عملت مصر منذ أواخر العام الماضي، وتحديدا في ديسمبر الماضي، بعد نجاح مفاوضات الهدنة الأولى في نوفمبر 2023، على محاولة إفشال الخطط الإسرائيلية لاقتحام مدينة رفح الفلسطينية، مستخدمة كل أدواتها السياسية والدبلوماسية، ضمن جهودها الأساسية، للتواصل مع طرفي الصراع ومع كل الأطراف العربية والدولية المعنية، لخفض التصعيد وتقليل الفجوات بين إسرائيل وحماس، للوصول لصفقة تبادل الأسرى، واتفاق هدنة مؤقتة، يكون مقدمة لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار.

ثبات دور مصر لدعم الأزمة في قطاع غزة

مر هذا المسار بعدد من المحطات، ارتكزت جميعها بشكل أساسي، على المبادرة التي قدمتها مصر لوقف العمليات القتالية في قطاع غزة، التي قدمت حلولا تدريجية ومرحلية قابلة للتطبيق حول القضايا الأساسية، وهي وقف القتال وإعادة الرهائن والمساعدات الإغاثية وإعادة الإعمار، تمهيدا لدء المسار السياسي.

كان الموقف المصري ولا يزال، ثابتا منذ اللحظة الأولى لاندلاع العمليات العسكرية في قطاع غزة، وركز على ضرورة خفض التصعيد، والتوصل إلى اتفاق يتم بمقتضاه وقف إطلاق النار، وتبادل المحتجزين والأسرى، بما يحقن دماء المواطنين الفلسطينيين المدنيين في القطاع.

استند الدور المصري في جوهره، على منطلقات تتعلق بالخبرة السياسية في المفاوضات منذ سنوات طويلة، وإلى معرفة عميقة وصلات وطيدة بالأطراف المعنية، استطاعت القاهرة الحفاظ عليها بالرغم من العديد من المتغيرات الجيوسياسية التي مرت بها منطقة الشرق الأوسط على مدار العقود الماضية.

مصر تمتلك قنوات خاصة لا تتوافر لغيرها

كما تمتلك مصر قنوات خاصة لا تتوافر لغيرها، وفرت القاهرة من خلالها، مخرجا للأطراف من مأزق الحرب بدون أفق من منطلق أساسي، وهو الحفاظ على مصالح الشعب الفلسطيني، وضمان رفض التهجير وتصفية القضية الفلسطينية وأي من المخططات الأخرى.

تبنت مصر خطابًا واحدًا لم تحد عنه منذ بداية الحرب، وهو وقف الحرب وإدخال المساعدات، والعمل على تطبيق حل الدولتين كحل نهائي، مع مراعاة الأمن القومي والمصلحة الوطنية لمصر كحجر زاوية في جميع التحركات.

ارتكزت فاعلية الدور المصري في مسار التهدئة، من كون القاهرة شريكا دوليا موثوقا به من الولايات المتحدة والأوروبيين، وكذلك من الأطراف الإقليمية ذات الصلة بالحرب في غزة، حيث مثلث عودة العلاقات بين القاهرة والدوحة تسهيلا لعملية التفاوض التي كانت قطر والولايات المتحدة جزءا منها.

ومن ثم منحت هذه المقدمات القاهرة، مرونة في حراكها الدبلوماسي وقضاء أوسع للتقدم بمقترحات ذات قبول عند حركة حماس وإسرائيل، كما تمثل القاهرة الرقم الأهم في ترتيبات ما بعد الحرب في غزة انطلاقا من عدد من النقاط أبرزها الحدود الجغرافية المشتركة بينها وبين قطاع غزة وأن الأمر كله يندرج تحت بند الأمن القومى المصري.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قطاع غزة العدوان على غزة قوات الاحتلال اسرائيل جهود مصر لدعم غزة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

في ذكرى وفاتها.. نادية لطفي أيقونة السينما المصرية التي لا تغيب (بروفايل)

