بوابة الوفد:
2025-03-18@17:56:59 GMT

بوتين: يسعى الغرب للتدخل في شؤون الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT

أعلن الرئيس الورسي فلاديمير بوتين، أن التعددية القطبية واحترام القانون الدولي يسمح بحل أعقد القضايا لمصلحة الجميع، مؤكدا أن الغرب يسعى الآن للتدخل في شؤون الشرق الأوسط، وذلك في لقاء عقده اليوم مع الكوادر القيادية في وزارة الخارجية الروسية بحضور الوزير سيرغي لافروف.

 

وفي السطور التالية ابرز تصريحاته:

التغيرات تعيد التفاؤل، تعدد القطبية واحترام القانون الدولي تسمح بحل أعقد القضايا لمصلحة الجميع.

وبناء العلاقات ذات المصلحة المتبادلة وضمان الأمن للشعوب.

في مجموعات مثل "بريكس" فإن احترام الحوار والتفاهم والاحترام المتبادل من المبادئ الأساسية.

بوتين: سنعمل على استقبال مزيد من الأعضاء.

 قدرات "بريكس" تسمح لها بأن تكون أحد مراكز تشكيل العالم متعدد الأقطاب.

 لا يمكن أن يكون أمن البعض على حساب أمن الآخرين، كان هناك فرصة للمجتمع الدولي في نهاية القرن الماضي، كان المطلوب فقط سماع بعضنا البعض. حينها كانت دولتنا تسعى لهذا العمل البناء، لكن كانت هناك هيمنة أخرى، لا سيما من جانب الولايات المتحدة التي اعتقدت أنها "انتصرت" في الحرب الباردة، وبدأت في التوسع شرقا بلا حدود، ردا على ذلك قالوا لنا، ووعدونا بأن توسع "الناتو" غير موجه ضد روسيا. قالوا لنا في "الناتو" إن الوعود كانت شفهية ولذلك فهي "غير ملزمة".

 أشرنا إلى الخطأ الذي يرتكبه الغرب، وطلبنا أن تكون هناك آلية أمنية تلائم الجميع، وقد ذكرنا ذلك في 2008، وكذلك في المذكرة الأمنية التي تقدمنا بها في نهاية 2021. لكن كل هذه المحاولات للشرح وإنذار الشركاء لم نحصل بصددها على أي استجابة.

 بات من الواضح تماما أن الهيكلية الغربية لضمان الأمن والازدهار في العالم لا تعمل. نحن نتذكر المأساة في البلقان. نعم، كان هناك مشكلات داخلية، إلا أنها احتدت بسبب التدخل الخارجي. وبدأوا في العمل بالمبدأ الجديد وهو "الدبلوماسية على طريق (الناتو)".

هذا النهج نفسه استخدم في مناطق أخرى من العالم في العراق وسوريا وأفغانستان ولم تأتي بأي نتائج عدا أنها فاقمت المشكلات الموجودة وتشريد الشعوب وهدم الدول وزيادة الكوارث الإنسانية.

 يسعى الغرب الآن للتدخل في شؤون الشرق الأوسط، ومن الواضح تماما تدخلهم في جنوب القوقاز وآسيا الوسطى.

أوروبا ربما تنزلق إلى الفوضى الخاصة بالهجرة وبالوضع الاقتصادي والسياسي.

أوروبا تفقد أصالتها، حتى أن بعض السياسيين يفق

أوروبا تشتري الغاز اليوم بأغلى من ثلاثة أضعاف، والدول الأوروبية تريد زيادة الإمدادات العسكرية لأوكرانيا وتفرض ذلك على الشركات الأوروبية التي لا ترغب في ذلك.

دون ثقة سكانهم، ونتائج انتخابات البرلمان الأوروبي تؤكد ذلك.

أوروبا الآن مجبرون على زيادة إمدادات الأسلحة لأوكرانيا، من سيكون بحاجة لهذه الأسلحة عندما ينتهي الصراع بأوكرانيا.

الولايات المتحدة تخصص أموالا كبيرة للمسيرات والطائرات والصواريخ، وتلك المجالات سوف تحدد نطاق الصناعات المستقبلية في العالم. أوروبا مجبرة على ذلك أيضا، دون أن ترفع من مستوى معيشة مواطنيها.

