التصوير الفلكي يحتاج إلى التحلي بالصبر والتخطيط ومتابعة الأحداث -

من بين الليل والنجوم والمجرات، يتجول مستمتعًا بالفن والعلم، ويسعى لاستكشاف أعماق الكون وتوثيق جماله، برصد لحظات لا تُنسى عبر عدسته تجسد جمالية السماء الليلية ومنظر النجوم المتلألئة والمجرات البعيدة.

ابتدأت رحلته بالغوص في عالم الفلك ومتابعة الأحداث الفلكية، لينطلق بعدها في رحلة تصويرية في سماء سلطنة عُمان، ومن خلال تجاربه يسعى إلى تعزيز فن التصوير الفلكي في سلطنة عُمان، وتوجيه الضوء على جمالية الكون وأهمية الحفاظ على السماء الليلية خالية من التلوث، ويروي أسرار عالم التصوير واستراتيجياته لرصد التقاطات توثق جماليات الكون، مع النجوم المتألقة والمجرات.

«عمان» تحاور المصور الفلكي يحيى الكندي الذي يحمل في عدسته قصصًا وصورًا تروي جمال السماء وعمق الكون..

ما الذي جذبك لهذا النوع من التصوير الفوتوغرافي ومتى بدأت به؟

- كانت بداياتي في التصوير الفلكي عند مشاهده بعض الصور من المصورين الفلكيين ومن خلال الأحداث الفلكية، بدأت في الذهاب معهم وكنت أكتفي بالمراقبة فقط بعدها في سنة 2020 بدأت في التصوير الفلكي وكانت المعدات محدودة إلى أن تعمقت وطورت من معداتي ووصلت إلى هذه المرحلة ولله الحمد.

ما التحديات التي تواجهك في التصوير الفلكي في سلطنة عمان؟

- التحديات الكبرى تتمثل في تقلبات الطقس، وكمصورين فلكيين الأهم لدينا أن تكون السماء صافية، وخالية من الغيوم والغبار ومن التلوث الضوئي، ويواجه المصور الفلكي تحديات مثل تقلبات الطقس والبيئة الطبيعية ولكننا نجد في ذلك التحدي إثراء للروح ودافعا للمحاولة والعطاء.

تعد سلطنة عمان وجهة مثالية لمحترفي التصوير الفلكي، ما الأماكن التي تعد مناسبة لرصد النجوم والمجرات؟

- نعم تعد سلطنة عمان منطقة جذب ليس على المستوى المحلي وحسب، وإنما على المستوى العالمي، وقمنا باستضافة مصورين من خارج سلطنة عمان وأبدوا إعجابهم بالتضاريس المتنوعة، وعلى سبيل المثال تعد محمية أضواء النجوم في جبال الحجر الغربي المقصد الأول وخاصة في فصل الصيف بسبب اعتدال الجو المناسب للمعدات، وبعدها عن التلوث الضوئي، كما توجد أماكن أخرى كصحاري ولاية أدم والمنطقة الوسطى، وفي الجنوب بمحاذاة الشريط الساحلي تعد أماكن مثالية لرصد النجوم والمجرات أو حتى الاستمتاع بمشاهدة جمال السماء.

كيف يمكن للمهتمين بالتصوير الفلكي البدء في هذه الهواية؟

- يمكن للمهتمين البدء في التصوير الفلكي من خلال مرافقة فرق الرصد التي يتم الإعلان عنها بين الفينة والأخرى، كما يتم الإعلان عن تجمعات للتصوير الفلكي ويكون بعضها مجانيا والبعض الآخر برسوم رمزية، وهناك يمكن الاستفادة من معرفة أنواع المعدات المستعملة ومواقع المجرات والنجوم والأحداث الفلكية.

هل لديك تجارب معينة أو قصص وراء تصويرك للنجوم والمجرات في سلطنة عمان؟

- بلا شك فعند الذهاب إلى الأماكن المظلمة والبعيدة عن ضجيج المدن يجب أن تصادف إحدى التجارب التي تبقى في مخيلتك كعبور كرة نارية قامت بإضاءة المكان من حولي، وعبور قطار أقمار «ستار لانك» والكثير من الأحداث المميزة.

