بوتين يصف اتفاق مجموعة السبع بـالسرقة ويطالب بالتخلي عن 4 مناطق لبدء محادثات السلام
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
موسكو كييف "د ب أ" "أ ف ب": انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفاقا من جانب قادة مجموعة السبع لاستخدام عوائد الأصول الروسية المجمدة في مساعدة أوكرانيا ووصف الأمر بـ"السرقة" وتعهد بالانتقام.
وقال إن القوى الغربية مازالت تحاول "وضع أساس قانوني على الأقل" للقرار الذي اتخذته الخميس.
وأضاف في خطاب ألقاه بوزارة الخارجية بموسكو "ولكن رغم كل اللغط، السرقة سوف تظل سرقة.
وبدأت قمة مجموعة السبع الخميس، في جنوب إيطاليا بصفقة لإقراض أوكرانيا 50 مليار دولار من فوائد الأصول الروسية المجمدة. وتعمل المجموعة على اتاحة الأموال لأوكرانيا بحلول نهاية العام.
وقالت الحكومة الأمريكية إنه جرى تجميد نحو 280 مليار دولار من أموال البنك المركزي الروسي في الدول الغربية بسبب العقوبات المفروضة منذ الهجوم الروسي الشامل على أوكرانيا قبل أكثر من عامين. يشار إلى أن الجزء الأكبر من الأموال موجود داخل الاتحاد الأوروبي.
ومن المقرر أن تستخدم أوكرانيا التي مزقتها الحرب الأموال لتعزيز دفاعها العسكري ضد روسيا، وتمويل إعادة إعمار البنية التحتية بها وتمويل ميزانيتها.
التخلي عن 4 مناطق
في السياق أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم، أنه من أجل بدء مفاوضات السلام، يجب على أوكرانيا سحب قواتها من كامل أراضي المناطق الجديدة في روسيا، "من جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك الشعبيتين، ومقاطعتي خيرسون وزابورويجا".
وأشار بوتين إلى أن القتال سيتوقف فورا إذا ما وافقت السلطات في كييف على هذا الشرط، بحسب ما أوردته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
وأضاف الرئيس الروسي: "بمجرد أن تعلن كييف أنها مستعدة لمثل هذا القرار وتبدأ الانسحاب الحقيقي للقوات من هذه المناطق، وكذلك تبلغ رسميا برفض خطط الانضمام إلى الناتو، من جانينا سيتبع هذا الأمر بوقف إطلاق النار وبدء المفاوضات على الفور، حرفيا في نفس اللحظة. أكرر، سنفعل ذلك على الفور ... هذه شروط بسيطة للغاية".
وشدد بوتين على أن روسيا تتقدم اليوم باقتراح سلام حقيقي آخر، لكن إذا رفض الغرب وكييف هذا الاقتراح، فسيصبحون هم مسؤولون عن إراقة الدماء.
وكانت الحكومة في كييف رفضت التفاوض مع موسكو، حتى تغادر القوات الروسية الأراضي التي احتلتها، وقالت إن روسيا سوف تعيد تنظيم قواتها لتهاجم أوكرانيا مجددا حال تجمدت الحرب الحالية، بحسب ما ذكرته وكالة بلومبرج للأنباء.
كما أشار بوتين إلى أنه من أجل التوصل إلى تسوية سلمية، تحتاج موسكو إلى وضع أوكرانيا المحايد وعدم الانحياز والخالي من الأسلحة النووية، ونزع سلاحها وتطهيرها من النازية. وأكد أن هذا كان موقف روسيا المبدئي، الذي "اتفق عليه الجميع بشكل عام خلال مفاوضات إسطنبول عام 2022".
معارك "كثيفة"
أعلنت أوكرانيا الجمعة أن القوات الروسية ركزت قوتها النارية على جبهة بوكروفسك في منطقة دونيتسك (شرق)، حيث أدت ضربات ليلية إلى إصابة ستة أشخاص على الأقل.
وكانت روسيا أعلنت ضم المنطقة الصناعية إلى أراضيها في أواخر عام 2022، بعد أشهر من الغزو، وتحقق قواتها مكاسب تدريجية هناك.
وقال الجيش الأوكراني في إيجاز صحفي "جبهة بوكروفسك... هي الأكثر كثافة من حيث هجمات العدو".
في بلدة سيليدوف التي مزقتها الحرب قرب خط المواجهة في دونيتسك، قال مسؤولون إن ستة أشخاص أصيبوا في هجمات جوية روسية ليلية.
