يحيى الكندي يروي قصة رحلة التصوير في عالم الفلك واستكشاف الكواكب والنجوم
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
التصوير الفلكي يحتاج إلى التحلي بالصبر والتخطيط ومتابعة الأحداث -
من بين الليل والنجوم والمجرات، يتجول مستمتعًا بالفن والعلم، ويسعى لاستكشاف أعماق الكون وتوثيق جماله، برصد لحظات لا تُنسى عبر عدسته تجسد جمالية السماء الليلية ومنظر النجوم المتلألئة والمجرات البعيدة.
ابتدأت رحلته بالغوص في عالم الفلك ومتابعة الأحداث الفلكية، لينطلق بعدها في رحلة تصويرية في سماء سلطنة عُمان، ومن خلال تجاربه يسعى إلى تعزيز فن التصوير الفلكي في سلطنة عُمان، وتوجيه الضوء على جمالية الكون وأهمية الحفاظ على السماء الليلية خالية من التلوث، ويروي أسرار عالم التصوير واستراتيجياته لرصد التقاطات توثق جماليات الكون، مع النجوم المتألقة والمجرات.
«عمان» تحاور المصور الفلكي يحيى الكندي الذي يحمل في عدسته قصصًا وصورًا تروي جمال السماء وعمق الكون..
ما الذي جذبك لهذا النوع من التصوير الفوتوغرافي ومتى بدأت به؟
- كانت بداياتي في التصوير الفلكي عند مشاهده بعض الصور من المصورين الفلكيين ومن خلال الأحداث الفلكية، بدأت في الذهاب معهم وكنت أكتفي بالمراقبة فقط بعدها في سنة 2020 بدأت في التصوير الفلكي وكانت المعدات محدودة إلى أن تعمقت وطورت من معداتي ووصلت إلى هذه المرحلة ولله الحمد.
ما التحديات التي تواجهك في التصوير الفلكي في سلطنة عمان؟
- التحديات الكبرى تتمثل في تقلبات الطقس، وكمصورين فلكيين الأهم لدينا أن تكون السماء صافية، وخالية من الغيوم والغبار ومن التلوث الضوئي، ويواجه المصور الفلكي تحديات مثل تقلبات الطقس والبيئة الطبيعية ولكننا نجد في ذلك التحدي إثراء للروح ودافعا للمحاولة والعطاء.
تعد سلطنة عمان وجهة مثالية لمحترفي التصوير الفلكي، ما الأماكن التي تعد مناسبة لرصد النجوم والمجرات؟
- نعم تعد سلطنة عمان منطقة جذب ليس على المستوى المحلي وحسب، وإنما على المستوى العالمي، وقمنا باستضافة مصورين من خارج سلطنة عمان وأبدوا إعجابهم بالتضاريس المتنوعة، وعلى سبيل المثال تعد محمية أضواء النجوم في جبال الحجر الغربي المقصد الأول وخاصة في فصل الصيف بسبب اعتدال الجو المناسب للمعدات، وبعدها عن التلوث الضوئي، كما توجد أماكن أخرى كصحاري ولاية أدم والمنطقة الوسطى، وفي الجنوب بمحاذاة الشريط الساحلي تعد أماكن مثالية لرصد النجوم والمجرات أو حتى الاستمتاع بمشاهدة جمال السماء.
كيف يمكن للمهتمين بالتصوير الفلكي البدء في هذه الهواية؟
- يمكن للمهتمين البدء في التصوير الفلكي من خلال مرافقة فرق الرصد التي يتم الإعلان عنها بين الفينة والأخرى، كما يتم الإعلان عن تجمعات للتصوير الفلكي ويكون بعضها مجانيا والبعض الآخر برسوم رمزية، وهناك يمكن الاستفادة من معرفة أنواع المعدات المستعملة ومواقع المجرات والنجوم والأحداث الفلكية.
