بوابة الوفد:
2025-03-06@03:28:13 GMT

ماذا يعنى بناء الإنسان المصرى؟!

تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT

من اللافت للنظر أن خطاب التكليف للوزارة الجديدة قد تضمن ربما لأول مرة فى مصر عبارة «بناء الإنسان»، وهى عبارة لها دلالات عديدة وتثير تساؤلات كثيرة لعل أولها وأهمها، وماذا كانت تبنى الحكومات السابقة؟! أليست هذه هى الأولوية الأولى لأى حكومة؟! وبعيدا عن هذا السؤال المربك الذى يشير إلى أننا لا نعرف أن المهمة الأولى للحكومة فى أى مجتمع سياسى هو أنها فى خدمة الانسان الذى تمثله والمفروض أنها تسهر على مصلحته وتوفر له كل الخدمات التى تجعله يشعر بأنها فى خدمته وحريصة على تلبية مطالبه.


أقول بعيدا عن ذلك، فان أول أولويات بناء الانسان فى العمل السياسى هو الاهتمام بصحته وتعليمه، ولذلك نجد الدول المتقدمة بحق تحرص على أن توفر لمواطنيها جميعا وعلى قدم المساواة تأمينا صحيا شاملا وعلاجا مجانيا على أعلى مستوى من احترام آدمية الانسان وكرامته، كما توفر له ولأبنائه تعليما مجانيا تماما وخاصة فى مراحل التعليم قبل الجامعى كما تضمن له إمكانية مواصلة تعليمه المجانى فى أرقى الجامعات فى حال تفوقه. فأين نحن من ذلك؟!
إننا نعيش فى ظل نظام سياسى ديمقراطى بالاسم فقط، فلا رعاية صحية حقيقية ولا تعليم جيد؛ إذ ليس لدينا نظام صحى محترم يقدم الخدمة الصحية المجانية للمواطن! وليس لدينا نظام تعليمى يكفل التربية والتعليم المناسبين لتخريج المواطن الصالح القادر على مواجهة تحديات العصر بعقلية منفتحة! والسؤال الآن هو: كيف يتوفر للمواطن المصرى ذلك خاصة وأن هذا أصبح بموجب الوعى الرئاسى وخطاب التكليف الوزارى أولوية للعمل الوطنى فى المرحلة القادمة؟!
فى اعتقادى الشخصى أنه لو صدقت النوايا وتوفرت الإمكانيات فان التغلب على التحديات فى مجال الصحة ممكن؛ لأنه على حد علمى بدأ تطبيق نظام التأمين الصحى الشامل فى بعض محافظات الجمهورية وكل المطلوب هو الإسراع بتطبيق هذا النظام على جميع محافظات الجمهورية حتى يشمل كل المواطنين الفقراء منهم والأثرياء مهما كانت التكاليف المادية لذلك؛ فرعاية المواطنين صحيا وعدم قلق المواطن على صحته وصحة أفراد أسرته أيا كان وضعه الطبقى والوظيفى يعد عامل الاستقرار والأمان الأهم للمواطن وسيترتب عليه توقف الكثير من صور الفساد المجتمعى نظرا لأن الكثير منها سببه هذا الخوف الذى يعانيه الإنسان المصرى من نوائب المستقبل وعدم قدرته على مواجهتها بمفرده وبإمكانياته المحدودة.
أما فى مجال التعليم فالمشكلة معقدة والتحديات واسعة ومتشعبة لأن الخلل فى نظامنا التعليمى كبير ولا حدود له، وكل هذه الاختلالات والمشكلات فى نظامنا التربوى والتعليمى تعود من وجهة نظرى إلى سبب واحد وهو استسلام الحكومات المتعاقبة منذ ما قبل ثورة 1952م حتى الآن إلى تقليد واستنساخ النظم التعليمية الناجحة فى الغرب والشرق دون أن نحاول بجدية ولمرة واحدة أن نضع استراتيجية مصرية خالصة واضحة المعالم تتناسب مع عقلية وظروف الانسان المصرى وتلبى حاجات وطموحات المجتمع المصرى فى تحقيق طفرة نهضوية تقوم على تنشئة الطفل المصرى على المعرفة العلمية من خلال التعرف على قدراته وتنميتها بطريقة سلسة ومتدرجة عبر المراحل التعليمية المختلفة والتحلى فى ذلك بمرونة كافية تكفل للأبناء الانتقال بسلاسة ويسر من مرحلة تعليمية إلى أخرى دون خوف الامتحانات واستغلال المدارس والمعلمين.
ولا شك أن أخطر ما يواجهنا من تحديات فى ذلك هو توفير الإمكانيات المادية التى تكفل بناء الفصول والمدارس الكافية لاستيعاب كل أبناء الدولة، وتوفر فى ذات الوقت إمكانية رفع رواتب المعلمين من الحضانة إلى الجامعة إلى درجة تمكنهم بحق من حياة كريمة مرفهة تعيدهم إلى ممارسة دورهم الحقيقى – المفقود فى ظل النظام الحالى – فى التربية والتعليم وأن يكونوا قدوة حسنة ومثلا أعلى لتلاميذهم وطلابهم فى كل المراحل.
ولنتأكد أنه اذا حدث ذلك من خلال استراتيجية مصرية خالصة يتمصر معها التعليم فى مصر ويقضى فيه على كل صور التعليم الأجنبى بحيث يقتصر على أبناء الجاليات الأجنبية فقط ككل دول العالم الواعى المتحضر الحريص على هوية أبنائه وتربيتهم على قيمه العليا والقومية، أقول إنه لو امتلكنا الجرأة والشجاعة وحدث ذلك بالفعل سنكون بحق على بداية الطريق الحقيقى للاستقلال والنهوض؛ فالتعليم لن يتطور فى مصر ويخلق جيلا منتميا ومتطورا وقادرا على صنع التقدم لبلده الا بالقضاء بداية على كل التشوهات والعورات الموجودة فيه أولا! فهل من مجيب يا من تنشدون بناء الانسان المصرى؟!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإنسان المصرى الطفل المصري نحو المستقبل

