تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أحيت  الكنيسة الكاثوليكية اليوم الجمعة ذكرى وفاة الأب هنري بولاد يسوع (Henri Boulad) وهو شخصية بارزة ومعروفة في المجتمع المسيحي الكاثوليكي، وله إسهامات كبيرة في الفكر اللاهوتي والعمل الخيري. وهذه نبذة عن حياته وأعماله:
 ولد هنري بولاد في الإسكندرية، مصر، في 28 أغسطس 1931. ينتمي إلى عائلة مسيحية كاثوليكية من أصول لبنانية.


تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس الإسكندرية، وأبدى منذ صغره اهتمامًا بالفلسفة واللاهوت.
 التحق بكلية القديس يوسف في بيروت لدراسة الفلسفة واللاهوت، حيث تفوق في دراسته ونال درجة الليسانس في الفلسفة.
 تابع دراساته العليا في جامعة غرونوبل بفرنسا، حيث حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة.

انضم إلى الرهبنة اليسوعية، وهي من أكثر الرهبانيات الكاثوليكية تأثيرًا وانتشارًا في العالم. رسم كاهنًا في الكنيسة الكاثوليكية، وكرس حياته للخدمة الروحية والتعليم.

نشر الأب هنري بولاد العديد من الكتب التي تناولت موضوعات متنوعة مثل اللاهوت، الروحانية، الفلسفة، والحوار بين الأديان. من أبرز كتبه:

  - "نداء إلى العقل": يتناول فيه ضرورة التفكير العقلاني في الأمور الدينية.

  - "معنى الحياة": يبحث فيه عن الغايات الروحية والإنسانية للحياة.

شغل منصب مدير منظمة كاريتاس في مصر لفترة طويلة. كاريتاس هي منظمة إنسانية كاثوليكية تعمل على تقديم الدعم والمساعدة للفقراء والمحتاجين. تحت قيادته، نفذت كاريتاس العديد من المشاريع الخيرية في مصر، مثل:

  - برامج لتوزيع المواد الغذائية والملابس.

  - إنشاء مراكز تعليمية للأطفال المحرومين.

  - تقديم الرعاية الصحية المجانية في المناطق الفقيرة.

كان من الداعين النشطين للحوار بين الأديان، وسعى إلى بناء جسور التفاهم والتسامح بين المسلمين والمسيحيين في مصر. شارك في العديد من المؤتمرات والندوات الدولية التي تناولت موضوع الحوار بين الأديان، ومن أبرز جهوده:

  - تنظيم لقاءات ومناقشات بين رجال الدين المسلمين والمسيحيين.

  - كتابة مقالات وكتب تعزز من قيمة التفاهم والتسامح الديني.

  - إشرافه على برامج تعليمية تهدف إلى تعزيز الفهم المتبادل بين أتباع الديانات المختلفة.
 ركز الأب هنري بولاد على أهمية التسامح وقبول الآخر كجزء أساسي من الحياة المسيحية. كان يؤمن بأن الحوار المفتوح والصادق بين الأديان يمكن أن يسهم بشكل كبير في بناء مجتمعات أكثر سلامًا وعدالة.

اعتبر أن التعليم والتوعية هما السبيل الأمثل لتحقيق التفاهم المتبادل بين الأديان، وشدد على ضرورة تضمين موضوعات التسامح والحوار في المناهج التعليمية.

تحدث كثيرًا عن أهمية العلاقة الشخصية مع الله، وأكد على أن الروحانية العميقة والتأمل يمكن أن يعزز من حياة الفرد الروحية والإنسانية.

في كتبه ومقالاته، دعا الناس إلى تبني حياة روحية نشطة ومتأملة، مشيرًا إلى أن الروحانية يمكن أن تكون مصدرًا للقوة والإلهام في مواجهة تحديات الحياة.

حصل الأب هنري بولاد على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لجهوده في مجال العمل الخيري والديني، والحوار بين الأديان. هذه الجوائز جاءت من مؤسسات دينية واجتماعية مختلفة حول العالم.