هل لديك تجارب معينة أو قصص وراء تصويرك للنجوم والمجرات في سلطنة عمان؟
- بلا شك فعند الذهاب إلى الأماكن المظلمة والبعيدة عن ضجيج المدن يجب أن تصادف إحدى التجارب التي تبقى في مخيلتك كعبور كرة نارية قامت بإضاءة المكان من حولي، وعبور قطار أقمار «ستار لانك» والكثير من الأحداث المميزة.
هل تعتقد بأن هذا النوع من التصوير يمكن أن يسهم في تطوير السياحة الفلكية في عُمان؟
- بالتأكيد، ونحن نرجو من الجهات المختصة أن تدعم الجمعية الفلكية العمانية للسعي إلى تعريف المجتمع الخارجي عن المواقع المناسبة لرصد النجوم والمجرات في سلطنة عمان، وإقامة بعض المراصد الفلكية في محمية أضواء النجوم أو في المناطق الخالية من التلوث الضوئي، لتكون متاحة لجميع شرائح المجتمع سواء المحلية أو الدولية، فهي تعد مصدر دخل لهم، ناهيك عن كونها فرصة للتعريف بكنوز سلطنة عمان.
ما النصائح التي تقدمها للمبتدئين في مجال تصوير النجوم والمجرات في سلطنة عمان؟
- التصوير الفلكي هو نوع من أنواع التصوير المختلفة، ولكن يختلف بأن بعض الصور تحتاج إلى معالجة، وتحتاج إلى صبر للظهور بنتيجة مرضية، كتصوير أعماق السماء والمجرات البعيدة والسدم، ابتداء بالمعدات البسيطة، وكلما زادت المعرفة يقوم المصور بتطوير المعدات حسب الإمكانيات والاحتياجات.
ما الأدوات والمعدات التي تستخدمها في تصوير النجوم والمجرات؟
- هناك الكثير من المعدات التي تستخدم في التصوير الفلكي، منها الكاميرات المعدلة فلكيًا، والتلسكوبات، وأجهزة تتبع النجوم والعدسات الواسعة، أو العدسات بعيدة المدى، ويوجد معنا في سلطنة عمان محل متخصص ببيع المعدات الفلكية، ويعد مرجعا مهما للمصورين الفلكيين داخل سلطنة عمان.
كيف يؤثر الطقس والبيئة الطبيعية في عمان على فرصة رصد وتصوير النجوم؟
- يجب أن يكون المصور الفلكي على اطلاع دائم على نشرات الطقس، ولكن من خلال التجارب السابقة، يمكننا التنبؤ بالأماكن المناسبة في فصل الصيف، ويجب الابتعاد عن الأماكن الصحراوية والمكشوفة بسبب كثرة الأتربة والغبار التي توثر على المعدات وتجعل الرصد غير ممكن، بعكس فصل الشتاء حيث تكون المناطق الصحراوية هي المكان الأمثل للرصد الفلكي.
هل لديك أي توصيات للمهتمين بزيارة سلطنة عمان لغرض تصوير النجوم والمجرات.
- يجب على المهتمين بزيارة سلطنة عمان للتصوير الفلكي أن يكون لديهم تخطيط قريب المدى، لكي يتمكنوا من معرفه حالة الطقس والاستعانة بالشركات السياحية التي تنظم الرحلات إلى الصحاري والجبال، مع أخذ الاحتياطات اللازمة.
هل قمت بحضور أحداث أو فعاليات تتعلق بالفلك في سلطنة عمان؟ وإذا كان الأمر كذلك، ما التجارب التي اكتسبتها من خلالها؟
- لم يحالفني الحظ بالمشاركة في أحداث أو فعاليات رسمية تخص الفلك، ولكن أتيحت لي الفرصة بتقديم شرح وتحديد مواقع النجوم والتعريف بمعدات التصوير الفلكي لإحدى الفرق المهتمة بالفلك خلال رحلتهم إلى محمية أضواء النجوم.
هل لديك أي مشروعات أو مبادرات تهدف إلى تعزيز فن تصوير النجوم والمجرات في سلطنة عمان؟
- نعم توجد خطة بالتعاون مع الشركات السياحية في سلطنة عمان بإقامة دورات تصوير فلكي والتعريف بالفلك والمجرات في سلطنة عمان، لنقل تجاربنا، والتعريف بأهمية التصوير الفلكي، وتقديم نبذة عن الكنوز التي تحتضنها أجواء سلطنة عمان وموقعها الجغرافي المميز.
