اتفق ضيوف برنامج "ما وراء الخبر" على أن تنفيذ المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) تهديدها بالتدخل العسكري في النيجر بات أمرا صعبا، في ظل رفض مجلس الشيوخ النيجيري إعطاء تفويض لرئيس البلاد بولا أحمد تينوبو بالمشاركة في هذا التدخل.

وبينما يرى الأكاديمي والمحلل السياسي النيجيري إدريس آيت أن الانقلابيين باتوا أكثر اطمئنانا لعدم تنفيذ ذلك التدخل عقب موقف مجلس الشيوخ النيجيري رأت مديرة معهد دراسات العلاقات الدولية والإستراتيجية في باريس ليزلي فارين أن المستجدات الأخيرة ترجح التوجه إلى التراجع عن قرار التدخل العسكري.

بدوره، يرى الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية البخاري محمد مؤمل أن قرار إيكواس بالتدخل العسكري كان خطيرا ومتسرعا وبات من الصعب تطبيقه، كما أنه من الصعب كذلك التراجع الكامل عنه.

جاء ذلك خلال الحلقة التي خصصها برنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2023/8/5) لتناول احتمالات تنفيذ دول مجموعة "إيكواس" تهديدها بالتدخل العسكري في النيجر قبل ساعات من انتهاء المهلة التي أعطتها لقادة الانقلاب، في ظل تمسك الجيش النيجيري بالانقلاب وتوعده بالتصدي للتدخل العسكري في حال تنفيذه.

وكانت إيكواس أكدت أنها وضعت خطة لتدخل عسكري في النيجر دعمته باريس، ورفضت تشاد المشاركة فيه، فيما دعت الجزائر إلى حل مشكلة ما سمته الانقلاب عن طريق الحوار.

جدية خطة "إيكواس"

وتساءلت حلقة ما وراء الخبر عن جدية الخطة التي أعدتها إيكواس لهذا التدخل العسكري وخياراتها لتنفيذ تهديدها والنتائج التي قد تترتب على هذه الخطوة، ومدى إمكانية استجابة القادة العسكريين في النيجر للمهلة الممنوحة لهم وخياراتهم لمواجهة الضغوط الإقليمية والدولية التي يتعرضون لها.

وفي حديثه لما وراء الخبر، قال الأكاديمي النيجيري إدريس آيت إن شعب النيجيري أخذ تلك التهديدات على محمل الجد، في ظل إصرار الانقلابيين على موقفهم، لكن قرار مجلس الشيوخ النيجيري الأخير أكسبهم حالة من الاطمئنان بأنه لن يكون هناك تدخل عسكري.

وذهب إلى أن الانقلابيين لن يتراجعوا عن موقفهم، حيث وصلوا إلى نقطة اللاعودة، ويدفعهم إلى ذلك التفاف قطاع من الشعب حولهم، وعدم تشكل أي جبهة مضادة أو حدوث انشقاقات داخل الجيش، مشيرا إلى أن العسكر يفسر لشعبه دعم فرنسا التدخل العسكري بأنها ملتزمة بتحقيق مصلحة النظام وليس مصلحة جمهورية النيجر.

ويرى آيت أن جهود الوساطة باتت المسار الوحيد الذي يمكن أن يحقق اختراقا للأزمة بعد أن خابت رهانات بتشكل جبهة شعبية رافضة للانقلاب أو حدوث انقلاب عسكري ثان، كما اعتبر أن الحل الوسط يتمثل في اتفاق على فترة انتقالية قصيرة لإجراء انتخابات لا يسمح لحزب بازوم بالمشاركة فيها، كما تنتهي برحيل الانقلابيين.

بدوره، يرى الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية البخاري محمد مؤمل أن صعوبة تنفيذ قرار التدخل مع صعوبة التراجع عنه تمثلان إشكالية كبيرة، متوقعا إجراء تحضيرات عسكرية جدية تظهر بشكل يوحي باحتمالية أن التدخل خيار قائم لدعم أي مفاوضات يمكن إجراؤها مع الانقلابيين.

استغلال عكسي

وأشار مؤمل في حديثه لما وراء الخبر إلى أن الانقلابيين يستغلون ما يظهر من جدية تلك التهديدات والتحركات المتعلقة بها لحشد الشارع النيجيري خلفه، لافتا إلى أن خيار الحرب صعب في كل الأحوال، وهو أصعب في أزمة النيجر مع ما هو معلوم من ظروف دول مجموعة "إيكواس" التي تجعلها مشغولة بأوضاعها أكثر.

ويرى مؤمل أن الانقلابيين سيلجؤون إلى أي طرف عسكري آخر يساعدهم، وسيلعبون على الوتيرة الجيوسياسية في الصراع الموجود بالمنطقة، والذي من تجلياته إمكانية استخدام قوات فاغنر الروسية رغم العائد المحدود عسكريا من تلك المشاركة في مقابل تكلفتها الباهظة.

أما ليزلي فارين فترى أن فرنسا -التي تبنت موقفا متشددا ضد الانقلابيين واختفت وراء مجموعة "إيكواس"- فسيكون موقفها محرجا ومعقدا في حال لم يتم التدخل العسكري.

