إسرائيل تعتزم إنهاء القتال فى رفح استعداداً لحرب شاملة مع لبنان
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
الأمم المتحدة تحذر من جيل ضائع من الأطفال وتطالب بوقف الجنون
«جولان»: انعدام الأهداف الواقعية لحرب السيوف فى غزة.. وفشل تحرير الرهائن وتدمير حماس
حزب الله يشن أوسع هجوم على القواعد الصهيونية منذ طوفان الأقصى
«ميقاتى»: ما يحدث فى جنوب لبنان عدوان إسرائيلى تدميرى وإرهابى
كشفت مصادر عبرية أمس عن مناقشات داخل قوات الاحتلال الصهيونى لإنهاء القتال فى رفح جنوب قطاع غزة تمهيدا للانتقال إلى الجبهة الشمالية المحتلة مع جنوب لبنان.
وأعلن المراسل العسكرى للقناة 12 العبرية أن الاحتلال يوصى بالإسراع بإنهاء العملية العسكرية التى يشنها على منطقة رفح جنوب قطاع غزة، للتجهيز لعملية أوسع فى لبنان، وذلك على خلفية التصعيد الذى تشهده المواجهات الحدودية، تزامناً مع الحرب على القطاع.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية كان 11 عن مسؤول سياسى رفيع المستوى قوله إن «الأصوات تتعالى لتحريك مركز ثقل» العمليات العسكرية فى إطار الحرب المدمرة التى تشنها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضى، «من الجنوب إلى الشمال»، فى إشارة إلى التحول إلى تصعيد عسكرى فى مواجهة حزب الله فى لبنان.
أوضح التقرير أن «كابينيت الحرب الإسرائيلى عقد مداولات خاصة لدى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، حول الشمال»، وأضاف أن «توصية القوات هى الانتهاء من رفح فى أسرع وقت ممكن، للتفرغ للاستعداد لعملية واسعة فى لبنان»، واعتبر أن التصعيد الذى تشهده الجبهة الشمالية فى الأيام الأخيرة يساعد على ملاءمة التوقعات مع المستوطنين.
وفى ظل الدعوات إلى اتفاق سياسى يتم التوصل إليه بأدوات دبلوماسية ينهى التصعيد مع حزب الله، نقلت القناة (12) عن مسؤول أمنى رفيع قوله «يمكن تحقيق الأمن من خلال التوصل إلى اتفاق؛ لكن لا يمكننا تحقيق الشعور بالأمن دون اتخاذ خطوات فعالة؛ يجب إجراء تغييرات عميقة فى الحدود الشمالية إذا أردنا إعادة السكان إلى منازلهم».
وفيما أكد مسؤول أمريكى رفيع قلق بلاده البالغ من أن الأعمال القتالية على الحدود الفلسطينية الشمالية المحتلة مع لبنان قد تتصاعد إلى حرب شاملة، وقال إن القناعة فى البيت الأبيض أن هناك حاجة إلى ترتيبات أمنية محددة للمنطقة وأن وقف إطلاق النار فى غزة ليس كافيا.
وكشفت القناة (13) العبرية عن توجه وفد إسرائيلى إلى واشنطن لإجراء مباحثات عاجلة بشأن لبنان.
وقالت القناة إن الوفد يضم مستشار الأمن القومى الإسرائيلى، تساحى هنغبى، ووزير الشئون الاستراتيجية فى حكومة نتنياهو، رون ديرمر، وأشارت إلى أن المحادثات التى سيجريها الوفد مع المسئولين الأمريكيين ستتركز على التهديد الإيرانى والجهد الأمريكى لمنع التصعيد الشامل على جبهة لبنان بين وحزب الله والاحتلال.
وأعلن قائد المنطقة الشمالية لقوات الاحتلال الجنرال أورى جوردين أنه كان سيتجنب إخلاء المستوطنات الواقعة على الحدود مع لبنان، مشيرا إلى أن هذا يعتبر أعظم إنجاز لحزب الله.
وأضاف «جوردين» أنه مستعد بشكل جيد للدفاع ضد أى تسلل برى لقوات الرضوان، مع المفهوم المنهجى المتمثل فى أن الوحدات الاحتياطية هى جزء من طبقات الدفاع فى المنطقة»، مشيرا إلى أن تقليص القوات فى الوحدات الاحتياطية فى المستوطنات غير المحاذية للسياج هو بسبب التداعيات الاقتصادية والموارد التى تتطلبها مثل هذه التعبئة، وجزم «جوردين» أن هناك ردا أمنيا كافيا على التهديدات.
وكان حزب الله قد شنّ أوسع هجوم له على مواقع الاحتلال منذ الثامن من أكتوبر الماضى حين بدأ عملياته المساندة للمقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة.
