تخلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن عزلته الشديدة التي اعتاد عليها بسبب جائحة كورونا، وظهر وسط المواطنين في داغستان وسان بطرسبرغ في محاولة على ما يبدو للتعبير عن استمرار شعبيته بين المواطنين على الرغم من التمرد الفاشل لمقاتلي فاغنر والحرب التي تسببت في تعرض العاصمة للقصف.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن ما يحدث يعتبر تغيرا ملحوظا في سلوك الرئيس الروسي الذي كان يبتعد بمسافة طويلة عن ضيوفه، مشيرة إلى الصورة الشهيرة للقاء جمعه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث جلس كل منهما على طرف طاولة وبينهما مسافة كبيرة.

والشهر الماضي، سأل أحد الصحفيين بوتين خلال تواصله مع الجمهور في مدينة كرنشتات بسان بطرسبرغ: "ماذا عن العزل الصحي؟"، ليرد الرئيس الروسي: "الناس أهم من العزل الصحي".

بحسب الصحيفة، طالما كره بوتين مثل هذه المشاهد من التواصل مع المواطنين وتقبيل الأطفال التي يمارسها السياسيين الأميركيين خلال الحملات الانتخابية وما شابه، معتبرًا أن هذه أمور "تافهة ومبتذلة"، لكن ربما التمرد الفاشل الذي قاده حليفه السابق يفغيني بريغوجين، تسبب في التحول الحالي.

استعادة الشرعية؟

بعد أيام من نهاية التوتر والاتفاق على وقف زحف فاغنر نحو موسكو، سافر بوتين إلى داغستان جنوبي البلاد، ووقف وتفاعل مع الحشود، وكان ذلك لأول مرة من سنوات.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، حينها أن بوتين تصرف عكس كل "التوصيات القوية من الخبراء" وقرر التفاعل مع الحشود لأنه "لا يمكن له رفض تحية هؤلاء الناس".

وقالت الزميلة البارزة في معهد كارنيغي، تاتيانا ستانوفايا، لنيويورك تايمز، إن قرار بوتين بالتواصل مع حشود المواطنين "خيار شخصي" للرئيس الروسي.

وأوضحت أنه كان بمثابة رسالة إلى النخبة الروسية بأنه لا يزال يتمتع بحب المواطنين في البلاد، مضيفة: "تمرد بريغوجين كان أقوى ضربة لشرعية القيادة، ومن أين تأتي هذه الشرعية؟ من الشعب. وبالتالي جاء التقرب من الناس والشعور بالدعم، هذا هو نوع الاحتياج الذي يظهر في أعقاب تمرد".

أما الباحث السياسي ورئيس وكالة التنمية الدولية في روسيا، تيمور دويدار، يرى أن مسألة الترويج لبوتين مسألة مستمرة ومتواصلة، ربما فقط ازدادت كثافتها حاليًا فقط مقارنة بالربع الأول من العام الحالي أو نهاية العام الماضي.

هجوم بطائرة مسيرة على موسكو.. هل أصبحت روسيا "غير آمنة"؟ تعرض مبنى في وسط العاصمة الروسية موسكو، الثلاثاء، لهجوم بطائرة مسيرة للمرة الثانية خلال 48 ساعة، بينما تحدث سكان المنطقة عن "عدم شعورهم بالأمان"، وفقا لتقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".

وأوضح أن الشعب الروسي "نسى بأمر التمرد"، وبدأ المواطنون يفكرون في المشاكل الاقتصادية التي تواجههم في الوقت الحالي في ظل التضخم وغيره.

وتابع: "على مدار كل سنين حكم بوتين يتم الترويج له وليس لأحد آخر.. كافة وسائل الإعلام الرسمية والموالية مسخرة للحفاظ على شعبية الرئيس".

الانتخابات وقصف موسكو

أما سام غرين، من مركز تحليل السياسة الأوروبية في واشنطن، فيرى أن هذا الظهور وسط الجمهور مرتبط بالانتخابات التي ستشهدها روسيا العام المقبل.

وقال لصحيفة نيويورك تايمز، إن بوتين يكثف نشاطه مع العامة خلال هذه الفترة واضعًا نصب عينيه الانتخابات الرئاسية في مارس المقبل، والتي لم يعلن بوتين رسميًا عن خوضها.

