من إندونيسيا إلى نيجيريا وأوزبكستان.. هذا ما يميز احتفالات عيد الأضحى في الدول الإسلامية
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
في العاشر من ذي الحجة من كل عام، يحتفل المسلمون حول العالم بعيد الأضحى، فتتردد أصداء تكبيرات وتسود روح العطاء والتكافل في كل مكان، فيما يتقاسم الناس لحوم الأضاحي مع أقاربهم والمحتاجين مستشعرين ما تحمله المناسبة من معاني التضحية والفداء.
يبلغ تعداد المسلمين حول العالم ما يقارب 1.9 مليار مسلم، ينتمون إلى جنسيات وثقافات متنوعة، وهو ما ينعكس على احتفالاتهم بعيد الأضحى.
فتعالوا نتعرف على بعض مظاهر احتفالات الشعوب المختلفة بعيد الأضحى المبارك.
إندونيسيا وماليزيا.. أطباق تقليدية متشابهةيقدر عدد المسلمين في إندونيسيا بما يقارب 230 مليون نسمة، وهو ما يمثل نحو 87% من السكان ونحو 13% من مسلمي العالم، مما يجعلها أكبر الدول من حيث عدد السكان المسلمين. تشتهر بعض القرى مثل قرية باسوران بطقوس خاصة في عيد الأضحى، حيث يحرص أهل القرية على غسل الأضاحي بماء الزهر، وإلباسها قلادة خاصة، وتغطيتها بقماش أبيض كنوع من التكريم.
أما جزيرة مادورا التي يعمل كثير من سكانها بالخارج، فالعيد بالنسبة لهم فرصة للعودة والاحتفال مع عائلاتهم، في طقس يسمونه "تورون" وتعني العودة إلى الوطن، كما يحرص كثيرون على زيارة قبور الأحباء الراحلين.
وخلافا لباقي أنحاء إندونيسيا، لا يمثل المسلمون الأغلبية في بالي، لذلك يحرصون خلال عيد الأضحى على تقديم الهدايا من الأطعمة التقليدية والفاكهة لجيرانهم من غير المسلمين.
وتتعدد الأطباق على مائدة عيد الأضحى في إندونيسيا، لكن أبرزها هو طبق الـ"رندانغ" الذي يتبل فيه اللحم البقري، ويطهى ببطء في حليب جوز الهند، كي يتشرب النكهة بدرجة مثالية. ويُعتقد أنه نشأ في غرب سومطرة بإندونيسيا من قبل شعب "مينان كاباو"، وهو أيضا الطبق الرئيسي على موائد العيد في كل من ماليزيا وسنغافورة.
وإلى جوار "رندانغ" ستجد طبق "ساتيه"، وهو عبارة عن قطع من اللحوم المشوية على أسياخ، وكذلك "كيتوبات"، وهو نوع من كعك الأرز مطبوخ في جراب منسوج من أوراق النخيل.
وفي ماليزيا، تُترك أبواب البيوت مفتوحة خلال العيد، لاستقبال كل من يأتي للتهنئة من الأقارب والأصدقاء، وقد استعد أهل البيت لاستقبالهم بالحلوى والأطباق اللذيذة.
وتتشابه الأطباق الماليزية مع العديد من الأطباق الإندونيسية، فتتربع أطباق الرندانغ والساتيه على المائدة، بالإضافة إلى طبق "ليمانغ" وهو أرز مطهو مع حليب جوز الهند داخل أنابيب مجوفة من البامبو المبطنة بأوراق الموز.
كما يحرص الجميع على ارتداء الزي التقليدي المعروف باسم "باجو مالايو" والذي يشتهر بألوانه الزاهية احتفالا بعيد الأضحى، أو "هاري رايا حاجي" وتعني بالمالاوية يوم الحج الأعظم.
يحرص الجميع في ماليزيا على ارتداء الزي التقليدي المعروف باسم "باجو مالايو" الذي يشتهر بألوانه الزاهية احتفالا بعيد الأضحى (غيتي) آسيا الوسطى.. تاريخ مشتركعلى الرغم من تشابه التقاليد الأساسية للاحتفال بالعيد في دول آسيا الوسطى مع بقية دول العالم الإسلامي، فإن لدول تلك المنطقة تاريخا مشتركا يضفي طابعا خاصا على احتفالاتها. يعتمد المطبخ في دول آسيا الوسطى بشكل أساسي على لحم الضأن، ويجمع بين تأثيرات المطبخين الآسيوي والشرق أوسطي، مما يمنح أطباقه مذاقا فريدا.
