عن المسرح الرئيسي، وسط وجود مكثف للمسلحين التابعين لحركة حماس. ومن المقرر أن تستمر المرحلة الأولى من الاتفاق، المكون من ثلاث مراحل، ٤٢ يومًا، يتم خلالها تبادل ٣٣ من السرى الإسرائيليبن مقابل ١٩٠٠ أسير فلسطيني.