إزالة الألغام الروسية تكلف أوكرانيا 40 مليار دولار خلال عقد وأكثر
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
تواجه أوكرانيا أزمة كبيرة حيث تنتشر الألغام على مساحات كبيرة من أراضيها، في ظل الغزو الروسي الذي بدأ منذ نحو 18 شهرًا، وسط تقديرات بأن هذه الألغام ستكلف كييف مليارات الدولارات وعدد كبير من الضحايا على مدار عقد تقريبًا.
وكشف تقرير لمجلة "نيوزويك"، السبت، أن أوكرانيا تعاني من أكبر وجود للألغام والأجسام غير المنفجرة منذ الحرب العالمية الثانية.
ونقلت المجلة عن مايك نيوتن، المسؤول بمنظمة "هالو تراست - HALO Trust" غير الحكومية المتخصصة في إزالة الألغام، قوله إن خلال العام الماضي تم إجراء مقارنات بالوضع أثناء الأزمات في البوسنة والهرسك وكرواتيا في غرب البلقان "لكن بلا شك اتضح أن هذا الوضع هو الأسوأ في أوروبا وربما في العالم منذ الحرب العالمية الثانية".
وكشفت الحكومة الأوكرانية أن مساحة تصل إلى 170 ألف كيلومتر باتت مزروعة بالألغام أو بالأجسام التي لم تنفجر.
وفي الوقت الذي تتقدم فيه القوات الأوكرانية لاستعادة المناطق التي احتلتها روسيا منذ بدء الغزو، تبذل كييف جهودًا كبيرة على مستوى البلاد لإزالة الألغام قد تستغرق عقدا من الزمن وتكلف نحو 40 مليار دولار.
وتخطط كييف لإزالة الألغام من 80٪ من المساحة المتضررة خلال عشر سنوات،
من جانبه يقول نيوتن لنيوزويك، إن هذه خطة طموحة وبناء على الخبرات السابقة حول العالم، من المحتمل أن يتطلب الأمر عقودا لتتمكن من حل المشكلة، والحياة بشكل طبيعي دون معوقات.
ويرى رئيس المركز الأوكراني للشراكة الدولية، أناتولي بولكوفنيكوف، أن الحكومة الأوكرانية تحتاج إلى نحو 35 عاما لإنجاز مثل هذه المهمة.
ولفت في حديثه لنيوزويك، إلى أن تقديرات الخبراء تشير إلى وجود أكثر من مليون جسم خطير في المناطق المتضررة بأوكرانيا.
ولفت نيوتن إلى أن عملية زرع الألغام في المناطق جنوب وشرقي أوكرانيا بواسطة القوات الروسية، تمت بشكل "متعمد ومدروس" لحرمان أوكرانيا من الاستفادة بمساحات كبيرة من أراضيها "في محاولة لزعزعة استقرارها وشل الاقتصاد وإرهاب السكان".
وأشار التقرير إلى أن مثل هذه السلوكيات الروسية، جعلت السكان خائفين من العودة إلى منازلهم في مدن مثل خاركيف وميكولايف بعد مغارة القوات الروسية منها، وأوضح نيوتن أنه متيقن من استمرار روسيا في مثل هذه التحركات في مستقبل الحرب الدائرة.
كانت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، يوليا سفيريدينكو، صرحت الشهر الماضي، بأن حلفاء كييف تعهدوا بتخصيص 244 مليون دولار بالإضافة إلى معدات خاصة من أجل جهود إزالة الألغام في البلاد، وفقا لوكالة رويترز.
وأضافت سفيريدينكو، التي تشغل منصب وزيرة الاقتصاد أيضا: "مهمتنا ليست فقط إزالة الألغام من المنطقة بأكملها من أجل إنقاذ أرواح الناس، وإنما أيضا تسريع هذه المهمة... هذه مسألة انتعاش اقتصادي لأنه كلما أسرعنا في استخراج الألغام من الأرض، تطور العمل عليها بشكل أسرع".
وزرعت روسيا الألغام في مساحات شاسعة من أراضي أوكرانيا بعدما أوقفت هجومها في بداية الغزو، في النصف الأول من العام الماضي، قبل أن تنقل قواتها إلى الشرق.
وقدرت وزارة الخارجية الأميركية، في أوائل ديسمبر، أن نحو 160 ألف كيلومتر مربع من الأراضي الأوكرانية ربما تحتوي على ألغام ومتفجرات. وهذه المساحة تقارب نصف مساحة ألمانيا.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
سفير بالخارجية الروسية: القوات الأوكرانية أطلقت أكثر من 30 قذيفة على لوجانسك
مع مواصلة الحرب الروسية الأوكرانية، قال روديون ميروشنيك، سفير المهام الخاصة بوزارة الخارجية الروسية، إن القوات الأوكرانية أطلقت أكثر من 30 قذيفة على ضاحية كريمينايا في جمهورية لوجانسك الشعبية.