بالإضافة إلى كتبه، ألقى الأب هنري بولاد العديد من المحاضرات وشارك في ندوات دولية حول قضايا دينية واجتماعية وإنسانية. كانت محاضراته تتميز بالعمق الفكري والروحاني، وتركز على القضايا المعاصرة التي تواجه الإنسان والمجتمع.

ترك الأب هنري بولاد إرثًا فكريًا وروحيًا غنيًا من خلال كتاباته وأعماله. كان يعتبر من الشخصيات الملهمة في الفكر المسيحي الحديث، وساهم بشكل كبير في تعزيز الفهم المتبادل بين الأديان والعمل من أجل العدالة الاجتماعية.

الأب هنري بولاد يسوع يمثل مثالاً للشخصية الدينية الملتزمة بالخدمة العامة، والتي سعت طوال حياتها لتحقيق الخير والتفاهم بين الناس من مختلف الأديان والخلفيات. أعماله ومساهماته ستظل مصدر إلهام للكثيرين حول العالم.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: بین الأدیان العدید من

إقرأ أيضاً:

نهلة الصعيدي: الأخوة الإنسانية جزء أساسي من رسالة الإسلام وتعزز التعايش السلمي بين الأديان

نظم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، اليوم الثلاثاء، ندوة بعنوان "احتفالية الأزهر باليوم العالمي للأخوة الإنسانية"، شاركت فيها أ.د/ نهلة الصعيدي، رئيس مركز تعليم الطلاب الوافدين، ومستشار شيخ الأزهر لشئون الوافدين،الأنبا إرميا، ‎الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، وأدار الندوة الدكتور محمد البحراوي  أستاذ الصحافة بإعلام الأزهر.

قالت الدكتورة نهلة الصعيدي، إن العالم بحاجة إلى تعزيز مفاهيم الأخوة والسلام، وبحاجة إلى فهم الآخر لأن ذلك يساعد في حل المشكلات،  وأكدت على أهمية تطبيق مبادئ الأخوة الإنسانية حيث أنها تعد جزءًا أساسيًا من رسالة الإسلام،  نظرًا لأن الدين الإسلامي حثَّ على تعزيز قيم التعاون والمساواة بين البشر جميعًا، وجاء الخطاب القرآني ليؤكد على أن الناس خلقوا ليتعارفوا ويتعاونوا، لا ليتصارعوا، وأضافت أن الإسلام يعتبر التنوع في البشر مصدرًا للغنى الحضاري، ويعزز من مبدأ السلام والتعايش بين مختلف الأديان والثقافات.

حكم من لا يستطيع الوفاء بالنذر.. أمين الفتوى يوضحما حكم حضور من لا يحتاج إليه في غسل الميت؟ .. الإفتاء تجيب

وأشارت الصعيدي إلى أن وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر مع بابا الفاتيكان تعتبر تطبيقًا عمليًا لتعاليم الدين الإسلامي، وتلخيصًا مهمًا لما جاءت به كل الأديان السماوية حيث جاءت كافية وشافية وشاملة لكل الفئات والأطياف والأديان، حيث أكدت على ضرورة التعايش السلمي واحترام الآخر، واهتمت بالمرأة  وأهمية تكريمها، وجعلت العمل الصالح هو أساس التكريم وليس اللون أو النوع، وبيَّنت الصعيدي أن المبادئ  والقيم التي جاءت بها وثيقة الأخوة  الإنسانية دعت إلى نبذ الكراهية والعنف، والعمل من أجل السلام العالمي، كما  شجعت على التفاهم والاحترام والفهم  المتبادل بين جميع الناس بغض النظر عن معتقداتهم أو ثقافاتهم. وعن دور الأزهر ورسالته، أكدت الصعيدي أنها رسالة عالمية منبثقة من رسالة الإسلام وهدي نبيه الذي دعا للسلام والتسامح، حيث عقد الأزهر الشريف  ملتقى الأخوة الإنسانية وملتقى الطلاب الوافدين للتأكيد على أهمية لغة الحوار وتعزيز قيم فهم الآخر، كما عززت مناهج الأزهر من القيم  الإنسانية الراقية، ولقد خلق الله الناس جميعا من نفس واحدة على اختلاف لغاتهم وثقافاتهم المختلفة، تربطهم صلة واحدة هي صلة الأخوة والإنسانية.