في أوزبكستان تسود الاحتفالات المبهجة بعيد الأضحى الذي أصبح إجازة رسمية في عام 1991. وتبدأ الاستعدادات قبل قدوم العيد بإعداد معجنات تقليدية مثل "كوش تيلي" و "أوراما". أما طبق العيد الرئيسي فهو "البلوف" أو "البيلاف"، وهو طبق معد من الأرز المطبوخ مع اللحم والبصل والثوم والزبيب والجزر والمشمش، ويطهى في قدور حديدية ضخمة تسمى كازان.
من الأطباق الأساسية الأخرى "شاشليك" وهي كلمة روسية تعني شيش كباب، حيث يشوى اللحم على أسياخ. وهناك أيضا طبق "المانتي" وهو عبارة عن فطائر صغيرة الحجم محشوة باللحم تطهى على البخار.
وتتشابه هذه الأطباق مع الأطباق المقدمة على مائدة العيد في كازاخستان، كما يضاف إليها طبق "بيشبارماك"، ويطهى فيه اللحم مع شرائح المكرونة المصنوعة يدويا. أما في طاجيكستان فالطبق الرئيسي على المائدة هو "أوش بالا" ويعد من الأرز والحمص واللحم.
للحلوى مكان مميز في تركياوعلى غرار المسلمين في مختلف أنحاء العالم، يحتفل مسلمو تركيا بعيد الأضحى أو كما يدعى بالتركية "قربان بيرمي"، فتتجمع العائلات بعد صلاة العيد، ويتبادلون الزيارات للتهاني. وتحتل اللحوم مكانها على مائدة العيد التركية وللحلوى مكانها المميز كذلك.
أهم أطباق العيد هو طبق الكباب، وتتميز المائدة التركية بوجود العديد من أنواع الكباب المختلفة أشهرها "كباب إسكندر"، و"شيش كباب"، و"كباب أضنة"، حيث تتبل أسياخ اللحم بتتبيلات مختلفة وتعد للشواء.
وإلى جانب الكباب هناك العديد من الأطباق التركية الشهية مثل طبق الدولما وهو ورق العنب المحشو بخليط الأرز مع اللحم المفروم، وفطائر اللحم "البوريك"، وكلها أطباق أساسية على مائدة العيد في تركيا.
ولا تخلو المائدة من أكواب الشاي، والقهوة، التي تقدم مع الحلوى التركية اللذيذة مثل البقلاوة التركية الشهية و"كيشكول" وهو طبق بودنج مطهو باللوز المسحوق وجوز الهند والحليب والسكر والنشا.
لا تخلو مائدة عيد الأضحى في تركيا من أكواب الشاي التي تقدم مع أنواع الحلوى اللذيذة مثل البقلاوة الشهية (وكالة الأناضول) السنغال.. والاحتفال بتاباسكيأما في السنغال التي تبلغ نسبة المسلمين فيها أكثر من 95%، فيحمل عيد الأضحى أو كما يسمونه "تاباسكي" طابعا خاصا، حيث يحرص أغلب السكان على الاستعداد مبكرا للعيد وعادة ما يحرصون على وضع الماشية المخصصة للأضحية أمام البيوت، وفي صبيحة العيد يرتدون الملابس التقليدية المجهزة خصوصا للاحتفال، ويذهبون لأداء الصلاة ثم يذبح الرجال الأضاحي في ساحة المنزل، وتأخذها النساء لإعدادها في ساحته الخلفية.
ثم يبدأ إعداد الطعام في أجواء احتفالية بعد أن توزع أنصبة المحتاجين والجيران والأقارب.
والمطبخ السنغالي مطبخ غني بأطباق متنوعة، نتيجة تاريخه الذي أدى لمزج تقاليد ومكونات المطبخ الإفريقي مع تأثيرات من المطبخ الفرنسي مما أنتج أطباقا فريدة، وعلى رأسها طبق "مافيه" وهو عبارة عن طبق لحم مع الخضروات وصلصة الفول السوداني، كما أن الشاي بطقوسه الخاصة جزءا لا يتجزأ من المطبخ السنغالي.
