ماذا يعنى بناء الإنسان المصرى؟!
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
من اللافت للنظر أن خطاب التكليف للوزارة الجديدة قد تضمن ربما لأول مرة فى مصر عبارة «بناء الإنسان»، وهى عبارة لها دلالات عديدة وتثير تساؤلات كثيرة لعل أولها وأهمها، وماذا كانت تبنى الحكومات السابقة؟! أليست هذه هى الأولوية الأولى لأى حكومة؟! وبعيدا عن هذا السؤال المربك الذى يشير إلى أننا لا نعرف أن المهمة الأولى للحكومة فى أى مجتمع سياسى هو أنها فى خدمة الانسان الذى تمثله والمفروض أنها تسهر على مصلحته وتوفر له كل الخدمات التى تجعله يشعر بأنها فى خدمته وحريصة على تلبية مطالبه.
أقول بعيدا عن ذلك، فان أول أولويات بناء الانسان فى العمل السياسى هو الاهتمام بصحته وتعليمه، ولذلك نجد الدول المتقدمة بحق تحرص على أن توفر لمواطنيها جميعا وعلى قدم المساواة تأمينا صحيا شاملا وعلاجا مجانيا على أعلى مستوى من احترام آدمية الانسان وكرامته، كما توفر له ولأبنائه تعليما مجانيا تماما وخاصة فى مراحل التعليم قبل الجامعى كما تضمن له إمكانية مواصلة تعليمه المجانى فى أرقى الجامعات فى حال تفوقه. فأين نحن من ذلك؟!
إننا نعيش فى ظل نظام سياسى ديمقراطى بالاسم فقط، فلا رعاية صحية حقيقية ولا تعليم جيد؛ إذ ليس لدينا نظام صحى محترم يقدم الخدمة الصحية المجانية للمواطن! وليس لدينا نظام تعليمى يكفل التربية والتعليم المناسبين لتخريج المواطن الصالح القادر على مواجهة تحديات العصر بعقلية منفتحة! والسؤال الآن هو: كيف يتوفر للمواطن المصرى ذلك خاصة وأن هذا أصبح بموجب الوعى الرئاسى وخطاب التكليف الوزارى أولوية للعمل الوطنى فى المرحلة القادمة؟!
فى اعتقادى الشخصى أنه لو صدقت النوايا وتوفرت الإمكانيات فان التغلب على التحديات فى مجال الصحة ممكن؛ لأنه على حد علمى بدأ تطبيق نظام التأمين الصحى الشامل فى بعض محافظات الجمهورية وكل المطلوب هو الإسراع بتطبيق هذا النظام على جميع محافظات الجمهورية حتى يشمل كل المواطنين الفقراء منهم والأثرياء مهما كانت التكاليف المادية لذلك؛ فرعاية المواطنين صحيا وعدم قلق المواطن على صحته وصحة أفراد أسرته أيا كان وضعه الطبقى والوظيفى يعد عامل الاستقرار والأمان الأهم للمواطن وسيترتب عليه توقف الكثير من صور الفساد المجتمعى نظرا لأن الكثير منها سببه هذا الخوف الذى يعانيه الإنسان المصرى من نوائب المستقبل وعدم قدرته على مواجهتها بمفرده وبإمكانياته المحدودة.
أما فى مجال التعليم فالمشكلة معقدة والتحديات واسعة ومتشعبة لأن الخلل فى نظامنا التعليمى كبير ولا حدود له، وكل هذه الاختلالات والمشكلات فى نظامنا التربوى والتعليمى تعود من وجهة نظرى إلى سبب واحد وهو استسلام الحكومات المتعاقبة منذ ما قبل ثورة 1952م حتى الآن إلى تقليد واستنساخ النظم التعليمية الناجحة فى الغرب والشرق دون أن نحاول بجدية ولمرة واحدة أن نضع استراتيجية مصرية خالصة واضحة المعالم تتناسب مع عقلية وظروف الانسان المصرى وتلبى حاجات وطموحات المجتمع المصرى فى تحقيق طفرة نهضوية تقوم على تنشئة الطفل المصرى على المعرفة العلمية من خلال التعرف على قدراته وتنميتها بطريقة سلسة ومتدرجة عبر المراحل التعليمية المختلفة والتحلى فى ذلك بمرونة كافية تكفل للأبناء الانتقال بسلاسة ويسر من مرحلة تعليمية إلى أخرى دون خوف الامتحانات واستغلال المدارس والمعلمين.