وأشارت فارين إلى أن تضاربا ظل مهيمنا على المشهد خلال الفترة الماضية، بين من يرى إمكانية الحل الدبلوماسي وبين من يرون ضرورة التدخل العسكري، لكن وبعد موقف مجلس الشيوخ النيجيري وتوقع مواقف مشابهة لبرلمانات دول أخرى فإن الأوضاع تتجه إلى التراجع عن هذا التدخل.

وترى أن الانقلابيين ليسوا بحاجة لمساعدة فاغنر، لكنهم قد يستغلون إمكانية ذلك سياسيا، لما هو معلوم من التكلفة الباهظة للاستعانة بالمرتزقة، والتي لا يمكن تصور قدرة الانقلابيين المادية عليها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: التدخل العسکری ما وراء الخبر فی النیجر عسکری فی إلى أن

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: الشجاعية عصية على الاحتلال والمقاومة ستواصل عملياتها بنفس الوتيرة

يتوقع الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي أن تستمر المقاومة الفلسطينية بنفس الوتيرة في التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة شمالي القطاع.

وأشار إلى أن مقاتلي المقاومة يشتبكون حاليا مع قوات الاحتلال في 40 موقعا في مختلف مناطق الشجاعية، وهو ما يؤدي إلى استنزاف جيش الاحتلال وإلى ارتفاع فاتورة الخسائر في صفوفه.

وقال العقيد الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري بغزة- إن المقاومين يستهدفون قوات الاحتلال في الشجاعية بالتفخيخ والقصف بالهاون والقنص.

وكانت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- قد نشرت مشاهد من قنص جندي إسرائيلي في حي الشجاعية، تضمنت رصد أحد القناصة آمر دبابة إسرائيليا أخرج رأسه من برجها وهو يراقب جارفة تعمل إلى جانبه، بينما يصوب القناص بندقيته الغول تجاه الهدف وهي مثبتة على برميل.

ووفق العقيد الفلاحي، فإن ما يميز حي الشجاعية هي طبيعته الجغرافية، وعصيانه على الاحتلال، الذي عجز عن التوغل بداخل هذه المنطقة، رغم أنه قام سابقا بعمليات عسكرية كبرى شاركت فيها من 4 إلى 5 فرق عسكرية، لكنه اضطر إلى الانسحاب بعد أن تكبد خسائر كبيرة جدا.

وأشار إلى أن العملية العسكرية الحالية لجيش الاحتلال في الشجاعية، جاءت بناء على معلومات استخبارية تشير إلى وجود مقاتلي حماس بكثرة في هذه المنطقة، وأن الحركة تعيد تشكيل نفسها، لكن المعلومات الحقيقية تؤكد وجود أسرى إسرائيليين وقيادات في هذه المنطقة، كما قال العقيد الفلاحي الذي توقع أن يواصل جيش الاحتلال عمليته العسكرية في الشجاعية لأنه لم يحقق أهدافه.

ومن جهة أخرى، ذكر العقيد الفلاحي أن الجيش الإسرائيلي يختلف مع القيادات السياسية الإسرائيلية في حكم قطاع غزة خلال الفترة المقبلة، فهو لا يريد حكم القطاع عسكريا، ولا يمتلك القطاعات التي تمكنه من السيطرة عليه، فضلا عن أنه لا يريد تحويل الجيش إلى قوات شرطية.

كما يعمل جيش الاحتلال على توسيع محور نتنساريم من كيلومترين إلى 4 كيلومترات لبقاء القطاعات في الفترة المقبلة، لكنه لن يكون بمنأى عن هاونات وصواريخ المقاومة، كما قال الخبير العسكري والإستراتيجي.

وفي وقت سابق، نقل موقع والا، عن مصدر أمني قوله، إن الجيش الإسرائيلي بدأ توسيع ممرّ نتساريم من كيلومترين إلى 4 كيلومترات تحضيرا للمرحلة الثالثة من الحرب. وأضاف أنه تم تفجير المباني على جانبي الممرّ في الشمال والجنوب، والتي استخدمها من وصفهم بالمسلحين لأغراض الاستخبارات والقنص وإطلاق الصواريخ وقنابل الهاون وشن هجمات.

مقالات مشابهة

  • ماذا وراء الخطوة الأجرأ للسيسي في وزارة الدفاع؟
  • خبير عسكري يكشف تطورا نوعيا بعمليات المقاومة الأخيرة
  • حكومة النيجر تقبل إجراء محادثات لإصلاح العلاقات مع بنين
  • خبير عسكري: حزب الله يكثف عملياته للرد على سياسة الاغتيالات الإسرائيلية
  • مؤشرات إسرائيلية متزايدة على الرغبة بحكم عسكري في غزة رغم الثمن الباهظ
  • مؤشرات إسرائيلية متزايدة على الرغبة بحكم عسكري في غزة رغم ثمنه
  • خبير عسكري: المقاومة انتقلت من عمل الكمائن إلى الإغارة على قوات الاحتلال
  • أبو نعمة ناصر.. غارة الاحتلال تغتال قائد عسكري بحزب الله جنوب لبنان
  • خبير عسكري: الشجاعية عصية على الاحتلال والمقاومة ستواصل عملياتها بنفس الوتيرة
  • موقع عبري: إسرائيل في طريقها إلى حكم عسكري في قطاع غزة