وتواصل تفاعل بوتين مع المواطنين في المناسبات العامة منذ ذلك الحين، وظهر الأربعاء أمام أرامل جنود لقوا مصرعهم خلال الحرب ومسح بيده على رأس ابنة أحد الجنود وربت على كتف الابن الواقف بجوارها.

فيما أشار دويدار إلى أن الكثافة والظهور الحالي ربما سببه الأهم هي "الضربات التي طالت وسط موسكو"، في محاولات لطمأنة المواطنين.

وتعرضت موسكو، الاثنين، لقصف بطائرات مسيرة حيث قال رئيس بلدية العاصمة، سيرغي سوبيانين، إن وحدات روسية مضادة للطائرات أسقطت عددا من الطائرات المسيرة، لكن إحدى الطائرات ضربت مرة أخرى مبنى شاهقا كان قد استهدف في وقت سابق هذا الأسبوع.

وكتب سوبيانين على تطبيق تيليغرام "أسقطت عدة طائرات مسيرة كانت تحاول الطيران إلى موسكو بنيران مضادة للطائرات"، وفقا لرويترز.

وأضاف "وصلت واحدة من هذه الطائرات إلى نفس البرج في مجمع موسكفا سيتي والذي أصيب في السابق"، مؤكدا أن الواجهة في الطابق الحادي والعشرين، تضررت، وتحطم الزجاج على مساحة تزيد عن 150 مترا مربعا".

وأفادت وكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس"، آنذاك، أن مطار فنوكوفو الدولي في موسكو أُغلق لفترة وجيزة.

جائت الهجمات غداة تصريحات للمتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي لشبكة "سي أن أن"، قال فيها إن الولايات المتحدة لا تشجع شن هجمات داخل روسيا أو تسهل القيام بذلك.

وكانت طائرات مسيرة وصلت إلى وسط موسكو خلال الأشهر القليلة الماضية.

ولم تقع أي أضرار جسيمة أو خسائر في الأرواح خلال تلك الهجمات، لكن مسؤولا أوكرانيا كبيرا قال في تصريحات سابقة إن الفترة القادمة ستشهد مزيدا من هذه الهجمات، وفقا لرويترز.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

أستاذ قانون: الشارع الإسرائيلي يميل إلى عقد اتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين

قال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ القانون، إن الشارع الإسرائيلي يميل إلى الإفراج عن الأسرى، خاصًة بعد تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن الأمور قد تغيرت في المنطقة، بعدما استطاع ان يوقع على وقف إطلاق النار مع لبنان.

نتنياهو استطاع إيقاف الجبهة الشمالية

وأضاف «الحرازين»، خلال مداخلة مع الإعلامية مارينا المصري، خلال برنامج «مطروح للنقاش»، المذاع عبر شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»، أن نتنياهو استطاع إيقاف الجبهة الشمالية، لذلك تحدث أنه مع مزيد من الضغط العسكري على حركة حماس أو على الشعب الفلسطيني، يستطيع الحصول على ما يريده، من خلال الوصول إلى صفقة تبادل الرهائن.

وتابع: «لا أعتقد أن تبادل الرهائن يؤدي إلى وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطيني، لأن نتنياهو يناور بما يتعلق بقضيته، بأن يكون هناك صفقة جزئية أو وقف إطلاق نار مؤقت فقط، للوصول إلى تبادل الأسرى».

مقالات مشابهة

  • البرهان يبعث رسالة شكر إلى “بوتين” بعد “الفيتو” الروسي للسودان
  • بعد ظهوره في مصر.. ما هو حيوان الورل النيلي؟
  • لتفقد الأوضاع في سوريا.. الرئيس الروسي يجري اتصالا هاتفيا مع نظيره الإيراني
  • الجيش السوداني بعد ان دمر سمعة اسطورة فاغنر (..)
  • مسالم.. أبرز المعلومات عن ورل النيل بعد ظهوره في أوسيم
  • أستاذ قانون: الشارع الإسرائيلي يميل إلى عقد اتفاق لتبادل الأسرى
  • جهاد الحرازين: الشارع الإسرائيلي يميل إلى اتفاق لتبادل الأسرى
  • أستاذ قانون: الشارع الإسرائيلي يميل إلى عقد اتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين
  • الرئيس السوري يتوعد: الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة وهي اللغة التي سنكسره ونقضي عليه بها
  • الرئيس الروسي يوقع على قانون الميزانية الفيدرالية للأعوام من 2025 إلى 2027