وشاهد صحفيون من وكالة فرانس برس في المكان بعد ساعات من الهجوم الجزء الداخلي من مركز تجاري وقد تحول إلى أكوام من المعدن والزجاج تحت سقف مدمر جزئيا.
أدت قوة الانفجار إلى تدمير مبنى مجاور، كما أدت إلى تحطم نوافذ المباني السكنية الواقعة على الجانب الآخر من الشارع.
وقال أوليغ، وهو أحد السكان ويبلغ 57 عاما، إنه سمع ضجيجا غريبا في حوالي الساعة التاسعة مساء الخميس.
وظن أن عدة مروحيات تحلق في سماء المنطقة حتى رأى الانفجار.
وشنّت كييف وموسكو عشرات الهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ خلال الليل، ما أدى إلى تضرر مخزن وقود في منطقة حدودية روسية.
وكثف الجانبان الهجمات الجوية عبر الحدود في الأسابيع الأخيرة، حيث استهدفت كييف منشآت الطاقة الروسية وأطلقت موسكو وابلا من الهجمات الانتقامية.
وأعلنت روسيا الجمعة إسقاط 87 مسيّرة أوكرانية خلال الليل، استهدفت 70 منها منطقة روستوف (جنوب) التي تضم مقر عملياتها العسكرية ضد كييف.
وقالت وزارة الدفاع "خلال الليل، أحبطت ... محاولة من جانب نظام كييف لتنفيذ هجوم إرهابي بمسيّرات".
وأضافت "في المجموع، أسقطت 87 مسيّرة أوكرانية فوق مناطق روسية" موضحة أن 70 مسيّرة أسقطت فوق روستوف، ست منها فوق كل من كورسك وفورونيج واثنتان فوق كل من منطقتي فولغوغراد وبيلغورود الحدوديتين مع أوكرانيا.
ولم تُسجل خسائر بشرية في روستوف، لكن الهجمات تسببت بانقطاع التيار الكهربائي في مناطق عدة، حسبما قال الحاكم الإقليمي فاسيلي غولوبيف على منصة تلغرام.
في فورونيج المحاذية لأوكرانيا، أصيب خزان وقود بأضرار طفيفة جراء تساقط حطام، بحسب الحاكم الإقليمي ألكسندر غوسيف.
من جهتها، قالت كييف إن دفاعاتها الجوية أسقطت 24 من أصل 31 صاروخا وطائرة مسيّرة أطلقت خلال الليل.
وأصيب ثلاثة أشخاص في هجوم بمسيّرة في منطقة سومي (شرق) ولحقت أضرار بعدة منازل في منطقة خاركيف المجاورة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: خلال اللیل فی منطقة
إقرأ أيضاً:
بشأن العقوبات على روسيا.. ماكرون يُشهر "اتفاق الإجماع"
قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الخميس، إن حلفاء أوكرانيا "اتفقوا بالإجماع" على وجوب إبقاء العقوبات على موسكو.
وتابع ماكرون بمؤتمر صحفي في ختام قمة باريس بشأن أوكرانيا: "هدفنا واضح تحقيق السلام عبر ضمان وجود أوكرانيا في أفضل وضع ممكن، سنواصل دعم أوكرانيا باعتبار ذلك ضرورة".
وأكمل ماكرون: "عملنا خلال قمة باريس على إنشاء تحالف من أجل السلام، ونعمل على تعزيز الموقف التفاوضي لأوكرانيا".
ولفت إلى أن "الجيش الأوكراني يجب أن يكون قويا ضمن الضمانات الأمنية الممنوحة لكييف، ويجب ضمان أن تبقى أوكرانيا حرة وأن لا تتعرض إلى اعتداء آخر".
واستضاف قصر الإليزيه في باريس قمة أوروبية رفيعة المستوى شارك فيها نحو 30 زعيماً ورئيس حكومة، في مقدمتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بدعوة من الرئيس الفرنسي، وذلك لمناقشة سبل دعم أوكرانيا عسكرياً وسياسياً في مواجهة روسيا، خاصة في ظل تراجع الدعم الأميركي لكييف.
وتأتي هذه القمة في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول قدرة الدول الأوروبية على تعويض الغياب الأميركي المتصاعد، خصوصاً بعد ما اعتُبر تقارباً نسبياً بين واشنطن وموسكو، وابتعاداً تدريجياً للولايات المتحدة عن الانخراط المباشر في الملف الأوكراني.