وقال الحزب إنه نفّذ هجوماً مركّباً بالصواريخ والمسيرات، رداً على الاغتيال الذى نفّذه العدو الصهيونى فى بلدة جويّا جنوب لبنان، وأشار زعيم حزب «العمل» والنائب السابق لرئيس أركان الاحتلال الإسرائيلى، يائير جولان إلى انعدام الأهداف الواقعية لحرب السيوف فى غزة ومن المستحيل تحرير المختطفين وتدمير حماس فى الوقت نفسه، وقال إنه ليس لدى إسرائيل خطة لليوم التالى للحرب فى غزة.
وأضاف أنه كان من الممكن الوصول لصفقة وإنهاء الحرب منذ 4 أشهر لكن نتنياهو منع ذلك وفضل مصلحته.
ودخلت حرب الإبادة الجماعية، التى تُنفذها قوات الاحتلال ضد العائلات الفلسطينية والمدنيين والنازحين فى قطاع غزة، يومها الـ252 على التوالى، تزامنًا مع تواصل قصف واستهداف المنازل المأهولة وارتكاب مجازر جديدة.
وقصفت مدفعية الاحتلال بشكل كثيف شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، فيما استهدفت آليات الاحتلال مناطق شرقى حى الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
وأطلقت زوارق الاحتلال الحربية نيرانها تجاه مراكب الصيادين العاملة فى بحر القطاع. واستهدفت المناطق الشرقية لمخيم جباليا شمالاً، يأتى ذلك فى الوقت الذى أدى فيه الفلسطينيون صلاة الجمعة على أنقاض منازلهم، فيما شدد الاحتلال قبضته الأمنية حول الأقصى المبارك فى الضفة المحتلة.
وأكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازارينى إن الحرب سلبت أطفال غزة طفولتهم.
وأضاف «لازارينى»، فى منشور عبر حسابه على منصة «إكس»، أن «الأطفال فى قطاع غزة مروا بما لا ينبغى لأى طفل فى العالم رؤيته أو تحمله. كثير منهم قتلوا، وكثير منهم أصيبوا، وكثير منهم سيظلون مشوهين مدى الحياة.
وأضاف أن الذين نجوا يعانون من صدمة عميقة. تم تدمير مدارسهم وفقدوا سنة دراسية كاملة، دون تعليم أو لعب وشدد على أنه بدون وقف لإطلاق النار سيصبح لدينا جيل ضائع، وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتى أن ما تفعله إسرائيل جنوب لبنان عدوان تدميرى وإرهابى وطالب المجتمع الدولى بأن يضع حداً لتماديه وإجرامه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأمم المتحدة جنوب لبنان قوات الاحتلال الصهيونى قطاع غزة الحرب الإسرائيلي الأمن القومى الإسرائيلى العدو الصهيوني جنوب لبنان قطاع غزة حزب الله فى غزة
إقرأ أيضاً:
"لكنّها لا تكفي".. حزب الله يحتفظ بموارد مالية كبيرة
رغم لومه وتحميله المسؤولية عن جرّ البلاد إلى الحرب، إلا أنّ اللبنانيين يتّجهون مُضطرّين إلى حزب الله، الذي لا تزال موارده المالية كبيرة، وذلك بهدف مُساعدتهم في إعادة بناء منازلهم المُدمّرة.
مصاعب نقل الأموالبالمُقابل، تتصاعد مشاعر الغضب والاستياء كون أموال الحزب، وبسبب صعوبات الحصول عليها ونقلها، لا تكفي لإعادة الإعمار وتجديد المباني، وهي بالكاد تُساهم في استئجار شقق للمُتضرّرين، بينما يُعاني بعض سكان الجنوب اللبناني من عدم تمكّنهم من توفير حتى ما يكفي من الطعام.
وذكرت تقارير فرنسية أنّ الركاب القادمين من العراق يتعرّضون لعمليات تفتيش مُتزايدة في مطار بيروت الدولي وفق إجراءات صارمة تهدف إلى منع نقل الأموال الإيرانية إلى حزب الله عبر العراق، وذلك بعد أن تضررت الحركة الجوية بين طهران وبيروت في الأيّام الأخيرة بشدّة خوفاً من التهديدات الإسرائيلية إثر الاشتباه بتهريب ملايين الدولارات من إيران إلى الحزب الذي تدعمه في لبنان.
وكشفت مصادر استخباراتية أنّ فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني يقوم بنقل أموال سراً إلى حزب الله في لبنان عبر مطار بيروت الدولي في الأسابيع الأخيرة.