نيجيريا.. مهرجان دوربارأما في نيجيريا، فيطلق على عيد الأضحى اسم "بابار سالا" وتعنى بلغة الهوسا الصلاة الكبرى. وتعكس احتفالات العيد في نيجيريا التمسك بالتقاليد والثقافة الغنية. فإلى جانب طقوس العيد التقليدية من صلاة وأضحية، تتميز بطقس فريد هو مهرجان "دوربار" الذي يقام في مدينة كانو بشمال البلاد.
ويعود تاريخ المهرجان إلى أكثر من قرنين، حينما كانت أفواج الفرسان مع الخيول تجتمع للدفاع عن الإمارة، وفي كل عام على مدى أيام العيد يتزين الفرسان بالعمامات ذات الألوان الزاهية، ويتوافدون على خيولهم لتقديم العهود للأمير في أجواء تسودها الموسيقى والاستعراضات الفنية.
أما مائدة عيد الأضحى في نيجيريا، فهي غنية بالمذاقات الفريدة ومن أبرز الأطباق التقليدية سوكيا، وهي عبارة عن أسياخ لحم مشوية متبلة، بالإضافة إلى "توو شينكافا" وهو طبق من الأرز مع أنواع مختلفة من الحساء، مثل حساء الفول السوداني أو حساء الخضار.
وهكذا تتنوع طرق الاحتفال بعيد الأضحى حول العالم، لكنها دائما تتركز حول معاني العطاء والتضحية، والأجواء الاحتفالية التي توحد قلوب المسلمين في كل مكان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات عید الأضحى فی بعید الأضحى المسلمین فی على مائدة العید فی عبارة عن
إقرأ أيضاً:
رينارد يرد على الخسارة أمام إندونيسيا.. قرار مفاجئ بشأن كأس الخليج
خاص
كشفت تقارير صحفية عن قرار جديد سيتخذه المدرب الفرنسي رينارد بشأن مشاركة المنتخب الوطني في بطولة كأس الخليج العربي المقبلة، والتي تستضيفها دولة الكويت.
وأكدت التقارير أن المنتخب السعودي لكرة القدم سيشارك بتشكيلة أساسية كاملة في البطولة، وذلك بناءً على فرمان من رينارد.
ويأتي هذا القرار في إطار سعي المدرب الفرنسي لتقديم أفضل المستويات في البطولة، وفرصة لاكتشاف المواهب الشابة وتطوير أداء اللاعبين الأساسيين.
وتزامنًا مع مشاركة الأخضر في البطولة، سيشهد دوري روشن السعودي توقفًا مؤقتًا، وذلك لمنح اللاعبين فرصة الاستعداد الأمثل للبطولة الخليجية، والتركيز بشكل كامل على تحقيق أفضل النتائج.
وستنطلق بطولة كأس الخليج العربي في 21 ديسمبر 2024 وتختتم فعالياتها في 3 يناير 2025، حيث سيشهد استاد جابر الأحمد الدولي الكويتي مباريات حماسية ومثيرة بين المنتخبات المشاركة.
وقد أسفرت القرعة عن تقسيم المنتخبات إلى مجموعتين، حيث تضم المجموعة الأولى منتخبات الكويت (البلد المضيف)، عمان، قطر، والإمارات. بينما تضم المجموعة الثانية منتخبات السعودية، العراق، اليمن، والبحرين.
ويتوقع أن تشهد البطولة منافسة قوية بين المنتخبات المشاركة، حيث يسعى كل منتخب لتحقيق اللقب الغالي وإسعاد جماهيره.
وتراهن الجماهير الخليجية على نسخة قوية من البطولة، خاصة مع وجود العديد من النجوم في صفوف المنتخبات المشاركة، مما يزيد من الإثارة والتشويق.
يهدف المنتخب الوطني إلى تحقيق نتائج إيجابية في البطولة، وتعزيز مكانته في كرة القدم الخليجية، خاصة بعد النتائج المتذبذبة التي حققها في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم.