د. وليد محمد الحنفي يكتب: الزراعة النظيفة المستدامة هي الحل
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
تعتبر النظم الغذائية الصحية والمستدامة والشاملة أمراً بالغ الأهمية لتحقيق الأهداف الإنمائية للعالم.
والتنمية الزراعية هى واحدة من أقوى الأدوات لإنهاء الفقر المدقع، وتعزيز الرخاء لدول العالم، وإطعام 10 مليارات شخص وهو تعداد العالم المتوقع بحلول عام 2050.
والنمو فى قطاع الزراعة أكثر فاعلية بمقدار من مرتين إلى أربع مرات فى زيادة الدخول بين أفقر الناس مقارنة بالقطاعات الأخرى.
وتلعب الزراعة أيضاً دوراً حاسماً فى النمو الاقتصادى: فهى تمثل 4% من الناتج المحلى الإجمالى العالمى، وفى بعض أقل البلدان نمواً، يمكن أن تمثل أكثر من 25% من الناتج المحلى الإجمالى.
ولكن النمو القائم على الزراعة، والحد من الفقر، والأمن الغذائى معرض للخطر، فالصدمات المتعددة من الاضطرابات المرتبطة بكوفيد-19 إلى الطقس المتطرف والآفات والصراعات الجيوسياسية والاقتصادية تؤثر على أنظمة الغذاء.
والهدف المتمثل فى إنهاء الجوع العالمى بحلول عام 2030 بعيد المنال حالياً.
والصراعات وتغير المناخ وارتفاع أسعار المواد الغذائية تدفع إلى انعدام الأمن الغذائى، وتدفع الملايين إلى الفقر المدقع، وتعكس مكاسب التنمية التى تحققت بشق الأنفس، ويواجه نحو ربع مليار شخص الآن انعدام الأمن الغذائى الحاد.
ومن الممكن أن يؤدى التأثير المتزايد لتغير المناخ إلى خفض إنتاجية المحاصيل بشكل أكبر، خاصة فى المناطق الأكثر معاناة من انعدام الأمن الغذائى فى العالم.
وفى الوقت نفسه، فإن أنظمتنا الغذائية مسئولة عن حوالى 30٪ من انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحرارى العالمى.
كما تهدد أنظمة الغذاء الحالية صحة الناس والكوكب وتولد مستويات غير مستدامة من التلوث والنفايات، غير أن ثلث الغذاء المنتج على مستوى العالم إما يضيع أو يهدر بدون استغلاله.
وإن معالجة فقدان الغذاء وهدره أمر بالغ الأهمية لتحسين الأمن الغذائى، فضلاً عن المساعدة فى تحقيق أهداف المناخ والحد من الضغوط على البيئة.
إن المخاطر المرتبطة بالأنظمة الغذائية والاغذية السيئة الملوثة ببقايا الملوثات المستخدمة فى الزراعة التقليدية بدون ضوابط هى أيضاً السبب الرئيسى للوفاة فى جميع أنحاء العالم، فملايين الأشخاص إما لا يأكلون ما يكفى أو يأكلون أنواعاً خاطئة من الطعام، ما يؤدى إلى عبء مزدوج من سوء التغذية يمكن أن يؤدى إلى الأمراض والأزمات الصحية.
وكذلك يمكن أن يؤدى انعدام الأمن الغذائى إلى تفاقم جودة النظام الغذائى وزيادة خطر الإصابة بأشكال مختلفة من سوء التغذية، مما قد يؤدى إلى نقص التغذية وكذلك زيادة الوزن والسمنة لدى الناس، وتشير التقديرات إلى أن 3 مليارات شخص فى العالم لا يستطيعون تحمل تكاليف نظام غذائى صحى.
ففى ضوء كل ما سبق يجب أن نتوجه إلى تحسين الإنتاج الزراعى المستدام بطرق سليمة مما يوفر المحاصيل الزراعية كماً وكيفاً ويساعد فى الحد من الفجوة الغذائية عالمياً وعربياً ومصرياً وهو ما توفره الزراعة العضوية والتى لها دور كبير فى الإنتاج النظيف سوف نتناوله فى مقال لاحق إن شاء الله.
* أستاذ مساعد
بمعهد بحوث زراعة الأراضى القاحلة
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: النظم الغذائية النظم الصحية التنمية المستدامة التنمية الزراعية
إقرأ أيضاً:
غدًا.. انطلاق المؤتمر الطلابي والبحثي السابع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القناة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تنطلق فعاليات المؤتمر الطلابي والبحثي السابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة قناة السويس صباح غدٍ الأحد الموافق 6 أبريل 2025، والذي يُعقد تحت عنوان "العلوم الإنسانية واللغات وآفاق التنمية المستدامة: التحديات والفرص"، في إطار اهتمام الجامعة بدعم البحث العلمي الطلابي وربطه بقضايا التنمية الوطنية والإقليمية.
يُقام المؤتمر تحت رعاية الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، وبإشراف عام من الدكتور محمد عبد النعيم، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، وإشراف الدكتور محمود الضبع، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، وتنفيذ الدكتور محمود متولي، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب.
كما تتولى وحدة الدعم الأكاديمي بالكلية تنظيم المؤتمر، تحت إشراف الدكتورة منى عبد الرحمن، مدير وحدة الدعم الأكاديمي ومقرر عام المؤتمر.
يناقش المؤتمر مجموعة من المحاور الحيوية التي تواكب التوجهات العالمية والمحلية في مجال التنمية المستدامة، من بينها: المفاهيم والمبادئ الأساسية للتنمية المستدامة، والنظرة الاجتماعية والاقتصادية لتحقيقها، ودور العلوم الاجتماعية في المجتمعات العربية، بالإضافة إلى التكامل المعرفي بين العلوم الإنسانية واللغات، وإسهامات اللغات المختلفة في دعم أهداف التنمية.
كما يتناول المؤتمر التجارب الدولية في هذا المجال وكيفية الاستفادة منها في البلدان العربية، وواقع التنمية المستدامة في المجتمعات النامية، إلى جانب مناقشة البحث العلمي كأداة محورية لتحقيق التنمية، والعقبات التي تواجه الدول النامية في هذا الصدد.
كما يسلط الضوء على دور العلوم الإنسانية في تمكين ذوي الهمم، وتأثير التحديات المحلية والإقليمية والدولية على جهود التنمية، إضافة إلى مساهمة هذه العلوم في دعم رؤية مصر 2030.
تضم اللجنة المنظمة للمؤتمر نخبة من أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وهم: الدكتور خلف محمد عبد السلام، الدكتور أحمد محمد جاد الحق، الدكتورة رشا إبراهيم ثابت، الدكتورة ولاء على عمر، الدكتورة نظام محمد كمال، الدكتور كريم إبراهيم ثابت، والطالبة روان محمد عيسى رئيس اتحاد الطلاب، في إطار حرص الكلية على إشراك الطلاب في تنظيم الفعاليات الكبرى وصقل مهاراتهم القيادية والبحثية.