هل تعتقد بأن هذا النوع من التصوير يمكن أن يسهم في تطوير السياحة الفلكية في عُمان؟

- بالتأكيد، ونحن نرجو من الجهات المختصة أن تدعم الجمعية الفلكية العمانية للسعي إلى تعريف المجتمع الخارجي عن المواقع المناسبة لرصد النجوم والمجرات في سلطنة عمان، وإقامة بعض المراصد الفلكية في محمية أضواء النجوم أو في المناطق الخالية من التلوث الضوئي، لتكون متاحة لجميع شرائح المجتمع سواء المحلية أو الدولية، فهي تعد مصدر دخل لهم، ناهيك عن كونها فرصة للتعريف بكنوز سلطنة عمان.

ما النصائح التي تقدمها للمبتدئين في مجال تصوير النجوم والمجرات في سلطنة عمان؟

- التصوير الفلكي هو نوع من أنواع التصوير المختلفة، ولكن يختلف بأن بعض الصور تحتاج إلى معالجة، وتحتاج إلى صبر للظهور بنتيجة مرضية، كتصوير أعماق السماء والمجرات البعيدة والسدم، ابتداء بالمعدات البسيطة، وكلما زادت المعرفة يقوم المصور بتطوير المعدات حسب الإمكانيات والاحتياجات.

ما الأدوات والمعدات التي تستخدمها في تصوير النجوم والمجرات؟

- هناك الكثير من المعدات التي تستخدم في التصوير الفلكي، منها الكاميرات المعدلة فلكيًا، والتلسكوبات، وأجهزة تتبع النجوم والعدسات الواسعة، أو العدسات بعيدة المدى، ويوجد معنا في سلطنة عمان محل متخصص ببيع المعدات الفلكية، ويعد مرجعا مهما للمصورين الفلكيين داخل سلطنة عمان.

كيف يؤثر الطقس والبيئة الطبيعية في عمان على فرصة رصد وتصوير النجوم؟

- يجب أن يكون المصور الفلكي على اطلاع دائم على نشرات الطقس، ولكن من خلال التجارب السابقة، يمكننا التنبؤ بالأماكن المناسبة في فصل الصيف، ويجب الابتعاد عن الأماكن الصحراوية والمكشوفة بسبب كثرة الأتربة والغبار التي توثر على المعدات وتجعل الرصد غير ممكن، بعكس فصل الشتاء حيث تكون المناطق الصحراوية هي المكان الأمثل للرصد الفلكي.

هل لديك أي توصيات للمهتمين بزيارة سلطنة عمان لغرض تصوير النجوم والمجرات.

- يجب على المهتمين بزيارة سلطنة عمان للتصوير الفلكي أن يكون لديهم تخطيط قريب المدى، لكي يتمكنوا من معرفه حالة الطقس والاستعانة بالشركات السياحية التي تنظم الرحلات إلى الصحاري والجبال، مع أخذ الاحتياطات اللازمة.

هل قمت بحضور أحداث أو فعاليات تتعلق بالفلك في سلطنة عمان؟ وإذا كان الأمر كذلك، ما التجارب التي اكتسبتها من خلالها؟

- لم يحالفني الحظ بالمشاركة في أحداث أو فعاليات رسمية تخص الفلك، ولكن أتيحت لي الفرصة بتقديم شرح وتحديد مواقع النجوم والتعريف بمعدات التصوير الفلكي لإحدى الفرق المهتمة بالفلك خلال رحلتهم إلى محمية أضواء النجوم.

هل لديك أي مشروعات أو مبادرات تهدف إلى تعزيز فن تصوير النجوم والمجرات في سلطنة عمان؟

- نعم توجد خطة بالتعاون مع الشركات السياحية في سلطنة عمان بإقامة دورات تصوير فلكي والتعريف بالفلك والمجرات في سلطنة عمان، لنقل تجاربنا، والتعريف بأهمية التصوير الفلكي، وتقديم نبذة عن الكنوز التي تحتضنها أجواء سلطنة عمان وموقعها الجغرافي المميز.

كيف تعتقد أنه يمكن للتصوير الفلكي أن يسهم في زيادة الوعي العام بأهمية السماء الليلية والكون عموما؟

- يمكن للتصوير الفلكي من خلال عرض الصور الملتقطة، التعريف بأهمية التقليل من استهلاك الأضواء خلال الفترة المسائية، وذلك بإظهار جمالية المناطق عندما تكون خالية من التلوث الضوئي.

