كوبا وروسيا.. شراكة استراتيجية تاريخية عززتها سياسة الهيمنة الأمريكية
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
منذ سيطرة ثورة فيديل كاسترو على الحكم، كانت كوبا في حاجة ماسة إلى المساعدة الاقتصادية من جراء العقوبات التي فرضها الرؤساء الأمريكيون المتواليين عليها، فيما كانت موسكو توفر تلك المساعدات لكوبا، وحالت دون سقوط الحكومة الثورية.
ونتج عن الدعم الروسي الراسخ لكوبا شراكة عميقة تحمل في طياتها أصداء جيوسياسية للحرب الباردة، وتشكل خطرا قوميا على الولايات المتحدة، ويظهر ذلك جليا بعد وصول 4 سفن حربية روسية وغواصة نووية إلى ميناء «هافانا» على مقربة من سواحل فلوريدا، وفقا لتقرير لمجلة «Responsible statecraft» الأمريكية.
بحسب المجلة الأمريكية رأت روسيا منذ الحقبة السوفيتية في كوبا موقعا أيديولوجيا قيما في أمريكا اللاتينية، وعملت على تعزيز الشراكة معها وقدمت يد العون والإنقاذ لاقتصادها من ويلات الحصار الأمريكي منذ الستينيات، ورأت الحكومة الثورية الكوبية في روسيا شريكًا ضروريًا في كفاحها للتحرر من الهيمنة الأمريكية، ومحاولات إخضاع واشنطن لها.
وعلى الرغم من انهيار تلك الشراكة مع نهاية الحرب الباردة، إلا أن فلاديمير بوتين أعاد بنائها منذ فترة ولايته الأولى كرئيس لروسيا.
وكانت الرافعة الرئيسية له هي المساعدة الاقتصادية حين أسقط بوتين 90% من ديون كوبا التي تعود إلى الحقبة السوفييتية، وقدم لها كميات متزايدة من المساعدات الاقتصادية منذ ذلك الحين.
وفي عام 2009، توسعت العلاقة الاقتصادية إلى المجالين السياسي والدبلوماسي عندما أعلن البلدان عن «شراكة استراتيجية».
وخلال جائحة كوفيد-19، والتي أدت إلى غلق الصناعات السياحية التي يعتمد عليها الاقتصاد الكوبي والتي تزامن معها فرض دونالد ترامب عقوبات مكثفة عليها، ما أدى إلى انخفاض الاقتصاد بنسبة 11%، أرسلت روسيا الإمدادات الغذائية والطبية التي كانت كوبا في أمس الحاجة إليها.
علاقة روسيا مع كوبا تحدي لواشنطن في مجال نفوذهاووفقا للمجلة الأمريكية، أثبتت سياسة واشنطن تجاه كوبا فشلها، وجاءت بنتائج عكسية، ولم تترك أي بديل للكوبين سوى التوجه نحو روسيا كما قالت قائدة القيادة الجنوبية الجنرال لورا ريتشاردسون للكونجرس، في وقت سابق: «عندما تحتاج إلى حبل للإمساك به، فإنك لا تنظر بالضرورة لترى من الذي ألقى به، يجب أن نكون نحن من يرمي الحبل، وليس منافسينا الاستراتيجيين».
كما أسفرت سياسات واشنطن تجاه كوبا، إلى إتاحة الفرصة لـ«روسيا» منازعتها في مجال نفوذها، ويظهر ذلك جلياً في الرحلة التدريبية التي تخوضها السفن الحربية الروسية على مقربة من السواحل الأمريكية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: روسيا كوبا هافانا الولايات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الاستخبارات الروسية.. واشنطن تواصل دفع أرمينيا لضرب علاقاتها مع روسيا
موسكو-سانا
حذرت الاستخبارات الخارجية الروسية من مواصلة واشنطن الضغط على أرمينيا لضرب علاقاتها مع روسيا ودفعها نحو “الانتحار”، مذكرةً بما حلَّ بأوكرانيا وما تشهده مولدوفا حالياً من محاولات لزعزعة الاستقرار فيها.
وجاء في تقرير للاستخبارات الروسية وفقاً لما أورده موقع “آر تي” اليوم “من أجل الانضمام إلى ما يسمى المجتمع المتحضر يجبر الغرب الشعب الأرميني على التخلي عن تقاليده وعلاقاته الاقتصادية المجزية مع أقرب شركائه في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي”، مضيفاً: “بدأت وزارة الخارجية الأمريكية تسريع إجراءاتها والعمل بشكل مكثف على تحريض أوساط المجتمع الموالية للغرب في أرمينيا، وتعزيز التأثير الموجه على النخبة السياسية الأرمنية، وإعادة توجيهها نحو صيغة تنمية مؤيدة للغرب كما الحال في أوكرانيا ومولدوفا”.
وتابع البيان: “تم تكليف المنظمات المرتبطة بالخارجية الأمريكية بتوسيع برامج تدريب موظفي الأجهزة الحكومية الرئيسية في أرمينيا، وضمان المشاركة النشطة للمستشارين الأجانب في عمل الحكومة الأرمنية لصالح الغرب”.
وشدّد البيان على أن المهمة الرئيسية لواشنطن الآن تكمن في خلق نهج مستدام مناهض لروسيا في الحياة الاجتماعية والسياسية في أرمينيا، ولتحقيق هذه الأهداف تعتزم واشنطن تنظيم حملة إعلامية ودعائية طويلة الأمد ستشمل تشويه إمكانيات التعاون بين يريفان وروسيا والاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، ونشر مواد مضلّلة وملفّقة حول اضطهاد الأرمن العاملين في روسيا.