من جانبه أوضح الأنبا إرميا، ‎الأسقف العام - رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، أن احترام الآخر يعد من أصول الأديان كافة، حيث يُعتبر الإنسان أكرم مخلوقات الله وله مكانة عظيمة في جميع الأديان، مؤكدًا أن وثيقة الأخوة الإنسانية جاءت لتسليط الضوء على حقوق الإنسان وحمايتها، مشيرًا إلى أن دور علماء الدين لا يقتصر على التفسير الديني فقط، بل يشمل التطبيق الفعلي لهذه المبادئ في حياتنا اليومية، كما أشار إلى جهود الأزهر في تأسيس "بيت العائلة المصرية" الذي يعزز التعايش بين المسلمين والمسيحيين في مصر ويعمل على تعزيز روح الأخوة والتسامح بين أفراد المجتمع، مؤكدًا  أن بيت العائلة ليس فقط مؤسسة دينية، بل هو أيضًا منصة للحوار والتفاهم بين مختلف الأديان والثقافات، ويُسهم بشكل كبير في حل القضايا الاجتماعية والدينية بطريقة متوازنة وعادلة، ويمثل نموذجًا حقيقيًا للوحدة الوطنية والحوار بين الأديان.

وأشار الأنبا أرميا إلى أن الأديان السماوية جميعها تدعو إلى التسامح والتعايش المشترك والسلام، موضحًا أن القرآن الكريم جاء بالسلام وخاطب الناس جميعًا باختلاف ثقافاتهم وطالبهم أن يتعارفوا على المودة والمحبة والسلام، مؤكدًا أنه يجب على علماء الدين أن يكونوا قدوة في نشر قيم المحبة والتفاهم بين الناس، كما أنهم على اختلاف مذاهبهم ودياناتهم يتحملون مسؤولية كبيرة في تعزيز الوحدة بين البشر من خلال الحوار البنَّاء والتعاون في خدمة المجتمع، وأشار إلى أن الأخوة الإنسانية تقتضي احترام التنوع الثقافي والديني، والعمل معًا من أجل نشر السلام وتحقيق العدالة الاجتماعية، وهو ما يجب أن يسعى إليه كل عالم دين مخلص لرسالته، داعيًا الجميع إلى تعزيز الاحترام المتبادل والعمل سويًا من أجل إرساء دعائم السلام حول العالم.

مقالات مشابهة

  • قصور الثقافة تواصل تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة بالغربية
  • رمضان في لبنان.. روحانية عميقة وعادات متوارثة
  • رمضان في عُمان.. روحانية متجددة وتقاليد أصيلة
  • رئيس الوزراء يعلن عن استكشاف منطقة واعدة بها العديد من آبار البترول
  • أمسية روحانية للإنشاد بمعهد الموسيقى العربية
  • مفتي الجمهورية: نأمل أن تكون منبرًا يجمع بين الأصالة والتجديد
  • نهلة الصعيدي: الأخوة الإنسانية جزء أساسي من رسالة الإسلام وتعزز التعايش السلمي بين الأديان
  • تساؤلات فلسفية حول اللغة
  • الأخوة الإنسانية جزء أساسي من رسالة الإسلام وتعزز التعايش السلمي بين الأديان
  • «مكالمة الموت».. تفاصيل رحلة الصيد الأخيرة في حياة "عقرب".. المحكمة تعاقب الصيادين بالسجن المشدد 15 عامـًا.. التحريات: المتهمون لم يستجيبوا لتوسلات الضحية