كيف تعتقد أنه يمكن للتصوير الفلكي أن يسهم في زيادة الوعي العام بأهمية السماء الليلية والكون عموما؟
- يمكن للتصوير الفلكي من خلال عرض الصور الملتقطة، التعريف بأهمية التقليل من استهلاك الأضواء خلال الفترة المسائية، وذلك بإظهار جمالية المناطق عندما تكون خالية من التلوث الضوئي.
ما أبرز اللحظات التي وثقتها في تصوير النجوم والمجرات في سلطنة عمان وكان لها تأثير خاص عليك؟
- هناك الكثير من اللحظات، وفي المقابل هناك الكثير من الأوقات لم يحالفنا الحظ في توثيقها، وقد قمت بتوثيق زخات شهب التوأميات التي صادفت شهر ديسمبر في ولاية أدم وتمكنت من رصد أكثر من 250 شهابا في ذروة الزخة، كما تمكنت من تصوير كوكبة الجبار (الجوزاء) من محمية أضواء النجوم في جبل السراة، وحالفني الحظ بتصوير مجرة «اندروميدا» التي تعد أقرب المجرات إلى مجرتنا. فضلا عن تصوير ذراع مجرة درب التبانة سواء كانت صورا منفردة أو فيديو يوثق لحظة شروق المجرة في الجبال أو المناطق الساحلية التابعة لمحافظة الوسطى.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: من التلوث من خلال
إقرأ أيضاً:
التضخم في سلطنة عمان من بين أدنى المعدلات عالميا
مسقط - العُمانية
ظلت ظاهرة التضخم المتفاقم عالميًّا موضع الاهتمام والمتابعة طوال السنوات الماضية لاحتواء معدلاته ضمن مستهدفات السياسات المالية والاقتصادية والاجتماعية لسلطنة عُمان, وتجنب تفاقمه للمعدلات التي شهدها الكثير من الدول المتقدمة والناشئة والنامية، مما أثر على نمو الاقتصاد وعلى مستويات المعيشة في هذه الدول.
وأدى تفشي الجائحة في عام 2020 وما صاحبها من إغلاقات وقيود على الحركة والأنشطة الاقتصادية إلى مشكلات في سلاسل التوريد والإمداد وحركة التجارة العالمية وارتفاع كلفة الخدمات وأسعار الغذاء، وواصلت الصعود بفعل تداعيات الأزمة في أوكرانيا وتأثيراتها على أسعار الطاقة والخدمات وكلفة الشحن والتأمين، والسلع الغذائية مثل الحبوب والبذور والزيوت النباتية والحليب، وأسفرت كافة هذه التطورات عن تفاقم التضخم عالميا ليصل إلى أعلى مستوياته خلال عام 2022.
وفي ظل هذه الأزمة، انعكست تأثيرات الارتفاعات العالمية على الأسواق المحلية مع استيراد الاحتياجات من السلع والمنتجات، وقد أسهمت التدابير والسياسات الاستباقية لسلطنة عمان في إبقاء معدلات التضخم عند مستوى معتدل حتى خلال ذروته عالميًّا في عام 2022, وكان التضخم في أسعار المستهلكين في سلطنة عُمان من بين أدنى المعدلات في العالم وضمن الحدود الآمنة المستهدفة في الخطة الخمسية العاشرة 2021-2025.
وتشير بيانات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أن متوسط معدل التضخم وفقا للأرقام القياسية لأسعار المستهلكين في سلطنة عُمان سجل نحو 1.7 بالمائة خلال الفترة من 2021-2023, وانخفض إلى ما يقل عن واحد بالمائة في نهاية عام 2023, وخلال العام الجاري 2024, بلغ معدل التضخم في أسعار المستهلكين نحو 0.8 بالمائة خلال الفترة من يناير حتى أكتوبر الماضي .