 


يوافق اليوم الثلاثاء 4 فبراير ذكرى رحيل الفنانة الكبيرة نادية لطفي، إحدى أبرز نجمات العصر الذهبي للسينما المصرية، التي حفرت اسمها بأحرف من نور في تاريخ الفن. ولدت عام 1937 بحي عابدين في القاهرة، واسمها الحقيقي بولا محمد مصطفى شفيق، درست في المدرسة الألمانية، وحصلت على الدبلوم عام 1955، وكان والدها يعمل محاسبًا ومحبًا للفن، ما ساعدها على صقل شغفها بالتمثيل منذ الطفولة.

الفنانة نادية لطفي
6 أفلام خالدة ضمن قائمة أفضل 100 فيلم مصري

قدمت نادية لطفي عشرات الأعمال السينمائية التي شكلت بصمة في تاريخ السينما، ونجحت ستة من أفلامها في دخول قائمة أفضل 100 فيلم مصري، وهي:
• الناصر صلاح الدين (1963) – جسدت فيه دور “لويز” الفتاة الصليبية، في أحد أعظم أفلام التاريخ الحربي.
• المستحيل (1965) – دراما رومانسية مأخوذة عن رواية مصطفى محمود، حيث قدمت شخصية مركبة ببراعة.
• أبي فوق الشجرة (1969) – شاركت العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في آخر أفلامه، وحقق نجاحًا استثنائيًا.
• الخطايا (1962) – أحد أبرز الأفلام الاجتماعية التي ناقشت فكرة الأبوة والذنب، بجانب عبد الحليم حافظ.
• السمان والخريف (1967) – مأخوذ عن رواية نجيب محفوظ، حيث أدت دور “ريري” ببراعة.
• المومياء (1969) – شاركت كضيفة شرف في تحفة شادي عبد السلام السينمائية.

 

تكريم مستمر رغم الرحيل

لم يقتصر إرث نادية لطفي على السينما فقط، بل امتد تأثيرها ليشمل مواقف وطنية وإنسانية لا تُنسى، فقد لعبت دورًا بارزًا في دعم القضية الفلسطينية وزيارة الجرحى خلال حرب أكتوبر. وفي بداية 2025، كرمها الجهاز القومي للتنسيق الحضاري بإدراج اسمها في مشروع “عاش هنا”، حيث تم وضع لافتة تحمل اسمها وعنوان منزلها في جاردن سيتي، تخليدًا لذكراها وإسهاماتها الفنية والوطنية.

 

رحلت نادية لطفي عن عالمنا في 4 فبراير 2020، لكنها بقيت خالدة في وجدان عشاق السينما، كرمز للأناقة والموهبة والوعي الفني الذي جعلها إحدى أيقونات الفن العربي.

مقالات مشابهة

  • أشرف العربي يستعرض رؤية شاملة لتجاوز الأزمة الاقتصادية المصرية
  • في ذكرى وفاتها.. نادية لطفي أيقونة السينما المصرية التي لا تغيب (بروفايل)
  • الخارجية تحتفل بمرور 100 عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية المصرية التركية
  • برلماني: الدبلوماسية المصرية أعادت الهدوء والاستقرار للمنطقة
  • أستاذ علوم سياسية: مصر تلعب دورا محوريا في وقف إطلاق النار بغزة
  • حسام عبد الغفار يوضح الجهود المصرية في استقبال المصابين والمرضى من قطاع غـزة
  • تباطؤ نمو قطاع التصنيع في الصين
  • المؤسسة العسكرية المصرية فى عصر الإمبراطورية ندوة بـ متحف سوهاج
  • القاهرة الإخبارية: الأجهزة الأمنية الروسية لم تكشف عن هوية ضحايا انفجار موسكو
  • مباحثات بين وزير الخارجية السوداني علي يوسف مع نظيره المصري بدر عبد العاطي