الأخضر واليابس.. دعوة للتفكير

أثار تقدم مصر 100 مركز فى الترتيب العالمى لمؤشر جودة الطرق لتحتل المركز الـ18 عالميا.. العديد من ردود الأفعال المتباينة.. وقد اتخذت هذه الردود على مواقع التواصل الاجتماعى شكلاً ساخراً.. خاصة بعد تصريح أحد الإعلاميين فى تعليقه على الخبر بأن الطرق فى مصر أفضل من أمريكا.. ورغم صحة هذا الوصف.. إلا أنه قوبل بالسخرية والاستهزاء.

. وهو ما يطرح العديد من الأسئلة.. التى اعتبرها هنا مجرد دعوة للتفكير وليس حكماً مسبقاً.
نعم الطرق فى مصر أفضل من الطرق فى أمريكا.. فقد قضت مصر قرابة العشر سنوات فى إنشاء وإعادة تطوير الطرق.. تكلفت الكثير.. وجميعنا يعلم الثمن الذى دفعناه فى ذلك.. لكن مثل هذه المقارنات لا يمكن أن تتوقف عند حد الأرقام فقط.. فقد تكون بعض الطرق فى أمريكا أكثر ضيقاً وخطورة من مثيلتها فى مصر.. لكن فى المقابل هناك التزام صارم بقواعد المرور لا يقبل التهاون أو التسامح مع متجاوز مهما كانت وظيفته فى الدولة.. وهو ما يجعل تصور الانسدادات المرورية التى ألفناها فى مصر أمر صعب الحدوث فى تلك الطرق الضيقة.. وفى المقابل نجد أن نصف مساحات الشوارع فى مصر تم حجزها مقدماً للباعة الجائلين وأصحاب المحلات.. أضف إلى ذلك سرطان «التوكتوك» الذى ضرب شوارع مصر.. لنجد على أرض الواقع المقارنة بين سيولة مرورية فى طريق ضيق ومتعرج.. وانسداد قاتل فى طريق فسيح ومنبسط!.. إذن الفارق هنا فى النظام وتطبيق القانون على الجميع.. وهو فارق وجودى حقاً وفاصل بين دول فى مقدمة ركب الحضارة وأخرى فى ذيله.
وهنا أيضاً تكون المقارنة.. بين طرق خضراء تسر الناظرين.. تبعث على البهجة فى النفوس.. فأينما وجهت ناظريك لفهما الخضار يميناً وشمالاً.. ما بين أشجار وورود من كل شكل ولون.. مثمر وغير مثمر.. وطرق أخرى ازدادت تصحراً بقطع أشجارها عن عمد.. لتزداد كآبة وبؤسا..
ولن أتحدث هنا عن البعد البيئى وجودة الهواء.. ونسب الأكسجين والتلوث ودرجات الحرارة.

المصدر: بوابة الوفد