ووفق لوكالة الأنباء الروسية "تاس"، قال الدبلوماسي عبر حسابه بتطبيق التواصل الاجتماعي تليجرام: "شنت القوات الأوكرانية هجومًا واسع النطاق على كريمينايا في جمهورية لوجانسك الشعبية، وهناك إصابات.. وتم إطلاق أكثر من 30 قذيفة، بما في ذلك الذخائر العنقودية، على إحدى ضواحي كريمينايا.. ولحقت أضرار جسيمة بالمباني السكنية ومبنى المكاتب، وحتى الآن، تم الإبلاغ عن إصابة مدني".
وأضاف أن الجزء الأكبر من المدينة يشهد انقطاعًا طارئًا للتيار الكهربائي.
وفي سياق متصل، كان ميروشنيك، صرح لوكالة تاس، أمس أن المفاوضات المحتملة مع أوكرانيا يجب أن تُعتبر المرحلة النهائية للعملية الخاصة لتنفيذ جميع المهام التي حددها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنها لا تؤدي بأي حال من الأحوال إلى تجميد الصراع.
وقال سفير المهام الخاصة بوزارة الخارجية الروسية:"إن تجربة المفاوضات على منصات نورماندي وجنيف ومينسك وإسطنبول تعطي فكرة واضحة عن مستوى المتلاعبين الذين قد نواجههم وما هي قيمة ضماناتهم ووعودهم حقًا، ويجب النظر إلى المفاوضات باعتبارها المرحلة النهائية للعملية الخاصة لمعالجة جميع المهام التي حددها الرئيس.. ولا يمكننا أن نسمح بتمرير هذه الحرب كإرث لأطفالنا، لهذا السبب، لا ينبغي أن يكون هناك تجميد، والذي لا يمكن اعتباره إلا هدوءًا قبل تصعيد جديد على مستوى جديد أكثر دموية".
وأضاف ميروشنيك أنه على يقين من أن القرارات السياسية والقانونية التي تحدث عنها الرئيس في وقت سابق "في حال دخولها مسار المفاوضات، يجب أن تكون منهجية، وتضمن السلام الدائم، وأن تكون خالية من العيوب القانونية، ولا تحتوي على أي غموض أو عدم يقين استراتيجي، ويجب أن يكون كل شيء بسيط وواضح للغاية، مع تسلسل شفاف للإجراءات لتنفيذها، ومسؤولية صارمة عن الفشل في الوفاء بالالتزامات".
وفي الوقت نفسه، أشار إلى أنه "من خلال توقيع بعض الوثائق مع أوكرانيا، لن يكون من الممكن إضفاء الطابع الرسمي على الاتفاقات التي تم التوصل إليها إلا كجزء من الصفقة مع اللاعبين الجيوسياسيين الرئيسيين".
وأوضح ميروشنيك أن "أوكرانيا ليست مستقلة ولا قادرة على الوفاء بالتزاماتها، وبالتالي، فإن مجموعة متكاملة من الخطوات والوثائق فقط هي القادرة على تحقيق تسوية طويلة الأجل، والتي لا يمكن تنفيذها بوضوح من قبل أوكرانيا أو قادتها الذين يتمتعون بشرعيتهم المثيرة للجدل".
وفي وقت سابق، قال الرئيس الروسي إن أي شخص يجب أن يشعر بالحرية في التفاوض مع أوكرانيا، لكن الوثائق النهائية يمكن أن يوقع عليها أشخاص تم تأكيد شرعيتهم قانونيًا.
وانتهت صلاحيات فلاديمير زيلينسكي الرئاسية رسميًا بعد 20 مايو 2024، ولم تُعقد الانتخابات البرلمانية والرئاسية بسبب الأحكام العرفية.
وأشار بوتين سابقًا إلى أن أوكرانيا تلتزم الصمت الآن بشأن حكم المحكمة الدستورية الخاصة بها في مايو 2014 والذي ينص على عدم إمكانية تمديد فترة الرئاسة.
وكانت روسيا وأوكرانيا في محادثات منذ بداية العملية العسكرية الخاصة: أولاً في بيلاروسيا ثم في إسطنبول في نهاية مارس 2022.
وبحلول ذلك الوقت، كانت الوفود قد وقعت بالأحرف الأولى على مسودة اتفاق تضمنت، من بين أمور أخرى، التزام أوكرانيا بوضع محايد وغير منحاز وتعهد بعدم نشر أسلحة أجنبية، بما في ذلك الأسلحة النووية، على أراضيها. ومع ذلك، قاطعت أوكرانيا عملية التفاوض من جانب واحد، واعترف مندوبها الرئيسي، ديفيد أراخاميا، لاحقًا بأن ذلك حدث بناءً على اقتراح رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، بوريس جونسون، الذي جاء إلى كييف عمدًا.