ولا شك أن أخطر ما يواجهنا من تحديات فى ذلك هو توفير الإمكانيات المادية التى تكفل بناء الفصول والمدارس الكافية لاستيعاب كل أبناء الدولة، وتوفر فى ذات الوقت إمكانية رفع رواتب المعلمين من الحضانة إلى الجامعة إلى درجة تمكنهم بحق من حياة كريمة مرفهة تعيدهم إلى ممارسة دورهم الحقيقى – المفقود فى ظل النظام الحالى – فى التربية والتعليم وأن يكونوا قدوة حسنة ومثلا أعلى لتلاميذهم وطلابهم فى كل المراحل.
ولنتأكد أنه اذا حدث ذلك من خلال استراتيجية مصرية خالصة يتمصر معها التعليم فى مصر ويقضى فيه على كل صور التعليم الأجنبى بحيث يقتصر على أبناء الجاليات الأجنبية فقط ككل دول العالم الواعى المتحضر الحريص على هوية أبنائه وتربيتهم على قيمه العليا والقومية، أقول إنه لو امتلكنا الجرأة والشجاعة وحدث ذلك بالفعل سنكون بحق على بداية الطريق الحقيقى للاستقلال والنهوض؛ فالتعليم لن يتطور فى مصر ويخلق جيلا منتميا ومتطورا وقادرا على صنع التقدم لبلده الا بالقضاء بداية على كل التشوهات والعورات الموجودة فيه أولا! فهل من مجيب يا من تنشدون بناء الانسان المصرى؟!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإنسان المصرى الطفل المصري نحو المستقبل
إقرأ أيضاً:
لانتظام الطلاب بالمدارس وقياس مستواهم|وزير التعليم يؤكد على تمسكه بتطبيق نظام التقييمات
أكد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ، على أنه لا تراجع عن تطبيق نظام التقييمات لطلاب المدارس ، مؤكداً أن تلك التقييمات تعد أحد العوامل الهامة لتقييم مستوى الطلاب وانتظامهم بالمدارس
وشدد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ، على ضرورة مواصلة الانضباط داخل المدارس والمتابعة بشكل يومي لنسب حضور الطلاب، مشددًا على أهمية مواصلة الزيارات الميدانية لمتابعة العملية التعليمية بالمدارس.
وكان قد عقد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اجتماعًا مساء اليوم، مع مديري ووكلاء المديريات التعليمية بمختلف المحافظات، لمتابعة انضباط سير العملية التعليمية على مستوى الجمهورية، واستعراض الاجراءات والاستعدادات المتعلقة بامتحانات نصف العام الدراسى لمراحل النقل والشهادة الإعدادية.
وفى مستهل الاجتماع وجه الوزير الشكر والتقدير لجميع القيادات التعليمية بالمديريات التعليمية فى جميع المحافظات على جهودهم خلال الفترة السابقة، والنتائج الإيجابية الملموسة التى طرأت فى الواقع الميدانى للعملية التعليمية، قائلًا: "أعتز بالعمل معكم، فقد حققتم إنجازات غير مسبوقة على الأرض، ويجب أن تفخروا بما أنجزتموه لصالح وطننا".
واستعدادا لامتحانات نصف العام الدراسي، شدد السيد الوزير محمد عبد اللطيف على مسئولية المديريات التعليمية عن ضمان سير امتحانات النقل بمراحلها المختلفة والشهادة الإعدادية بالشكل اللائق.
وأكد الوزير على أهمية إجراء امتحانات آمنة سواء فى مراحل النقل أو الشهادات، مشددا على أهمية النجاح في القضاء على أي ظواهر سلبية قد تظهر خلال فترة الامتحانات كما تم النجاح في القضاء على الكثافات الطلابية، وسد العجز في المعلمين، وكذلك عودة الطلاب للمدارس.
كما وجه الوزير بالاختيار الجيد لرؤساء اللجان والملاحظين، فى العملية الامتحانية من خلال مديرى الإدارات التعليمية، مشددًا على منع اصطحاب الهواتف المحمولة للمراقبين والملاحظين وكل القائمين على الامتحانات داخل اللجان الامتحانية، فضلًا عن تكثيف إجراءات منع اصطحاب الطلاب الهواتف المحمولة.
ووجه الوزير كذلك بالتأكيد على تعليمات ضبط سير العملية الامتحانية، ومنها منع مراقبة أى معلم مادة أثناء امتحان مادته، وعدم مراقبة الملاحظ الذى لديه موانع، بالإضافة إلى عدم نقل أى معلم من مدرسته إلى مكان آخر أثناء العام الدراسى إلا بعد العرض على لجنة من الوزارة؛ وذلك من أجل صالح الطالب، فضلًا عن مراعاة توزيع المعلمين فى القرى بالمناطق البعيدة والمتطرفة.