إقرأ أيضاً:

حليمة تبحث مع تيته سبل التعاون لدعم وبناء القدرات في مجال حقوق الانسان و العدالة

ليبيا – وزيرة عدل الدبيبة تلتقي هانا تيته لبحث دعم الانتخابات وتعزيز حقوق الإنسان ⚖️???? ???? دعم الجهود الأممية في ليبيا

???? التقت وزيرة العدل بحكومة “الوحدة”، حليمة إبراهيم، الثلاثاء، بالممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، هانا تيته، لبحث سبل التعاون المشترك.

???? وفقًا لما أعلنه المكتب الإعلامي لوزارة العدل، ناقش اللقاء:
أهمية استمرار الجهود الأممية لدعم تمكين الشعب الليبي من ممارسة حقه في الانتخابات.
التعاون بين الوزارة وبعثة الأمم المتحدة في مجالات حقوق الإنسان والعدالة.
سبل دعم وبناء القدرات القانونية في ليبيا وتعزيز سيادة القانون.

???? يأتي هذا الاجتماع في إطار التنسيق بين ليبيا والأمم المتحدة لدفع العملية السياسية وتعزيز العدالة، بما يخدم تطلعات الليبيين نحو الاستقرار والديمقراطية.

 

مقالات مشابهة

  • حليمة تبحث مع تيته سبل التعاون لدعم وبناء القدرات في مجال حقوق الانسان و العدالة
  • جامعة قناة السويس تنظم برنامجا تدريبيا لتعزيز بناء الإنسان والشخصية القوية
  • علي جمعة يكشف مفاجأة: لو كان دارون صح لماذا لم يتحول قرد إلى إنسان
  • الدكتور خالد عبدالغفار في حلقة خاصة عن بناء الإنسان المصري في بودكاست "بداية جديدة"
  • وزيرة العدل تستقبل «تيته».. بناء القدرات في مجال «حقوق الإنسان»
  • إغلاق نظام الذكاء الاصطناعيّ التابع لوزارة التعليم الإسرائيليّ بسبب رفضه اعتبار الشهيد يحيى السنوار إرهابيًا .. تفاصيل
  • الاحتلال يتعمد “إبادة المدارس” لتدمير نظام التعليم بغزة
  • حقوق الانسان تعرب عن قلقها من التحول الجذري في توجهات واشنطن
  • ‎التعليم تُعلن إلغاء شرط الإقامة في وظائف العقود المكانية للمعلمين
  • لجنة حقوق الانسان ناقشت موضوع الحريات العامة