يجب أن يكون لأوروبا علاقات جيدة مع روسيا، كان الأوروبيون يفهمون ذلك، أولئك الذين كانوا يلتزمون بالقيم الأوروبية، وأذكر لقائي بهيلموت كول في بداية التسعينيات حينما أكد على أهمية العلاقات الأوروبية الروسية.

المحاولات الأمريكية مستمرة لتمرير النهج الإمبريالي والهيمنة من أجل استنزاف الولايات المتحدة للقارة الأوروبية. بطبيعة الحال هذا طريق مسدود بلا أفق.

لا بد من تفعيل الحوار والأنشطة الدبلوماسية في منطقة أوراسيا ومنظمة شنغهاي للتعاون، ونرى أفقا لدمج لاعبين جدد من شرق آسيا وحتى إلى أقصى شمال روسيا.

آن الأوان لمناقشة المنظومة والضمانات الأمنية. لا بد من الحيلولة دون التدخل الخارجي. نريد إقامة منظومة أمنية جيدة. القوات الأجنبية لا مكان لها في أوراسيا.

الدول والمنظمات الأوراسية يجب أن تقرر مصيرها بالتعاون انطلاقا من عمل المؤسسات والهيئات العاملة من أجل مصلحة أوطاننا.

نحث على النظر في مبادرة بيلاروس التي تنص على أطر للمنظومة الأمنية على أساس المرجعية القانونية والتعددية بوصفها منظومة جديدة في عالم التعددية القطبية.

لقد قوض الغرب المنظومة الأمنية وعبر العقوبات أضعف جميع المؤسسات المالية ومنظمة التجارة العالمية والبنك الدولي ويحاول تمرير الهيمنة عبر استخدام العراقيل البيروقراطية.

الدول الغربية جمدت الأصول الروسية والآن تقرر أن تختلق مرجعية قانونية لسرقة هذه الأموال. هذه المحاولات لن تمر دون عقاب.

إن ذلك سيقوض المنظومة التي أسسها الغرب نفسه. وعبر كل هذه الديون يحاولون جذب المزيد من الأموال، إلا أن سرقة الأصول الروسية سيقوض الموثوقية الأوروبية.

آن الأوان لرسم وتطوير العلاقات والإجراءات المشتركة عبر توسيع التعامل بالعملات الوطنية ومن خلال التسوية بالالتفاف على المنظومات الأوروبية والغربية.

آن الأوان لرسم وتطوير العلاقات والإجراءات المشتركة عبر توسيع التعامل بالعملات الوطنية ومن خلال التسوية بالالتفاف على المنظومات الأوروبية والغربية.

فيما يتعلق بالتعامل مع وزارة الخارجية، يرجى أن ترتكز الوزارة على بناء الشراكات الكبرى والضخمة في مجال أوراسيا.

مقترحاتنا تتمحور حول تشكيل منظومة جيدة ومناسبة للجميع، ما يمكننا من حل الصراعات الدائرة وتسوية مختلف القضايا الخاصة استنادا للثقة.

خير دليل على ذلك الصراع في أوكرانيا. إن الأزمة الأوكرانية ليست صراعا بين دولتين أو شعبين. فلدى الشعبين الروسي والأوكراني قيم مشتركة لكن جذور المشكلة هي نتيجة مباشرة لتطور الأحداث في القرن الماضي. لسياسة الغطرسة الغربية التي انتهجها الغرب.

بعد انتهاء الحرب الباردة، بدأ الغرب بنظام عالمي مبني على القواعد لا القوانين، ولا يوجد فيه مكان للدول ذات السيادة، بهدف ردع بلادنا، وقد قالوا ذلك بأنفسهم.

الدول الغربية كانت تعمل على ابتلاع الدول القريبة منها. وفي توسعات "الناتو" أثبتوا ذلك، وحاولوا أن يضموا أوكرانيا وسخروا كل الموارد لهذه الخطة.

دعم الغرب المجموعات النازية في أوكرانيا وكانوا يقتطعون الأراضي من شرق أوكرانيا.