La reconstruction des zones détruites au Liban sud, dans la plaine de la Bekaa et dans la banlieue sud de Beyrouth, est un enjeu majeur pour le Hezbollah. Sa base chiite a été éprouvée par quatorze mois de guerre, qui ont fait 4 047 morts et 14 655 blessés https://t.co/kvSPnAd9j4
— Hélène Sallon (@helenesallon) February 17, 2025 دمار واسع وتحدّ كبيرورغم إضعاف حزب الله بتصفية قياداته، بما في ذلك زعيمه حسن نصر الله، إلا أنّه بادر على الفور إلى تحريك شبكته التعاونية لمُساعدة الضحايا، بدعم إيراني مُتواصل. وفي أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، أعلن الحزب أنّه دفع 400 مليون دولار إلى نحو 140 ألف شخص.
وتُعتبر عملية إعادة إعمار المناطق المُدمّرة الواقعة في جنوب لبنان، في سهل البقاع وضواحي جنوب مدينة بيروت، تحدّياً كبيراً لحزب الله، الذي تضرّرت قاعدته الشعبية خلال 14 شهراً من الحرب، مما تسبب بـِ 4047 قتيلاً و14655 جريحاً، بالإضافة لأكثر من مليون نازح، وحجم دمار غير مسبوق يتجاوز بأضعاف ما خلّفته حرب عام 2006.
وكان البنك الدولي قد قدّر الأضرار المادية في جنوب لبنان بنحو 3.4 مليار دولار، وذلك قبل أيّام من دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.
وفي ذات الوقت، قدّرت حينها مؤسسة جهاد البناء، التابعة لحزب الله والمسؤولة عن إعادة الإعمار، أن أكثر من 45 ألف منزل تمّ تدميره بالكامل في الضاحية الجنوبية لبيروت وحدها. أما عدد الوحدات السكنية التي تمّ تسجيلها مؤخراً بهدف إعادة بنائها أو ترميمها وتجديدها فقد بلغ 268.317 وحدة سكنية في 448 قرية وبلدة.
واعتماداً على حجم الأضرار التي لحقت بالمباني والمنازل، يبلغ متوسط المبلغ المطلوب للمُساعدة 2860 دولاراً لكل حالة، بحدّ أقصى 14 ألف دولار. وهذا المبلغ لا يشمل إعادة الإعمار، بل إسكان الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من القصف.
????️ [#DansLaPresse] Le Hezbollah a versé 400 millions de dollars d’aides à 140 000 personnes, selon al-Akhbar
Les détails ici : https://t.co/SqVIe7slEQ https://t.co/chDFaM6Y4c pic.twitter.com/EzrQZnBWM6
وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، تمكّن البعض من سحب أموال ترميم مساكنهم من القرض الحسن، المؤسسة المالية التابعة لحزب الله، والتي أعادت بشكل جزئي تشغيل فروعها التي قصفتها إسرائيل.
وتعليقاً حول الطلبات الكثيرة من اللبنانين لإعادة إعمار بيوتهم، قال هيثم زيات، وهو مهندس مدني يُشرف على مناطق جنوب نهر الليطاني لصالح شركة "جهاد البناء"، إننا "نعمل في المساء وفي عطلات نهاية الأسبوع".
ونقلت صحيفة "لو موند" الفرنسية شهادات عن بعض سكان جنوب لبنان، قولهم إنّ حزب الله أعطى بعضهم 8 آلاف دولار لاستئجار شقق سكنية، إلا أنّ آخرين أبدوا استيائهم من بطء تنفيذ التعويضات التي وعد بها الحزب لإعادة الإعمار.
???? Soupçon de financement du Hezbollah par l’Iran :
▫️Par l'intermédiaire des Américains, Israël a informé l'État libanais qu'il ciblerait l'aéroport de Beyrouth si l’Airbus iranien de Mahan Air atterrissait au Liban.
▫️Les vols entre Beyrouth & Téhéran restent suspendus. https://t.co/qHpXGzZXf0 pic.twitter.com/zgl76PnwhU
ويشعر ممثلو حزب الله بالارتباك من عدم القدرة على التصرّف والتعامل مع السكان الغاضبين، فالدمار واسع النطاق، والحزب لا يملك ما يكفي من المال. ويشتكي مُزارعون لبنانيون قائلين "لقد قاموا بتأجيل دفع الشيكات مرّتين".
وتُعتبر مؤسسة جهاد البناء، ومؤسسة القرض الحسن، أكبر الجمعيات التي ترفع تقاريرها مباشرة إلى حزب الله، وتسعى مع جهات أخرى إلى تسريع عملية حصر الأضرار، وتقييم التكاليف، وتسديد التعويضات، إلا أنّ صعوبات وصول الأموال الإيرانية تُقيّد مساعيهم على نحوٍ كبير.