أحمد ياسر يكتب: الاتفاق النووي الأمريكي السعودي: التداعيات الإقليمية
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
أشارت العديد من التقارير الإعلامية إلى أن المملكة العربية السعودية تقترب من "صفقة ضخمة" مع الولايات المتحدة، تُعرف "الصفقة الضخمة" أيضًا باسم "الصفقة الكبرى" لأن الاتفاقية من شأنها أن تعزز العلاقات الأمريكية السعودية بشكل كبير، نظرًا لأنها تتضمن اتفاقية دفاع مشترك وتعاونًا في التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والبرنامج النووي المدني.
في 19 مايو 2024، زار مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، المملكة العربية السعودية لإجراء مناقشات، بما في ذلك اتفاقية التعاون النووي المدني، وبموجب خطة إصلاح رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تهدف المملكة العربية السعودية إلى توليد طاقة متجددة كبيرة وخفض الانبعاثات، مع لعب الطاقة النووية دورًا مهمًا.
في البداية، كانت هذه الصفقة مرتبطة بتطبيع السعودية علاقاتها مع إسرائيل، ومع ذلك، تصر السعودية على أن التطبيع يجب أن يشمل اعتراف إسرائيل بمسار يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية، وهو ما تعارضه إسرائيل، مما يؤدي إلى تعليق التطبيع.
كانت طموحات المملكة العربية السعودية في مجال الطاقة النووية بطيئة نسبيًا مقارنة بالإمارات العربية المتحدة، بعد إنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة في الرياض عام 2010، أعلن المسؤولون السعوديون عن خطط لبناء 16 مفاعلًا نوويًا لتوليد 20 % من كهرباء المملكة بحلول عام 2032.
وبحلول عام 2017، حدد المشروع الوطني السعودي للطاقة الذرية برنامجًا نوويًا مدنيًا، يضم محطات طاقة نووية كبيرة، ومفاعلات معيارية صغيرة، وأنشطة دورة الوقود، وعلى الرغم من هذه الرؤية الطموحة، فإن التقدم في مشاريع المفاعلات النموذجية الصغيرة كان بطيئا، حيث تتضمن الخطط الآن مفاعلين كبيرين فقط للطاقة النووية.
ولكن..ما هي الآثار التي يمكن أن تترتب على هذا الاتفاق النووي المدني؟
يمكن أن تؤثر هذه الصفقة بشكل كبير على القطاعين الاقتصادي والصناعي، مما يضع الصناعات الأمريكية في مكان يمكنها من تأمين عقود لبناء محطات الطاقة النووية السعودية مع منح الولايات المتحدة المزيد من التأثير على أسعار النفط السعودي، والتي تفضل إبقاءها منخفضة قبل الانتخابات.
ومن الناحية الجيوسياسية، تأمل الولايات المتحدة أن تعرض على السعودية اتفاقًا نوويًا مدنيًا، وضمانات أمنية، ومسارًا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل تطبيع الرياض علاقاتها مع إسرائيل.
قد يكون السماح بإنشاء مصنع لتخصيب اليورانيوم تديره الولايات المتحدة في المملكة العربية السعودية أكثر قبولًا من الناحية السياسية من إنشاء مصنع سعودي يتم تشغيله على المستوى الوطني، بما يتماشى مع المبادئ التوجيهية لمجموعة الموردين النوويين للتخفيف من مخاطر الانتشار.
ومع ذلك، هناك مخاوف من أن يؤدي هذا الاتفاق إلى سباق نووي في الشرق الأوسط، إذا غيرت الولايات المتحدة سياسة منع الانتشار النووي وسمحت للسعودية بالتخصيب، فقد يؤدي ذلك إلى سلسلة من ردود الفعل حيث قد تعيد الإمارات التفاوض على اتفاقها النووي، ويمكن لدول مثل تركيا ومصر أن تلجأ إلى روسيا والصين من أجل محطات التخصيب الخاصة بها.
ويتفاقم خطر الانتشار النووي بسبب انهيار الجهود الدولية لمنعه وزيادة التهديدات باستخدام الأسلحة النووية، أو إطلاقها في الفضاء الخارجي.
يمكن في كثير من الأحيان استخدام اتفاقيات التعاون لتحسين أو إنشاء شراكة استراتيجية: في حالة المملكة العربية السعودية، يعد التعاون النووي بمثابة وسيلة للتنافس بنشاط مع الصين وروسيا، ومن الممكن أن تساعد الاتفاقية الولايات المتحدة على التنافس مع الصين وروسيا من خلال تعزيز التعاون التكنولوجي والتحالفات الاستراتيجية.
ومن خلال الشراكة مع المملكة العربية السعودية في التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة النووية، يمكن للولايات المتحدة الحفاظ على التفوق التكنولوجي، ويمكن لهذه الصفقة أيضًا أن تعزز النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط، ومواجهة مبادرة الحزام والطريق الصينية والوجود العسكري الروسي.