الغرب كان يعرف المشكلات الداخلية الأوكرانية، واستخدموا الدعاية لسنوات عديدة، ولم يستطيعوا تغيير الوضع بشكل جذري. حاولوا أن يغيروا الذاكرة التاريخية. وحينما لم ينجحوا استخدموا القوة.

مولوا ونظموا واستغلوا الوضع السياسي الداخلي الصعب، وقاموا بالانقلاب المسلح وبدأ القتل والعنف وقمعوا المعارضة وأدخلوا ذلك ضمن "أيديولوجية السلطة" ومنعوا اللغة الروسية وهجموا على الكنائس الأرثوذكسية الروسية.

في أي مكان آخر من العالم كان ذلك ليخلق جلبة واسعة، ولكن في أوكرانيا كان المجتمع الدولي يصمت إزاء كل هذا.

كنا ملزمون بحماية أهل دونباس واعترفنا أخيرا بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك بعد أن أمضينا 8 سنوات لم نعترف بهما.

هل يحق لهذه الجمهوريات أن تطلب الدعم، نعم يحق لهم أن يطلبوا الدعم، كما يحق لهم أن يعترفوا بسيادتهم استنادا لقرارات المحكمة الدولية، يحق لنا كذلك أن نوقع اتفاقية معهم، وكل هذا وفقا للقانون الدولي.

اضطرنا ذلك أن نبدأ العملية العسكرية الروسية الخاصة، ومع ذلك كان نصب أعيننا الحل الدبلوماسي والسياسي السلمي.

وقد بدأنا المفاوضات فورا، في بيلاروس، وقلنا إنه يجب احترام إرادة سكان الدونباس. اسحبوا القوات، واحترموا سيادة الجمهوريتين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بوتين يسعى الغرب الآن للتدخل شؤون الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

قيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن أمريكا

 

 

بدر بن علي الهادي

 

الحديث عن استقلال الدول العربية وقيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن النفوذ الأمريكي يشكل نقطة محورية في إعادة التفكير في دور المنطقة في العالم؛ حيث بدأنا نُلاحظ تحركات سعودية جريئة في الآونة الأخيرة تعكس رغبة حقيقية في التوجه نحو استقلال سياسي واقتصادي يتماشى مع مصلحة الدول العربية والإسلامية في المستقبل.

لاحظنا سعي المملكة العربية السعودية، باعتبارها واحدة من أبرز القوى في المنطقة، إلى التحرر من الهيمنة الأمريكية، وبدء مشروع نهضة يُركز على الاقتصاد والصناعة بدلًا من الحروب والاعتماد على النفط.

منذ عقود، كانت السياسة الأمريكية تشكل عاملًا رئيسيًا في تحديد مصير العديد من دول المنطقة، من خلال التدخلات العسكرية أو النفوذ السياسي، فضلًا عن الوجود العسكري الذي أدى إلى استمرار الاضطرابات في الشرق الأوسط، إلّا أن السعودية، رغم أنها كانت في كثير من الأحيان حليفًا وثيقًا لأمريكا، بدأت مؤخرًا في التوجه نحو تنويع تحالفاتها، مستفيدة من الفرص الجديدة مع قوى مثل الصين وروسيا. وهذا التحول جاء نتيجة لما وصفه البعض بأنه ضرورة استراتيجية لتجنب الاعتماد الكامل على واشنطن.

تسعى السعودية إلى اتخاذ قرارات سيادية بعيدًا عن الضغوط الأمريكية، خاصة في مجالات التجارة والأمن، فالمملكة قد بدأت بالتحرك في عدة محاور:

 1. تنويع التحالفات: عبر تعزيز علاقاتها مع روسيا والصين، وهو ما يعد تحولا استراتيجيا يعكس استقلالية في السياسة الخارجية.

 2. الاستقلال الاقتصادي: بدأ يظهر التركيز على تطوير الصناعات المحلية وتحقيق الاستقلال التكنولوجي من خلال مشروعات "رؤية 2030"، بالإضافة إلى تعزيز مشاريع الطاقة المتجددة.

