يوم عرفة 2024.. ما حكم من أكل أو شرب ناسيًا في صيام التطوع؟
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
الصيام من العبادات العظيمة في الإسلام، سواء كان فرضًا كصيام رمضان أو تطوعًا كصيام الأيام المباركة مثل يوم عاشوراء ويوم عرفة. ومع اقتراب يوم عرفة لعام 2024، يتساءل البعض عن حكم من أكل أو شرب ناسيًا خلال صيام التطوع. لمعرفة الحكم الشرعي في هذا الأمر، نقدم لكم هذا المقال الذي يستند إلى آراء الفقهاء وعلماء الدين.
أكدت لجنة الفتوى بالأزهر، أنّ من أكل أو شرب ناسيًا وهو صائم فلا قضاء عليه ولا كفارة، وصومه صحيح سواء كان فرضًا أو تطوعًا. استدل الشيخ الأطرش بقول الله تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 5]، وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أَطْعَمَكَ اللهُ وَسَقَاكَ" عندما جاءه رجل قائلًا: “يا رسول الله، إني أَكَلْتُ وَشَربت ناسيًا وأنا صائمٌ”، مضيفة أن من تذكر أنه صائم أثناء شربه أو أكله يجب عليه لفظ ما في فمه فورًا، لأن العذر الذي جعله الشارع مانعًا من التفطير قد زال.
هل يشترط تبييت النية قبل صيام يوم عرفة؟أكدت إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، بأنه لا يشترط تبييت النية قبل الفجر في صيام التطوع. وأوضح أنه يجوز لمن استيقظ بعد الفجر أو بعد الظهر أن ينوي صيام النفل بشرطين: أن يكون ذلك قبل أذان العصر وألا يكون قد فعل شيئًا يتنافى مع الصيام مثل الأكل والشرب. واستدل الشيخ ممدوح بحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يَا عَائِشَةُ، هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟" فقالت: "مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ" فقال: "فَإِنِّي صَائِمٌ". ونبهت على أنه يجب تبييت النية قبل الفجر في صيام الفرض سواء كان رمضان أو كفارة أو نذر أو قضاء.
حكم صيام يوم عرفة للحاج وغيرهيُستحب صيام يوم عرفة لغير الحاج، وقد اختلف الفقهاء في حكم صيام الحاج ليوم عرفة. والسبب في استحباب الفطر للحاج هو أن الفطر يعينه على الطاعة والدعاء، لأن الصيام قد يسبب له التعب. النبي صلى الله عليه وسلم فطر يوم عرفة، كما روت لبابة بنت الحارث: "أنَّ نَاسًا تَمَارَوْا عِنْدَهَا يَومَ عَرَفَةَ في صَوْمِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ بَعْضُهُمْ: هو صَائِمٌ، وقالَ بَعْضُهُمْ: ليسَ بصَائِمٍ، فأرْسَلَتْ إلَيْهِ بقَدَحِ لَبَنٍ وهو واقِفٌ علَى بَعِيرِهِ، فَشَرِبَهُ".
ذهب الحنفية والمالكية إلى كراهة الصوم للحاج في يوم عرفة، واشترط الحنفية الكراهة إذا كان الصوم يضعف الحاج. أما الشافعية فقد ذهبوا إلى جواز صيام عرفة للحاج إذا كان من المقيمين في مكة وذهب إلى عرفة في الليل، بينما يُسن الفطر للمسافر مطلقًا عند الشافعية.
نؤكد على أن صيام يوم عرفة يحمل فضلًا عظيمًا، ومن أكل أو شرب ناسيًا فلا شيء عليه، وصومه صحيح. ويجوز نية الصيام بعد الفجر في التطوع بشرطين، كما يُستحب لغير الحاج الصيام في هذا اليوم المبارك، بينما يفضل للحاج الفطر إذا كان ذلك يعينه على أداء المناسك بطاعة وخشوع.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: يوم عرفة 2024 يوم عرفة من أکل أو شرب ناسی ا صیام یوم عرفة
إقرأ أيضاً:
هل يصح صيام تارك الصلاة؟.. الأزهر للفتوى يجيب
هل يصح صيام تارك الصلاة؟.. سؤال أجاب عنه مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية عبر صفحته الرسمية على فيس بوك.
وقال مركز الأزهر في إجابته عن السؤال: إن من صام وهو لا يصلي؛ فصومه صحيح يُسقط عنه الفرض؛ لأنه لا يُشتَرَط لصحة الصوم إقامة الصلاة، ولكنه آثمٌ شرعًا من جهة تركه للصلاة، ومرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب، وعليه أن يبادر بالتوبة إلى الله- تعالى-.
وبالنسبة لمسألة الأجر؛ قال المركز إن مردها إلى الله تعالى، غير أن الصائم المُصَلِّي أرجى ثوابًا وأجرًا وقَبولًا ممن لا يصلي .. والله تعالى أعلم.
أوضحت دار الإفتاء المصرية، أن الصوم فريضة وركن من أركان الإسلام، وكذلك الصلاة وكلاهما لا يغني عن الآخر.
وأفتت بأن عدم صلاة الصائم قد يكون مانعا من قبول العمل أو نقص الثواب، ولكن يكون صومه صحيح، ويكون قد أدى ما عليه من الفرض ومسألة الأجر في يد الله سبحانه وتعالى.
هل يقبل صيام من لا يصلي؟
وأكدت دار الإفتاء أن الصلاة عماد الدين، ولا يجوز لمسلمٍ تركها، منوهة بأنه اشتد وعيد الله- تعالى- ورسوله- صلى الله عليه وآله وسلم- لمن تركها وفرط في شأنها.
وقالت «الإفتاء» إن الإسلام لا يتجزأ والمسلم العاقل لا يقبل لنفسه إطلاقًا أن يتقيد بجانب من الإسلام ثم يتحلل من جانب آخر ؛ لأنه يكون في هذه الحالة كمن يعترض على الله جل جلاله .
حكم صيام تارك الصلاة
قالت دار الإفتاء المصرية، انه لا يجوز لمسلمٍ تركُ الصلاة، وقد اشتد وعيد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم لمن تركها وفرط في شأنها، حتى قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» أخرجه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه، وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم.
وأبانت «الإفتاء» في إجابتها عن سؤال: «ما الحكم فيمن صام رمضان ولكنه لا يصلي؛ هل ذلك يُفسِد صيامه ولا ينال عليه أجرًا؟» أن معنى «فقد كفر» في هذا الحديث الشريف وغيره من الأحاديث التي في معناه: أي أتى فعلًا كبيرًا وشابه الكفار في عدم صلاتهم، فإن الكبائر من شُعَب الكُفر كما أن الطاعات من شُعَب الإيمان، لا أنه قد خرج بذلك عن ملة الإسلام- عياذًا بالله تعالى- فإن تارك الصلاة لا يكفر حتى يجحدها ويكذب بها، ولكنه مع ذلك مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب.