الذهب الحيوي السوداني المُهدر
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
*د. الفاتح يس
بلادنا تعيش حالة من الحرب والقتل والتشريد والسلب والنهب، ويطل علي الأمة الإسلامية عيد الأضحى المبارك؛ أعاده الله علينا وعليكم، وعلى جميع المسلمين والمسلمات بالخير واليمن والبركات، ووفقنا الله على أداء شعيرة النحر والذبح وإراقة الدماء بــالتكبير والتهليل وذِكر الله.
لا يخفى عليكم القيمة الصناعية للجلود، ونعلم جيدا أن البلاد ليس لها بال في أن تستفيد من هذه الجلود؛ لكن لا بأس من أن نتناول عمليات الدباغة وكيفية الاستثمار في هذا الذهب الحيوي؛ عسى ولعل أن نستفيد منه في العام القادم بإذن الله.
بلا شك يُمكن أن يستفاد من نفايات ومخلفات الذبيح والبقايا الحيوية؛ خاصةً الجلود؛ ذلك المورد الحيوي الاقتصادي الذي يرفد العملات الأجنبية إلى خزانة بعض الدول.
تعد دباغة هذه الجلود الخام؛ ابتداءً من مرحلة تطهير الجلد إلى مرحلة الطلاء بالألوان والتشطيب؛ ومن ثم تبدأ مرحلة تحويل هذا الجلد المدبوغ إلى منتجات جلدية مثل الأحذية والشنط والإكسسوارات وغيرها من المنتجات الجلدية الحديثة.
عمليات الصناعات الجلدية لا تبدأ من المدابغ فحسب؛ ولا تبدأ من مرحلة جمع هذه الجلود؛ وإنما تبدأ من مرحلة ذبح الحيوان ذبحاً صحيحاً وإخراج الجلد سليماً دون أي ثقب (سواءً كان ضأناً أو ماعزاً أو عجلاً)؛ وحتى عملية إخراج الجلد بصورة صحيحة؛ سيقلل من معدل وسرعة تأثير وسرعة إصابة البكتريا والكائنات الدقيقة للجلد.
كلكم شاهدتم بــأم أعينكم الإهمال الواضح الذي ألم بــجلود الأضحى المبارك في الأعوام الماضية؛ وكيف تم رمي هذه الجلود بقارعة الطرقات والأزقة والميادين؛ ومحصلة هذا الإهمال كان توالد البعوض وانتشار الروائح الكريهة والأمراض التي تسببها الجراثيم.
أبسط شيئاً يمكن أن يقدمه المواطن في هذا العيد هو الذبح وإخراج الجلد بطريقة صحيحة؛ ودفن الدماء والعظام وبقايا ومخالفات الذبيح في الأرض؛ حتى لا يجد الذباب والبكتريا والكائنات الحية فرصه ومآوي ووسط مريح للنمو والتكاثر.
ولا بأس من أن يتم دباغة هذا الجلد في المنزل بطرق الدباغة التقليدية؛ باستخدام مواد دابغة محلية وصديقة للبيئة، وليس لها آثار ضارة بالبيئة مثل ملح الطعام واستخدام نبات القرض بعد طحنه. ومعروف أن الدباغة التقليدية موجودة في السودان منذ القدم، وتعتبر إرثاً مهنياً لبعض المناطق والقبائل.
في هذه الظروف الصعبة لا بأس من تشجيع الدباغيين التقليديين والحرفيين والعمال المهرة للانخراط في أنشطة الدباغة التقليدية والصناعات الجلدية الحرفية الصغيرة؛ وبحكم أن السودان دولة زراعية، وتتوفر فيه المراعي الغنية وبه ثروة حيوانية كبيرة؛ فـيمكن قيام مدينة الحرفيين للصناعات الجلدية، والاستثمار في هذا المجال الحيوي؛ ويشرف على إدارة وتدريب هذه المدينة الحرفية مهندسي الجلود الذين تخرجوا من جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا؛ لتستوعب هذه المدينة الحرفية الشباب أصحاب التعليم البسيط وخريجي المدارس التقنية؛ وهذه بمثابة خلق وظائف جديدة ستساهم في رفع معدل الناتج المحلي الإجمالي. وبتقديم الدعم المادي والفني والتكنولوجي؛ يمكن لهذه المدينة الحرفية أن تتطور؛ لتنتج منتجات جلدية حديثة؛ ليتم تصديرها الي الخارج؛ لترفد خزينة الدولة بالعملات الصعبة والاستفادة من حصائل الصادر؛ ليتعافى الجنية السوداني شيئاً فشيئا؛ حتى ينافس ويلحق بــباقي العملات الأخرى.
نسأل الله أن تنتهي هذه الحرب اللعينة، ونبدأ نستثمر في هذا الذهب الحيوي المهدر.
*أستاذ جامعي وباحث في قضايا البيئة والتنمية المستدامة
الوسومد. الفاتح يسالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: د الفاتح يس هذه الجلود فی هذا
إقرأ أيضاً:
الشامة غير المتناسقة قد تكون إنذارًا لسرطان الجلد
أميرة خالد
تعد الشامة السرطانية من أكثر الأعراض الشائعة التي تشير إلى الإصابة بمرض الميلانوما، أحد أخطر أنواع السرطانات الجلدية بسبب قدرته السريعة على الانتشار.
والشامات السرطانية عادة ما تكون جديدة التكون أو موجودة من قبل وحدث لها بعض التغييرات، وهناك بعض العلامات التحذيرية التي لا يمكن تجاهلها.
وفقًا لموقع “بولد سكاي”، تشمل العلامات التحذيرية ظهور شامة جديدة أو تغيرات في الحجم واللون والشكل، إضافة إلى بقع أو كتل لامعة على الوجه أو الأذنين أو الرقبة.
كما يُعد النزيف، والنتوءات الوردية أو البنية، والتقرحات المتكررة، من المؤشرات التي تتطلب فحصًا طبيًا فوريًا.
كيف تكتشف سرطان الجلد؟
يختلف مظهر سرطان الجلد حسب نوعه، لكن هناك أشياء تساعد في ملاحظته، مثل الشامات: عدم التماثل الشامة غير متساوية، الحواف غير منتظمة، اللون يحتوي على أكثر من درجة، القطر أكبر من 6 ملم، والتطور تغير في الحجم أو الشكل أو اللون.
وفي حال ملاحظة أي من هذه التغيرات، فإن الكشف المبكر يمكن أن يكون مفتاحًا لإنقاذ الحياة.