ما أبرز اللحظات التي وثقتها في تصوير النجوم والمجرات في سلطنة عمان وكان لها تأثير خاص عليك؟

- هناك الكثير من اللحظات، وفي المقابل هناك الكثير من الأوقات لم يحالفنا الحظ في توثيقها، وقد قمت بتوثيق زخات شهب التوأميات التي صادفت شهر ديسمبر في ولاية أدم وتمكنت من رصد أكثر من 250 شهابا في ذروة الزخة، كما تمكنت من تصوير كوكبة الجبار (الجوزاء) من محمية أضواء النجوم في جبل السراة، وحالفني الحظ بتصوير مجرة «اندروميدا» التي تعد أقرب المجرات إلى مجرتنا. فضلا عن تصوير ذراع مجرة درب التبانة سواء كانت صورا منفردة أو فيديو يوثق لحظة شروق المجرة في الجبال أو المناطق الساحلية التابعة لمحافظة الوسطى.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من التلوث من خلال

إقرأ أيضاً:

دكتورة عمانية تحصد جائزة المنظمة العالمية للفيزياء الطبية

"عمان": منحت المنظمة العالمية للفيزياء الطبية الدكتورة زكية بنت سالم الرحبية جائزة العام في الفيزياء الطبية لعام ٢٠٢٤، ممثلة عن منطقة الشرق الأوسط، وتمنح هذه الجائزة السنوية للمتميزين في هذا المجال تكريمًا للإسهامات البارزة للمتخصصين، الذين يتم تسليط الضوء على كفاءاتهم وخبراتهم في المجال.

وقالت الدكتورة زكية الرحبية أخصائية أولى فيزيائي طبي، ومشرف حماية إشعاعية بالمستشفى السلطاني : الجائزة تفتح آفاقا واسعة للتقدم العلمي وتعزز من مكانة سلطنة عمان في المحافل العالمية وافتخر في حصولي على الجائزة العالمية وفخر لبلدي عمان لأنها تضيف رصيدا من الإنجازات التي سترفع اسم سلطنة عمان في المنظمات العالمية .. وأسعى إلى تمكين الكوادر العمانية في هذا المجال من مناصب قيادية، إيمانا مني بقدرات العمانيين. ونتطلع إلى تعزيز مشاركة سلطنة عمان وحضورها الفعّال في المحافل والمؤتمرات العلمية التخصصية والتعريف بأهمية التخصص في المجال الصحي والصناعي.

وأوضحت أن الجائزة جاءت نتيجة إسهاماتها في المجال، حيث توليت عدة مناصب مهمة كعضوة في المنظمة العالمية للفيزياء الطبية، ومجموعة النساء، ورئيسة لجنة الجوائز والتكريم في فيدرالية الشرق الأوسط للفيزياء الطبية، ونشر العديد من أوراق العمل والبحوث العلمية التي تخدم المجال الطبي في المجلات الطبية المرموقة وإقامة حلقات عمل تدريبية والمشاركة في تنظيم مؤتمرات مثل مؤتمر الشرق الأوسط للفيزياء الطبية ٢٠٢٣ الذي يعد من المؤتمرات العلمية المهمة، ودعوتي إلى الانضمام في تنظيم عدة مؤتمرات دولية ستقام العام المقبل بالتعاون مع منظمات عالمية.

مقالات مشابهة

  • سفير البحرين: سلطنة عمان تشهد نقلة نوعية في كافة قطاعاتها
  • نُطلق اعلانات الشارقة للكتاب في سلطنة عُمان لأن القارئ العماني نهم
  • دكتورة عمانية تحصد جائزة المنظمة العالمية للفيزياء الطبية
  • اختتام أعمال دورة المفتشين الوطنيين والتدريب على رأس العمل لمراقبة الجودة
  • سامر إسماعيل وآسر ياسين وناصر الدوسري ونيكولا معوض يدخلون عالم المرأة
  • "نماء لتوزيع الكهرباء" تختتم مشاركتها في "مؤتمر كهرباء الخليج" بالبحرين
  • وفد عُماني يطلع على التجربة القطرية في التنمية الاجتماعية
  • منجزات من أجل الإنسان
  • صادم: أكاديمي يمني يكتشف نسخة منه دون علمه!
  • إطلاق التشغيل التجريبي لتطبيق TaxiF في سلطنة عمان