فى البداية لا بد أن ننبه لأمر مهم وخطير للغاية لا بد أن يتنبه له عقلاء هذه الأمة، كل فى مجال تخصصه، هذا الأمر هو أنه ينبغى وضع القضية الفلسطينية نصب الأعين، بل ضرورة ملحة أن تكون الشغل الشاغل لكل عربى ومسلم، ولا بد ألا نتجاهلها مهما حاول البعض تهميشها أو تجاهلها.
لماذا؟!، لسببين رئيسيين، أولهما، أن أهل الشتات -(الكائن الصهيونى ولا أقول الكيان، لأن الكائن من الممكن أن يكون أو لا يكون فهو فى طريقه إلى الزوال وهذا وعد الله، أما الكيان فهو مؤسس على أرضية صلبة متأصل الجذور، يدافع عن أصوله بكل ما توافر له من قوة)- لن يتركنا ولو حتى لحظة نهنأ فيها وبها فسيبذل قصارى جهده دفاعاً عن معتقده الفاسد وأنهم أصحاب حق وما هم كذلك.


لذا راحوا يستدرون عطف كل من على شاكلتهم عن طريق المداهنة والمغلوبية، فانجر خلفهم معظم دول الغرب الأوروبى وأمريكا كل لحاجة فى نفسه.
أما السبب الثانى، فلنتعقله جيداً وهو أن صراع الصهاينة مع العرب والمسلمين ليس صراعا حدوديا، تقسيم أراضٍ وخلافه، وإنما قطعة الأرض غرضهم من السيطرة عليها للتمكين الوجودى وخلق هوية لهم، لماذا، لأنهم بلا هوية ولا شخصانية ولا ذاتية وإنما شتات كتب عليهم التيه فى الأرض، فما أن سنحت لهم الفرص إلا واستغلوها استغلال الثعالب المتربصة بفريستها.
فالهدف المنشودة والضالة المفقودة تكوين هوية من لا هوية له ومن هنا راح حكماء آل صهيون إلى السعى الحثيث لتحقيق بروتوكولاتهم الإجرامية، وما أن وعدهم بلفور إلا وانقضوا على فلسطين انقضاض الثعالب.
لذا نقول لقد آن الأوان أن تستفيق أمتنا العربية والإسلامية من غفلتها وتستفيق من سباتها العميق، فالتاريخ لا يرحم أحداً، وسيسجل من تصدى لهذا العدوان الهمجى الغاشم ومن تخاذل، وقبل التاريخ يسجل الله تعالى هذه الشهادات ويسأل عنها الجميع، وستسجل الإنسانية والضمير الإنسانى، ما يحدث من مشاهد القتل والهدم ووأد الأطفال واغتصاب النساء وهدم المنازل وحرق الناس أحياء، وقتل الصحفيين بدم بارد.
لن ينسى الله تعالى كل هذه الشناعات (وما كان ربك نسيا).
إن أمتنا العربية والإسلامية تعيش الآن لحظة فارقة فى تاريخها وتاريخ نضالها ضد هذا المحتل الغاشم، قاتل الأطفال الخدج فى حضاناتهم، سارق البسمة من على شفاه الصغار والكبار، نظام وليس بنظام، نظام مجرم وجد من يساعده على تحقيق فاشيته القذرة عن طريق أفعاله الدنيئة التى يندى لها جبين الشرفاء من أحرار العالم أولئك الذين تمثلت الإنسانية فيهم، فلم يتخذوا العنصرية سبيلا لهم وإنما تعاملوا مع الإنسان بما هو كذلك، إنسان كرمه الإله فى كتبه المقدسة، لكن أنى هؤلاء الأوغاد الصهاينة ومن عاونهم ومن شايعهم من هذه الإنسانية، فأفعالهم ترقى مراقى شريعة الغاب.
نعم فعلوا كل ما أتيح لهم من قذارات لشيطنة المقاومة الفلسطينية، أولئك الأبطال عباد ورهبان بالليل، مجاهدون بالنهار، وظفوا كل ما اتيح لهم من إمكانيات للذود والدفاع عن أراضيهم فكانوا حقاً رجالاً، نعم الرجال، تخرجوا من مدرسة الأنفاق فأربكوا حسابات هؤلاء الغدرة، وأتوهم من حيث لم يحتسبوا فأمعنوا فيهم القتل وساموهم صنوف العذاب ولم لا وهم أهل الحق وأصحاب الأرض، فحملوا السلاح صغيرهم قبل كبيرهم، نساؤهم قبل رجالهم، العلماء، أساتذة الجامعات، جميعهم على قلب رجل واحد.
لذا أصرخ بأعلى صوتى وأقول أفيقى يا أمة محمد ولا تنشغلى بسفاسف الأمور، لا تنخدعوا بالشعارات البراقة معدومة المضمون، لا تنشغلوا بقضايا مصطنعة لشغلكم عن قضيتنا الأم، قضيتنا الرئيسية، لا تنشغل بمن ضرب فلان، وفلان أقام دعوى قضائية ضد فلان، وإنشاء كيانات لترد على كيانات، فكل ذلك فى ملتى واعتقادى ملهاة عن الهدف الأسمى، ألا وهو الحفاظ على ذواتنا وهويتنا وعروبتنا وإسلامنا وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا ومبادئنا.
فهل نحن منتهون؟!، استقيموا يرحمكم الله واستووا.
أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