علاوة على ذلك، يمكن أن يقلل من اعتماد السعودية على النفط، ويقلل من نفوذ الصين، ويضع الشركات الأمريكية في موقع يسمح لها بالسيطرة على سوق الطاقة النووية الإقليمية، مما يقلل من الفرص المتاحة للصناعات الصينية والروسية.
ومع ذلك، فإن المملكة العربية السعودية ليست حريصة بشكل خاص على الشراء المباشر للمفاعلات النووية من الولايات المتحدة ولكنها تريد موافقة الولايات المتحدة للدخول في تعاون مع دول أكثر قدرة وخبرة لبناء محطات للطاقة النووية في وقت قصير وبتكلفة منخفضة نسبيًا.. مثل كوريا الجنوبية.
ادعاءات الخبراء بأن السماح للسعوديين بتطوير قدرات نووية يشكل مخاطر معينة وليس فرصًا على المستوى الدولي لأنه سيؤدي إلى قيام دول أخرى في المنطقة بتقليد نفس الشيء وبالتالي التسبب في انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط الذي يعاني بالفعل من عدم الاستقرار..
ومن ثم فإن الأمر يستلزم أن يسعى المسؤولون إلى إيجاد توازن بين المشاركة وتحديات منع الانتشار النووي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: احمد ياسر ايران اخبار فلسطين غزة السعودية الاتفاق النووي السعودي محمد بن سلمان الانتخابات الرئاسية الايرانية الاتفاق النووي جو بايدن ولي العهد السعودي أخبار مصر المرشد الايرانى الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 المملکة العربیة السعودیة الولایات المتحدة الطاقة النوویة نووی ا
إقرأ أيضاً:
هيئة الرقابة النووية تختتم أعمال الاجتماع الفني لتعزيز الأمن النووي وتقييم الإنذارات الإشعاعية
انطلق من القاهرة الاجتماع الفني حول العمليات والأدوات الخاصة بالتفتيش الثانوي وتقييم الإنذارات الإشعاعية تحت رعاية هيئة الرقابة النووية والإشعاعية المصرية (ENRRA)،
يُعقد الاجتماع بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) يجمع نخبة من الخبراء والمتخصصين من مختلف أنحاء العالم لتعزيز الأمن والسلامة النووية والإشعاعية، وخاصة على صعيد تحسين إجراءات الكشف عند الحدود.
وفي كلمته خلال الاجتماع رحب الدكتور سامي شعبان رئيس مجلس إدارة هيئة الرقابة النووية والإشعاعية بالحضور قائلاً: "يسرنا أن نستضيف هذا الاجتماع المهم في القاهرة، بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ونسعد بوجود هذه الكوكبة من الخبراء الدوليين الذين يجمعهم هدف واحد هو تعزيز الأمن النووي والإشعاعي من خلال تبادل الخبرات والمعرفة."
وأشار إلى أهمية التفتيش الثانوي في تأمين النقاط الحدودية ومنع تسرب المواد المشعة غير المصرح بها. وأكد أن هذه العمليات تمثل طبقة إضافية من الحماية، تسهم في تحسين الاستجابة وسرعة اتخاذ القرارات الدقيقة عند التعامل مع الإنذارات الإشعاعية.
وأضاف إن الاجتماع الفني هذا يوفر فرصة لتبادل الخبرات وعرض أحدث الابتكارات في هذا المجال بما يساهم في اثقال قدرتنا المشتركة على الكشف والاستجابة للمخاطر النووية والإشعاعية، بما يضمن الأمن والسلامة للجميع.
وقد شهدت فعاليات الاجتماع خلال اليوم الرابع زيارة إلى مقر هيئة الرقابة النووية والإشعاعية حيث اصطحب الدكتور مصطفى درويش رئيس ادارة الدعم الفني والمعامل السادة الخبراء والمشاركين إلى معامل الهيئة والمجهزة على أعلى مستوى حيث شهدت الزيارة عدد من الجلسات التفاعلية وعروض عملية شارك فيها ممثلون من دول عدة، من بينها لبنان وألبانيا وكندا وسلوفاكيا، قاموا بعرض تجاربهم في مجال التفتيش الثانوي. كما تم عقد جلسات متخصصة لاستعراض التقنيات الحديثة مثل تطبيقات الذكاء الاصطناعي والخوارزميات المتقدمة لدعم عمليات الكشف.
وفي ختام الفعاليات شدد رئيس الهيئة على أهمية المشاركة الفعالة قائلاً: "أشجع جميع الحاضرين على الاستفادة من الجلسات والزيارات الميدانية للمختبرات، وطرح الأسئلة، ومشاركة التحديات، ووجه الشكر للمشاركين والمنظمين، معربًا عن تقديره الخاص للسيد جيانغ نجوين و جيرالدين تشي من الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تقديمهم العروض التقديمية التي وضعت الأساس القوي للاجتماع.
IMG-20241122-WA0009 IMG-20241122-WA0010 IMG-20241122-WA0008 IMG-20241122-WA0007 IMG-20241122-WA0003 IMG-20241122-WA0004 IMG-20241122-WA0005 IMG-20241122-WA0001 IMG-20241122-WA0002