 3. إصلاح الصناعات الدفاعية: في خطوة نحو تقليل الاعتماد على السلاح الأمريكي، بدأت السعودية بتطوير الصناعات العسكرية المحلية وتعزيز قدراتها الدفاعية، وهو ما يُعد حجر الزاوية في تعزيز الاستقلال العسكري.

 4. تطوير القوة العسكرية: يمكن أن تشكل القيادة العسكرية العربية المشتركة بديلًا حقيقيًا للوجود الأمريكي في المنطقة، وتحقيق الاستقلال الأمني الذي يوفر حماية حقيقية للدول العربية بعيدًا عن التدخلات الأجنبية.

إلا أن هناك تحديات وملفات تضغط عليها الولايات المتحدة في التعاطي من التطور السعودي حيث تعد المملكة العربية السعودية مثلها مثل العديد من الدول الأخرى، تواجه تحديات كبيرة في طريق الاستقلال عن أمريكا.

وأبرز هذه التحديات هو التهديد الأمريكي في استخدام الملفات القديمة، مثل قضية 11 سبتمبر وحقوق الإنسان، كورقة ضغط على الرياض.

ومن أجل تجاوز المملكة هذه العقبات، يجب على السعودية أن تتحرك بحذر وأن تعمل على تعزيز الجبهة الداخلية من خلال التعليم، والإعلام، والاقتصاد. كما إن توحيد الصف العربي والإسلامي يمكن أن يكون قوة داعمة لهذا الاتجاه؛ حيث إن وجود إيمان حقيقي بالقدرة على التغيير، يدعم السعودية في قيادة مشروع وحدوي يركز على النهضة الاقتصادية بعيدة عن الحروب، وتحقيق الوحدة الثقافية بين العرب والمسلمين من خلال إصلاح التعليم وتنمية اقتصادات دول المنطقة.

وإذا تمكنت السعودية من الإيمان بقدرتها على التغلب على التحديات السياسية والاقتصادية، يمكنها أن تصبح القيادة الفعلية للشرق الأوسط الجديد، وتعيد رسم خارطة القوى في المنطقة.

الطريق نحو الاستقلال العربي وقيادة الشرق الأوسط ليس سهلًا، لكنه ممكن، إذا ما توفرت الإرادة السياسية والشعبية. فالسعودية ومن خلال قوتها الاقتصادية والسياسية، قد تكون على أعتاب مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة، لكن التحديات، خاصة تلك التي قد تفرضها الولايات المتحدة، ستظل حاضرة، وستحتاج المملكة إلى اتخاذ قرارات جريئة تضمن مستقبلًا مشرقًا للدول العربية والإسلامية بعيدًا عن التبعية للقوى الغربية.

لذا يجب على المحيط الخليجي دعم المملكة العربية السعودية في رؤيتها لقيادة الشرق الأوسط وبناء شرق أوسط جديد مهتم برفاه الإنسان من خلال النشاط الاقتصادي والتجاري ومشاركة العالم في البناء بعيدا عن الحروب التي أهلكت الشرق الأوسط لأكثر من قرن مصلحة عامة لجميع دول العالم وأولى اتباعها ودعمها لتنتفع به بقية الدول.

الإنسان العربي يحتاج ليعيش كشعوب العالم الأخرى بعيدا عن الحروب وإراقة الدماء. فهل من مستمع وهل من مجيب؟!

مقالات مشابهة

  • أستاذ العلوم السياسية: الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين تهدد استقرار العالم
  • تركيا: نهج إسرائيل "العدائي" يهدد مستقبل الشرق الأوسط
  • البديوي يلتقي مبعوث أوكرانيا الخاص لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا
  • أعاصير تجتاح الغرب الأوسط الأمريكي وتُخلف 37 قتيلا وأضرارا جسيمة (شاهد)
  • نتائج قرعة ربع نهائي دوري أبطال آسيا.. مواجهات قوية للفرق العربية
  • الاستراتيجية الروسية.. لماذا يرفض بوتين وقف إطلاق النار؟
  • مقارنة بين وقوف الغرب مع أوكرانيا وموقف العرب من فلسطين
  • قيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن أمريكا
  • السؤال الذي يعرف الغرب الإجابة عنه مسبقا
  • كيف زيِّفت أوروبا ذاتها الحضارية؟!