وتفاوتت معدلاته بين مختلف المحافظات حيث سجل التضخم أدنى المعدلات في محافظة جنوب الباطنة بنسبة 0.4 بالمائة, وبنسبة 0.6 بالمائة في محافظتي مسقط وظفار, وبنسبة 0,7 بالمائة في كلٍّ من محافظتي الظاهرة والبريمي, و0.8 بالمائة في محافظة شمال الباطنة, في حين تم تسجيل أعلى معدل للتضخم في محافظة جنوب الشرقية بنسبة 1.9 بالمائة وفي كل من محافظتي مسندم والوسطى بنسبة 1.6 بالمائة ومحافظة شمال الشرقية بنسبة 1.3 بالمائة ومحافظة الداخلية بنسبة 1.1 بالمائة, وبشكل عام يرتبط تفاوت معدلات التضخم على النطاق الجغرافي بعدد من العوامل أهمها الموقع الجغرافي ونشاط الاقتصاد المحلي في كل محافظة.
ويأتي تراجع التضخم على أساس سنوي بنهاية أكتوبر من عام 2024 مقارنة مع نفس الشهر من عام 2023 في ظل استقرار الأسعار القياسية لمجموعة السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى, ومجموعة الاتصالات, ومجموعة التبغ, وتراجع الأرقام القياسية لأسعار مجموعة النقل بنسبة 2.6 بالمائة, مع ارتفاع أسعار مجموعة السلع الشخصية المتنوعة والخدمات بنسبة 4.8 بالمائة ومجموعة المواد الغذائية والمشروبات غير الكحولية بنسبة 3.5 بالمائة ومجموعة الصحة بنسبة 3.2 بالمائة, مع زيادات محدودة في مجموعات المطاعم والفنادق, والملابس والأحذية, والأثاث والتجهيزات والمعدات المنزلية وأعمال الصيانة, والتعليم.
وأشار التقرير الصادر عن صندوق النقد الدولي في نوفمبر الماضي إلى تراجع التضخم في سلطنة عُمان إلى 0.6 بالمائة خلال الفترة من بداية العام الجاري وحتى نهاية الربع الثالث من العام الجاري 2024، مقابل نسبة تضخم بلغت 0.9 بالمائة في عام 2023, لتظل معدلات التضخم في أسعار المستهلكين عند مستويات منخفضة في سلطنة عمان.
وتتوقع وزارة الاقتصاد أن يظل معدل التضخم معتدلا وضمن المستهدفات على المدى المتوسط، كما تتابع الوزارة من خلال مؤشر تنافسية المحافظات تطورات التضخم في مختلف المحافظات بهدف تحديد تفاوتات الأسعار والعوامل المؤثرة على التغير في الأسعار للمساعدة في اتخاذ ما يلزم من إجراءات تحد من هذه التفاوتات وتحقق توازن الأسواق والأسعار.
وأكدت وزارة الاقتصاد على أن تعزيز الإنفاق الاجتماعي وعلى الخدمات الأساسية من الصحة والتعليم والإسكان يمثل أولوية حافظت عليها سلطنة عُمان لتحسين مستويات المعيشة وتخفيف أعبائها وترقية الخدمات حتى إبان فترة تأثر الوضع المالي للدولة بتبعات الجائحة وتراجع أسعار النفط, حيث تم إطلاق حزمة من المبادرات الاجتماعية التي أسهمت في مساندة الفئات المتأثرة بتبعات الأزمات العالمية.
ومن المتوقع أن ينخفض التضخم الكلي عالميًّا إلى نسبة 5.8 بالمائة في 2024, مما يشير إلى أن جهود البنوك المركزية تحقق نجاحا متزايدا في احتواء التضخم, وبناء على هذه التطورات, قام صندوق النقد الدولي بخفض توقعاته للتضخم خلال العام المقبل, وبعد أن كانت التوقعات تشير إلى معدل تضخم متوقع يبلغ 4.4 بالمائة في عام 2025، تم خفض التوقعات إلى 3.5 بالمائة مع حلول نهاية العام القادم 2025.