السيسي في إسبانيا .. فرص استثمارية كبرى في الطاقة والفندقة.. ونتوجّه لأن نكون مركزًا للصناعات البحرية

الرئيس السيسي
تقديم كافة التسهيلات لشركات السياحة الإسبانية 
حريصون على جذب كبرى السلاسل الفندقية العالمية
نتوجه لأن تكون مركزاً للصناعات البحرية وخدماتها
مصر تقدم فرص إستثمارية كبرى في قطاع الطاقة
تسهيلات وحوافز جاذبة للشركات الأجنبية للعمل في مصر
تذليل أي عقبات أمام المستثمرين

وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الإسبانية مدريد في زيارة رسمية إلى مملكة إسبانيا، حيث أكد خلال لقاءاته على حرص مصر على تقديم كافة التسهيلات لشركات السياحة الإسبانية، وجذب كبرى السلاسل الفندقية العالمية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجالات الصناعات البحرية والطاقة المتجددة.

استقبال رئيس مجموعة "بارسيلو" الإسبانية:

استقبل الرئيس السيسي في مقر إقامته بالعاصمة مدريد سيمون بارسيلو، رئيس مجموعة "بارسيلو" الإسبانية، إحدى أهم الشركات العالمية في قطاع الفنادق والسفر. وأشار السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إلى أن اللقاء تناول الفرص الاستثمارية المتاحة في قطاع السياحة والفنادق في مصر، في إطار خطة الدولة لزيادة عدد السائحين إلى 30 مليون سائح سنويًا، ووضع مقاصد سياحية مصرية على خريطة السياحة العالمية.

وأكد الرئيس السيسي التزام الدولة بتقديم كافة التسهيلات اللازمة للشركات الإسبانية المتخصصة في السياحة والخدمات الفندقية، معربًا عن تطلع مصر لتعزيز الشراكة مع مجموعة "بارسيلو" لزيادة معدلات السياحة الإسبانية إلى مصر.

استقبال رئيس شركة "نفانتيا" الإسبانية:

كما استقبل الرئيس ريكاردو دومينجيز جارثيا، رئيس مجلس إدارة شركة "نفانتيا" الإسبانية العاملة في بناء السفن وصيانتها ونظم الطاقة المتجددة. وناقش اللقاء فرص التعاون مع الشركة في مجال الصناعات البحرية، حيث أكد الرئيس اهتمام مصر بتوطين هذه الصناعات وتحويل البلاد إلى مركز إقليمي للصناعات البحرية وخدماتها.

وتطرق اللقاء أيضًا إلى أنشطة الشركة في إنتاج الطاقة المتجددة، بما في ذلك الهيدروجين الأخضر والأمونيا، حيث أبدت الشركة اهتمامًا بالاستثمار في مصر، نظرًا للمقومات التي تتمتع بها البلاد في قطاع الطاقة. وأكد الرئيس السيسي حرص الدولة على توفير التسهيلات والحوافز الجاذبة للشركات الأجنبية، وتذليل العقبات أمام المستثمرين لتعزيز الاستثمارات في مصر.

توجهات مصر الاستثمارية:

أكد الرئيس السيسي خلال لقاءاته أن مصر تقدم فرصًا استثمارية كبرى في قطاعات السياحة والصناعات البحرية والطاقة المتجددة، معربًا عن تطلع مصر لتعزيز التعاون مع الشركات الإسبانية الرائدة في هذه المجالات. كما شدد على التزام الدولة بتقديم كافة التسهيلات اللازمة لجذب الاستثمارات الأجنبية، ودعم الشركات العاملة في السوق المصري.

تأتي هذه الزيارة في إطار جهود مصر لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول الأوروبية، وجذب الاستثمارات الأجنبية لدفع عجلة التنمية الاقتصادية في البلاد.

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر : موقف أمَّتَيْنا العربية والإسلامية ضد تهجير الفلسطينيين مُشرف
  • شيخ الأزهر بمؤتمر الحوار الإسلامي: «موقف أمتينا العربية والإسلامية ضد تهجير الفلسطينيين مشرف»
  • انقلاب وفوضى في واشنطن!
  • السيسي في إسبانيا .. فرص استثمارية كبرى في الطاقة والفندقة.. ونتوجّه لأن نكون مركزًا للصناعات البحرية
  • الدكتورة هبة النجار: الرزق ليس مالا فقط وإنما هناك نعم خفية
  • "أبوظبي للغة العربية" يصدر "الحلوى والسكاكر: تاريخ عالمي"
  • موعد رؤية هلال رمضان 2025 في مصر والعواصم العربية والإسلامية
  • غانتس: الثمن الذي دفعناه باهظ و يجب أن نكون على استعداد لتقديم تنازلات مؤلمة
  • محمد حسنين هيكل.. محطات في حياة «الجورنالجي» صانع تاريخ الصحافة العربية
  • السفير حسام زكي: احتمالية تاريخ تأجيل عقد القمة العربية بضعة أيام لأسباب لوجستية